أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل حمد - فلسفة الحب عند شعر جماعة أبولو















المزيد.....



فلسفة الحب عند شعر جماعة أبولو


خليل حمد

الحوار المتمدن-العدد: 7493 - 2023 / 1 / 16 - 00:46
المحور: الادب والفن
    


فلسفة الحب عند جماعة أبولّو:
هذا الموضوع موجود بوجود الشعر في الآداب كلها، تناوله الشعراء بالحديث وبالغزل وببيان الفلسفة في المرأة، إلا أن الحب عند الاتجاه الرومانسي لبس لباسا جديدا، فصار ملجأ للشاعر الذي يعاني من الشعور بالحرمان والألم. وشعراء جماعة أبولّو سلكوا نزعة صوفية في الحب وجعلوه والحديث عن المرأة تيارا عاطفيا متمثلا في فلسفتهم العاطفية المملوءة بالحب والحرمان والألم والعذاب، والضنى والأرق، فالحب عندهم متعة للروح لا الجسد" (الخفاجي،بدون:84) .
كان موضوع الحب والمرأة في مقدمة اهتمامات هذا الاتجاه، وقد كان الشعراء يتخذون من الحب ملاذا يفرون إليه من عذاب الحياة، وعزاء يعوضون به ظلم الدهر، ومرقى يسمون عليه فوق العالم الأرضي، ومن ذلك قول إبراهيم ناجي:
هوى كالسحر صيّرني
أرى بقريحة الشهب
وطهرني وبصّرني
ومزّق مغلق الحجب
***
سموت كأنني أمض
إلى رب يناديني
فلا قلبي من الأرض
ولا جسدي من الطين
***
سموت ودقّ إحساسي
وجزت عوالم البشر
نسيت ضغائن الناس
غفرت إساءة القدر
و"لقد تميّزت الرؤية الفنيّة لشعراء جماعة أبولّو تجاه الحب والمرأة بنوع من القداسة والطهر في تناول عميق للرمزين، فلم تعُد المرأة محل شهوة ومتعة جسدية يتوقف الشاعر عند مكوناتها الجسدية، فلم يعد الإبداع في الجسد، ولم يعد مثيرا للعاطفة كما كان في الشعر القديم، وإنما تخطى شعراء أبولّو تلك المرحلة للغوص في أعماق رمز المرأة ببعديه الإنساني والوجودي، فعبّروا عنها بأنها تجمع الجمال والجلال في آنٍ واحد، فربطوا بين الحب والجلال؛ وهذه النزعة اعتبرت المرأة قطعة فنية من فنون السماء يلتمس منها الإلهام الشعري باعتبارها ينبوعا لا ينضبّ، وتجليّا من تجليات الوجود الحقّ في الكون ومحلا للفيض الإلهي تنير روح الشاعر الوُجدانيّ العميق التأمّل الرقيق المشاعر الثاقب الفكر" (عابدين،2007م:303-304) ، كما هو الشأن في الشعر الوجداني في جميع الآداب. ولا يخفى على من تصفّح شعر جماعة أبولّو أن شعراءها "قد ساهموا جميعا في تلك الناحية، بل أكثروا منه في دواوينهم وسائر نتاجهم الشعري كثرة لافتة للنّظر وداعية إلى التأمّل" (عابدين،2007م:203) .
وخير أنموذج من شعره لهذا النوع من الرمز الفنّيّ إبراهيم ناجي الذي شغلت المرأة حيّزا كبيرا من شعره، فلنأخذ مثلا قصيدته "أنتِ":
أنت إن تومني بحبي كفاني *** لا غرامي ولا جمالك فانٍ
أجدب الهجر خاطري وخيالي *** وأخفّ النوى دمي ولساني
فتعالي روّي الظمأ في عيوني *** وجنوني لقطرة من جنانِ
طال والله في تنائيك ذلّي *** ووقوفي على ديار الهوانِ
أي روح أحسه أي أسر *** في جناحيك كلّما ظللاني
أي روح أحسه أي سحر *** سكبت في فؤادي العيناني
وكأن الرميم ما تبعثان *** وكأن النشور ما تسكبان
وكأني محلّق في سماء *** ومطلّ منها على الأكوانِ
مستعزّ بما منحت قواي *** أجمع الكون كله في عناني (ناجي،1961م:316) .
