أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد حافظ - حتى يطمئن قلبى بقلم : د. محمد نوالى- دراسات في أعمال السيد حافظ (143)














المزيد.....

حتى يطمئن قلبى بقلم : د. محمد نوالى- دراسات في أعمال السيد حافظ (143)


السيد حافظ
كاتب مسرحي وروائي وصحفي

(Elsayed Hafez)


الحوار المتمدن-العدد: 7487 - 2023 / 1 / 10 - 11:11
المحور: الادب والفن
    


دراسات في أعمال السيد حافظ (143)
حتى يطمئن قلبى
بقلم : د. محمد نوالى
جامعة محمد الأول - المغرب
وصلتنى من الكاتب المسرحي والروائي المصري الكبير السيد حافظ روايته الأخيرة على شكل PDF بعدما أمدني بأعماله الأخرى ورقياً.

وقد اختار لها عنوانين: "حتى يطمئن قلبي" عنوانا أول." ولكن ليطمئن قلبي " عنوانا ثانيا. وقد صدرت مطبوعة عن مركز الوطن العربي رؤيا. وهي في 557 صفحة وأهداها للروائي الكبير صنع الله إبراهيم. وسبق أن سلمني أعماله السابقة التي سأعكف على دراستها جميعها كما وعدته. وهو كاتب يستحق القراءة. تحية له. وتحية لكل من لم يخن نفسه وظل طليقا حرا يغرد كما يشاء كما قال.و تحية لأبناء مصر الأحرار.

يقوم السيد حافظ في رواياته بحفر أركيولوجي في تربة مصر وتاريخها. والأركيولوجيا هي فن وعلم الإبراز. يطمح إلى أن يبرز الوجه الحقيقي لمصر الذي غطتها رمال فقدت بريقها الذهبي، وحولت أفضيتها إلى لوحات قاتمة، وناسها إلى دمى كسيحة. تتحرك في مشاهد مكررة لا جديد تحت شمسها التي تخلت عن عنفوانها. تاركة مساحات الصمت يغلفها غبار تبلد عليها مثل أرشيفات الكتبة من أولئك المتحذلقين الذين يصنعون أمجادا وهمية في تاريخ أضحى حكايات خرافية مضللة تحتاج إلى من يعري طبقاتها. يقول السيد حافظ: "أنا لا أحكي التاريخ ولا أروي لكم بل أصححه."

الكتابة الروائية عند السيد حافظ كتابة مضادة للكتابة التاريخية. والكتابة هي مجرد تمثيل. ويكمن خطر التمثيل على الشيء المُمثل. لأنه مسح له، وإزاحة واحتلال له.

يحضر التمثيل عاريا مدبجا بإنشاءاته الأربيسكية في منحنيات عرجاء تجر أزمنة جوفاء تحت شعارات فقدت حياءها تتهادى بدون استحياء.

تتوارى الحقائق خلفه. كما الطبقات الجيولوجية التي يغلفها غبار العبارات المسكوكة الرائجة التي تدون وتحفظ بدون كلل كأناشيد تملأ سماء لا هي بالسماء. فخطر التمثيل يقع على الشيء المُمَثل. ذلك أن الحضور والإقصاء يتوحدان فيه، إذ يصبح التمثيل بديلاً عن المُمثل، يمحوه بصفته وجودا، ويحضره بصفته نسخة مُمثلة ومعدّلة. وقد مارس عليه التشويه والتغيير.

وبه يغرقنا التمثيل في مشاهد مسرحية حُبكت بدقة متناهية، تجتهد في محاولة إخفاء تمثيليتها ضمن تقنيات الإيهام، ومشابهة الحقيقة la vraisemblance. تفعل فعلها في سلسلة كاملة من النصوص من المدونة، لا تمثل غير حقيقتها هي، وإذا كان جاك دريدا يدعو إلى إعادة قراءة الفلسفة من افلاطون إلى هيدغر ، وإعادة كتابتها لكي نتبين أنها ليست تمثيلا لشيء ما فقط وكما هو في التمثل الشائع بل باعتبارها نصوصاً تمثل نسها. فإن ياسين الحافظ يريد أن يبرز استعاراته في أقنعة التاريخ ، وفي سحنات الناس ويومياتهم. إذ الكل أصبح مغلفا باستعاراته المملة التي أضحت عناوين بائسة لعالم يتهادى في انهيارته كل يوم. وكأن روح العصر التي تكتنف الأجساد والأشياء. أضحت توقع تجدد الانهيارات تحت مساحيق الألوان الساطعة والدمى المتحركة.

