|
الفارابي فيلسوف ومعلم
ديار الهرمزي
الحوار المتمدن-العدد: 7493 - 2023 / 1 / 16 - 00:12
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الفارابي هو أبي نصر واسمه الأساسي محمد، وُلد عام 260 هـ (874 م)، في فاراب في كازاخستان وتُوفي عام 339 هـ(950م). لُقب باسم الفارابي نسبةً للمدينة التي ولد فيها وهي فاراب احدى المدن في كازاخستان. يعُتبر الفارابي فيلسوفاَ ومن أهم الشخصيات الإسلامية التي أتقنت العلوم بصورة كبيرة.. مثل الطب والفيزياء والفلسفة والموسيقى وغيرها
هو أبو نصر محمد بن محمد بن أوزلغ بن طرخان ويظهر اسم طرخان (تورخان)في نسبه. لم يكن جده معروفاً في أوساط معاصريه، ولكن ظهر اسم أوزلغ فجأةً فيما بعد في كتابات ابن أبي أصيبعة وظهر اسم جده الأكبر في كتابات ابن خلكان. تشير الاختلافات الموجودة في الروايات الأساسية المتعلقة بأصول الفارابي ونسبه، إلى أنَه لم يتم تسجيلها خلال حياته أو بعد ذلك بوقت قصير من قبل أي شخص لديه معلومات محددة، وكل المعلومات المعروفة تستند إلى الإشاعات أو التخمينات.. (كما هو الحال مع معاصري الفارابي). لا يُعرف الكثير عن حياته، وتشمل المصادر المبكرة مقطعاً عن سيرته الذاتية حيث يتتبع الفارابي تاريخ المنطق والفلسفة حتى عصره، ويذكر باختصار المسعودي وابن النديم وابن حوقل. وقد كتب صاعد الأندلسي سيرة الفارابي لكن لم يكن لدى كتاب السير العرب في القرنين الثاني عشر والثالث عشر سوى القليل من الحقائق لتسليمها، واستخدموا قصصاً غير حقيقية عن حياته. ومن المعروف من الروايات التي وصلت عن حياته أنه قضى وقتًا طويلاً في بغداد مع علماء مسيحيين منهم رجل الدين يوحنا بن حيلان ويحيى بن عدي وأبو إسحاق إبراهيم البغدادي، بعد ذلك أمضى بعض الوقت في دمشق ومصر قبل أن يعود إلى دمشق حيث توفي عام 950 م.
قدم ابن خلكان (توفي عام 1282)، أقدم مرجع يشير إلى أن الفارابي من أصل تركي. وقد ذكر في كتابه وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان . (اكتمل في 669/1271)، أن الفارابي ولد في قرية واسيج الصغيرة بالقرب من فاراب كازاخستان من أبوين تركيين، بناءً على هذه الرواية اعتبر بعض العلماء المعاصرين إنه من أصل تركي.
