أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قادري أحمد حيدر - الهاشمية السياسية: ملاحظات على الحلقة الثانية 1-3















المزيد.....



الهاشمية السياسية: ملاحظات على الحلقة الثانية 1-3


قادري أحمد حيدر

الحوار المتمدن-العدد: 7477 - 2022 / 12 / 29 - 11:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"الهاشمية السياسية"
ملاحظات على ما ورد في الحلقتين .




(١٣)



*ملاحظات على الحلقة الثانية:





من خلال متابعتنا لخط السير الأيديولوجي/ السياسي للعزيز/ عيبان في مقالته الأولى في دفاعه الضمني عن "الهاشمية السياسية"، أو بتعبير آخر/ ملطف ومخفف ,وكما في رفضه ونقده لمن يقول بصوابية ذلك المصطلح، وهي المقالة التي كتبها ونشرها تحت عنوان "في خطأ القول: بمصطلح "الهاشمية السياسية"، حتى تعقيباته التي رافقت نشري للخمس الحلقات، في ردي على مقالته الرافضة للقول بصوابية مصطلح "الهاشمية السياسية"، إلى تعقيبه في صورة الحلقة الأولى والثانية ، والتي لا تقرأ فيها جميعا رؤية واضحة ومحددة، حول رؤيته للرفض، وماذا هو يريد بالضبط، وعن ماذا هو يدافع ؟!, فقط، معارضة خطابية مجردة، وهي التي وصل فيها – أقصد الحلقة الثانية - إلى ذروة الدفاع غير المباشر/ والضمني عن "الهاشمية السياسية"، كفكرة وممارسة من خلال تبرئته الضمنية ساحة الإمام المتوكل على الله إسماعيل في فتواه التي تنطوي على "التكفير بالتأويل" أو"التكفير بالإلزام"، والتي هدفها نهب أموال ليس المعارضين، له كما جرت العادة في الصراعات السياسية والعسكرية بين الأئمة والمعارضين، بل وإصدار فتوى بتكفير قطاع واسع من المجتمع تمهيداً لمصادرة وفيد وغنيمة أموالهم بما يخالف الشريعة الإسلامية، وهي الفتوى التي جوبهت بمعارضة من قلب علماء المكون الهاشمي خاصة، ومن علماء الزيدية، ومن غيرهم، وهو تعبير "عن مظاهر الصراع السياسي والثقافي داخل وفي إطار المذهب الزيدي نفسه، وله قطعا انعكاساتها, كما يشير،د عبدالعزيز قائد المسعودي، على السلطات الثلاث التشريعية والقضائية والتنفيذية"(١)

وهنا، أي مع الحلقة الثانية للعزيز/عيبان، نجده يصل إلى ذروة دفاعه المبطن عن "الهاشمية السياسية"، كفكرة وممارسة، من خلال تبنيه نص أيديولوجي سياسي يحمل في داخله دفاعاً سياسياً أيديولوجياً ضمنياً عن "الهاشمية السياسية"، وهو على المستوى السياسي دفاع غير مباشر عن فتوى المتوكل على الله إسماعيل.

كل ذلك يأتي في سياق دفاع عن رأيه في نقد من يقول بمصطلح "الهاشمية السياسية".. تطور دراماتيكي.. وهنا يصل عيبان من موقع الانتماء للفكر اليساري إلى الدفاع عن الفكر الثيوقراطي المتخلف بصورة غير مباشرة، أو بتعبير أدق، إلى تبرير واحدة من أسوأ صفحات التاريخ السياسي في تعبير الإمامة عن نفسها في صورة فتوى المتوكل على الله إسماعيل. وحتى لا يبدو كلامي مرسلاً، أجد نفسي مضطراً لإيراد النص أمامكم الذي أورده كاملاً، في تبرئة ساحة المتوكل إسماعيل أو التخفيف من وطأة فتواه المناقضة لكل القيم والمفاهيم الإسلامية، ناهيك عن الأعراف الاجتماعية.

