أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ألفى كامل شند - لميلاد المسيح تاريخ عند الله















المزيد.....

لميلاد المسيح تاريخ عند الله


ألفى كامل شند

الحوار المتمدن-العدد: 7477 - 2022 / 12 / 29 - 12:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إني أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَعُمُّ الشَّعْبَ كُلَّهُ: فَقَدْ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ ...
إعلان بسيط تردد في سماء قرية متواضعة تدعى "بيت لحم" وتعنى بالسريانية "بيت الخبز" ، والناس نيام ، أرتبك على أثره السلطة الزمنية . ولم تحدثنا الاناجيل الأربعة عن رد فعل أهل القرية البسطاء على هذا الإعلان السار . لكن أصبح تاريخ مولد هذا الطفل الفقير في مزود للبقر ، أهم حدث في التاريخ ، ويوم قاصل بين عهدين قديم وجديد ، وأحد أهم الأعياد وأكثرها شعبيةً في العالم.
ولد المخلص الذى طالما أنتظره الناس ، وحلم به الفلاسفة، وتنبأ به الانبياء في كل مكان وزمان .
لقد كان اليهود ينتظرون المسيح المُخلِّص من بعد النبى إليا الذي يُخلِّصهم من العبودية ويجمعهم من التشتُّت، ويُعيد إليهم مُلكَهم الدنيوي. فلما ظهر يسوع في صورة "القديسالبار " الذى يبغي تخليصهم روحيًّا وخلُقيًّا مِن شُرورهم، ولم يظهَر في صورة ملك يُعيد إليهم سلطانهم الدُّنيوي، لذا أنكرو الاعتراف به، واضهدوه ، وحتى الآن وهم يَنتظِرون المسيح الملك المُخلِّص مِن نَسلِ داود، يُخلِّصهم مِن العبودية والتشتُّت؛ لهذا رفضوه "أصحاب المصالح" هذا المولود على الرغم مِن انطِباق الصفات التي بشَّر بها الأنبياء عليه.
يقول ا الطبيب لروائي "محمد كامل حسين" في روايته "قرية ظالمة" - التي نشرت لأول مره في عام 1954 وحاز عليها جائزة الدولة تقديرية - رأت السلطة الزمنة وشيوخ اليهود في هذا الطفل الفقير الوديع المتسامح، وتعاليمه الجديدة ، ليست صورة المسيح المنتظر الذى يخلصهم من الرومان ، ويعيد لهم ملك داود . ومن مقدمة الرواية التي تلخص الأيام الأخيرة في حياة المسيح يبدو الأمر «محسومًا»، لاسيما بين أروقة السلطة وصانعي القرار على ووضعه «رجل الاتهام» وقتله. وما جدث هو ان قبلوه أهل الأمم فقراء الروح.
وبدأ عهد ا جديدا "الاشياء العتيقة قد مضت. هوذا الكل قد صار جديدا" ( 2 كو 17:5 ) ركائز هذا العهد الجديد المحبة والمصالحة والسلام. كانت معطيات تلك التعاليم ، الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وتقديس الكرامة الانسانية والحريات والديمقراطية، ،المحافظة على البيئة. وأصبح العالم أفضل عن ما قبل الميلاد إنسانيا واخلاقيا وروحيا.
ووفقا للمصادر التاريخية، وفى مقدمة تلك المصادر الموسوعة البريطانية. ان انتشار الاحتفال بميلاد يسوع المسيح شاع في الشرق في القرن الثاني الميلادي في طقوس كنيسة الإسكندرية والارمنية،وكان الاحتفال به في السادس من يناير من العام الميلادي . ومازالت الكنيسة الأرمنية تعيد ميلاد المسيح في هذا التاريخ حتى يومنا .
أما في الغرب، فقد بدأ الاحتفال لتخليد ذكرى ميلاد المسيح في القرن الرابع الميلادي، فمنذ القرن الرابع انتشر الاحتفال بميلاد المخلص تدريجيا في جميع أنحاء أوروبا، ووصل بلاد الغال(فرنسا) في القرن السادس وبلدان السلاف (شعوب وسط وشرق وجنوب شرق أوروبا ) في القرن العاشر .
وفى عام 506 ل أقرت الكنيسة الكاثوليكية
الإحتفال به الزاميا والى الأبد.