وفي ملحمة الإنسان التي قادته إلى ابتداع أساليب التمثيل تغرَّب عن ذاته، وحقيقته بالمفهوم الماركسي. لأنه ـ وكما قرّر دريدا في "أطياف ماركس" ـ بتمثيله هذا سينيب غيره عنه في حضور الوجود. وهكذا ظل غائبا عن نفسه/ فهو لم يكثفها مفهوما، وهو لم يقبض عليها طيفاً، واكتفى بالقناع يخفي فيه خفاءه واختفاءه بوصفه مريدا"[1]

لا يأتي السيد حافظ تحت رداء المؤرخ الذي يضاف إلى لائحة الذين كتبوا رؤيتهم ورؤية غيرهم للتاريخ ظانين أنهم يسجلون الحقيقة كما عاشتها الأجيال. وكما عرفها الواقع. لأن الواقع يطبخ كما تطبخ الفطائر والمعجونات. والحقيقة تظل بمنأى خلف شواطئ الأزمنة المضللة. تنتظر من يوقظها. وليس لها غير الروائي أو المسرحي أو الذي جمع بين الحسنيين.

وإذا كان كما يقول محمود درويش "ومن سوء حظ المؤلف. أن الخيال هو الواقعيّ على خشبات المسارح." فإن من سوء حظ الحقيقة أنها تتدثر بالإيهام. ومن سوء الحظ أيضا أن كتابة الحقيقية تغلف بالنسيان، ومن حسن حظ الزبد أنه كثر فلم يعد يبدو كالجفاء.

هذا الأخ الصديق الذي أشترك معه أشياء كثيرة. منها ضياع الاسم في الزحمة. أشترك معه أشياء كثيرة .كثيرة. هو يعرف ذلك فاختارني لكي أقرأ أعماله. وسأقرأها وأكتب عنها لأني مؤمن بها ومؤمن أن الحقيقة تريد أن تتلمس طريقها إلينا من فجواتها.

تحية للمسرحي والروائي العزيز السيد حافظ مرة أخرى

دكتور/ محمد نوالي

جامعة محمد الأول - المغرب





[1] ـ ماركس في جسد المكتوب. منذر العياشي. ضمن: أطياف ماركس. جاك ديريدا. ترجمة منذر عياشي.: . مركز الإنماء الحضاري. ط2/2006. ص7



#السيد_حافظ (هاشتاغ)       Elsayed_Hafez#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مظاهر بارزة فى عرض مسرحية الشاطر حسن بقلم : بسام العثمان - د ...
- هل كان الشاطر حسن... شاطراً حقاً !!.. بقلم : صالح البدرى - د ...
- الريماوي ساخر من الحياة والمجتمع العربي - صفحات من أوراقي ال ...
- عبد الرسول سليمان .. ولمحة وفاء للفنان محمد الدمخي - صفحات م ...
- مسرحية الشاطر حسن بقلم سامى الباجورى- دراسات في مسرح السيد ح ...
- مسرحية الشاطر حسن بقلم: الدكتور/ زيان أحمد الحاج إبراهيم- در ...
- .الفنان عبد الامام عبد الله في دردشة مع السياسة كل فنان يقول ...
- احمد على سنزور دول الخليج للحصول على تسجيلات جديدة ..!! - . ...
- مسرحية الشاطرحسن - دراسة نقدية بقلم : عماد النويري- دراسات ف ...
- الشاطر حسن - دراسة بقلم : صالح الغريب- دراسات في مسرح السيد ...
- معرض الرياض الدولي الثاني للكتاب حقق اهدافه .. صفحات من أورا ...
- مصطفى عبد المعطى : نحن في عالم معقد يحتاج الي الوعي والذكاء ...
- مسرحية الشاطر حسن بقلم : د. نادر القنة - دراسات في مسرح السي ...
- الشاطر حسن) .. نقد وتحليل : عزت علام .. دراسات في مسرح السيد ...
- حسن عبد علوان .. بين الاسطورة والأساطير الشعبية والمرأة الحل ...
- أنادى تلفزيون الكويت بتقديم التمثيلية القطرية- - صفحات من أو ...
- مسرحية سندريلا استفادت من أخطاء - قفص الدجاج - - بقلم : عبد ...
- نظرة أخرى على مسرحية الشاطر حسن- بقلم : حمد الرقعي- دراسات ف ...
- امنيات الفنانين في العيد الوطنى واحلامهم في المستقبل- صفحات ...
- الكتابة المسرحية للأطفال فى الكويت في حوار مع الكاتب/ السيد ...


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد حافظ - حتى يطمئن قلبى بقلم : د. محمد نوالى- دراسات في أعمال السيد حافظ (143)