فقد ذهب لاختيار أو استلال نص وبصورة انتقائية واجتزائية من كتاب، عبدالفتاح البتول "خيوط الظلام في عصر الإمامة الزيدية في اليمن"، لأنه فقط، وجد فيه ما قد يسند ويدعم رأيه في رفض القول بمصطلح "الهاشمية السياسية"، مع أن كتاب عبدالفتاح البتول، من عنوانه حتى آخر صفحة وسطر وحرف، فيه إدانة لــ"الهاشمية السياسية"، ومن الموقف والموقع النقيض ولكنه وجد عشرة أسطر في الكتاب قد تؤيد رأيه في رفض مصطلح"الهاشمية السياسية"، ولو من بعيد، فاستنجد بها، وبصورة انتقائية، واجتزائية. وهنا يصل حوارنا إلى نقطة اختلاف، حتى لا اقول تناقض جذري، مع ما يحاوله عيبان من دفاع عن رأيه حتى الوصول إلى التخفيف والتلطيف من وطأة وبشاعة فتوى الإمام المتوكل على الله إسماعيل، والتي جاءت كتعبير عن أسوأ ما يمكن أن يعبر فيه الفكر السياسي، أي فكر عن نفسه، وكأنه يذهب بعيداً، ليس في الدفاع عن رأيه، في رفض القول بصوابية مصطلح "الهاشمية السياسية"، بل وبعيداُ في تبرئة ساحة المتوكل على الله إسماعيل، على الرغم مما أورده من كلمات، أو تعبيرات عمومية لا تقول شيئاً في تشريح ونقد الفتوى. هذا، مع أنه حتى في نقده العمومي والعابر للفتوى ، فإنه قد وضع قوله أو تعبيره بـــ"الأعمال الإجرامية"، للمتوكل إسماعيل بين مزدوجين وكأنه يعني أو يشير إلى عدم تبنيه بالكامل لما أورده في نقد فتوى المتوكل على الله إسماعيل، وهو الذي يقول إن الفقرات التي بين مزدوجتين، يعني أنه متحفظ عليها حسب تعبيره هو، فماذا إذا يتبقى من نقده المزعوم للفتوى!!

يقول عيبان في سياق تبرئة ساحة المتوكل على الله إسماعيل، أو التخفيف والتلطيف من بشاعة واجرامية الفتوى، وبأثر رجعي، وإليكم النص كما أورده بالكامل حتى أتمكن من التعليق عليه، - وعلى غيره - وحتى لا يقال إنني أفصل الفكرة، والمعنى عن سياقها.

يقول عيبان، في دفاعه عن "الهاشمية السياسية"، في صورة فتوى الإمام المتوكل على الله إسماعيل التالي: "من الخطأ الحكم على حدث تاريخي معين في مرحلة تاريخية معينة بمعزل عن معرفة السياق التاريخي، والسياسي والاجتماعي السائد في تلك المرحلة، وهذا يقتضي معرفة طبيعة الأوضاع السياسية والاجتماعية التي سادت قبيل وأثناء حكم "المتوكل على الله إسماعيل"، - والسياق السياسي التاريخي التبريري للتخفيف من وطأة الفتوى كما أوردها عيبان في السياق نفسه،هو التالي :
" فقد شهدت اليمن- والحديث لعيبان- صراعا دامياً على السلطة بين أبناء الإمام المنصور، والقاسم بن محمد الهادوي، لاسيما بعد وفاة الإمام المؤيد محمد بن القاسم 1054هــ، إذ أعلن أحمد بن القاسم نفسه إماماً وتلقب بالمنصور وفي الوقت ذاته عارضه أخوه إسماعيل من مدينة ضوران آنس وتلقب بالمتوكل، وقد جرت بين الأخوين المتنازعين والإمامين المتنافسين حروب وصراعات، كان الإمام المنصور أحمد بن القاسم الأضعف، وخاصة بعد وقوف، أحمد بن الحسن، ومحمد بن الحسن مع الإمام المتوكل إسماعيل، مما أدى إلى ضعف معنويات الإمام المنصور أحمد أبو طالب، والذي تعرض إلى هزيمة أمام قوات أخيه إسماعيل"(٢).

تلاحظون من هذه الفقرة المطولة وما بعدها المقتبسة من عبدالفتاح البتول، أنه لا يمكننا اعتبارها سبباً أو دافعاً لإصدار الفتوى، أو أنها تمثل وتشكل مناخاً سياسياً مساعداً لإصدار مثل تلك الفتوى، هو جاء بنص يقول العكس على طول الخط،
و لا يمكنه أن يكون مناخاً مساعداً لإصدار مثل تلك الفتوى التي توسع من قاعدة المعارضة لحكمه، وهو في الأصل لم يصل أو بتعبير أدق لم يتمكن من الامساك نهائيا بقبضة السلطة، وحتى بعد وصوله، فقد كانت هناك دعاوى مختلفة بالحق بالإمامة ضده وفي مواجهته، ظهرت من الإمام إبراهيم المؤيدي، في صعدة، ولفترتين، بل ولثلاث مرات، ومن تمردات الشيخ، يحيى روكان الخولاني، ومن غيرهما، وهذا مناخ سياسي وعسكري لا يمكن تبريره أو جعله سبباً يقف خلف إصدار الإمام المتوكل إسماعيل لفتواه الكارثية التي وسعت من قاعدة المعارضة
له، كما تقولها حقائق السياسة والتاريخ . ثم مباشرة يورد العزيز عيبان نصاً مطولاً آخر ليدلل -كذلك -على المناخ السياسي الذي أصدر فيه المتوكل إسماعيل فتواه بإجازة نهب أموال المعارضين من المذاهب الأخرى (الشافعي)، حيث يقول التالي: "يضاف إلى ذلك أن المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم يعد أول من جمع بين لقبي الملك والإمامة، وقد استطاع أن يفرض سيطرته على اجزاء اليمن كافة، من حدود عُمان إلى حدود نجد، وهي من المرات القليلة في تاريخ اليمن أجمع، التي تتمكن فيها سلطة سياسية على بسط سيطرتها بهذا الشمول والاتساع، واختفت وتلاشت الحكومات المحلية، والدول اليمنية المنافسة، وقد ساعده في ذلك تمكن أخيه المؤيد بالله محمد بن القاسم من طرد الأتراك من اليمن – حتى يقول عيبان- وقد جاءت الفتوى تعبيراً عن هذا المناخ السياسي المعادي للأتراك ، إذ إنه (أي المتوكل إسماعيل)، كان يقول بكفر الأتراك لأنهم معتدون، ويدخل في حكمهم من والاهم ولو كان معتقده يخالف معتقدهم، وهذا ما يعرف بالتكفير بالإلزام" (٣) . انتهى الاقتباس، وهو الاقتباس المطول الذي تبناه كذلك، عن الكاتب عبدالفتاح البتول.