كان المسيحيون قبل القرن الرابع الميلادي قلة من حيث العدد. وكانت الامبرطورية الرومانية والوثنيون يضطهدونهم، ومع مجيء قسطنطين إمبراطوراً(272-337) ، رأى ان المسيحيين يزدادون بكثرة رغم الاضطهاد . فقرر الاعتراف بها كبقية الأديان الوثنية في الامبرطورية الرومانية . ويعلل عدد من المؤرخين أسباب هذا الانقلاب، ان الإمبراطور قسطنطين أدرك بذكائه أن المسيحية سوف تنتشر ، وتصبح قوة لا يستهان بها بعد ان انتشرت في الإقليم الرومانية الشرقية.
فرغم الاضطهاد، شكل المسيحيون في عام 300 م ، وفقا للتقديرات ،نحو 10% من السكان الرومان . وفى هذا الصدد، يقول المؤرخ الأمريكي "ويل ديورانت"( 1885 - 1981) في كتابه "قصة الحضارة" إن الكنيسة المسيحية طغت على الوثنية لأنها قدمت عقيدة أكثر جاذبية، ولأن قادة الكنيسة تناولوا الاحتياجات الإنسانية بشكل أفضل من منافسيهم.
و هؤلاء الناس الذين نشأوا وترعرعوا في خضم العادات والتقاليد الوثنية التي كان من أبرزها الاحتفال بمهرجان ديني وثني ، يقام في الخامس والعشرين من شهر ديسمبر .. والذي كانوا يستمتعون به، ولا يرغبون في التخلي عنه. ، استبدلوا الاحتفال بمولد الشمس الإله ، بميلاد يسوع "نور العالم" و"شمس العدل .
وحدث أول احتفال موثق بميلاد المسيح في روما يوم 25 ديسمبر عام 336 ميلادي.
والملفت للنظر ان المصريين القدماء الذين كانوا يؤمنون بأن ابن ايزيس- لملكة السماء- ولد في الخامس والعشرين من ديسمبر، لم يأخذ المصريين بهذا التاريخ ! . وتبرير اختيار العالم الغربي الاحتفال بعيد الميلاد في 25 ديسمبر بديل عن عيد ميلاد أبن أله الشمس .يقول الباحث في علم الأديان "مركيا ألياد": ليس هناك دين جديد تماما بلغي أو ينسخ كل ما أتى به الدين الذي سبقه. إنه يجدده، ويصهره، ويؤكد أركانه القديمة.
وبصرف النظر عن اختلاف الطوائف المسيحية، اختيار تاريخ الميلاد في 25 يناسر أو 4 او6 أو7 يناير . فإن الإرادة الإلهية شاءت ان يتجسد المسيح - حسب العلامة اوريجانوس (185 – 254) أحد آباء الكنيسة المسيحية الأوائل، ومدير مدرسة الإسكندرية القديمة - إبان زمن الإمبراطورية الرومانية التي أرست دعائم السلام، وانصهار الاجناس، وسهولة التنقل، وسرعة تبادل الأفكار والثقافات، وباتت اللغة اليونانية هي اللغة الشائعة بين شتات اليهود. وقبل كل شيء إقامة الامبرطورية الرومانية شبكة طرقات تُوصل المدن جميعها ببعضها البعض في كافة أنحاء الإمبراطوريّة وهذا ما سهّل إنطلاق الرسُل وحركة تبشيرهم، في سائر المعمورة، لنشر البشارة الانجيل.
فالتجسد الإلهى ليس أسطورة كما يذهب بعض المنشغلين بدراسة الإديان، إنتقلت إلي المسيحية من الأديان الوثنية . وإنما تمهيد لتجسد أبن الله الحقيقي .
وفى هذا الصدد، يقول العالم واللاهوتيّ الكاثوليكي "تيلار دي شاردان"، إنّ التجسّد الاإهى (حضور المسيح في العالم) يبدأ مع الخلق، وقد نميلُ كلّنا إلى الاعتقاد، أنّ التجسّد قد تمّ حين حبلت العذراء مريم بالمسيح؛ والواقع أنّ التجسّد هو حركة تبدأ في عمق المادّة الأصليّة . وقالُ أحيانا؛ إنّ الأنبياء وانتظار الشعب اليهوديّ قد أعدّو لهذا التجسّد، وهذا غير صحيح. وعلى دربه يقول الأب هنرى بولاد اليسوعى ان التجسد الإلهى تحقق مع أول ذرة في الكون . وبميلاد يسوع المسيح من العذراء مريم في بيت لحم ، صار الله مرئيّاً، مسموعاً، ملموساً، عاش كلّ ما نعيشه ، أحسّ بكلّ ما نحسّه، عانى كلّ ما نعانيه. وأعطانا الصورة الحقيقيّة للإنسان الكامل كما أراده الله عندما خلقه قبل الخطيئة. فهو آدم الجديد الذي بواسطته عرفنا كيف يكون الإنسان الكامل. وانعم علينا بالخلاص. ويعنى ذلك في مفهوم القديس غريغوريوس التسالونيكي رئيس أساقفة مدينة تسالونيكي، المعروف أيضا بغريغوريوس بالاماس، تنازل الله الينا ورفعنا اليه. صار الله إنسانًا لكي يجعل الإنسان إلهًا. ولاعجب في ذلك، فأولاد الملك يصيرون ملوكا ، وأبناء الله يشبهون الله في كل شيء حسب كلام المسيح "إنكم آلهة وبنى العلي" وتكررت أكثر من مرة (مزمور 82: 6 وأيضاً يوحنا 10: 34)



