أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إلهام مانع - سمك، لبن، تمر هندي














المزيد.....

سمك، لبن، تمر هندي


إلهام مانع
إستاذة العلوم السياسية بجامعة زيوريخ


الحوار المتمدن-العدد: 7478 - 2022 / 12 / 31 - 15:52
المحور: الادب والفن
    




سمكة.
ابتلعت لساني.
وبحثت عنها وعنه في قاع المحيط.
ولم اجدهما سوى اليوم.
فالعفو منكما، عزيزي القارئ، عزيزتي القارئة، على هذا الصمت الذي طال.
ومرحبا بكما من جديد.
اشتقت لكما.
اشتقت إلى الطنين.
----

ذاك الصمت خنقني.
صمتٌ خنقني.
لكن قلمي ومعه لساني، كانا مصرين على الصمت. فتركتهما. وعكفت على البحث العلمي.
ولم أندم.
ثلاث سنوات مرت منذ بداية مشروع بحثي عن مخرجات الإنتفاضات/الثورات العربية لعام 2011. سافرت خلالها إلى أربع دول، أجريت فيها مقابلات بحثية مطولة، وأطلعت على ارشيفات تاريخية، وطورت خلالها مدخلا نظريا لفهم هذه المخرجات. واستخدمت الحرب الأهلية اليمنية الأخيرة كدراسة حالة.
وكان الهدف نشر نتائج هذا البحث في كتاب واحد، لولا أن الأمانة اقتضت نشره في كتابين.
الأول، بعنوان "الحرب الأهلية اليمنية لعام 2015: الربيع العربي، بناء الدولة، وعدم الاستقرار السياسي"، فيه تحدثت عن جذور عدم الاستقرار السياسي في اليمن.
والثاني بعنوان: "الصراع الخليجي وحرب اليمن الأهلية"، اتحدث فيه عن الإطار الإقليمي والدولي للصراع في اليمن.
الكتاب الأول اكتمل، وسينشر بالإنجليزية في العام الجديد 2023. والثاني لازلت عاكفة عليه ولعلي سأضطر من جديد إلى السفر لاستكمال جوانبه.
إذن، عزيزتي القارئة، عزيزي القارئ، كما تريان، كان وقتي معجونا بالعمل والكتابة.
رغم ذلك كنت اختنق.
الكتابة عندي إذا لم تشمل الكتابة باللغة العربية لا تكفيني.
اختنق عندما يصمت قلمي العربي.
أختنق.
كتبت اخر مقال لي في الفاتح من سبتمبر 2021، بعنوان أمي والمرض العقلي.
بعدها تجمد الحبر في القلم.
كأن بَوحي بذاك الحب وذاك المرض دفعني دفعاً إلى التواري خلف البحث العلمي بلغات أخرى.
عليك اللعنة أيها المرض، ألف ألف مرة.
كنت أقول لنفسي، لعل الوقت قد حان للعودة إلى الكتابة باللغة العربية. مقالة رأي. أكتبيها. علقي على ما يحدث. وهناك الكثير الذي يمكن التعليق عليه.
حال الدول العربية.
حال العلاقات الإقليمية.
واقع الحروب الداخلية.
واقع ما يسمونه سلاماً.
واقع الحقوق والحريات.
واقع الإنسان. على تنوعه.
هناك الكثير الذي يمكنني التعليق عليه.
اليس كذلك؟
لكن الضجيج، ظل صاخبا كعادته، مشحونا بعرق المتضامنين والمتضامنات، وملاعب الكرة، منقسمة كعادتها، كل يشجع، كل يلوح، يتضامن، ويجعجع، كل وفريقه.
ولا يخجلون!
ولا يخجلن!
فأشعر بالقرف، ويعود قلمي إلى التواري خلف البحث العلمي بلغات أخرى.
ودول تدفع لمن يصرخ أكثر.
لمن يشجع أكثر.
وشعوب تجوع أكثر.
وبعضٌ من نُخب تغمس قهر هذه الشعوب في مرقها وهي تقهقه. وكرشها تتدحرج أمامها.
ولا يخجلن!
ولا يخجلون!
فأشعر بالقرف من جديد، ويعود قلمي إلى التواري خلف البحث العلمي بلغات أخرى.
لكني اختنقت.
والله اختنقت.
فلغتي العربية تظل أمي.
الرحم الذي يحتويني.
وصمتها يقتلني.
فأقسمت ألا اصمت من جديد.
سأعود إلى القلم.
ولن أعلق على ما يقرفني.
أترك ذلك للبحث العلمي. كمشرط جراح يُشخص الحالة ثم يقترح طرق علاجها.
بل سأحكي كل أسبوعين حكاية. بعضها مضحك. بعضها غير ذلك.
أو اطرح عليكما قضية. بعضها حقوقي. وبعضها غير ذلك.
ومعهما أجدد عهدي.
بإيماني بهذا الإنسان.
بالخير الذي فيه.
بالقوة التي فيه.
بقدرته على الاختيار.
و بقدرته على التغيير.

------

إذن.
سمكة.
ابتلعت لساني.
وبحثت عنها وعنه في قاع المحيط.
ولم اجدهما سوى اليوم.
فالعفو منكما، عزيزي القارئ، عزيزتي القارئة، على هذا الصمت.
مرحبا بكما من جديد.
اشتقت لكما.
اشتقت إلى الطنين.
كل عام وأنتن في حرية وسلام ورفاه.
كل عام وأنتم في حرية وسلام ورفاه.



#إلهام_مانع (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمي والمرض العقلي
- من صدى الأنين
- عن رياضة المشي وانقطاع الدورة الشهرية
- وجه إنسان في قصاصة
- دردشة على هامش الضجيج!
- صمت الإسلاموفوبيا (3)
- صمت الأسلاموفوبيا 2
- صمت الإسلاموفوبيا!
- عن جدل الطلاق الشفهي
- ماكرون والإسلام السياسي: لا تلعنوا حامل الرسالة!
- -نعم-، الإسلام يمر بأزمة
- تطرف الإسلام أو أسلمة التطرف؟ أو على حد قول ماكرون، هل الإسل ...
- أن تختار دينك!
- عن فيينا ورائف بدوي أتحدث!
- عن محاكم الشريعة في بريطانيا
- شيفا يلتقي بسوفا!
- عن اليمن أكتب
- يَحدث أن تَضطر إلى التأقلم مرغماً - يوميات كورونية 4
- يوميات كورونية 3 علينا أن نختار
- عن العنصرية لدينا! إلى من عايرت ناشطة يمنية مخضرمة بهوية أمه ...


المزيد.....




- هل يمكن للذكاء الاصطناعي حماية ثقافة الشعوب الأصلية ولغاتها؟ ...
- -غزة فاضحة العالم-.. بين ازدواجية المعايير ومصير شمشون
- الهوية المسلوبة.. كيف استبدلت فرنسا الجنسية الجزائرية لاستئص ...
- أربعون عاماً من الثقافة والطعام والموسيقى .. مهرجان مالمو ين ...
- أبو الحروب قصة جديدة للأديبة منال مصطفى
- صدر حديثا ؛ أبو الحروف والمدينة الهادئة للأديبة منال مصطف ...
- غزة في المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا السينمائي
- السلطان و-الزواج الكبير- في جزر القمر.. إرث ثقافي يتوّج الهو ...
- -مكان وسط الزحام-: سيرة ذاتية لعمار علي حسن تكشف قصة صعود طف ...
- السعودية.. الفنان محمد هنيدي يرد على تركي آل الشيخ وتدوينة ا ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إلهام مانع - سمك، لبن، تمر هندي