بداية، الشيء الثابت والأكيد أن الاحتلال العثماني الأول لليمن، ووجه بمقاومة شعبية واسعة، اشترك فيها العديد من مناطق اليمن، زيدية وشافعية، ومن هنا القيمة السياسية لهذه المقاومة في الاحتلال العثماني الأول، كانت مقاومة أبناء المناطق الجنوبية: تعز، البيضاء، ويافع، وأبين، والتي امتدت إلى ريمة ووصاب، مقاومة عنيفة، وتحمل دلالات سياسية موجهة مباشرة ضد المحتل العثماني، أي أنها مقاومة ليس لها أي بعد مذهبي/ طائفي ديني، أو اخلاقي عام، أي في معارضة المنكرات الاجتماعية، لممارسة بعض الولاة العثمانيين، بل الطاغي عليها البعد السياسي والاجتماعي والوطني، باعتبار وحدة المذهب السني، بين أبناء هذه المناطق والعثمانيين، والتي لم تقف حائلاً دون مقاومتهم للعثمانيين.

وتشير العديد من المصادر أن مقاومة تعز، ويافع كانت شديدة، وأن يافع استمرت مقاومتها لأكثر من أربع سنوات متواصلة، ومن أن أبناء الجنوب (حضرموت) دعموا كذلك الإمام القاسم بن محمد بالمال، وبشكل سخي، حتى خروج الاتراك من اليمن عام 1635م، وهو ما أشار إليه محمود علي السالمي في كتابه (رسالة ماجستير), حيث يقول "قدم أبناء الجنوب دعماً مالياً للقاسميين (...)، وكانوا مستعدين لتقديم التضحية لقيادة القاسميين من أجل تحقيق النصر"(٤)، وهو تأكيد من أن الداخل اليمني في الجنوب والشمال توحد في تلك المقاومة للعثمانيين، وكانت مقاومة أبناء تعز ويافع هي الأقوى والأعنف والأطول زمنا. ويشير د. سيد مصطفى سالم في كتابه "الفتح العثماني الأول" إلى أن حروب أبناء المناطق الجنوبية/ تعز/ يافع وغيرها "تميزت" بالضراوة والقسوة، وذلك كما حدث على يد سنان باشا الكيخيا (....) فقد قتل الألوف وهدم القرى، وجمع الرهائن بأعداد غفيرة (...) كما كان يتعمد أحياناً – والكلام لسيد مصطفى سالم – "أن تكون الرهينة – من أبناء تعز - مثلثة العدد، زوجة وبنتاً وذكراً من الولد" وذلك إمعاناً في إذلال الأهالي وكسر شوكتهم، وكانت هذه القسوة تضاعف من استبسال الأهالي في الدفاع عن أنفسهم "(٥).علماً أن الإمام القاسم بن محمد، كما تذكر جميع المصادر التاريخية، "عقد صلحاً مع العثمانيين مدته عشر سنوات، أقر له بموجبه بحكم ما يقع تحت سيطرته - شمال صنعاء - مقابل اعترافه بالسيادة العثمانية على اليمن"(٦)

