أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زهير كاظم عبود - بيدهم الحل














المزيد.....

بيدهم الحل


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 1703 - 2006 / 10 / 14 - 08:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أذا كانت الأطراف المتصارعة في العراق جادة حقاً أن تنهج باتجاه حقن دماء الناس وحفظ ممتلكاتهم ، والوقوف بشكل متراص متوحدين لأنقاذ العراق من خراب وتدهور سريع باتجاه المجهول ، وإذا كانت تلك الأطراف مخلصة لنداءات العراقيين والعراقيات لأيجاد حلول وقواسم مشتركة توقف نزيف الدم العراقي ، كما تتصدى للغرباء الذين بات الإنسان العراقي هدفاً لهم ، كما صار العراق الساحة المناسبة لأظهار معالم الفعاليات العسكرية وتفجير البهائم المفخخة أنفسها النتنة من أجل القتل والترويع والتصفيات الشخصية ، أذا كانت تلك الأطراف حقاً تريد الخير للعراق ومستقبله ، وانها كما تدعي تضع الإنسان العراقي بغض النظر عن مذهبه أو دينه أوقوميته أمام ضميرها ، وبعد إن أعطى العراق من التضحيات الجسام التي لايمكن إن يعطيها شعب في حروبه الكارثية ، عليها أن تضع الحل الحاسم والسريع والفوري الذي يحقن دماء الناس ويوقف مسلسل الموت اليومي ويمنع القتل والدماء .
يتوجب على خطباء الجوامع والحسينيات أن يتحدثوا للناس عن توفير الأمن وحل الميليشيات وإنهاء المظاهر المسلحة غير القانونية بأشكالها المختلفة وإيجاد الحلول المناسبة لمنتسبيها ، وأن يتحدث خطباء الجوامع والحسينيات عن الإسراع في بناء القوات المسلحة العراقية والقوات الأمنية على أسس وطنية ومهنية وفق جدول زمني محدد يتزامن معه خروج (( القوات الأجنبية وتحقيق السيادة الكاملة له )) ، والدعوة الجادة والمخلصة إلى الإعلان عن (( مراجعة ونقاش عام ومسئول )) ووفق مسؤولية وطنية وجادة حول النقاط الخلافية في الدستور العراقي الحالي .
كما يتوجب على الخطباء التحدث عن مآثر التوحد الوطني والضرر الكبير الذي سيعم العراق اذا بقيت الفتنة الطائفية والحلول المبتورة هي ما تمارسه بعض الفئات التي لاتريد للعراق الأستقرار وبناء المستقبل .
وكما يتوجب على علماء الدين من كل المذاهب ومن كل الأديان أن يظهروا دورهم الأساس في حفظ حياة الناس ، وأن يفتوا ويعلنوا بحرمة الدم العراقي التي حرمها الله الا بالحق ، وأن تكون فتاواهم جامعة وموحدة في زمن تكون فيه الوحدة ونبذ الخلافات مطلباً أنسانيا وعراقياً .
أن عوامل بناء الثقة بين كل تلك الأطراف ينبغي تفعيلها وترجمتها الى واقع ملموس ، وتظهر جلية في عدة ممارسات سلوكية منها ، الابتعاد عن تبادل الاتهامات، ودعوة وسائل الإعلام العراقية والعربية للعمل على التقريب بين أطياف الشعب العراقي، وعدم استخدام المنابر الدينية والسياسية والإعلامية للتحريض على الكراهية والفُرقة، والدعوة لنبذ جميع المنابر الأعلامية التي تحرض وتدعو الى القتل والخراب والتأجيج العرقي والطائفي ، وإيجاد صيغة عملية لعقد لقاءات منتظمة بين القوى السياسية لتهيئة المناخ لتحقيق الوفاق الوطني، ومراجعة وضع المعتقلين وإطلاق سراح مَنْ لم تثبت تهمته بالسرعة الممكنة ، ووقف المداهمات إلا بأمر قضائي.
