أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي محمد اليوسف - شذرات فلسفية والعدم















المزيد.....


شذرات فلسفية والعدم


علي محمد اليوسف
كاتب وباحث في الفلسفة الغربية المعاصرة لي اكثر من 22 مؤلفا فلسفيا

(Ali M.alyousif)


الحوار المتمدن-العدد: 7498 - 2023 / 1 / 21 - 14:16
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


1.ماهو العدم الفلسفي؟
كنت نشرت على صفحتي فيسبوك شذرتي الفلسفية التالية : (الوجود الذي لا يعقبه عدما لا يسبقه عدما والا اصبح الوجود غير موجود) وتساءلت لماذا قال سارتر وهيدجر العدم لا يعدم نفسه. وردني اعجاب ثلاثة او اربعة اسماء هم من النخبة الثقافية العربية الاعزاء . لذا وجدت نفسي ملزما في رد جميلهم واحترامي وتقديري لهم توضيح عبارتي بما اتصوره انا صاحبها لا بتصور غيري ممن يبحثون في ما لا علم لهم به..
لا يتخلق شيء من عدم, اي لا يتخلق موجودا من عدم يتقدمه. بمعنى لا يمكن خلق شيء من لا شيء. لذا العدم الذي يتقدم وجودا لا يكون ذلك الا ضمن علاقة افنائية حتمية تلازم الموجود ولا تسبقه. فالعدم في ملازمته الكائنات الحية هو دلالة غير منظورة لافناء كل شيء يزامنه العدم غير المدرك الا بعد فناء الموجود الذي يلازمه العدم بحتمية إفنائه.
العدم لاشيء متعين ممكن ادراكه سوى في الدلالة الافنائية له في موجود فيزيائي او لا فيزيائي ميتافيزيقي, ولا في ظاهرة يدركها العقل بغير نتائجها الافنائية للموجودات الحية.
الموجود الذي يزامنه العدم بخاصية حتمية افنائه يكون موجودا فانيا. وهذا الفناء للمادة المدركة يمكن ان يكون انحلالا بيولوجيا - عضويا غير مدرك. فالوجود الفاني للاشياء ربما يكون انواعا لا حصر لها من السيرورات الحياتية الانتقالية من ظاهرة الى اخرى مغادرة بذلك صفاتها القديمة وبنيتها كاملة التي انحلت بعد ان طالها العدم. وهذا ينطبق عليه القانون الفيزيائي المادة لا تفنى ولا تستحث نفسها من عدم.
ثانيا لا يمكن ان يكون الشيء موجودا وغير موجود بوقت واحد. فالوجود الذي طاله الافناء بالعدم لا يمكن ان يتكرر وجوده الحياتي مرة ثانية بنفس الصفات والماهية التي ماتت سابقا بالافناء العدمي لها. ربما كان نيتشة فهم العود الابدي يحصل بنفس آلية نهوض الاجداث من قبورها مرة اخرى بنفس صفاتها وماهيتها قبل اندثارها بالموت. وهو ما لا يبقى له اية قيمة الان في الوقت الحاضر كون نيتشة امات الاله فبأي صيغة يكون العود الابدي سوى في تعليقها على تعليل اعادة دورة الزمان في تعاقبه الوهمي. الزمان ثبات دائم في دوران كل شيء بالطبيعة وحياة الانسان حوله.
لماذا قال سارتر وهيدجر (العدم لا يعدم نفسه ) كون العدم دلالة مزامنة لافناء الموجودات ولا يمكن للعقل ادراكه ولا ادراك آليه تنفيذه الافناء او الموت. لذا من المحال ان تقول لشيء انت لا تدركه انه لا يعدم نفسه او هو يعدم نفسه. وترجيح ان العدم لا يعدم نفسه هو لأنه لا شيء فماذا يعدم اللاشيء من لا شيئته غير الموجودية؟ . وقولك هذا ينطبق عليه قولك الموت لا يميت نفسه . فانت لا تدرك ماهو الموت كي تحكم عليه يميت نفسه ام لا. كما ولا تدرك آلية موت الجسد وفنائه. لهذا جرى التندر على سقطة هيدجر قوله العدم لا يعدم نفسه بسبب اعتبار الفلاسفة العبارة بديهية ان اللاشيء العدم لا يمتلك قدرة افناء ذاته. هنا حسب اعتقادي ارى العدم هو زمانية محدودة بعمر الانسان قبل وفاته لا يمكن ادراكها كقطوعة زمنية. وليس العدم بيولوجيا تزامن الوجود جزءا منه غير منفصل عنه.. وطالما العدم ليس عضويا فهو يلازم فناء الانسان بحيادية لا تتقدم حياة الانسان ولا تسبقها. لذا غالبا ما نقرن الموت بالزمن.