لم يكن غرض الشاعر في هذه القصيدة الحديثَ عن امرأة معتادة، بل "المحبوبة هنا رمز الروح الخالقة المبدعة، فهو يعشق جمالا لا يفنى، وهي بنظراتها تروي ظمأ المشتاقين، فيتوسّل لها الشاعر بأن ترويَ ظمأه واشتياقه وجنانه إليها؛ وهو يحلق مع محبوبته في سماء يرى منها الأكوان، وهو في امتزاج بهذه المحبوبة يجمع الكون كله في عنانه" (عابدين،2007م:298) .
وكان بعض الشعراء يكلف بالمرأة روحا ووجدا وعذابا، وبعضهم يهيم بها جسدا ومتعة ونعيما. يقول ناجي واصفا لصاحبته بعض ما يعني من وحدة وجوى وخداع وهمّ وخيبة أمل:
كم مرة يا حبيبي
والليل يغشى البرايا
أهيم وحدي وما في الظلام
شاك سوايا
أصير الدمع لحنا
وأجعل الشعر نأيا
يشدو ويشدو حزينا
مرددا شكوايا
مستعطفا من طوينا
على هواه الطوايا
حتى يلوح خيال
عرفته في صبايا
يدنو إليّ تدنو
من ثغره شفتايا
إذا بحلمي تلاشى
واستيقظت عينايا
ورحت أصغي وأصغي
لم ألفّ إلا صدايا
ويقول صالح جودت معبر لصاحبته عن الظمأ الذي يعانيه، واللهفة إلى الريّ الذي يطمع فيه:
أجل ظمآن يا ليلى
وماء الحب في نهرك
خذيني في ذراعيك
وضميني إلى صدرك
دعيني أشرب النور الذي ينساب في شعرك
وروّي لهفة الظمآن بالقبلة من ثغرك
هبيني ليلة أثمُل يا ليلاي من خمرك
وفي هذا المجال أيضا قصيدة أخرى لصالح جودت من ديوانه: ليالي الهرم الذي تزاحمت فيه قصائد الحب تزاحما لافتا، هذه القصيدة القصيرة "رسالة حبّ" التي تتكون من هذه الأبيات:
على أجنحة الأشواق أهديك تحيّاتي
وأشكو لك طول البعد يا أقرب من ذاتي
ماذا أكتب الليلة يا أحلى رسالاتي
وماذا أنظم الليلة يا أجمل أبياتي
أضأت الشمعة الحمراء في ليل صباياتي
وأردف أصليّ لك في وكر عباداتي
ومن أصداء ماضينا أمنى النفس بالآتي
وأدعو الله أن يصغي إلى همس مناجاتي
تغنّي لك أحلامي وآلامي وآهاتي
وأن تفتح للعاشق أبواب السموات
فقد يغزو هوى قلبك هذا الظالم العاتي (جودت،1982م:17) .
في هذه القصيدة القصيرة جعل الشاعر الأشواق أغلاقا أو أطباقا أو أكياسا تحتوي على تحياته المقدمة إلى موضع حبّه البعيد مسافة، في حين كان أقرب إلى قلبه من ذاته، حيث يصل الليل بالنهار في رسم ما مضى من لحظات الغرام اللذيذة ممنيّا بها نفسه إلى ما هو آتٍ من تلك اللحظات، ويدعو الله تعالى أن يُحقّق له أحلامه وأحلام كل عاشق؛ وقد رسم الشاعر هذه الصورة المركبة من الجمع بين الصور الجزئية كما هو واضح .. وكثيرا ما يتحوّل الحبّ والغرام في شعرهم إلى مصدر للشقاء والتعاسة، والشعور بالمضايقة، والاحتراق الداخليّ، وذلك حينما يشعر الشاعر باليأس من التوصّل إلى مأربه الغرامي.
من أهمّ الأمثلة على ذلك قصيدة إبراهيم ناجي "رسائل محترقة"، التي من عنوانها يمكن أن يدرك القارئ ما تحمله من مشاعر جيّاشة، والتي يقول فيها الشاعر:
ذقت الصبابة وانطوت *** وفرغت من آلامها
لكنني ألقى المنايا *** من بقايا جامها
عادت إلى الذكريات *** بحشدها وزحامها
في ليلة ليلاء أرْ *** رَقني عصيب ظلامها
هدأت رسائل حبّها *** كالطفل في أحلامها
فحلفت لا رقدت ولا *** ذاقت شهي منامها
أشعلت فيها النار تر *** عى في عزيز حطامها
تغتال قصة حبّنا *** من بدئها وختامها
أحرقتها ورميت قلــ *** ــبي في صميم ضرامها
وبكى الرماد الآدميّ *** على رماد غرامها (ناجي،2007م:80) .