#ألفى_كامل_شند (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقائد الإيمانية في الأديان القديمة والكتابية ( القريان الم ...
- تجربة المسيح على الجبل وحياة الكنيسة
- الاصلاحى مارتن لوثر وبوادر نازية مبكرة
- وجود الشيطان حقيقي أم خرافة
- الاعتراف فضيلة الحياة المسيحية
- رمزية تحويل الماء إلى الخمر في عرس قانا الجليل
- التقليد الرسولي في الكنيسة الكاثوليكية
- حرمان المرأة من الكهنوت.. لاهوت كنسي أم تقليد اجتماعي؟
- أسبقية بطرس عامل فرقة لا وحدة
- الرهبنة بين الشرق والغرب
- دور الجمعيات الأهلية المسيحية فى التعليم
- المدارس الكاثوليكية فى الماضى والحاضر
- نقد الخطاب المسيحى القبطى
- تيلارد دى شاردان وثنائية اللاهوت والعلم
- هكذا ، أعد توما الاكوينى الكنيسة الغربية لملاقاة عصر التنوير
- موقف الكنائس المسيحية من عقوبة الاعدام
- مشروعية الحرب فى الفكر المسيحى


المزيد.....




- رد حماس واخوان المسلمين على اتهامات لهما بالمشاركة في -أعمال ...
- 1200 أستاذ يهودي يطالبون مجلس الشيوخ برفض تعريف معاداة السام ...
- رئيسي: فلسطين اليوم القضية الأولى والمشتركة لجميع الدول الإس ...
- لا تكوني شقية.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايات سات وعرب ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تهاجم موقعا عسكريا بإيلات بمسيّ ...
- قازان تستضيف مسابقة دولية للطهاة من الدول الإسلامية (فيديو) ...
- المسلمون في شمال فرنسا.. بين الرقابة الذاتية والهجرة إلى الخ ...
- المقاومة الإسلامية تزف الشهيد السعيد على طريق القدس حسين مكّ ...
- محمد اسلامي: أظهرنا للعالم حقائق البرامج النووية
- المقاومة الإسلامية في العراق تهاجم موقعا عسكريا بإيلات بمسيّ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ألفى كامل شند - لميلاد المسيح تاريخ عند الله