فالعدم حسب تعبير سارتر إفناء يركب ظهر الوجود في مسيرته الحتمية بالموت.. كما ينكر سارتر ان يكون الوجود في ذاته وجودا حقيقيا, ولا يمكن ان يكون لا وجودا. والعدم لا يعدم نفسه لكنه يبقى ملازما كل موجود وصولا مرحلة إفنائه. العدم الذي يزامن إفناء الاشياء بالوقت الذي لا يمكن ادراكه الا بدلالة فناء او موت الكائنات الحية يصبح حتمية وجودية ان الانسان هو الفناء بالحياة منذ لحظة ولادته. وهو ما تؤمن به الوجودية بتسليم مطلق.
2. ليفي شتراوس والبنيوية
يعرف شتراوس البنيوية اللغوية في اصلها هي محاولة علمية من اجل القيام بحفريات جيولوجية في عمق اعماق التربة الحضارية بدلا من الاقتصار على تقديم وصف جغرافي سطحي لبعض ربوع الثقافة البشرية, وقد افاد محمد اركون من هذا الوصف التعريفي قائلا: يرى رولان بارت مؤيدا لما جاء به ميرلوبونتي احد اهم رواد البنيوية صاحب مقولة موت المؤلف ان البنيوية اصبحت بمثابة اللغة الشارحة لكل حضارتنا المعاصرة. هنا يمكنن تحميل عبارة ميرلوبونتي انه لم يعد هناك اركيولوجيا استدلالية للحضارة.
ويضيف علينا اكتشاف عالم اللغة على نحو ما نستكشف الان الفضاء وربما اصبح هذان الكشّافان هما اهم سمة يتميز بها عصرنا.
3. البراجماتية الاميركية والفلاسفة الانكليز
طروحات ديفيد هيوم الاسكوتلندي الفلسفية لا تخرج عن طروحات بيرتراندرسل في ادانتهما الفلسفة البراجماتية او الذرائعية الامريكية في وصفهما لها فلسفة خسيسة ونذلة.
البراجماتية او الذرائعية ترى ترى الاسبقية والافضلية لادراك حقيقة الاشياء هو في مدى تطابقها مع حقيقة الشيء مع افكار تجريبية تحقق منفعة, وليس للافكار المجردة المتسقة تنظيرا قيمة بمعزل عن التجربة التي تقود لمنفعة تؤكد صواب وصحة معرفة تلك الافكار التعبير عن الاشياء.
الافكار الديكارتية والكانطية في قياسها بمعيارية المذهب البراجماتي تكون هي خارج معنى الفهم العملياتي التجريبي وما يقوله ديكارت : ان العقل جوهر خالد ماهيته التفكير. وما يقوله كانط : ان العقل من غير الاحساسات يكون فارغا.
كلاهما ديكارت وكانط لا يخرجان بنظر المنهج البراجماتي عن انهما يقومان بتوصيف آلية الادراك الحقيقي للاشياء من وجهة نظر مثالية تنظيرية غير تجريبية ولا تطبيقية تتارجح بين الصواب والخطأ الذي لا يقول اكثر من هذاءات الذهنية العقلانية.