يُصوّر ناجي في هذا النصّ الشعري قصّة حبّ عاثر، جلب له في اللحظة الحاضرة الهمّ والغمّ، في حين كان فيما مضى ينبوعا ثريّا للسعادة والنعيم. وقد أنهى الشاعر قصة هذا الحبّ بإحراق الرسائل التي كان يتبادلها مع حبيبته، على إثرِ ثورةٍ نفسيةٍ عارمة (أبو الرب،بدون:35) نتجت عن معاناته الشديدة من حبّ أخفق في تحقيق غايته المرجوة، ويشتدّ فيه العناء والانفعال، فهجَمَ على رسائل صاحبته يحرقها منشدا هذه القصيدة (ضيف،بدون:159) ، ومعلنا فيها إخفاقه في التوصّل إلى أن يعيش لحظات غرامية مبتغاة مما أدّى به إلى تناول رسائل الحبّ وإحراقها بعدما ضمّ إليها قلبه العاشق ليتحوّل والجميع إلى رماد يبكي بعضه على بعض؛ "وقد ساق الشاعر صورا عدّة تعبر عن مشاعره، وتصوّر عاطفة الحبّ عنده.
وللقارئ أن يتخيّل ذكريات الحبّ، وهي تحتشد لمهاجمة الشاعر في ليلة ليلاء عصيبة الظلام لتعكير صفو حباته، وأن يتخيّل النار التي أضرمها الشاعر، ثمّ ألقى في لهيبها رسائل الحبّ، كما ألقى قلبه، وللقارئ كذلك أن يتخيّل كيف أتت النيران على الرسائل فتركتها كومة من رمادٍ لا قيمةَ له، في حين كانت هذه الرسائل فيما مضى أعزّ ممتلكات الشاعر، وأن يتخيّل كيف يبكي رماد قلبه المحترق على رمادٍ غرامه المندثر" (أبو الرب،بدون:135) .
هذه الصور الجزئية التي تتكوّن منها القصيدة استطاع الشاعر بمقدرته الفنيّة أن يربط بينها في وحدة عضوية متكاملة من خلال وحدة المشاعر والصدق الفنّيّ. إذن، بالإضافة إلى هذا المضمون الجميل للقصيدة –وهو سبب ذكرها هنا- يمكن للقارئ الناقد أن يلاحظ ما اتّسمت به القصيدة من ترابط عضويّ رائع، وهو من المميزات الفنية أبولّو على وجه العموم، وسنتحدث عنه بالتفصيل في مكانه المخصص..
ولعلّ من هذا النوع من العاطفة التي يتحوّل فيها الحبّ إلى حالة من الضيق والقلق وعدم الاستقرار النفسيّ ما نراه في سطور هذه القصيدة من شعر إبراهيم ناجي -ذلك الشاعر الوجداني في الطراز الأول- وهي قصيدة "خاطرة" التي يقول فيها:
نار من الشوق إثر نار *** فلا هدوءَ ولا قرار
إنّك لي مبدأ وعود *** منك إلى صدرك الفرار
يا مرفأ الروح لا تدعني *** بلا دليل ولا منار
موج وريح وزحف ليل *** فمن دمار إلى دمار
أن أنت أخلفت وعد حبّي *** لم تؤوني في الديار دار
وليس لي في الهوى اصطبار *** وليس لي دونك اختيار (ناجي،1939م:48)
لكل ما تقدّم ذكره، فلا غرو في أن "تبدو عاطفة الحبّ عند هؤلاء الوُجدانيين وكأنّها تجربة روحية ترتبط بمعاني الطهارة والعفّة والصمود أمام الشهوات، ويسمو الشاعر فيها بخياله إلى عالم نورانيّ من الأحلام والأوهام، متّخذا من حبّه مجرّد إلهامٍ لموهبته، وحافزا لوجدانه ليرقى إلى ما يستطيع من رحابِ الروح والفنّ. ومن هنا كان وجود المرأة وجودا غائما لا اسم أو زمان أو مكان يتحدّث الشاعر عنه حديث الغائب المجهول، أو يخاطبه كمن يخاطب مثالا ساميا خالصا من أدرانِ الحياة ومخالطة الناس أو التحرّر من الصراع المحتدم في وجدانه بين الرغبة والطهارة أو بين الواقع والمثال.