الفلسفة... أنشئ الفارابي ما يُعتبر المنهج الأول في الفلسفة الإسلامية ، وقد عُرف باسم «الفارابية» ، لكن سمعة المنهج بدأت بالتضاؤل بعد ظهور منهج ابن سينا، وُصف منهج الفارابي بأنّه مُنسلخ عن منهج الفلاسفة اليونانيين بخاصة أفلاطون وأرسطو وانتقل من الميتافيزيقيا إلى المنهج العلمي. وحّد الفارابي بين النظرية والتطبيق ولكن سياسياً دعى إلى تحرير التطبيق من قيود النظرية، وقد احتوت معتقداته المُستحدثة عن الأفلاطونية ما هو أعمق من الميتافيزيقيا فأثناء محاولاته التحقيق في المُسبب الأولي للوجود واجه الفارابي حقيقة قصور المعرفة البشرية
كان لأعمال الفارابي عظيم الأثر على العلوم الطبيعية والفلسفة لعدة قرون فقد نُعتَ من الكثيرين بأعلم الناس في زمانه بعد أرسطو وهذا ما يشير له لقب المعلم الثاني . وقد مهدت أعماله الساعية للتوحيد بين الفلسفة والتصوف الطريق أمام أعمال ابن سينا. كتب الفارابي تعليقات على أعمال أرسطو، كما وناقش في كتاب «آراء أهل المدينة الفاضلة ومضاداتها» تصوراً عن المدينة المثالية كما فعل أفلاطون في «الجمهورية». واعتبر أن الأديان توصل الحقائق لعامة الناس في صورة رموز وحكايات. ورأى كذلك أنه من واجب الفيلسوف أن يقدّم النصيحة والتوجيه للدولة وقد اتفق في هذا أفلاطون، فقد ناقش الفارابي منظور أفلاطون واشتق منه وجهة نظر موازية ومتوافقة مع السياق الإسلامي، حيث رأى أن مدينته الفاضلة يجب أن يحكمها نبي إمام، عوضًا عن الملك الفيلسوف الذي فضله أفلاطون. جادل الفارابي والدارسين لمنهجه من بعده بأنّه في مدينته الفاضلة كان يقصد المدينة المنورة حينما كان يحكمها النبي محمد بصفته ولي عهد المسلمين وهو على تخاطب مستمر مع الله حيث يبلغه من بأحكامه وقوانينه.
المنطق..
رغم اتباع الفارابي لمذهب أرسطو في المنطق إلاّ أنّه امتلك أفكاراً من المذاهب المنطقية الأُخرى فناقش قضية الإحتمالات المستقبلية ونظرية الأعداد والجموعات وعلاقة المنطق بعلمِ النحو إضافةٍ لاهتمامه بأساليب الإستدلال لدى أرسطو . ويُرجح أن الفارابي أول من قسم المنطق لجزأين: الأول هو «الفكرة» والثاني هو «البرهان»، ناقش الفارابي أيضا نظريات القياسية الشرطية والإستدلال التشبيهي وأضاف للمذهب الأرسطي مفهوم القياس الشاعري وقد ذكر ذلك في تعليقاته على كتاب أرسطو «فن الشعر».
الفيزياء..
كتب الفارابي مقولة قصيرة باسم «الخلاء» ناقش فيها ماهية الفراغ ويُرجح العلماء بأنّه أول من قام بتجربة علمية للتحقق من وجود الفراغ حيث قام بمراقبة ودراسة المكابس المغمورة بالماء ومن ثم توصّل في استنتاجه في أن الهواء دائمًا ما يتمدد حتى يملئ الفراغ الموجود وعليه رفض فكرة وجود الفراغ باعتبارها فكرة غير منطقية.
الموسيقى
ألّف الفارابي كتابًا عن الموسيقى بعنوان «كتاب الموسيقى الكبير» وفيه شرح المبادئ الفلسفية المتعلقة بالموسيقى وأخذ في خصائصها العامة وأثرها.
علم النفس..
كتب الفارابي مقولتين في علم النفس الإجتماعي إضافة لما ورد في كتابه آراء أهل المدينة الفاضلة الذي خاض به في النفس معتبراً إياها أحد أركان بناء الإنسان في الدولة التي تصورها . حيث اعتبر أن المرء يعجز عن بلوغ الكمال لوحده لذلك يحتاج للمساعدة من باقي الأفراد فالإنسان بطبيعته يميل للتعاون مع غيره حتى يؤدي واجباته:
فحتى يقرب المرء من الكمال المنشود، عليه أن يظل بالقرب من غيره من الناس وأن يقترن بهم حتى ينال منهم عونهم.