4.اوستن وازدواجية اللغة
يقول الفيلسوف الانكليزي اوستن احد رواد الفلسفة التجريبية المنطقية التحليلية حلقة اكسفورد بزعامة بيرتراند رسل ( انه قد اذهله حقيقة ان قول شيء لا يعني ببساطة انك تفصح عن شيء ) وفي هذا المعنى الازدواجي بين التعبير اللغوي وحقيقة الاشياء كموجودات نفهمه احتمالات اما ان تكون اللغة مخاتلة مراوغة في طبيعة تكوينها العقلي في عدم امكانيتها الابانة عن صدق التعبير عن معنى الفكر, واما ان تكون طبيعة العقل الادراكية محدودة لا يتطابق فيه تعبير التفكير مع حقيقة الموجودات. العجز في تعبير العقل لغويا يخطأ اولا , وثانيا ينتابه العجز في مطابقة مدركاته الشيئية مع تعبيرات اللغة عنها. وخطأ الفكر يجب ان لا يعلق على مشجب اللغة. فاللغة وعاء الفكر حسب مقولة دي سوسير وتكون اخطاء الفكر سابقة على اخطاء اللغة. علما انهما بالمنظور الادراكي العقلي متداخلان لا يمكن الفصل بينهما عقليا لكن تبقى امكانية الفصل بينهما في التعبير عن حقائق المدركات العقلية تكون بالاسبقية وليس باختلاف المعنى القاصر بين الفكر واللغة في تعبيرهما عن الشيء المدرك..
4. شذراتي الفلسفية
- ماذا لو اكتشف الفنانون التشكيليون ان فن التجريد المعاصر , وفن اللامعنى او فن اللامفهوم وغيرها من الصرعات الفنية لا تقول شيئا اكثر من هلوسة فانتازية وتلطيخ الوان وتوزيع الكتل والفراغات والخطوط الخالية تماما من اي مدلول تواصلي, اكثر من غباء اثرياء اسواق مزايدات بيع وشراء اللوحات الفنية.
- ماذا لو اكتشف الفلاسفة في قادم الايام ما اكتشفه جورج مور وبيرتراند رسل, ان فلسفة اللغة المعاصرة, تهويم يمسخ اللغة كبنية معرفية تقوم على النحو والبلاغة والصرف وتفكيك الكلمات واصوات الحروف , وادخالها قسرا نفق الفلسفة, وتعطيل دورها الحقيقي في الحياة وقضايا الوجود المصيري للانسان.الفلسفة ليست لغة فقط , بل هي مباحث معرفية وجودية تتوسل اللغة في التعبير عن معنى الحياة.
- تتخلى ملائكة الارض عن براءتها الانسانية ورسالتها بالحياة, اذا ما وجدت المحيط بها موبوءا بكل انواع الانحطاط واخلاق القطيع من البشر.
- كرامة الانسان لا تحفظها طيبة القلب واخلاق الملائكة, لذا اجد مقولة ميكافيلي صادقة تماما (الانبياء غير المسلحين يخفقون دوما).
- كم هو عدد الذين اصبحوا في سني الكهولة والشيخوخة يتمنون تصحيح مواقفهم تجاه اخطاء كانوا فيها ضحية نفاق ودسائس اناس فاشلين بالحياة, وضحية سلوك شريحة مجتمعية ساقطة جعلوا من حياة المبدعين جحيما.
- يقظة الضمير هبة روحانية لا يتمتع بها ولا يعرف ممارستها بهائم تمشي على قدمين.
- نظافة الضمير قرين المبدئية بالحياة , لذا لا يمتلكه من اعتاد اخلاق القطيع.
- لا يضمن الانسان كرامته الانسانية وسط محيط الحثالة الاجتماعية الفاسدة الذي لايكون في مفردات تعاملهم قيما اخلاقية يمكن للغيرالافادة منها وافادة مجتمعهم بها.
- الامجاد الزائفة الكاذبة بالحياة تستقي جذورها دوما من مستنقع الرذيلة, وادامة دورة حياتها مستمدة من اخلاق النفاق الاجتماعي.
- نفاق القطيع لا يغيّر حقائق الحياة.
- انعزالية تحفظ لك نقاء الضمير افضل الف مرة ان يحتويك نفاق المجتمع.
- الالحاد قلق وجودي لا يغيّر حاجة الانسان الى التدين بمعناه الروحي الاصيل, ويدخل الانسان في خواء لا مخرج منه.