العراق بحاجة لضمادات جراحه ، وبحاجة ايضاً الى حفظ دماء أبناءه الأبرياء ، وبحاجة الى ارتفاع في مستوى اداء الشرطة العراقية الوطنية بغية سيادة القانون وترجمة نصوص الدستور العراقي في حقوق المواطنة والمساواة بين العراقيين وحفظ كرامتهم وأنسانيتهم بما حددته المباديء الأساسية والحقوق والواجبات في الدستور ، نعم بيدهم الحل ، ولكن لهذا الحل مقدمات ينبغي توفيرها أمام الجميع حتى تكون جميع المسائل الأخرى متفق عليها ، سبل توفر علينا المزيد من الضحايا وتبرهن بالملموس أن الغاية والهدف في حفظ دماء الناس وتوحدهم ، ولعلهم حين يستعجلون الحلول سيحقنون دماء اخوتهم واهلهم ويحفظون للعراق مستقبله وهيبته ، ولعلهم حين يستعجلون الحلول يدركون أنهم يساهمون بفخر في عملية بناء وترميم العراق من خراب الدكتاتورية والطغيان والطائفية ، وانهم لايصمون آذانهم ولاعيونهم عنه ، كما لاتغشى الأحقاد أبصارهم ، فالعراق سيكتب تاريخه ويذكرهم بفخر .
أجل بيدهم الحل ولكن ما يمنعهم مصالحهم وأحقادهم وعصبيتهم ، وما يمنعهم خصوماتهم الشخصية وعميهم ، الوطن والأنسان بحاجة ماسة لحلولهم ماداموا قد جلسوا على كراسي الحكم ، وماداموا قبلوا إن يكونوا قادة وأصحاب قرار ، عليهم إن يبرهنوا إن زمان الطغاة والدكتاتوريين قد ولى ، وعليهم أن يحقنوا دماء الناس ، وان يعيدوا للعراق كرامته وأمنه وبهجته التي سرقها الطاغية ، ولم تزل لم يستطع العراق أستعادتها ، وعليهم أن يجدوا قواسمهم المشتركة وأن يتقاربوا من اجل أن تزال عن العراق كل الغيوم ، كل الغيوم دون استثناء ، وأن يبعدوا عن مدننا الذئاب المفترسة وبنات آوى ، فلم تعد أسوارنا متينة حتى تحمي أجسادنا العارية في ليل كثرت فيه الذئاب .
بيدهم الحل في كشف المستور والحقائق ، وان يتم الاعلان عن السارق والمختلس والمستفيد من المال العام دون وجه حق ، وعليهم كشف من يهدر المال العام ، وعليهم إن يقدموا هؤلاء للمحاكمة لنستمع الى احكامهم ونعرف عقوبتهم .
بيدهم الحل في إن نتعرف على اتفاقاتهم ومن لايريد الخير والأمان للعراق منهم ، دون ذلك سيكتب التأريخ إن الحل بيدهم ولكنهم لم يريدوه للعراق ، ودون ذلك سيكتب التاريخ عنهم مهما بلغ حجم المال الذي اكتنزوه ووظفوه في دول أوربا أو في مدن العراق اعتقاداًُ منهم إن عين الله والناس نائمة ، وان الأستحواذ على المال العام في ظل هذه الظروف الحرجة التي يمر بها العراق لاتعبر الا عن الموقف المشين ، فالفقراء في العراق لم يزل ينتظرون ، والجياع في العراق لم يزل ينتظرون ، والمظلومين في العراق لم يزل ينتظرون ، والمعوزين والمحرومين في العراق لم يزل ينتظرون ، وذوي الشهداء والضحايا لم يزل ينتظرون ، والناس في العراق لم تزل تنتظر ، وعليكم محاسبة انفسكم ومراجعتها عن ماذا قدمتم ، وأين اخطأتم وأين اصبتم ، وأين بواطن الخلاف ؟ وأين نقاط اللقاء ، وعليكم الحل وهو بيدكم وقريب اليكم .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحكمة الجنائية العراقية .. مالها وماعليها
- اللغز العراقي
- رسالة الى رئيس وأعضاء مجلس النواب العراقي
- إختصاصات رئيس المحكمة الجنائية العراقية العليا
- المصالحة الوطنية وأسباب نجاحها وفشلها
- بلادنا التي لن ينكسر ظهرها
- حتى لانذبح الكورد الفيلية مرة أخرى
- الأحكام القضائية
- زمن المقابر العربية
- الحكم بأعدام صدام شنقاً أو رمياً بالرصاص
- النار لاتطفيء النار
- تفعيل دور القضاة في محاكمة القتلة والأرهابيين
- طهارة المندائيين وخسة الملثمين
- النبش والتنقيب في التأريخ الأيزيدي القديم -
- تسليم المتهمين
- فكرة التسامح
- الخلل في النظرة الى أستقلال السلطة القضائية
- غداً يستعيد العراق وجهه المشرق
- بعد توجيه الأتهام في قضية المتهم صدام
- خطوات في المصالحة الوطنية


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زهير كاظم عبود - بيدهم الحل