أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبدالله محمد ابو شحاتة - الليبرالية وحرية تسليع المرأة














المزيد.....

الليبرالية وحرية تسليع المرأة


عبدالله محمد ابو شحاتة

الحوار المتمدن-العدد: 7493 - 2023 / 1 / 16 - 20:10
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


كلمة حرية في النظام الرأسمالي لا تعني سوى حرية الاستغلال. وخير ما يثبت تلك العبارة هو النهاية المأساوية التي وصلت إليها تحررية المرأة في الغرب، لقد سقطت المرأة في وضعية من الاستغلال والتسليع المركب، فبجانب تسليع قوة العمل والتي يعاني منها الجميع عانت المرأة من أيضا من تسليع فج للجسد استمر في التصاعد حتى أمسى الان أمرا طبيعيا في كافة الأنشطة التي يمكن أن تشارك فيها المرأة. من الدعاية والإعلان إلى المطاعم الي أكشاك بيع القهوة على الطريق الي الرياضة بل وحتى الوظائف المكتبية.
فلم يعد عجيباً في يومنا هذا أن تجد جسد المرأة موضعا حاضراً في كافة الاعلانات التجارية، ولم يعد عجيبا أن نصف حانات ومطاعم الولايات المتحدة تشترط على نادلاتها ارتداء البيكيني و الملابس الكاشفة للأثداء والتنانير الكاشفة للمؤخرات.
ولم يعد من المستهجن ان تشترط ثلاث ارباع أكشاك بيع القهوة الأمريكية على موظفاتها ارتداء البيكيني وما هو أكثر عرياً من البيكيني فيما يعرف بظاهرة " البيكيني باريستا"
ولم يعد غريباً أن تشترط الاتحادات الرياضية على النساء كشف اجسادهم إذا ما أرادو الاستمرار في احتراف الرياضة.
ثم دعنا نتساءل عن ذاك الطفل الذي يرى المرأة عارية في الاعلانات والقنوات الرياضية والمطاعم وحتى أكشاك بيع القهوة، كيف ستتكون صورة المرأة في عقول تلك الأجيال سوى أنها سلعة جنسية !؟
وهنا تأتي الحجة الذهبية لليبرالية الغربية " أنهم يفعلون هذا بإرادتهم " وهى ذات الحجة الإجرامية التي كانت تبرر دائما استعباد العمال وسلب ابسط حقوق، فالعامل دائماً له الحرية في ترك وظيفته واختيار الجوع إذا أراد.
ويكفينا أن نخبر من يستعمل تلك الحجة كيف أن الاستبيانات الاجتماعية تخبرنا بكون الغالبية العظمى من سكان العالم غير راضين عن وظائفهم ويستمرون به فقط للوفاء بإلتزاماتهم المادية، بمن فيهم بالطبع تلك المرأة التي تعمل نادلة بالبيكيني حيث يستمتع الزبائن بالنظر الي مؤخرتها وابداء الملاحظات حول جمال ثدييها. كما يبدو أيضا أن المرأة التي اضطرت للتصوير مع أحد مواقع الاباحية السادية العنيفة لن تشعر بالرضى وجسدها تمزقه السياط مقابل ألف أو ألفي دولار.
وبالطبع أيضاً هو ذات عدم الرضى الذي عانت منه لاعبات المنتخب النرويجي لكرة اليد الشاطئية بعدما وقع عليهم الاتحاد الأوروبي غرامة لارتدائها شورت طويل بدلاً من البيكيني الذي يكشف نصف المؤخره، علما بأن الرجال في ذات الرياضة يمكنهم ارتداء التيشيرت والشورت الطويل بشكل طبيعي مما يشكل تحيز جنسي واضح.
والأغرب أن بعض مسؤولي الاتحاد لم يجدو حرجاً في أن يصرحوا وبكل وقاحة أن الاتحاد يصر على البيكيني لكونه يرفع نسب المشاهدات ويزيد الاهتمام بالعبة.
فعلى أصحاب حجة الحرية المهترئة أن يبحثوا عن تبرير آخر، فمع وجود نمط العمل الرأسمالي لا تحدثني عن الحرية المزعومة للعامل او الموظف.



#عبدالله_محمد_ابو_شحاتة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية والملكية الخاصة
- جنون المجتمعات العربية
- جمهورية البؤس
- طرح نفعية الدين في الميزان
- كيف نشأ الشرف الأنثوي ؟
- الديمقراطيات الغربية، هل تؤمنون بالديمقراطية ؟ (٢)
- تبرير الفروقات الطبقية بأسطورة الجدارة
- الديمقراطيات الغربية، هل تؤمنون بالديمقراطية ؟
- خرافات الحجج الكونية لإثبات الإله.
- كتب تنظف عقلك من الهراء
- نقد للاعتراضات الأكثر عمومية وشيوعاً للماركسية
- هل لحرية الإرادة وجود في العلوم الإنسانية ؟
- المرجعية الأخلاقية للاديني.
- هل تتوافق تعاليم يسوع وأفعاله !؟ ( نظرة نقدية )
- ثماني سنوات على مقتل حسن شحاته
- التنميط الثقافي ووسائل التواصل الاجتماعي.
- ازدواجية النسوية في العالم العربي
- معالجة التأثيرات الثقافية بين الميتافيزيقيا والعلم
- النظرة الطوباوية للفتوح الإسلامية ووقائع الصراعات الداخلية ! ...
- الملكية الرأسمالية المقدسة.


المزيد.....




- “اعرفي الخطوات”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في ال ...
- spf.gov.om.. خطوات التسجيل في منحة منفعة الأسرة بعمان 2024 و ...
- دلع البيبي.. تردد قناة طيور الجنه الجديد على نايل وعرب سات.. ...
- نقل المنتج الهوليوودي وينشتاين إلى المستشفى لإجراء فحوصات بع ...
- البابا فرنسيس يلتقي سجينات البندقية
- إيه اللون الطبيعي للسائل المنوى؟
- وزيرة التنمية الاجتماعية العمانية تلتقي مساعدة الرئيس الإيرا ...
- “أخر أخبار منحة المرأة الماكثة” تسجيل منحة المرأة الماكثة في ...
- -كفى!-.. مظاهرات في أستراليا تطالب بإنهاء العنف ضد المرأة ور ...
- البابا فرنسيس يزور سجنا للنساء في البندقية بعد 7 أشهر من تجن ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبدالله محمد ابو شحاتة - الليبرالية وحرية تسليع المرأة