أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - في ذكرى ميلاد روزا باركس














المزيد.....

في ذكرى ميلاد روزا باركس


الطاهر المعز

الحوار المتمدن-العدد: 7515 - 2023 / 2 / 7 - 18:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كانت عاملة الخياطة والنّسيج، "روزا باركس" (4 شباط/فبراير 1913 - 24 تشرين الأول/أكتوبر 2005) داعية ومُنَظِّمَة ومُحَرِّضَة مُحَنَّكَة من الطبقة العاملة (كان أبوها عامل بناء ونجارا، وأمها مُدَرِّسَة ي مدارس السُّود، وجدّها لأمّها مُزارع )، قاومت الظُّلْم والإستغلال ورفضت الاستسلام لقانون "جيم كرو"، الذي يُشَرْعِنُ ويُنَظِّم الفَصْل العنصري في الفضاء العام، بالمدارس والكنائس والمحلات التجارية والمصاعد وصنابير مياه الشرب ووسائل النّقل العمومي وما إلى ذلك، بجنوب الولايات المتحدة، بعد انتهاء الحرب الأهلية، سنة 1865، وعلى سبيل المثل، يقتضي هذا القانون، تخصيص المقاعد الأمامية، داخل حافلات النقل العمومي للبيض، والجزء الخلفي للسود الذين يشترون التذاكر لدى السائق، ثم ينزلون ليصعدوا من الباب الخلفي، وكان يجب عليهم التخلي عن مقاعدهم لصالح الركاب البيض إذا لم يتبق أي مقاعد خالية في المقدمة، كما لا يحق للسود استخدام مطاعم البيض أو المراحيص الخاص بهم، وفي أول كانون الأول/ديسمبر 1955، رفضت روزا باركس التي كانت عائدة من عملها، الإمتثال لهذا القانون والتخلي عن مكانها، وسط الحافلة (وليس في النصف الأمامي) لرجل أبيض، في مدينة مونتغمري ( ولاية ألاباما )، رغم أوامر السائق المُكلّف بتطبيق الفصل التّام بين السود والبيض، فاعتقلتها الشرطة، وأدانتها المحكمة بتغريمها 14 دولارا لانتهاكها قوانين الفصل العنصري في الولاية، وكان الحادث منطلقًا لموجة غضب تضمنت احتجاجات واعتصامات، ثم تقرر مقاطعة السود ( حوالي 70% من سكان الولاية ) حافلات الشركة ودامت المقاطعة 381 يوما، وتوسّعت إلى العديد من المُدُن الأخرى، رغم العنف الذي تعرض له السود في أماكن العمل وخارجها، وقصف وحرق كنائس ومنازل المناضلين، ورغم ذلك استمرت المقاطعة، واضطر البعض إلى المشي مسافة تزيد عن 30 كيلومترا ذهابا إلى وإيابًا من العمل، وتم تنظيم عملية التّضامن بين العاملين لاستخدام السيارات بصورة جماعية، مما تسبب في خسائر كبيرة لشركة الحافلات، إلى أن أعلنت المحكمة العليا الإتحادية (تشرين الثاني/نوفمبر 1956) عدم دستورية قوانين الفصل العنصري في الحافلات، وانتهت المقاطعة رسميا يوم العشرين من كانون الأول/ديسمبر 1956، وبعد نجاح حملة المقاطعة، استمرت "روزا باركس" في جهودها لإلغاء القوانين العنصرية، وفقدت وظيفتها وتلقت تهديدات بالاغتيال، لكنها صمدت مع زوجها الذي كان مناضلاً ضد الإستغلال والعُنصرية، وتم إلغاء جميع قوانين الفصل العنصري في الأماكن العامة، سنة 1964، لكن لم يتم تطبيق هذه القرارات، إذ واصلت جماعة "كو كلوكس كلان" العنصرية المتطرفة، التي تدعمها الشّرطة اغتيال السود وحرق كنائسهم ومدارسهم وبيوتهم، ما أدّى إلى توسّع حركة الرفض وتأسيس منظمات، منها الجمعية الوطنية للنهوض بالملونين، والتي انضمت روزا باركس وزوجها ريموند إلى عضويتها، وعملت سكرتيرة لفرعها بمونتغومري حتى العام 1956، قبل أن تُعْرَفَ باسم "حركة الحقوق المدنية".
انتقلت روزا باركس وزوجها للعيش في مدينة ديترويت بولاية ميتشيغين، سنة 1957، بعد فقدان عملهما، وظلت روزا عضوة نشطة في الجمعية الوطنية للنهوض بالملونين، ودعمت حركة الحقوق المدنية في مدينة ديترويت، وعملت بين سَنَتَيْ 1965 و1988 لدى عضو الكونغرس جون كونيرز، حيث كانت تساعد المشردين في الحصول على مساكن، وأسست مع زوجها سنة 1987 "معهد روزا وريموند باركس لتنمية الذات"، بهدف مساعدة الشباب في مجالات التعليم والعمل...
أطلق عليها الكونغرس الأميركي لقب "السيدة الأولى للحقوق المدنية"، وحصلت على الوسام الرئاسي للحرية سنة 1996، والوسام الذهبي للكونغرس سنة 1999، وهو أعلى تكريم مدني في البلاد، وبعد وفاتها في 24 تشرين الأول/اكتوبر 2005 عن 92 سنة، أصدر مجلس الشيوخ قرارا يقضي بتكريمها من خلال وضع جسمانها في القاعة المستديرة بمبنى الكابيتول، حيث ألقى الزوار نظرة الوداع عليه على مدى يومين، وكانت باركس أول سيدة وثاني شخص أسود يحظى بذلك التكريم في الولايات المتحدة، وذلك قبل أن يتم نقل رفاتها نحو مدينة ديترويت بولاية ميشيغان...
لا يزال الأمريكيون السود يعانون من الإستغلال الفاحش والظروف المعيشية الصعبة والعنف، حيث يفوق عدد ضحايا العنف (من ذلك عُنف الشّرطة) ألف مواطن أمريكي أسود سنويا، فضلا عن غياب العدالة الاجتماعية في مجتمع طبقي رأسمالي يُحطّم كافة الأرقام القياسية في مجال التّفاوت الطّبقي، ولا يُغَيِّرُ من ذلك أن يُصبح بعضهم مُديرين تنفيذيين لشركات كبرى أو مُدَرِّسين بالجامعات أو وُزراء وأصبح أحدهم رئيسًا للجمهورية، إذا لا تزال الفوارق صارخة، حيث تُقدّر نسبة المواطنين السود بنحو 13% من العدد الإجمالي لسكان الولايات المتحدة، ويعيش 25% منهم تحت خط الفقر، أي ضِعْفَ المُعدّل القومي...
كان رُوّاد حركة الحقوق المدنية يُخاطرون بحياتهم، قبل ستة عقود أو أكثر، لكن لا تزال عمليات قتل المواطنين السّود مُتواصلة، من قِبَل الشرطة، دون عقاب، ولا تزال أجهزة الدّولة (الشرطة والقضاء) ووسائل الإعلام تتهم السُّود، دون دليل، بجرائم لم يرتكبوها، مثل موميا أبو جمال الذي يقبع في أروقة الإعدام منذ أربعة عُقُود...



