أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صفاء سلولي - اللّغات تجتمع احتفالا باليوم العالمي للعربيّة















المزيد.....

اللّغات تجتمع احتفالا باليوم العالمي للعربيّة


صفاء سلولي

الحوار المتمدن-العدد: 7473 - 2022 / 12 / 25 - 17:12
المحور: الادب والفن
    


رسّخت الجمعيّة الوطنيّة للتّربية والثّقافة عادة الاحتفال بيوم العربيّة العالمي منذ سنة 2014 وذلك بتنظيم ندوة كلّ سنة للاهتمام بمشاغل تهمّ هذه اللّغة:إذ كان الاشتغال بموقع اللّغة العربيّة في الخريطة السّياسيّة العالميّة ،العربيّة والتّكامل بين التّعلّمات والمؤسسات،العربيّة بين المؤسّسة التّعليميّة والحياة العامّة، حيويّة العربيّة، صراع الألسن صراع الحضارات، العربيّة والشّخصيّة الوطنيّة،ستّ سنوات من أيّام العربيّة، العربيّة والسّياسات اللّغويّة والرّهانات الاقتصاديّة في العالم.
أمّا بالنّسبة إلى هذه السّنة احتفلت هذه الجمعيّة بالشّراكة مع معهد التّرجمة باليوم العالمي للعربيّة في قاعة النّدوات المنجي الشّملي بمدينة الثّقافة يوم الثلاثاء 20 ديسمبر 2022، بدراسة" وظيفة المعيار الرّسمي في التّنمية الحضاريّة" لمراجعة الشّائع في المعتقدات العامّة بكون العربيّة هي اللّسان العالميّ الوحيد الذّي فيه إشكال التّقاطع بين الفصيح والدّارجة، لهذا السّبب فتح المجال لمختصين في لغات أخرى كالاسبانيّة والصّينيّة والرّوسيّة والفرنسيّة لبيان أنّ هذه الظّاهرة هي ظاهرة طبيعيّة ويطلق عليها اللّسانيّون تسميّة التنّوع وهو أمر نراه في كلّ الألسن بل في كلّ الظّواهر الطبيعيّة الأخرى.
افتتح هذا اليوم الدّراسي بكلمة المديرة العامّة لمعهد التٍّرجمة السيّدة زهيّة جويرو التّي ثمّنت أنشطة الجمعيّة وأكّدت تشجيعها لكلّ نشاط معرفيّ علميّ من شأنه أن يفتح الأبواب المغلقة ويمهّد لتساؤلات جديدة وتكون الإفادة والاستفادة والتفاعل الإيجابي بين أجيال مختلفة من الأساتذة والباحثين والطلبة، ثمّ عرض السيّد رضا كشتبان رئيس الجمعيّة أهداف هذه اللّقاءات من بينها الحفاظ على هذا التّقليد السّنوي بالإضافة إلى أنشطة أخرى كالاحتفاء بالمفكّرين التّونسيين.
جاءت المداخلات في جلستين اثنتين: الجلسة الأولى ترأستها الأستاذة فاطمة الأخضر، كانت المداخلة الأولى للأستاذ محمد صلاح الدّين الشّريف، ليشير إلى أهميّة هذه الاحتفاليّة فهي ليست من طبيعة الأيّام الوطنيّة أو الإقليميّة إنّما هو يوم عالميّ: إذ العربيّة هي من الألسنيّة الأساسيّة في الأمم المتحّدة. ثمّ خاض في أمور عدّة لعلّ من أبرزها أنّ الشّأن اللّغوي هو شأن أنتروبولوجي مرتبط بالإنسان، فالألسن ليست قضيّة حضارة بحتة فاللّسان الواحد يدوم حضوره على الأقلّ ثلاثين جيلا: فعمر الألسن ليس هو عمر الحضارات.
ثمّ نقد استعمالنا للفظة "فصحى" إذ هي كلمة ليست علميّة مثلها مثل لفظة "العاميّة" أو "الدّارجة" . في اللّغة نتحدّث عن لسان وتنوّع ومعيار وينبغي أن ننظر إلى العربيّة من زاوية هذا المعيار العلميّ. ففي العلم نقف عند مفهوم التنّوّع، وطبيعة الأشياء أو الظّواهر قائمة على هذا التنوّع. أمّا التّنميط فهو أمر ضروريّ يحتاج دائما إلى نسبيّة واعتدال. المعيار في الألسن هو معيار يتوزّع إلى نوعين: معيار عفويّ ومعيار مقنّن. ثمّ إنّ اللّغة البشريّة هي واحدة ولكن تتنوّع عن طريق الألسن لأسباب تاريخيّة أنتروبولوجيّة وتتنوّع لهجيّا. وللغة وظيفة بيولوجيّة ليست ثقافيّة غير أنّها تخلق الثّقافة. لذلك ينبغي أن نقاوم التصوّر الإيديولوجي للغة فعلميّا لا يوجد أيّ لسان يمثّل أمّة عرقيّة.