كان من الضروري الإشارة إلى هذا الطابع السياسي والوطني للمقاومة، والتي تم بموجبها "مكافأة" المقاومين ضد العثمانيين بفتوى "التكفير بالإلزام"، وبفرض الضرائب المجحفة والجائرة، ومحاولات متكررة لقهرهم وإذلالهم. وللعلم فإن مقاومة العثمانيين والتمردات ضدهم وصلت إلى مناطق "ريمة" و"وصاب" و"عتمة"، وكلها مناطق شافعية المذهب(٧) (مع الاعتذار لذلك التوصيف الواقعي والتاريخي), في الوقت الذي أجبر عنف وقسوة الأئمة ضد الطائفة الإسماعيلية إلى التحاق أعداد كبيرة منهم بالجيش العثماني في فترتي أويس باشا وازدمر باشا، مقابل اعفائهم من الضرائب (٨)،

وهو ما يشير إليه كذلك، د. حسين العمري(٩). ويعد ذلك التاريخ الحافل من المقاومة حتى خروج العثمانيين، ومجيء الإمام المؤيد محمد بن القاسم واستمرار حكمه إلى سنة 1644م، وبعده جاء المتوكل على الله إسماعيل، وما أن استقر الحكم للمتوكل إسماعيل، بعد صراعات دامية مختلفة مع مجموعة من الأئمة المعارضين، منهم أخوه، فضلاَ عن تمردات قبلية مختلفة، يشير إليها كاتب سيرته والقريب منه، المؤرخ المطهر بن محمد بن أحمد الجرموزي)(١٠) .

وكما هو معلوم في المصادر التاريخية أن فتوى المتوكل على الله إسماعيل، أصدرت في العام 1648م، أي بعد ثلاث عشرة أو أربع عشرة سنة من خروج العثمانيين،/ الأتراك، أي في سياق مناخ سياسي لا صلة له بمعنى مقاومة الاتراك، كما يشير العزيز/ عيبان، بل هي (الفتوى) أصدرت في مناخ سياسي وعسكري داخلي صعب من التنافس على الإمامة ومن حرب تكفير مذهبية على خلفية سياسية اقتصادية ، هدفها استباحة أموال الغير من أبناء البلاد المسلمين، بالقوة والتغلب، من خلال فتوى لا صلة لها بالنص الشرعي الإسلامي عند كل المذاهب الإسلامية.

لذلك فقد عارض الفتوى علماء اجلاء من الطائفة الهاشمية ومن المكون الزيدي ومن غيرهم.

والملفت هنا، هو سعي العزيز/ عيبان لتبرئة ساحة المتوكل على الله إسماعيل، أو للتخفيف من وطأة فتواه المسماة "إرشاد السامع في جواز أخذ أموال الشوافع"، التي نقدها ودحضها العلامة الحسن بن أحمد الجلال في حينه، في صورة رسالة بعث بها إلى الإمام المتوكل إسماعيل، بعنوان " براءة الذمة في نصيحة الأئمة", لأن علينا هنا قراءة الفتوى، كما يقول عيبان، ضمن "طبيعة السياق التاريخي والمناخ السياسي السائد في اليمن في تلك المرحلة التاريخية"، حتى يقول حول العوامل المساعدة لإصداره الفتوى "وقد ساعده في ذلك تمكن أخيه المؤيد بالله بن محمد بن القاسم من طرد الأتراك من اليمن ،وقد جاءت الفتوى تعبيراً عن هذا المناخ السياسي المعادي للأتراك...."!!(١١)، والكلام للعزيز/ عيبان.

إن إصدار المتوكل على الله إسماعيل لفتواه في ذلك السياق السياسي التاريخي، مرتبط بهيمنة أيديولوجية التكفير على عقله، فهو لم يكن يرى أن ثمة فروقاً بينه، بين التكفير بالإلزام الذي لا يخرج المسلم عن دينه من جهة والكفر الصريح من جهة أخرى، ويؤكد على ذلك مراجعات العلماء له ومحاولاتهم تصويب خطأ إمعانه في التكفير دون جدوى، كما عبر عن هذا المعنى ابن أخيه العلامة المؤرخ يحيى بن الحسين، بقوله: " وقد أجبنا على أقواله وعارضناها بالأدلة، ولكن لما عرفنا عدم قبوله بها لم نراجعه فيها وطوينا ما فيها ". وأكد في موضع آخر من نفس السياق، أن " الإمام روجع بمثل ذلك فلم يرجع ",(١٢).

وهذه الهيمنة الأيديولوجية الاستبدادية، التكفيرية، هي المقدمة الذاتية (الأيديولوجية)، للجباية عبر قاطرة الحرب التي يجب أن تطال، "كفار التأويل".