وقصيدة الشابي "صلوات في هيكل الحب" مثل من أمثلة هذه الظاهرة الفنية، ويقول في مطلعها:
عذبة أنت كالطفولة كالأحلام
كاللحن كالصباح الجديد
كالسماء الضحوك كالليلة القمراء
كالورد كابتسام الوليد
إلى أن يقول:
أنت تحيين في فؤادي ما قد
مات من أمسي السعيد الفيد
والصباح الجميل ينعش بالدفء
حياة المحطّم المكدود
أنقذيني فقد سئمت ظلامي
أنقذيني فقد سئمت ركودي (أبو شادي،1934م:810)
وكان لهؤلاء الشعراء رؤية جميلة إلى الحب ، فحبهم طاهر عفيف يرتفع عن كل ما يسيء للمرأة ، وينظر الرومانسي إلى المرأة على أنها ملَك هبط عليه من السماء، فهي آنسته في هذه الحياة الموحشة القاسية ، ويلجأ إليها فيجد فيها الملاذ الآمن الذي يعيد الطمأنينة إلى نفسه.
إن الحبّ -عند الشاعر الوجداني- كاليد الرحيمة التي يرجو الشاعر أن تمتد إليه لتنتشله من هذه الحياة وآثامها، إلا أن انتظاره هذا، دائما ما يطول؛ لأنه ملتصق برغائب الحياة، تواق إليها، يريدها ويرفضها في آنٍ واحدٍ، فتجربة الحبّ عند الشاعر الوُجداني تقوم في أساسها على الصراع والمعاناة، ويبدو الشاعر فيها وكأنه يخلق لنفسه أسباب الفشل ليظلّ الألم غذاء دائما لوجدانه وموهبته" (الدسوقي،1960م:304) ، ولعلّ ما تمثّلنا به من القصائد يحمل دلالة حيّة على ذلك.
وفي هذا يقول أبو شادي:
أماناً أيها الحب *** سلاماً أيها الآسي
أتيت إليك مشتكياً *** فراراً من أذى الناس
دلفت إلى سماء الحب *** فهي معبدي الضاحي
وقد صار الهجير به *** نسيم الروح والراح (أبو شادي،1926م) .
وقريب من ذلك قول أبي القاسم الشابي الذي أحاط حبيبته بهالة من التقديس ، فهي ابنة النور التي تشع في دنياه المظلمة ، وتزيح عن كاهله هموم الحياة وأحزانها ، ورأى في هذا الملاك الجميل تتجلى عظمة الله في مخلوقاته:
يا ابنة النور إنني أنا وحدي *** من رأى فيكِ روعة المعبود
فدعيني أعيشُ في ظلك العذب *** وفي قرب حسنك المشهود
عيشة للجمال والفن والإلهام *** وللطهر والسنى والسجود
وامنحيني السلام والفرح الرو *** حي يا ضوء فجري المنشود
انقذيني من الأسى فلقد أمسـ *** ـــــــيتُ لا استطيعُ جمل وجودي (أبو شادي،1926م) .
وهكذا فالحب في نظر هؤلاء اليد الحانية التي تنتشل العاشق من الآم الحياة وآثامها وهو الذي يطهر النفوس ويهذبها. ويُعظّم الرومانسي من شأن الحب حتى يصل به الأمر إلى درجة من التقديس بحيث يرى أن كل شيء في هذا الوجود خُلق من أجل الحبّ الذي يجمع روحين طاهرتين تنعمان بحبّ نقيّ ؛ لكي يتمتّع الحبيبان بهذه الطبيعة الجميلة ، وفي ذلك يقول إبراهيم ناجي:
لمن زين الله هذي السماء *** أو جمَّلَ الكونَ أو نسَّقا
لمن يطلع الفجرُ في أفقها *** فيبدو بها ضاحياً مونقاً
أ للطائر المفرد الروح يمضي *** يروّد الموارد عن مستقى
وربك ليس لهذا .. ولكن *** لروحين في أفقٍ حلقا (ناجي،بدون) .
وأجلّ هؤلاء الحب ورأوا فيه أعلى مراتب السمو والرفعة فهو أنشودة الخلد التي تردّدها الأجيال منذ الأزل وهذا ما قاله إبراهيم ناجي:
وإنما الحبّ حديث العُلى *** أنشودة الخلد ونحن الرواة
والحبّ الرومانسي حب عاثر ينتهي بالفراق أو موت الحبيبة ؛ لذلك نجد الشاعر الرومانسي يتغنّى بعذاب الحب وما يكابده المحب في حبه هذا ، من أرق وسهر وهو يذرف الدموع على حب ذوي وآمال قد تحطمت دون أن يجني من حبه العاثر هذا شيئاً يذكر سوى الألم والدموع وفي ذلك يقول إبراهيم ناجي:
يا غراماً كان مني في دمي *** قدراً كالموت، أو في طمعهِ
ما قضينا ساعةً في عرسهِ *** وقضينا العمرَ في مأتمهِ
ما انتزاعي دمعةً من عينهِ *** واغتصابي بسمةً مِن فمِهِ
ليت شعري أين منه مهربي *** أين يمضي هاربٌ من دمهِ؟ (ناجي،بدون) .