#الطاهر_المعز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متابعات - نشرة أسبوعية - العدد الخامس - 04 شباط/فبراير 2023
- من خلفيات حرب الناتو ضد روسيا: الإستحواذ على المعادن الثمينة
- أمريكا الجنوبية، بين الهيمنة الإمبريالية الأمريكية ومحاولات ...
- راسل بانكس (Russell Banks ) 28/03/1940 – 07 كانون الثاني/ينا ...
- ليبيا زمن التقسيم والخراب
- تونس- انتخابات برسم الإفلاس
- متابعات - نشرة أسبوعية - العدد الرابع - 28 كانون الثاني/يناي ...
- متابعات - نشرة أسبوعية - العدد الثالث - 21 كانون الثاني/يناي ...
- متابعات - نشرة أسبوعية – العدد الثاني - 14 كانون الثاني/يناي ...
- مُتابعات – نشرة أسبوعية العدد الأول 07 كانون الثاني/يناير 20 ...
- اقتصاد سياسي – مُتابعات
- المسألة القومية
- المسألة الكُرْدِيّة، قضية حق أُرِيدَ بها باطل
- الذّكرى المائوية للإتحاد السّوفييتي 30 كانون الأول/ديسمبر 19 ...
- فساد عابر للقارات
- تأثير السياسة والمال في كرة القدم
- تونس على عتبات سنة 2023
- دروس اقتصادية وسياسية من مونديال قطر 2022
- الإقتصاد الرأسمالي العالمي بنهاية سنة 2022
- فصْل من برنامج -الشرق الأوسط الكبير-


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - في ذكرى ميلاد روزا باركس