فالمتوكل على الله إسماعيل لم يكن بحاجة إلى الحرب مع الأتراك ( مقاومتهم), لإصدارها، لان التكفير فكرة أصيلة مهيمنة على بنية تفكيره، هو يكفرك لأنك لا تصلي، كما ورد في كتاب مؤلف سيرته المطهر الجرموزي"تحفة الأسماع...". ففي رسالة للمتوكل إسماعيل, منشورة في الكتاب، يقول : "إن الصلاة هي الفارقة بين الكفر والإسلام" (١٣), وهو، وغيره من الأئمة يكفرونك إن لم تقر بأن الإمامة أصلاً من أصول الدين، وهي الفكرة والقضية التي دفعت وجعلت الإمام يحيى بن الحسين (الهادي)، يخرج على الأصول الخمسة للمعتزلة، باستبداله أصل "المنزلة بين المنزلتين"، التي تقول بأن مرتكب الكبيرة، يقع في منزلة بين الإيمان والكفر، كحل وسط لتجنب التكفير الصريح والمباشر، وكان واصل بن عطاء الرمز الفكري لهذا الاتجاه. وإصرار الإمام يحيى بن الحسين (الهادي) على استبدال مبدأ "المنزلة بين المنزلتين"، بالإمامة، كأصل من أصول الدين، وهو المدخل الأيديولوجي/ السياسي لفتح باب التكفير على مصراعيه لأي معارضة لهذا المبدأ أو الأصل، الذي من خلاله وعبره يؤسس لمعنى الإمامة الدينية، والسياسية، والحق المخصوص بها لجماعة معينة ومحددة من الناس، وهو المبدأ الذي سهل مرور فتاوى التكفير الديني على خلفية سياسية، في تاريخ الفكر المذهبي الهادوي،" الجارودي", والمتوكل على الله إسماعيل، - وقبله عبدالله بن حمزة – أحد التلاميذ النجباء في هذا الاتجاه، كما أن تمدد المتوكل إسماعيل إلى الجنوب، والشرق من بلاد اليمن، سببه الفيد والغنيمة على قاعدة التكفير، أي على خلفية ذلك الأصل، وليس حديث البعض عن التوحيد الوطني للبلاد، من خلال الخطاب الأيديولوجي الاسقاطي،لقضايا ومفاهيم معاصرة، على التاريخ (التفكير بالتمني), في تصوير واعتبار اجتياحات" الحرب والتكفير" للمتوكل لمناطق الجنوب والشرق، توحيداً وطنياً للبلاد .

فعن دخوله حضرموت يقول كاتب سيرته، المطهر الجرموزي، التالي: "وأنه لما فتح الله سبحانه وتعالى صنعاء المحروسة كما تقدم في أخبار مولانا أمير المؤمنين المؤيد بالله (عليه السلام)، وكان سلطان حضرموت وجهاتها، السلطان عبدالله بن عمر (بن بدر عبدالله بن جعفر) الكثيري، ولما قررت النواصب في نفوس كثير من الأمة المحمدية وغالب أهل المذاهب المخالفة للذرية النبوية سوى الاعتقاد في آل محمد (ص) (...) وقال سلطان حضرموت ماذا يريدون – الزيدية - بالكتاب إلينا، وتأفف بهم، وتهكم برسلهم (...)، فلم نكد نلتفت إليه، وقد أخرج له الكسوة التي من سادتنا (أيدهم الله)، فما راعنا إلا وهي مع حاشا المسامع من النساء والمطربات وأهل اللعب، وهم وهن في لهوهم ولعبهم يحفون بمكانه رجالاً ونساءً، وبعد مضي أيام أجاب – يقصد سلطان حضرموت على رسالة الإمام – بما لا يعرف ما أودع في ذلك الكتاب (...)، وأعطانا أكثر – يقصد من الهدايا لرسل الإمام – ولم نسمع منه ومن أصحابه غير كراهة أهل بيت الإمام، وأهل البيت ومذهبهم" (١٤).

وفي النص السالف لغة مذهبية طائفية تحريضية ضد المغاير في المذهب، "النواصب"، فإما أن آخذ مالك واحتل أرضك باسم الدين (المذهب), أو فأنت تكره أهل البيت !! ، وخارج عن الدين الإسلامي. وهنا تتداخل أسباب الحرب، والفتوى، حيث الفتوى (الفتنة)، كما سمَّاها العلامة، الحسن الجلال، هي الوجه الآخر للحرب .. يتداخل المذهبي بالسياسي بالاقتصادي،
ب " الجهادي",ولا حديث في كل أقوال المتوكل، على الله إسماعيل، بما فيه كاتب سيرته ، عن وحدة الوطن، " توحيد البلاد", حيث "التوحيد بالحرب", و " بالتكفير الديني", لا معنى له في هذا السياق سوى النهب والفيد، والتكفير لشرعنة الغنيمة، ولا صلة لكل ذلك بالسيطرة من أجل الوحدة، والتوحيد، "الوطني"، حتى بالمعنى التاريخي لمفهوم التوحيد بالحرب، وبناء الدولة/ الدول ، كما كان في التاريخ القديم، .. فلم يكن المتوكل إسماعيل، يحتاج مناخاً سياسياً، ولا عدواناً خارجياً ليصدر فتواه بــِ"التكفير بإلإلزام" مثلما لم يحتج – بعد أكثر من ثلاثة قرون – الدكتور عبدالوهاب الديلمي، سوى إلى ذات فتوى "الأتراس/التترس"، التي يتحدث المطهر الجرموزي عن جوازها وشرعيتها في الحرب (١٥) ، على الآخر. لقد كرر عبدالوهاب الديلمي ذات الفتوى القديمة/ الجديدة، في تكفيره أبناء الجنوب ، لأنهم تترسوا بالكفار الاشتراكيين. إنها عقلية التكفير الديني للآخر المختلف، عند معظم جماعات التكفير السياسي، ولا معنى هنا للبحث عن مناخ سياسي، ولا عدوان خارجي.