- الصمت لغة حوار العقل مع ذاته داخليا, وتفكير الصمت ذهنيا بدون لغة تعبير عن الموجودات والاشياء تتم تخييليا بها فقط,وهو تفكير لا يلغي دور العقل في تنظيم وضبط الخيال, كي لا يكون هلوسة وهذاءات اصوات بلا معنى.
- اذا كان الله وجودا متعاليا على الادراك والفهم الانساني المحدود, لذا لا يمكن للانسان ادراك الله اللامتناهي غير المحدود لا بصفاته ولا جوهره وماهيته كوجود بذاته, ولا زمان ولامكان يحدّه, الا بملكة الخيال الايماني الانساني فقط , كما ان المحدود العقلي في الانسان يعجز ادراك غير المحدود اللانهائي المقدس لا بالصفات ولا بالوجود المتعين ولا بالماهية ولا يشترط هنا الخيال على صواب في التفكير.
- الانسان كينونة وجودية تمتلك وجودها الظاهراتي والعقلي وماهيتها التي هي مجموع صفاتها وكيفياتها كانسان, تجعل منه هوية جوهرية ماهوية مستقلة. وفي هذه الخاصية يتأكد استحالة الاتحاد غير القابل للتسوية بين الوجود في ذاته, والوجود من اجل ذاته, اي بين الخالق الالهي والمخلوق الانساني كما تدّعيه الصوفية في تغاير (كيفيتين) احداهما روحانية لا يدركها الانسان هي الخالق , والاخرى مادية تتمايز ذاتيا مع غيرها بقوانين الطبيعة زمكانيا وهي الانسان , ولا تلتقي كيفية الانسان المادية الا مع كيفيات مادية تتجانس معها في كل او بعض الصفات والماهيات.
- كل متفرد متعال موجود فوق مدرك الزمان والمكان هو خارق لقوانين الطبيعة بما لا يستطيع ادراكه العقل الانساني, لذا فهو غير موجود انطولوجيا بالنسبة لغيره المتناقض مع وجوده ماهويا (الانسان), وهكذا يستطيع الانسان ادراك وجود الخالق في ذاته ميتافيزيقيا فقط وليس في غيره من الموجودات التي تعقل او لا تعقل ذاتها.
- الصمت لغة حوارية داخلية في الذهن العقلي المفكّر فقط, وصمت الحيوان (عدما) لايدرك غير متعين في الذهن والتفكير, يغيب عنه العقل في فعاليه تنظيمه الخيال الذي هو خاصية انسانية فقط, بواسطة التعبير اللغوي او التعبيرالفني او التواصل المادي, كما يفعل خيال الانسان المنتج مع ذاته ومع المحيط والاشياء ومع النوع من جنسه... أي ان الانسان يفكرعقليا ولغويا وهو صامت يتخّيل حاضره ومستقبله في وعيه الزمن.
- اكثر الاموركراهية و مقتا في الثقافة وكراهية في السلوك هي تبادل المجاملات الرخيصة في تسويق الفشل الثقافي , ومحاولة بناء ثقافة تقوم على التزوير والاكاذيب والمجاملات, في تكريس لا معنى الثقافة الحقيقية الابداعية, التي تشق طريقها بصعوبة كبيرة في مسارات الدفاع عن وجودها, قبل مهمتها تبديل قناعات بالية تقاطع العصر.
- لغة الخيال هي قسمة مشتركة بين الفلسفة والشعر, باختلاف ان لغة الفلسفة تخضع لسطوة العقل المنطقي في لجم الخيال ان يكون تهويميا ,بينما الشعر يعيش ويخضع لمرجعية تنظيم اللغة وتنظيم خيال اللاشعورجماليا فنيا ايضا بعد برودة عاطفة الشعر وبرودة لاشعور العقل في تدوين النص مسموعا او مكتوبا او جماليا ممثلا في لوحة فنية وفي جميع انواع التشكيل الفني التي تكون اللغة فيها في حالة كمون يستنطقها المتلقي المشاهد خلف اللوحة كالوان وخطوط ومساحات.
