أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي جواد - هل العدالة أهم من الاديان ؟ ج 5















المزيد.....

هل العدالة أهم من الاديان ؟ ج 5


علي جواد

الحوار المتمدن-العدد: 7488 - 2023 / 1 / 11 - 21:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تكملة للكلام في موضوع هجرة المسلمين الأوائل وختم الفقرة الأخيرة للجزء السابق، أن البعض يأخذ هذه الهجرة على أنها رخصة شرعية لترك البلاد، وممكن قد يخطر في الذهن سؤال هو أن هجرة المسلمين ذاك الوقت هي لوقت محدد ولغرض معين وهو الهرب من ظلم المشركين، أما الآن فلا يجوز الفرار أو الهجرة من البلاد التي فيها "حكومات إسلامية" ويعيش فيها المسلمون، أذن يبدو هنا توجد إشكالية شرعية في الهجرة والذهاب إلى بلاد أخرى والعيش تحت حكم الكفار، وبعد البحث البسيط وجدت أن الأغلبية تذكر هذه النقاط في موضوع الإقامة في بلاد الكفر تحت باب المصلحة الراجحة مع توفر شروط مهمة:
- الشرط الأول: التمكن من إظهار الدين، وممارسة شعائره ، والأمن من فتن الشبهات والشهوات.
- الشرط الثاني: إن تكون هناك مصلحة راجحة في الإقامه في هذه البلاد ولا يمكن تحقيقها في بلاد المسلمين.
ولا أطيل هنا في موضوع الهجرة والدخول في جدلية هل إن وقت الهجرة محدد أو لا؟ وهل هذا يعتبر جائزا لكل الأزمان؟ إذ إن المطلوب من إيراد هذا المثال هو استخدام وتحكيم شرط العدالة ووضعها الميزان والشرط لاختيار الارض التي يتوجه لها المسلمون للهجرة، ويوجد نص صحيح ومتواتر ولا يوجد خلاف تاريخي في صحة رواية الهجرة إلى الحبشة.

نزعة التديُّن نزعة مغروسة في النفس البشرية فالغريزة الدينية هي شيء مشترك بين الأجناس البشرية حتى وإن كانت بدائية ، وكما عرفنا عن وجود جماعات إنسانية بدائية لا تمتلك علوما وفنونا وحضارات متطورة لكنها تمتلك طقوس وممارسات تخاطب بها جهات يعتقد أنها تمتلك قوى عليا تؤثر على حياتهم، ولا نكاد نعثر على جماعات بشرية ألا وتتبنى ديانة أو طقوسا أو عبادة وثنية أو بدائية. مهما كانت درجة الهمجية التي تعيش فيها إذ دائما نلاحظ وجود الخوف من المقدس سواء كان في الوهم والخيال أو قد يكون جسم مادي حي أو ميت من جماد أو حيوان أو نبات أو إنسان عاقل أو غير عاقل، كلها لا تهم الأساس هو الإيمان والاعتقاد أن هذا الشيء له تأثير عليهم وعلى حياتهم
خطورة مسألة تعريف الدين تكمن في التأثير السلبي عند استعمال هذا التعريف لإرساء وتثبيت قوانين يحاول البعض بواسطتها صبغ جميع الأديان بصبغة واحدة وتعريف واحد، ونجد هناك كمِّ هائل من الاقتراحات المقدمة لحل مشكلة التعريف لغرض اجتماع آراء جميع الأديان في الموافقة على تعريف واحد لكن وكما هو متوقع لم تجتمع الآراء حول تعريف واحد حتى ضمن الدين الواحد أو حتى ضمن نفس الطائفة الدينية الواحدة، تعددت التعريفات والمناهج المتبعة واختلفت المدارس في وضع صيغة واحدة متفق عليها

وعموما ممكن إيراد تعريف الدين لغرض الشرح التقريبي للمعنى:
- الأديان هي عقائد ومفاهيم مصدرها أما من مورثات تاريخية تنسب للسماء أو عن روايات وأساطير ممكن أنها خيالية وهمية أو جاءت جراء مبالغه في الوصف والتصور بسبب الخوف أو الحب والتعاطف لحد العمى والهوس، وتضم أفكارا أو نصوصا ويمارس معتنقوها نوعا من الالتزام بممارسات تمثل طقوس قد تكون يومية مثل الصلوات أو قد تكون متزامنة ومرتبطة بأوقات معينة أو أماكن متعارف عليها تمارس فيها هذه الطقوس مثل الكنائس أو مواسم الحصاد أو وقت القحط ، وهناك الديانات القبلية تعبر عن وجهة نظرهم للواقع والبيئة المحيطة ذلك عبر مجموعة قصص أو خرافات والتي تحولت إلى أساطير تناقلت بين الأجيال ثم تحولت إلى تراث مقدس

عدد الديانات الموجودة في العالم تقدر بنحو 10000 ديانة ، ونسبة 84% من سكان العالم ينتمون إلى واحدة من خمس ديانات كبيرة وهي المسيحية، الإسلام، اليهودية ،الهندوسية، البوذية
مصطلح الدين لغويا أوالدِيانة من دان خضع وذل ودان بكذا يراد به: ما يتديّن به البشر، ويدين به من اعتقاد وسلوك ؛ بمعنى آخر، هو طاعة المرء والتزامه لما يعتنقه من افكار ومبادئ