وقد أمسى التغني بالحب عند الرومانسيين شيئاً مقصوداً لذاته ، وأصبح الألم من الموضوعات المحببة عند الرومانسيين الذين قدّسوا الدموع ، فالآلام تذكرهم بالسعادة الآفلة ؛ لذلك تدفقت قصائدهم بالعواطف الكئيبة والاحساسات الدفينة وأصبح شعرهم الغنائي رثائياً وبوحاً ممتزجاً بالأحزان ، وفي ذلك يقول الشاعر حسن كامل الصيروفي:
دموعي كنت آمالا *** تمدّ القلب بالبشر
وكانت هذه الآما *** لُ كالأنغام في الفجر
وكثيراً ما يمتزج الفرح بالحزن واللذة بالألم في شعر هؤلاء الشعراء فدموع الشاعر تمد القلب بالفرح ، لأنها تسكب في طريق الحب الذي يوصل إلى السعادة ، وكانت هذه الآمال تبعث النشوة في نفسه ، وتعطي لها مسوغاً لوجودها في الحياة ويعبر أبو شادي عن تلك المشاعر التي يضطرب فيها الحزن بالفرح والأمل باليأس ويكون كل ذلك سبباً فيما يعانيه المحب من حيرة وانكسار في هذه الحياة فيقول أبو شادي:
ما لعيني كلما تلقاك بالفرحةِ تدمعْ؟
أ هي الفرحةُ أم خشية حلم يتصدعْ؟
بي رجاءٌ ليس يخبو، ورجاءٌ ليس يلمعْ
هاك قلبي يا حياتي ! نبئيه كيف يصنعْ
هو في القُربِ بعيدٌ عنك يهفو ثمَّ يجزعْ
آه! كم يجني حيائي ! آه من شوقٍ مضيعْ
وعبــاداتٍ تنــاهتْ فأبــتْ لي كــل مطــمعْ (أبو شادي،بدون) .
ويمزج الشاعر الرومانسي بين الحب والطبيعة إذ يجد الحب الحقيقي في أحضان الطبيعة ؛ إذ تحقق له هذه الأجواء في أحضان الطبيعة قمة ما يبتغيه من حب روحي يجعله يطير على أجنحة الخيال معانقاً كل ما يسمو إليه من أحلام وآمال في هذا الميدان.
ونجد ذلك مجسداً في قصيدة علي محمود طه (سيرانادا مصرية)، وهي أغنية ينشدها العشاق على معازفهم في الليل تحت نوافذ معشوقاتهم وتقابل عندهم ما يسمونه بالأوبادا، وهي أغنية الفجر ينشدها العشاق أيضاً في الصباح الباكر عند نوافذ معشوقاتهم، وقصيدة محمود طه المهندس هي:
دنا الليل فهيا الآن يا ربّة أحلامي
دعانا ملكُ الحبِّ إلى محرابه السامي
تعالي فالدُّجى وحيُ أناشيد وأنغام
سَرَت فرحته في الماءِ والأشجار والسحبِ
تعالي نحلُم الآن فهذي ليلةُ الحبِّ
على النيلِ وضوءُ القمر الوضاح كالطفل
جرى في الضفةِ الخضراء خلفَ الماءِ والظلِّ
تعالي مثلهُ نلهو بلثمِ الوردِ والطلِّ
هناك على رُبا الوادي لنا مهدٌ من العُشبِ
يلُفُّ الصَّمتُ روحينا ويشدو بلبلُ الحبِّ
يطوفُ بنا على شطٍّ من الأضواء مسحور
شراع خافق الظلِّ على بحرٍ من النورِ
تناجيه نجومُ الليل نجوى الأعينِ الحورِ
وأنتِ على فهمي ويدي خيالٌ خافقُ القلبِ
تعالي نحلم الآن فهذي ليلةُ الحبِّ
هدأ البحرُ رحيبا ، يملأ العين جلالا
وصفا الأفقُ، ومالت شمسه ترنو دلالا
وبدا فيه شراع
كخيال من بعيد يتمشى
في بساط مائج من نسج عُشب
أو حمام لم يجد في الروض عشا
فهو في خوف ورعب (طه المهندس،بدون) .
فيُلاحظ أن البيتين الأولين قد كتبا بدون تحديد الفاصل بين الشطرين، ويشتمل هذان البيتان على أربع تفعيلات من بحر الرمل.