- عبقرية اللغة سابقة على الفكر رغم ان انتاجية العقل للفكر سابق على انتاجية العقل اللغة, وفي حالة الصمت تكون اللغة هي الفكر غير الصوتي, والفكر واللغة داخل الذات هما شيء واحد, ويفترقان عن الخيال العقلي, والتمايز الدلالي بينها ايضا, متى ما اصبحت الفكرة واقعا ماديا معبرا عنه لغويا.
- كل عمل شاق جاد يقود الى نتيجة لا تزول بسهولة ,وكل عمل ساذج ينتهي في ولادته قبل وفاته بحتمية زوال وجوده الطاريء التافه من الحياة.
- اذا كانت الصفات السيئة مثل الانانية والغيرة والحسد , غرائز متأصلة بالانسان, فسوف لن يجد الانسان قيمته الحقيقية بالحياة دون التخلص منها.
- اجد ان الثقافة الحقيقية ليس في مهادنة ترسيخ المخطوء في الحياة على انه من حقائق الامور المفروضة الواجب الاستسلام والانصياع لزيفها ,بل في الاصطراع الحتمي معها.
- بداية اصلاح انفسنا والاخرين ان نعطي كل فرد حجمه الحقيقي بما يمتلكه عن جدارة واستحقاق وليس في كيل المديح المنافق بلا حدود حتى يتوّهم انه عبقرية زمانه, وهذا يتداول على صعيد الانتاجية الثقافية والادبية وفي السياسة وغيرها من جوانب الحياة. حيث يصنع تبجيل المتخلفين التضليلي ظهور الطغاة. الطاغية منتج التخلف التضليلي للمجتمع.
- قيمة الانسان الحقيقية هي في تحرره من غرائز الغيرة والانانية والكراهية والنفاق التي تسلبه الموقف المبدئي الصائب بالحياة, وتمنع عنه ان يعيش حياته في نظافة الضمير المتطابق مع حقيقته الانسانية الاخلاقية ضمن مجتمع يروم خلقه وتجديده باستمرار.
- اسمى قيمة يحققها الانسان في الحياة حين يتطابق مع ضميره في مناصرة الحق وقيم الفضيلة والخير ويترك اثرا في سلوك الاخرين.

- خسارة لا يمكن تعويضها ان يبيع الانسان ضميره في وقت لا يمتلك غيره رصيدا متبقيّا من اجله يعيش الحياة.
- الثقافة الحقيقية لا نجدها الا برفقة الضميروالسلوك الاخلاقي لها, وليس في سوق المزايدات الكاذبة في محاربة المبدعين, بوسائل الغيرة والانانية والنفاق الرخيص.
- لا اجد الثقافة الحقيقية الهادفة تهادن المخطوء في ترسيخ ثقافة السطحية والابتذال على انه واقع مفروض لا يمكن الخلاص منه ولا بديل عنه, وبذلك نجد معظم مثقفينا يسلكون طريق التيار الخاطيء في عدم وصولهم الهدف الذي وصله غيرهم من امم وشعوب الارض في تصحيح قيم الخير والعدالة.
- في بغداد كما في غيرها من محافظات العراق وعواصم وبلدان الوطن العربي لا نجد المحسوبين على الثقافة, يتبنون ثقافة صادقة هادفة تبني الانسان في مراجعة وقراءة والتماس سبل الخلاص من واقع ثقافي يسوده الزيف و الفساد والمجاملات, ربما اكثر من الفساد السياسي وفي مناحي الحياة.
- الحياة مواقف صادقة ونبل اخلاقي رفيع, لا يمكن ان تجده في اسواق النفاق والتضليل ودعم التخلف ومحاربة المثقفين الجادين في مجتمعات تجد التخلف رصيد ارضي لا تفرط به لانه سبب وجودها الزائف, وهبة اولياء نعمتهم التي تقوم بتقديسها على عكس قيم السماء التي لا ترتضيها.
- مفارقة غريبة لا حل لها يمتاز بها المثقفون العرب تحديدا حين نجده على الورق ملاكا مرسلا لانقاذه المجتمع في حين تجده يمارس كل الرذائل ضمن المجتمع. المثقفون العرب تجري في دمائهم وموروثهم الجيني ازدواجية القول والفعل.
