أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد كشكولي - حجارة الوند














المزيد.....

حجارة الوند


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 504 - 2003 / 5 / 31 - 05:14
المحور: الادب والفن
    


 


للغربة تثاؤب الدروب؛
و للغريب كتمان الأنين؛
للشوق طعم البخور ,
و شمّ الياسمين,
و رعشة تنتاب الروض في أواخر السنين.

كدتُ أغرق في قطران الليل ؛
تشبثتُ بحجارة من سجّيل.


ومنذ عشرين عاما أحمل حَجَرك في حضني ,
 فلم ألق الذي  عليه يفديني,
و هاأنذا أعود إلى محرابك ؛
بعد أن عرفتُ أنّ للحجر أيضا حافات السكين.
أعود لأشهد للمطر حنوه كالأم  على ضفائر النخيل ،
و حين يفرش ببرده ياسمين الفناء؛
و يمسح ظهر القط بمعزوفات الماء و فواح التنور.

أعود لأتأمل أمام الموقد روحا تُطِل على دفتر أشعاري؛
 تهدهده في حضنها؛
تهوي فيه ؛
 فأهيم أبحث عنها أبدا في دهاليز الرمال وأنفاس الريح.
ها أنا أشرب اليوم نخبك , فداو بخطواتك في العشب هذا الهيام الأليم,
واعلمْ أنه فادح كلّ هذا اللهاث و موجع  تفتق النسرين ,
عدت لكي أراقب سير الأشجار على مائك في صحبة كركرة الإوز و دويّ الرعد ،
في وجوم فتى غاص حتى العظام في حزن نفسه ،
و غرق حتى الموت في جوع ذاته.

جئت لكي أستسقي مطر الوهم ،
لعلي ألقي عشبة "جلجامش" في جوانحك،
و أجد "انكيدو" في حانة السديم.
أنا عائد لأحتضن الرؤى و أفترش الظنون,
و ألملم كل قطعة من الكبد التي تركتها في كل آجرة  للسوق القديم.
فلا تُهلني  هذه المرة على النعوش في وقت الدفن .
جئتك لكي نلمس السماء بشهقاتنا ,
ونتعلم كيف يتلوى التنّين.
إنّي احتسيت في حانة النار والنور كأس القدوم,
وحيدا كالذئب كنت أجري في الثلج ،
أبحث عن بسمة الماء، أو جمرة مطفأة تحت أقدام الدُبِّ.
رأيت رأسي ثملا مرشوقا في سنِّ رمح مغروز في الأرض,
تحت الجسر الحجري ،
 فكانت نومة الثمل على حجارة ضفتك،
 وحملني نسيم الغسق إلى حضن الصنوبر  ،
فسقطتُ إلى فجوات المقابر المفتوحة ،
والهياكل العظمية تمد إليّ  أذرعها تناديني فلا أسمع تحت ثقل ثمالتي.
و في الفجر يتناهى إليّ  صياح الديك ،
و شهرزاد تذوي في الضباب ,
وشهريار يغوص في أعماق الماء.
                             29 أيار, 2003

 



#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزرق الهجيع الأخير
- سحر الشعر
- الشعر يوصل الإنسان إلى التخوم القصية للحياة


المزيد.....




- فنان مصري يعلن وفاة طفل فلسطيني وجه له رسالة
- -فن الشارع المعاصر-.. افتتاح معرض ضخم للرسم على الجدران وسط ...
- ساعات وهتظهر… نتيجة الدبلومات الفنية 2024 بالاسم ورقم الجلوس ...
- -سفينة نوح اللغوية-.. مشروع ياباني لحفظ لغات الأرض على سطح ا ...
- محاكمة ترامب: هيئة المحلفين تبدأ المداولات في قضية الممثلة ا ...
- عرض منزل فيلم -Home Alone- للبيع بأكثر من 5 ملايين دولار
- -لا أعرف كيف أتعامل معك-.. شجار بين الممثل روبرت دي نيرو وأح ...
- “استقبل بسهولة لعيالك” .. تردد قناة ميكي الجديد 1445 بأعلى ج ...
- فيلمان لخريجتَين من -دار الكلمة- يشاركان بمهرجان سينما فلسطي ...
- “اضبط بسرعة لأطفالك” .. تردد قناة وناسة الجديد بإشارة قوية ب ...


المزيد.....

- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد كشكولي - حجارة الوند