وأما الثالث والرابع فكل منهما تفعيلتان على حين تشتمل الأبيات من الرابع إلى السادس على ثلاث تفعيلات في كل منهما، أما الباقيات من الأبيات فيبدو فيها تغيّر البحور، بطريقة أكثر سرعة كما نرى في قوله:
أنه غيمة سرت في سماء خفيف
وقد صفت زرقتها رمل
لكنما هذا جناح طائر رجز
مرفرف في ملقب الضياء رجز
يجرُّ زورقاً على الدأماء رجز
فالبيت الأول من الخفيف والثاني من الرمل والأبيات الثلاثة الاخيرة من الرجز مع اختلاف التفعيلة الاخيرة من كل بيت تختلف عن التفعيلتين الاخيرتين وهو أمر مرفوض في الشعر التقليدي.
وللمحبين أشواق وتقديس
هيهات يحصرها داعٍ إلى حصر
فالحسن سلطان، والجوهر الأسنى
لا قسمة المظهر
مهما أزدهي وغيلا
كأنما الأزهار أيضاً قد حنن إلى التناظر
ما كان حيلتهن ، لكن كن رسل العاشقين
وكان كلاً تشتهي أبهى التفوق بالملاحة
وكان الحسنُ ليس يتبعُ آخر
بينا الأسارى التابعون على افتتان رهن رحمة
أنظر إلى الأزهار!
أنظر جميل التثني !
وضعن في الأكمام
وقد استخدم شيبوب في مقدمة لقصيدته (الشراع) التي نشرت في مجلة "أبولّو" مصطلح (الشعر المطلق) مرادفاً للشعر الحر وفرق بينه وبين (الشعر المنشور) الذي لا قافية له ولا وزن ، ففي الشعر المطلق يستخدم الوزن سواء كان كاملاً أو مجزوءاً.
وأما القافية فقد تبقى وقد تهمل واستخدم خليل شيبوب في هذه القصيدة بحري الخفيف والطويل وهما من الأوزان التي تشتمل على نمطين مختلفين من التفعيلات . وكان طول الجملة هو الذي يحدد عدد التفعيلات في كل بيت وفي الابيات الآتية التي تتألف من تفعيلة للرمل لا تجد وحدة في طول البيت ، ولا انتظاماً في التفعيلة.
ونجد صور الحب المستمدة من الطبيعة في شعر أبي القاسم الشابي هو يرسم صورة جميلة لحبيبة في قوله:
عذبة أنت كالطفولة كالأحـ *** ـــــلام كاللحنِ كالصباح الجديد
كالسماء الضحوك كالليلة القمراء *** كالوردِ كابتسامِ الوليد
يا لها من وداعةٍ وجمالٍ *** وشبابٍ مُنعمٍ أُملودِ
يا لها من طهارةٍ تبعثُ التقديـ *** ــــــــس في مهجةٍ الشقي العنيد
يا لها رقةً تكادُ يرفُّ الور *** دُ منها في الصخرةِ الجُلمود
إلى أن يقول:
أنتِ تحبينَ في فؤادي ما قدْ *** مات في أمسي السعيد الفقيد
وتُشيدينَ في خرائب روحي *** ما تلاشى في عهدي المجدود
و لم تبلغ نبرة الحزن والأسى عند حديث أبي القاسم الشابي عن المرأة ما بلغه غيره من شعراء الجماعة، ولما لا ، وشعره هي محصلة لحياة شاعر قصيرة لا تتعدى ست وعشرين سنة، فحياة الشابي كلها مأساة، فهي ظروف حياتية صعبة عاشها، أولاً وفاة أبيه ثم وفاة محبوبته ثم إصابته بمرض تضخّم القلب، مما أدى إلى وفاته، فهو كان يحس بقصر حياته، ودنو أجله فلذلك حاول أن يفرغ كل الشحنة وأن يجعل المصباح مضيئاً طوال الفترة لكي يستهلك كل الزيت، فلما انطفأ المصباح كان قد أفرغ شحنته ؛ من أجل ذلك تختلف نظرته تجاه المرأة عن أية نظرة أخرى، ففي قصيدته الخالدة "صلوات في هيكل الحب" نراه يعالج جانباً وجدانياً وعاطفياً فيه دعوة للخروج من النمط التقليدي تجاه العاطفة والمرأة بوجه الخصوص.