- قيمة الانسان الحقيقية ان يترفع عن الغيرة والانانية والنفاق وبيع ضميره , وهي مهمة ليست سهلة وفي متناول الامنيات , بل هي صراع مع النفس وصراع مع قيم مجتمعية بالية متجذرة تمجد الزيف كما تمجد المقدس في الحياة على هامش تغييب كل قيمة حقيقية تخدم التقدم بالحياة.
- من لا يستحقون صداقتك في نظافة الضمير و قيمم الانسان, غير مأسوف عليهم اخراجهم من حياتك وتطويهم في غياهب النسيان, فهم خلقوا لاناس مثلهم وليس لامثالك.
- ليس من الحكمة ان يظهر المثقف بمظهر الحريص على اصلاح مجتمعه وهو الاولى بمراجعة نفسه واصلاح عيوبه. مع الاسف كلنا في مجتمعاتنا العربية الاسلامية نعيش هذه الازدواجية التي احتقرها العالم في تقدمه ونحن حريصون على عدم اضاعتها في تجذير تخلفنا اكثر. وفي هذا المعنى البليغ الذي خانتني اللغة التعبير عنه جيدا يقول برناردشو: ان اعظم المصلحين في العالم هم الذين بدأوا بانفسهم.
- لا تطلب حاجتك من لئيم فهو لا يلبيها لك, ولا تستطيع استرجاع كرامتك منه.
- اذا اردت مصادرة العقل من التفكيرالهادف فيكون مجاله الدخول في مجاهل الميتافيزيقا, واللاهوت الديني تحديدا.
- في تحول اللاهوت او الفكر الديني الى ايديولوجيا دينية سياسية, ذلك يجعل من الايمان الديني متعذرا اخذه من رجال الدين والفقهاء.
- الوجود الذي يعقبه عدم لا يسبقه عدم,والا كان الوجود غير موجود.بمعنى ان المادة لا تفنى ولا تستحدث نفسها عقليا تجريبيا, وانما يمكن ان تستحدث ايمانيا روحيا فقط في خرق قوانين الطبيعة ومفهومي الزمان والمكان.
- خطأ الاعتقاد امكانية الاتحاد الصوفي او الذوبان في الذات الالهية في الاديان تقوم على امكانية اتحاد (كيفيتين) مختلفتين في هوية مؤقتة واحدة اثناء التجربة الصوفية والعودة كلا منهما الى كيفيته المتمايزة عن الاخر بعد انتهاء المرور بالتجربة التصوفية, فهذا يستحيل ماديا وروحيا ايضا.
- الفهم الاسبينوزي لمذهب وحدة الوجود في ابسط عبارة له ان الله هو الطبيعة في كل شيء, وبالعكس ان الطبيعة في تنوعها هي الله.وهو تعبير لايمكن التسليم به ما لم يتم الغاء وجود احدهما من اجل اثبات وجود الاخر.فهما كيفيتان مختلفتان طبيعة وجوهرا, وافتراض اتحادهما يستلزم عدم ادراك واحدا منهما على حساب تغييب ادراك وجود الاخر.
- فكرة وحدة الوجود في المسيحية مرتبطة ارتباطا وثيقا في اللاهوت الديني في ولادة المسيح ومعجزاته وقيامته كخوارق فوق طبيعية ربانية, اكثر من ارتباط الصوفية المسيحية بالاشراق التصوفي في ان يحقق الانسان حلمه ان يكون جزءا مؤقتا من الذات الالهية في سعيه وسلوكه مدارج العرفان والحال غير الطبيعي الخارق لنواميس للطبيعة, كما في الصوفية الاسلامية والبوذية والهندوسية.
- لا بديل لنا عن السعي تحقيق مجتمع تسوده ثقافة الضمير النظيف, لنتجنب السقوط في لا معنى الحياة, وجحيمها الارضي, فمباديء التقدم الحضاري نخبوية دائما تسعى تعميمها على المجموع.
- الظاهرات الثقافية الصوتية, ومجاملات الرياء في الفيسبوك وفي مواقع التواصل الاجتماعي لا تبني ثقافة ولا تصل نتيجة تحقق ادبا رفيعا وثقافة رصينة.