وكأن العزيز/ عيبان، في اقتباساته وفي عرضه المجتزأ لبعض قضايا وأحداث التاريخ، يبحث بين أضابير التاريخ عن تبريرات سياسية وتاريخية تخفف وتلطف من جور فتوى الإمام المتوكل إسماعيل، أو كأنه كما قد يرى البعض، يرمي إلى إضفاء صبغة سياسية "وطنية"، على الفتوى تخفف من غلوائها ومن بؤسها وعنفها الديني والاقتصادي، ما دام والفتوى قد أصدرت في مناخ سياسي معادٍ للأتراك ، وفي سياق مقاومتهم، كما يقول!!، وهنا أقول للعزيز/ عيبان حتى لو أصدرت الفتوى في قمة المواجهة العسكرية مع العثمانيين، بل وحتى لو اصطف هؤلاء الناس مع العثمانيين، وهو ما لم يكن، فإنها فتوى باطلة، غير شرعية بكل المقاييس، في ذلك الحين، والآن، ولم تكن بحاجة يا عيبان، لذلك الاستعراض السياسي والتاريخي، الفائض عن الحاجة،والمقتبس من عبدالفتاح البتول، للتخفيف من وطأة إجرامية الفتوى ، لأنها كما يقول العلامة، محمد بن علي الشوكاني " فاقرة من فواقر الدين لا ترجع إلى أصل، ولا تبنى على عقل ولا نقل ولا يغتر بمثلها إلا جاهل أو متعصب ", (١٦), ولا يمكن تبريرها أو التخفيف والتلطيف من وطأتها، بأي معنى من المعاني!!

والحقيقة التي تقولها المصادر والوقائع التاريخية: إنه "لم تهدأ الاضطرابات الداخلية مع أهالي خولان الذين امتنعوا عن دفع الزكاة المقررة، وكذلك امتناع بني الحارث عن تنفيذ أوامر الإمام، ومثل ذلك فعل أهل "برط" أما أقوى تلك الفتن فهي التي ظهرت بين قبيلة همدان في صنعاء، وحراز، وهي إسماعيلية، حيث أرسل إليهم الإمام إسماعيل يحذرهم من اعتناق هذا المذهب، بل وذهب في ذلك حد التنكيل بهم" (١٧).

هذا، إلى جانب ادعاءات مختلفة بالحق بالإمامة، كما كان الحال مع الإمام، إبراهيم المؤيدي، فضلاً عن حركة عصيان وتمردات في مختلف مناطق جنوب البلاد، وجنوب الشمال (شرعب) وغيرها.

بعد أن توهم المتوكل استقرار الأوضاع لحكمه، بدليل أن حكمه للمناطق الجنوبية وبقوة التوحيد بالحرب والتكفير، لم تستمر أكثر من ستة وعشرين سنة، أقل أو أكثر!!
وحول ظاهرة التنازع على الإمامة بعد وفاة الإمام محمد المؤيد بالله، يقول المطهر الجرموزي، كاتب سيرة المتوكل على الله التالي: "ثم وصل الخبر بدعوة مولانا أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، وخليفة الصادق الأمين، المتوكل على الله العزيز الرحيم، إسماعيل بن أمير المؤمنين – أيده الله تعالى – آمين فازداد ذلك وتقَّوى الخلاف كذلك، وظهر من الجمهور ما أضمروه وأكثر، حتى لم يبق في شهارة المحروسة بالله تعالى إلا من لم يجد سبيلاً إلى الخروج، رهبة أو حياءً من اسم الهرب"(١٨).