وبشكل عام تم تعريف الدين بعدة طرق اختلفت في المنهج فمعظم التفسيرات تحاول تحقيق التوازن بين الدقة القصوى والالتباسات العامة. وقد حاولت بعض المصادر أن تستخدم تعاريف رسمية أو عقائدية في حين يؤكد آخرون على العوامل التجريبية والعاطفية والبديهية والأخلاقية والمعنوية.
علماء الأنثروبولوجيا ينظرون إلى الدين على أنه أفكار مجردة وتجارب تأتي من رحم الثقافة وبموجب هذا التعريف، الدين هو رؤية لا غنى عنها في العالم تحكم الأفكار الشخصية والأعمال المعنوية والمادية ،هناك بحوث ناقشت تعريف الدين بين مفهومين الاول هو أنّ مفهوم الدين ينتمي إلى المفاهيم المنطقية والفلسفية والثان ان الدين هو مفهوم وجودي من ضمن علوم التصور والتصديق

ويجب أن نشرح هنا نقطة مهمة وهي الفرق بين الفكر الإسلامي وبين دين الإسلام فالفكر الإسلامي هو اجتهادات عقلية في تناول النصوص وفهمها وشرحها ممكن يخطئ في موضع وممكن أن يصيب في مواضع أخرى كثيرة فهو غير معصوم في ذلك كله، والفرق بين الإسلام وبين الفكر الإسلامي هو الفرق بين النص وهو ما ينسب إلى الله تعالى وبين كل ما عداه فهو غير النص ينسب للإنسان، والعلاقة بينهما هي أحدهما قام على الآخر واعتمد عليه
وفي تعريف إخوان الصفا للدين ( هو شيئان اثنان أحدهما الأصل وملاك الأمر، وهو الاعتقاد في الضمير والسر. والآخر هو الفرع المبني عليه القول والعمل في الجهر والإعلان).

أما الفكر الغربي فقد تناول موضوع التعريف الديني بحسب منظور الديانة المسيحية وهو النموذج الذي يمتلكونه وهي الأداة التي يستعملونها لوضع الأطر الفلسفية وما يستعملونه من مصطلحات تتناسب مع فهمهم للمصطلحات المستعملة في الأناجيل ومنه يطل رجل العلم الغربي ويرى ويقيم الديانات الأخرى، وأنظم لهذا الجانب علماء الديانة اليهودية في طريقة الطرح والتناول وهذا كان مقصودا لغرض التقارب وعدم الابتعاد عن النطاق العام والبقاء في تواز مع بيئة منظور الفكر المسيحي الفلسفي وطريقة شرحه لمفاهيم المصطلحات الدينية مع مراعاة عدم الخلط بين الاثنين

وبعد الاطلاع على الكثير من التعاريف المهمه والمشهورة لمصطلح الدين لعلماء الغرب مثل:
- سبنسر عرف الديانة بأنها نوع من الإحساس يجعلنا نشعر بأننا نسبح في بحر من الأسرار.
- أما فيورباخ Feurbach عرف الدين هو غريزة تدفعنا نحو السعادة.
- وكان برغسون يرى في الديانة نوعا من رد الفعل، أو الهجوم المعاكس، تقوم به الطبيعة ضد ما قد يتأتى عن استعمال العقل من انحطاط في الفرد وتفكُّك في المجتمع.
- ماكس ميلر كان أشد تضييقا للدائرة، وحصر المعنى في الديانه المسيحية قال: إن الدين هو محاولة تصور ما لا يمكن تصوره والتعبير عما لا يمكن التعبير عنه وهو حب الله

وخلاصة ما يمكن فهمه للمعنى العام لأغلب التعريفات التي وضعها الغرب للدين يمكن وصف أغلب التعريفات على أن الدين هو نوع من التكيف الإنساني "قد يعتبره البعض مقدسا" وعبارة عن مجموعة من الآراء الفلسفية تنظر في أثار فعل الدين على البشر والمجتمعات توصف هذه التعاريف المنفعة التي يسعى الدين لتحقيقها.



#علي_جواد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل العدالة أهم من الاديان ؟ ج 4
- هل العدالة أهم من الاديان ؟ ج 3
- هل العدالة أهم من الاديان ؟ ج 2
- هَلْ اَلْعَدَالَةُ أَهَمَّ مِنْ اَلْأَدْيَانِ ؟ ج 1
- الخامنئي.. هل هومرجع دَمجْ أم قائد سياسي !!
- الِاتِّفاقيَّةُ العِراقيَّةُ - المِصْريَّةُ والْمِليشْياتِ
- تغير مذيع المرجعية أو تغير الخطاب
- - الإسلام السياسي -... خدعة أصبحت مهنة
- خُطْبَةُ الْمَرْجِعِيَّةِ...نَدَمُ مُتَأَخِّرُ أَمْ تَمْهِيد ...
- حقيقية ثمنها الدم الشروكي


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي جواد - هل العدالة أهم من الاديان ؟ ج 5