- اعتزال المثقف الحقيقي ليس اتقاء شر الضوضاء, وسماجة التعامل الثقافي, ونفاق المجاملات الرخيصة, بل اجتناب بناء امجاد ثقافية فارغة يتم تداولها كانها طماطة في سوق الخضروات.
- لا يهزم الظلام الا نور المعرفة, ولا يهزم نور العقل الا تعميم الجهل.
- اذا اردت مصادرة عقل انسان ومنعه من التفكير العلمي في الحياة , اسحبه الى مناقشة امور الميتافيزيقا واشكاليات المذاهب الدينية وخلافاتها ايهما اقصر الطرق التي توصل الى الجنة.
- الذي سبق له ان باع وطنه لقاء ارصدة المال, فليس من المعقول ان يسمح له المجال في دخول مزايدة شراء الذمم والضمائر.
- من الممكن ان يكون وعي الانسان لذاته متداخلا مع وعيه الموضوع, المدرك من غيره ايضا,ولا يكون الموضوع مدركا لذاته كما الانسان الا في حال اكتساب الموضوع وعي الذات هو الاخر لنفسه في استقلالية مدركة لوحدها. اي ان الانسان يعي ذاته, ويدرك موضوعه سواء اكان من جنسه اوكان الموضوع مخالفا لجنس الانسان في موجودات العالم الخارجي والطبيعة.
- استبعاد فلسفة اللغة مباحث الوجود الانساني ومناقشة مصيره وقضاياه, جعل ويجعل من مباحث الفلسفة (علوم لغة) لا قيمة حقيقية لها سوى في قواميس اللغة, تحتضر اليوم ومستقبلا سريريا.فاذا تتهم اللغة عنذ فلاسفة اليوم انها تخون توصيل المعنى, فالتقصيروالخيانة لا يكون في اللغة وانما في الفكر الذي اصدره العقل ولم تتمكن اللغة التعبير عنه باكثر مما يتحمله الفكر.
- اصبحت علوم اللغة نسقا لغويا تجريديا نظريا تقوم عليه الفلسفات الحديثة لعل ابرزها البنيوية و التفكيكية التي نجحت في ادخال مباحث الفلسفة المعاصرة في نفق الاختلافات اللغوية حول اهمية قضايا اللغة كأدب وليس الانسان كوجود, واصبح من مهام فلسفة اللغة مركزيا مناقشة اشكاليات اللغة من حيث هي وسيلة تجعل من شكلانية الادب تجنيسا ادبيا مستقلا بذاته لا علاقة تربطه بمباحث الفلسفة. واصبح اليوم من غير المجدي مناقشة مركزية اللغة في توكيد هوية الادب التجنيسية في وقت كانت بدايته قبل خمسة قرون على يد الرومانسيين في دعوتهم واقرارهم تداخل الاجناس الادبية خاصة الرواية مع معظم الاجناس الادبية والثقافية.
- اجد من الغباء المطبق ان يعظ الانسان غيره بما لم يتعظ هو به.
- الانسان الذي لا يشاطرك نظافة الضمير , هو انسان مخلوق لغيرك من امثاله.
- ان يتراجع الانسان وسط مجتمع موبوء يعني ان يعدم فرصته الحقيقية بالحياة.
- ليس مهما ان يفكر الناس مثلك, بل الاهم ان لا تفكر مثل بقية الناس.
- ان نعامل الناس كما يرغبون معناه ان نفقد قيمة ما نرغب.
- لا تأمل خيرا بمجتمع ناصبك العداء في حياتك ليمنحك الوفاء بعد مماتك.
- قليل من الناس لا يعرف نفسه من خلال الاخرين.
- ان يكون الانسان في وجوده الحقيقي, هو ان لا يكون في وجود مجتمعي زائف عار عن كل قيمة اخلاقية يجاريهم النفاق والسكوت.
- شيء واحد لا ينفع معه الندم حين تضع ثقتك في شخص حثالة.
- لنا مرة نحيا واخرى مع هجرة النوارس والطيور نرحل غير عائدين.
- الحقية ليس ما نسعى بلوغه بالاماني, بل ما ينبغي ان نعيشه في الحياة.
- الحقيقة عدم وجودي نبلغه بالاحلام ونفتقده بالحياة .