فلم يصل الإمام المتوكل على الله إسماعيل إلى سدة الإمامة والسلطة في مناخ سياسي طبيعي، بل في واقع احتدامات الصراع على الإمامة، فقد دعا ابن أخيه محمد بن الحسن لنفسه كما يشير مطهر الجرموزي، "فحصل من هذا أن الدعاة أربعة في قطر واحد، ومذهب واحد" (١٩)، وفي منطقة صغيرة محدودة جغرافيا. وهكذا في الغالب هي صراعات الأئمة تدور في منطقة صغيرة من صعدة أو شهارة، مثلاً، أو من بعض مدن، ومناطق شمال الشمال، والنتيجة هي عدم استقرار، وتدمير وخراب لهذه المناطق، وهذا ما كان بعد وصول المتوكل إسماعيل، بالحرب إلى الإمامة، وفي هذا المناخ الصعب أصدر المتوكل على الله إسماعيل فتواه، في العام، 1648م، والتحديات تحاصره من كل الجهات، وليس في مناخ مقاومة الأتراك!! كما يذهب إلى ذلك العزيز/ عيبان.

وعن هذه المرحلة يقول المؤرخ يحيى بن الحسين بن القاسم: "وفيها غلت الأسعار، وضعفت البقش وصغرت، وكثر فيها النحاس والغش، وكثرت المماحكاة في البيع والشراء وحصل من أهل الأسواق السخط والإزعاج، حتى دعوا الدولة جهاراً من غير حياء ولا حشمة ولا خوف، فقد سمعت رجلاً يقول: اتبصر على هذه الدولة – يقصد سلطة المتوكل على الله إسماعيل – الباحث - ما ترحم المسكين، وأما الترك فإنهم يرحمون" (٢٠)، هذا وهو ابن أخيه يقول ذلك القول.

حقاً، إن المتوكل على الله إسماعيل، يمتلك ذهنية وروحية رجل سلطة طغيانية، قاتل بشراسة من أجل الإمامة (السلطة),علما أن الأخ الأكبر له، هو الصفي أحمد، ويكبره بأكثر من عشر سنوات، وتشير بعض المصادر أنه يكبره بأكثر من عامين (٢١)، وهو الذي بقي حاضراً بجوار أخيه الإمام محمد المؤيد، في اللحظات الأخيرة لوفاته، ولكن إسماعيل لم يقبل إلا بخيار الحرب على أخيه، وكانت قد تمت مبايعته من قبل البعض، ولذلك كانت حربه ضد اخيه، بعد كسب اولاد أخيه الآخرين لصفه.

وكأن المتوكل على الله إسماعيل هنا ينفذ ويطبق مبدأ الوراثة والتوريث بالحرب داخل الاسرة،وهو مبدأ وسلوك سياسي إمامي أصيل، وهو سبب استمرار ظاهرة عدم الاستقرار في السياسة والمجتمع وبالنتيجة تعذر أي إمكانية لبناء الدولة، وهو ما يحكيه التاريخ السياسي للإمامة .

الهوامش:
١ د. عبدالعزيز المسعودي: (الشوكانية الوهابية، تيار مستجد في الفكر العربي الحديث),مكتبة مدبولي/القاهرة،ط،٢٠٠٦م ص١١٣, بتصرف من الكاتب لا يخل بالمعنى ولا بالسياق .

٢ أنظر الحلقة الثانية من مقالة عيبان منشورة بتاريخ12/9/2022م

٣ أنظر الحلقة الثانية من مقالة عيبان نفس المصدر.

٤ محمود علي محسن السالمي: (محاولة توحيد اليمن بعد خروج العثمانيين الأول (1045-1097هـ/ 1635-1685م)ـ الدولة القاسمية المركز العربي للدراسات الاستراتيجية سوريا، دمشق، ط(1)، 2000م، صا17.

٥ - د. سيد مصطفى سالم: الفتح العثماني الأول، ط(3)، 1974م، مصر/ المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم/ معهد البحوث والدراسات العربية، ص334، وانظر كذلك د. حسين عبدالله العمري: تاريخ الحديث والمعاصر (922-1336هــ) 16-15-1918م)، من المتوكل إسماعيل إلى المتوكل يحيى حميد الدين، دار الفكر ، دمشق/ سوريا، دار الفكر المعاصر، لبنان، ط(1)، 1997م، ص21

٦ د. حسين عبدالله العمري، نفس المصدر، ص33

٧ انظر نفس المصدر سيد مصطفى سالم: ص373.

٨ انظر د.سيد مصطفى سالم: نفس المصدر ، ص450،

٩ د.. حسين عبدالله العمري : تاريخ اليمن الحديث والمعاصر, ٩٢٢ ١٣٣٦ه/١٥١٦ ١٩١٨م, من المتوكل على الله إسماعيل إلى المتوكل يحيى حميد الدين.دار الفكر،دمشق/سوريا،دار الفكر المعاصر/لبنان ط(١)١٩٩٧م ص ١٨
١٠ المطهر بن محمد بن أحمد بن عبدالله الجرموزي : تحفة الأسماع والأبصار بما في السيرة المتوكلية من غرائب الأخبار سيرة الإمام المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم (1019-1087هـــ، دراسة وتحقيق عبدالحكيم عبدالمجيد الهجري، المجلد الأول، مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافية/ صنعاء ط(1)، 2002م، المجلد الأول، ص104.