فالشابي ينظر إلى المرأة من خلال القصيدة نظرة مليئة بالحزن والأسى ربما لإحساسه بعمره القصير كما قلنا أو نتيجة لحبّه الأول الذي انتهى وهو في حسرة عليه فكانت نظرته إلى المرأة تصل إلى نوع من التقديس مما جعل بعضاً من الناس لا يتقبل هذا الأمر وذلك مثل قوله في القصيدة:
يا ابنة النور انني أنا وحدي
من رأى فيك روعة المعبود
إضافة إلى ذكره للآلهة اليونانية، و"صلوات" هي قصيدة وُفّق الشاعر في اختيار بحر الخفيف التي تفعيلته أكسبت القصيدة عذوبة وخفة وذوباناً في اللا كون وتحليقاً في عالم الأسر والعبودية.
ووُفّق أيضاً في اختياره للقافية الرويّة الدال، والدّال هو من حروف الشدة كما دخلت عليها الكسرة خففت وهي توحي بالحزن والأسى، فهو يبدأ بخطاب موجّه ، فهو يبتعد عن المقدمات ويتوجه مباشرة إلى ما يريد:
عذبة أنت كالطفولة كالأح
لام كالصباح الجديد
كالسماء الضحوك كالليلة القم
راء كالورد كابتسام الوليد
يا لها من وداعة وجمال و
شباب منعم أملود
فتتزاحم الصور لنرى فيها امرأة عذبة ثم يجمع كثيراً من الأشياء الجميلة "الطفولة ، الأحلام اللحن، الصباح، ابتسام الوليد" فهي البراءة ، وجمال الأمنية في الأحلام، وهي الألحان وانسياب الموسيقى فنلاحظ تلك المعاني الواضحة البسيطة، وهذه التشبيهات الميسرة التي لا يعمد فيها إلى الإغراق والإغراب بالمعاني البعيدة، فكلّها معان بسيطة تعتمد على التشبيه الإضافي أو الوصفية أي يصف شيئاً بشيء كالسماء الضحوك، كالليلة القمراء، كابتسام الوليد.
ونلاحظ نظرة الطهر والتقديس من خلال رؤيته للمرأة باعتبارها شيئاً مقدساً، بل إنها تنساب رقة وهو نوع من المعجزة التي يرفّ منها الورد في الصخرة الجلمود ثم يظل السؤال ملحاً ودائماً.. أي شيء تراك؟ لأنه لا يدرك فحواها ، فهو يحاول أن يرسم صورة بما يحس به، فلا يصل إلى الغاية، فهو يصورها كـ"فينوس" إله الجمال عند اليونان. فهي عادت لتعيد الشباب والفرح لهذا العالم المليء بالأحزان، بل هي ملاك قدسي من الفردوس، روح سلام ومحبة، ثم يربط بين المرأة والطبيعة.
أنت.. ما أنت؟ أنت رسم جميل
عبقري من فن هذا الوجود
فيك ما فيه من غموض وعمق
وجمال مقدس معبود
أنت.. ما أنت فجر من الس
ر تجلّى لقلبي المعمود
ثم يستمر في خطابه للمرأة التي يقدسها ؛ لأنها من وجهة نظره إله تغير في الحياة وتبدّل فيها وتصنع في الفؤاد وتشع فيه الحياة من جديد:
أنت تحيين في فؤادي ما قد
مات في أمسي السعيد الفقيد
وتشيدين في خرائب روحي
ما تلاشى في عهدي المجدود
من طموح إلى الجمال إلى الفن
إلى ذلك الفضاء البعيد
أنت أنشودة الأناشيد غنّا
ك إله الغناء ربّ القصيد
وبالجملة فهذه صفات روحية تختصّ بهذا الملاك المقدس "المرأة" ثم يخرج إلى وصف الجسد ونادراً ما يصف الرومانسي الجسد فهو يركّز على عالم الروح والأشياء الباطنية، ويهيم في فضاءات الخيال:
فتمايلت في الوجود كلحن
عبقري الخيال حلو النشيد
خطوات سكرانة بالأناشيــــ
ـــــــد وصوت كرجع ناي بعيد
وقوام يكاد ينطق بالألــ
ــــحان في كل وقفة وقعود
أنت.. أنت الحياة في قد
سها السامي وفي سحرها الشجي الفريد
فهي خطوات ثملة مترنمة، وصوت رقيق كرجع ناي، وقوام ينطق باللحن العذب في وقفة وقعود، ثم يجعلها هي الحياة نفسها وهو الإصرار على لغة الخطاب "أنت" ليوثق الصلة بينه وبينها، رغبة في توحيد المعاني التي يقولها، وهي دلالة على الشكّ والحيرة، وهي وقفة البحث عما يكون، كأنه يفكر بُرهة، ثم يجد معادلاً لما يمثله فيقول: "أنت الحياة" ثم ينهي هذه الصورة بأنها حياته كلها بل حياة الناس من قدس وصباح ووجود، فهي كل شيء جميل في حياته وقبل ذلك يصرح بأنها أعلى مرتبة من الخيال، فهي تتجاوز كل شيء وأنه لا يستطيع أن يحيط بها:
أنت فوق الخيال والشعر والفن
وفوق النهى وفوق الحدود
أنت قدسي ومعبدي وصباحي
وربيعي ونشوتي ووجودي
فدعيني أعيش في ظلك العذ
بِ وفي قرب حسنك المعبود
عيشة للجمال والفن والإل
هام والطهر والسنا والسجود
فهو لم يكتف بعد أن قال كل هذه الأشياء بل نراه يتحدث عن نفسه وعنها وعن موقفه منها، فهو يرى أن فيها إبداع الخالق ويرى أنها تستحق العبادة ثم يصرح بأنه يريد العيش تحت رحمتها وفي قرب حسنها الفاتن البديع، وإن كان خروجاً عن القيم ولكنه عالم الشاعر الرومانسي وقيمه فرأينا الملاك المقدس في عالم الشابي وكيف هي المتابعة بين المفردات، فكل لفظة توحي بالجمال، وبمعنى منفرد عن الأخرى فهو يريد أن يحيا حياة العابد المتبتل المنقطع لمناجاة ربه ولكن هيهات..