واعتبر أن قوة الإرادة هي المسؤولة عن الرغبات أو عدمها مما يحصل في الإحساس والخيال وبذلك فهي تحفز السلوك الإجتماعي للفرد. وقد فرق بين ردات الفعل التلقائية التي تقوم بها الحيوانات وبين ردة الفعل الواعية والنابعة من العقلانية عند البشر. اعتبر الفارابي أن القلب هو الحاكم في جسم الإنسان ويقوم بمساعدة الدماغ والأعضاء الأخرى بإعطاء الحرارة للحواس، هذه الحرارة هي نفسها المسؤولة عن الفروقات بين الجنسين حيث أنّها كلما زادت عند الرجال كلما جعلتهم أكثر غضبا وأعنف من النساء اللواتي يتفوقن بالرحمة والرأفة على الرجال، ومن هنا يبدو الإرث الأفلاطوني عند الفارابي حيث يرى أن الجنسيين متساويين في قدراتهما الإدراكية. ويعتبر الفارابي أن النساء قادرات على أن يصبحن فيلسوفات ومفكرات وعالمات.
وقد قسم الفارابي قوى النفس إلى خمس قوى هي:
القوى الغذائية: وهي التي تٌغذي وتُولد.
القوى الحاسة: حيث يتم الإدراك بالحواس الخمس.
القوى المتخيلة: وعملها حفظ ما رُسم في النفس بعد غياب الشيء عن الحس.
القوى الناطقة: وهي ما تميز بها الإنسان عن الحيوان حيث يُميز الجميل من القبيح والثمين من الزهيد.
القوى النزوعية: التي تُساق إلى الشيء وتكرهه.
وقد ميز الفارابي في فصله الأخير بمدينته الفاضلة المُعنون: «القول في سبب المنامات» بين تفسير الأحلام وبين طبيعتها وأسبابها، إذا اعتبر للأحلام دور في التعبير عن شخصية الفرد وسلوكه. مصادر.... ويكيبيديا قاموس التاريخ باللغة الانكليزية
#ديار_الهرمزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ابن رشد فلسفته ورأيه في المادة وخلق العالم
-
كونراد... الرجل الذي بنى المانية بعد سقوط هتلر
-
مسلة اورخون
-
العرق السومري
-
هنا آسيا.. هنا مهد الحضارات
-
تسلسل الأحداث التاريخية المهمة في منغوليا
-
سومريون وبلاد الرافدين بأختصار..
-
تاريخ الاسيا باختصار
-
ألكسندر الكبير والشرق الاوسط
-
لماذا تاريخ مهم ؟
-
بابليون وبلاد الرافدين بأختصار
-
القائد احمد تكودار بن هولاكو
-
الفيلسوف اليوناني سقراط
-
ولاية السلطان محمود غازان
-
مظفر الدين كُوكُبُوري امير مدينة اربيل
-
مآسات آخر سلاطين المسلمين في الهند ابكت الامة الهندية
-
ماذا تعرف عن إمبراطورية كوك ترك
-
ماهاتما غاندي أحبه كثيرون وكرهه قليلون
-
إمبراطورية الهون الكبرى سوط الله على رقاب الظالمين والفاسدين
...
-
آثار غامضة…هل هي أكاذيب أم بقايا حضارات منسية؟
المزيد.....
-
مصدر يوضح لـCNN موقف إسرائيل بشأن الرد الإيراني المحتمل
-
من 7 دولارات إلى قبعة موقّعة.. حرب الرسائل النصية تستعر بين
...
-
بلينكن يتحدث عن تقدم في كيفية تنفيذ القرار 1701
-
بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي..
...
-
داعية مصري يتحدث حول فريضة يعتقد أنها غائبة عن معظم المسلمين
...
-
الهجوم السابع.. -المقاومة في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي جنوب
...
-
استنفار واسع بعد حريق هائل في كسب السورية (فيديو)
-
لامي: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
-
روسيا تطور طائرة مسيّرة حاملة للدرونات
-
-حزب الله- يكشف خسائر الجيش الإسرائيلي منذ بداية -المناورة ا
...
المزيد.....
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
-
فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال
...
/ إدريس ولد القابلة
المزيد.....
|