وتحدّثت الأستاذة رندة بوسنينة عن اللّغة الرّوسيّة وجغرافيّتها والتّقاطع بين اللّغة والجغرافيا، متعمّقة في مسألة دقّة المعايير في اللّغة الأدبيّة لأنّها لغة منطوقة ومكتوبة في حين اللّهجة شفويّة متحرّرة لا قوانين لها، قابلة للتطوّر لأنّها لغة التّداول اليومي. كما اهتم المستشرقون الرّوس بالتّراث العربي الإسلامي، لذلك نعثر في المعجم الرّوسي على كلمات من أصل عربيّ.وقدّمت الأستاذة شهرزاد العبيدي خصائص اسبانيا الجغرافيّة واللّغات المستخدمة في المناطق حسب خصائصها.
أمّا بالنّسبة إلى الجلسة الثّانية فقد ترأسها الأستاذ محمد صلاح الدّين الشّريف ، وقد اعتبرت الأستاذة أحلام بن سوسية الموسيقى لغة العالم، ثمّ اهتمّت بالتنوّع في اللّغة الصّينيّة الذّي يعود في نظرها إلى مساحة الصّين الشّاسعة وكثافة السكّان. وهذا التنوّع في اللّهجات يصاحبه التنوّع في مستوى النّطق وقالت أيضا إنّ اللّغة الصّينية هي لغة أزمنة فهي ليست لغة تصريف .
في مداخلة الأستاذة منية الموخر القلاّل، طرحت مسألة تعليم اللّغة الفرنسيّة والصّعوبات الموجودة في علاقة بين اللّغة والسّياسة والإيديولوجيا ،إذ تُرفض اللّغة تذوّقا وتعلّما أحيانا بسبب اعتبار اللّغة تدخل في نظام استعماري. لذلك ينبغي أن نقنع النّاشئة بكونه ليست هناك تنافسيّة بين اللّغات واللّغات ليست استعماريّة أيضا، واكتساب اللّغات وتعلّمها يثري الزّاد المعرفي للفرد ويدعمه ولا يضرّه.
ذكّرت أستاذة الإيطالية سهام العابد بكيفيّة تعلّم التّونسيين اللّغة الإيطالية من خلال برامج التّلفزيون الإيطالي، فأصبح عدد مهمّ منّا يحذق اللّغة الإيطاليّة فهما وتلفظا دون الانخراط في دراسة أكاديميّة بالأساس، وعرّجت على عمل الكوميديا الإلهية لدانتي متجنّبة المقارنة بين هذا الإبداع ورسالة الغفران لأبي العلاء المعرّي رغم قيمة العملين في مستوى الطّرح والجرأة والفنيّات. وختمت تدخّلها بفكرة التنوّع اللّغوي الإيطالي فهو تنوّع مكثّف إذ تحتوي على 14 ألف لهجة تقريبا تختلف عن بعضها البعض اختلافا واضحا.
وانتقلت بنا الأستاذة فاطمة الأخضر إلى دور التّرجمة وفضل المؤرّخ في الطبّ لوسيان لوكار، معتبرة أنّ اللّغة العربيّة مازالت قادرة على أن تكون لغة معرفة وعلوم فهي ليست لغة عاجزة عن ذلك.
هي مداخلات قيّمة تناولت التنوّع بألسن مختلفة لكنّها اجتمعت في النّهاية حول الكوني والإنساني والطبيعي. وزادها النّقاش قيمة إذ كان السّؤال عن اللّغة العربيّة: هل هي اللّغة الأم أم اللّغة الثّانية والجدل بين اللّهجة واللّغة وبين السّليقة والقانون ودور الإعلام في تشويه اللّغة أحيانا ووظيفة التّرجمة وسياقاتها، إلى غير ذلك من الإضافات والإشارات التّي قد تعطي المنظمين بعض الأفكار الجديدة لأيام دراسيّة قادمة تحتفل بالثّقافة والتّربية.



#صفاء_سلولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -فرح يختفي في المرآة- لرضوان العجرودي: سيرة ذوات لشاعر واحد
- من غير جواب
- الموت لا يليق بها
- بغل عقيم
- نصف الوجع
- العهر الحق
- جسر العبور
- أشتاقني
- وحدة مؤنسة
- صباح برائحة القهوة
- في زاوية سيدي عمر في الكرم
- وثنيّة جديدة
- ندوة أدب المسعدي في عيون الباحثين الشبّان
- نحو ردّة جديدة
- اللّه في حماية المتديّن


المزيد.....




- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صفاء سلولي - اللّغات تجتمع احتفالا باليوم العالمي للعربيّة