ثم يتحدث عن تأثيرها الجمالي والروحي فيه، فصورتها في قلبه تحمل معنى القداسة، فهو قدم صورة لحياته قبل أن يراها ، وطلب منها أن تنقذه وتأخذه إليها فهي ابنة النور فهو يريد أن يخرج من عالم الظلمة إلى عالم النور، يريد أن تخرجه من الحزن والكآبة والأسى ، فكانت مفاجأة الشابي مفاجأة لعاشق مسكين إلى محبوبة لم تحمل صورة عادية بل هي صورة المرأة التي تصل إلى مرحلة التقديس فهي أكوان في عالم اللا كون عند أبي القاسم الشابي (الزريقي،جريدة الجمهورية،2008م).
وفي هذا السياق ينبغي التنويه بالشاعرة المبدعة جميلة العلايلي، التي كانت تهوى الكتابة الشعرية والقصائد، حتى أصبحت صوتا من الأصوات الشعرية المؤثرة في الحركة الأدبية، فكانت أول سيدة تلتحق بجماعة أبولّو الشعرية. فتقول:
يا قلب رتل اغاني الحب في مرح... فالروح تهفو لخل قد يواسيها
راحت تنقب خلف الغيب باحثة.. إني لأطلقها والله يحميها
صحبت فيها المنى عليّ بغايتها.. ألقى الكمال فأرضيه وأرضيها (العلايلي،1981م) .
كما تعتبر قصيدة "حب المحال"، من ديوانها الأول صدى أحلامي، أشهر قصائدها بهذا الديوان:
سلني مليك عواطفي المحبوبـا .. سَلْني عن الحُبِّ المُذِيب قُلوبا
حب المحال أصابَ مَعْقِل مهجتي .. فعرَفتُ فيه الصَفْو والتَّعْذيبا
يا حسرةً تُفني منــاهِلَ رغبــتي .. يا نزعةً تُحيي الفؤادَ طَرُوبا
إنِّـي أراه مـع الظلام كأنــَّه .. طيفٌ يلوح مع الحياةِ غريبــا
ويطوف بي شجْوُ الحنيـنِ كأنَّــني .. أفْنَيْتُ عُمرَ المُغرمين نحيبـا
لو أنَّ أحزاني تُطيع مدامعــي .. لرأيتَ دَمْعي في القريضِ صَبيبا
لو أنَّ بحر الحبِّ يأخذ مسرفاً .. ماءَ المَدَامعِ ما شكوْتُ سُكُوبـا
لو أنَّ ذاتكَ ما أرُوم وأبْتَغِـي .. مِنْ كُلِّ قلبٍ ما رجَوْتُ حَبيبــا
لكنَّني أهوى الفُنون لأنَّهــا .. تحْيا بمِشْكاةِ الخُلُودِ لَهِيبَـا
وأظلُّ أُفْتَن بالمُحَال لأنَّه .. رُوحُ الكمالِ فهل عَشِقْتُ عَجِيبَا



#خليل_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النزعة التأملية الفلسفية في شعر جماعة أبولو
- الخصائص الفنية للموسيقى الشعر عند جماعة أبولو
- دراسة تحليليلية حول صورة أفريقيا في الوعي اللغوي الروسي


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل حمد - فلسفة الحب عند شعر جماعة أبولو