- منذ بدأ الانسان البدائي يديم حياته بأكل لحوم الحيوانات تعززت لديه نوازع الوحشية بالاستمتاع بتدمير اخيه الانسان.
- اذا كان مآل الاديان الانقراض امام تقدم العلم , فأن الاسلام بمعزل عن الاندثار لأنه محصّن ضد العلم.
- كل خارق لقوانين الطبيعة, ولا يتم ادراكه في الزمان والمكان, يستحيل ادراكه عقليا, فهو اذن وجود بذاته, مستقلا مستعصيا ادراكه انسانيا او وجوديا.
- الدال او اللغة هي التي تقوم في تحديد مواضيعها في الفكر قبل التعبير عنها كمتعينات او مدركات في الواقع الخارجي لغويا.
- اللغة هي قرينة الخيال الذي يحاور موضوعه داخل العقل, قبل ان تكون اللغة قرينة الواقع والموضوعات الخارجية في التعبير عنها, فالخيال هو وعي الذات نفسها , وهو لا يتم بمعزل عن موضوع او شيء يكون مادة لتفكير الخيال به, وهذه هي المرحلة الاولى التي تتبعها مرحلة ثانية ينتقل بها الخيال في جعل موضوعه مدركا في العالم الخارجي بالتعبير عنه لغويا.
- يقول سارتر( ان الكيفية لا تصبح موضوعية اذا كانت اصلا ذاتية ), بهذا المعنى تكون الكيفية هي غير موضوعية اذا كانت تمثل احدى صفات الذات, لكنها متى ما تم التعبير عنها ادراكيا او لغويا, عندها تكون الكيفية موضوعا خارج عن ذاتيته, تدركه الذات الصادر عنها كما هو ادراكه من قبل الاخرين باعتباره موضوعا عندهم, معبرا بلغة ذاتية, ليس الاخرون مصدرا لها.



#علي_محمد_اليوسف (هاشتاغ)       Ali_M.alyousif#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يفكر العقل بمدركاته في تجريد اللغة؟
- هوسرل ورد الاعتبار لكيجيتو ديكارت
- ميثالوجيا الخلود في البوذية
- صدور كتابي الجديد بعنوان (الفلسفة والالتزام بضوء التحول اللغ ...
- اصدار كتاب فلسفي جديد بعنوان (آراء نقدية في الفلسفة المعاصرة ...
- الموت والخلود في الفلسفة اليونانية
- تنويعات فلسفية نقد تحليلي
- إشكاليات لغة العقل
- رومانسية المكان والزمن
- التخارج المعرفي والجدلي
- اجتماع الاله في كينونة الانسان
- الماهية البيولوجية والماهية الرياضية
- كتاب فلسفي جديد (مبحث الوعي في الفلسفة الغربية المعاصرة)
- الموت في الدين والفلسفة الغربية
- صدور كتابي الفلسفي الجديد العقل واللغة ضياع التجديد الفلسفي
- حول الماركسية ونقد كتاب راس المال
- نقاشات فلسفية
- دي سوكا مقولات فلسفة القرون الوسطى
- ارباكات الوعي الفلسفي والادراك
- الوقت الارضي والزمن الكوني المطابقة والاختلاف


المزيد.....




- خمس مدن رائدة تجعل العالم مكانا أفضل
- هجوم إيران على إسرائيل: من الرابح ومن الخاسر؟
- فيضانات تضرب منطقتي تومسك وكورغان في روسيا
- أستراليا: الهجوم الذي استهدف كنيسة آشورية في سيدني -عمل إرها ...
- أدرعي: إيران ترسل ملايين الدولارات سنويا إلى كل ميليشيا تعمل ...
- نمو الناتج الصيني 5.3% في الربع الأول من 2024
- حضارة يابانية قديمة شوه فيها الآباء رؤوس أطفالهم
- الصحافة الأمريكية تفضح مضمون -ورقة غش- بايدن خلال اجتماعه مع ...
- الولايات المتحدة.. حريق بمصنع للقذائف المخصصة لأوكرانيا (صور ...
- جينوم يروي قصة أصل القهوة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي محمد اليوسف - شذرات فلسفية والعدم