١١ عيبان السامعي الحلقة الثانية،نفس المصدر.

١٢ د. رياض الصفواني: (موقف العلماء اليمنيين من سياسة أئمة الدولة القاسمية (١٦٣٥ ١٨٧٢م), مركز الدراسات والبحوث ، صنعاء، ط(١),٢٠١٥م ، ص ٢١٢

١٣ المطهر بن محمد أحمد بن عبدالله الجرموزي: تحفة الأسماع والأبصار، بما في السيرة ... مصدر سابق، المجلد الأول، ص153.

١٤ المطهر الجرموزي: (تحفة الاسماع والأبصار"، مصدر سابق، المجلد الثاني، ص824-825.

١٥ المطهر الجرموزي ، نفس المصدر، المجلد الثاني، ص546-547.، فهو يقول حول مسالة الأتراس/ التترس التالي: "مسألة الأترأس ثابتة باتفاق علمائنا(...)، وهو مما أجمع عليه الفقهاء الأربعة، ووجه قتل الترس فعل النبي (صلي الله عليه وأله وسلم)، في أهل الطائف مع اشتمالهم على الصبي والمرأة، ومن لا يجب قتله (...) لأن مسألة الترس كقطع اليد المُستأكلة (...)، آن للإمام أن يحرق ويغرق ويخنق إن تعذر السيف ويقيم بذلك عند الضرورة المستحق وغيره..."، ص546-547.

١٦ د. رياض الصفواني، المصدر السابق، ص٢٠٩، نقلا عن العلامة، محمد بن علي الشوكاني: (السيل الجرار، جزء (٢), تحقيق، قاسم غالب.

١٧ . سلوى سعد سليمان الغالبي: الإمام المتوكل على الله إسماعيل ودوره في توحيد اليمن ..، ط(1)، 1991م، 160-161.

١٨ المطهر الجرموزي، نفس المجلد الأول، ص104.

١٩ . المطهر الجرموزي، نفس المصدر ، ص١٠٧.

٢٠. يحيى بن الحسين بن القاسم "بهجة الزمن (مخطوط) نقلاً عن محمود علي محسن السالمي: (محاولة توحيد اليمن بعد خروج العثمانيين الأول (1045-1097هــ/ 1635-1685م الدولة القاسمية المركز العربي للدراسات الاستراتيجية سوريا/ دمشق ط(1)، 2000م، ص124.

٢١ د. حسين عبدالله العمري، والعلامة القاضي/ محمد بن أحمد الجرافي (العلامة والمجتهد المطلق الحسن بن أحمد الجلال(١٠١٤ ١٠٨٤ه/ ١٦٠٤١٦٧٣م)حياته وآثاره(دراسة ونصوص محققة),دار الفكر المعاصر بيروت،دار الفكر، دمشق ص٣٣



#قادري_أحمد_حيدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهاشمية السياسية -ملاحظات على ماورد في الحلقتين- 3-3
- الهاشمية السياسية -ملاحظات على ماور في الحلقتين -2-3
- الهاشمية السياسية - ملاحظات على ما ورد في الحلقتين 1-3
- مقبل حلم الحرية الذي لايشبه القادة -الفارغين- 2-2
- مدونة السلوك الوظيفي أداة لتفجير المجتمع
- مقبل: حلم الحرية الذي لايشبه القيادات الفارغين 1-2
- عبد العزيز المقالح الإنسان
- الهاشمية السياسية -ملاحظات على التعقيبات- 5-4
- الهاشمية السياسية -ملاحظات على التعقيبات - 5-5
- الهاشمية السياسية -ملاحظات حول التعقيبات- 5-3
- الهاشمية السياسية - ملاحظات على التعقيبات- الحلقة الأولى 1-5
- الهاشمية السياسية -ملاحظات على التعقيبات 2-5
- في صواب مصطلح الهاشمية السياسية 5-5
- في صواب مصطلح الهاشمية السياسية 4-5. الإمامة والهاشمية السيا ...
- في صواب مصطلح الهاشمية السياسية 3-5 الإمامة، والهاشمية السيا ...
- في صوابمصطلح الهاشمية السياسية 3-5 الإمامة، والهاشمية السياس ...
- في إشكالية مصطلح الهاشميية السياسية 2-5
- في صواب مصطلح الهاشمية السياسية 1-5 مقاربة أخرى


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قادري أحمد حيدر - الهاشمية السياسية: ملاحظات على الحلقة الثانية 1-3