|
عن ( ولا تركنوا / اسباب النزول / ابن أنانى / المحمديون والجاهليون )
أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن-العدد: 7469 - 2022 / 12 / 21 - 17:57
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
السؤال الأول ما معنى ( ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار ) هل مجرد الركون اليهم والثقة بهم تؤدى الى النار ؟ فهل يتفق هذا مع الآية التى تأمر بالبر والقسط مع الكافرين الذين لم يقاتلوننا ولم يخرجوننا من ديارنا ؟
إجابة السؤال الأول 1 ـ ( تركنوا الى ) ( ركن الى ) ليس معناها الثقة والاطمئنان والميل الى شىء . بل معناها الموالاة والتحالف والاستقواء . قال لوط عليه السلام لقومه حين إقتحموا عليه بيته : ( لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ (80) هود )يعنى الاستقواء وقت الضعف بظهير قوى ( ركن شديد ) 2 ـ بهذا نفهم قوله جل وعلا : 2 / 1 : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (112) وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ (113) هود ) . هنا أمر بالاستقامة ونهر عن الطغيان ، ونهى عن الاستقواء بالطغاء الظالمين ، ولو ركنوا اليهم فسيكونون معهم فى الجحيم . ونلاحظ أنه خطاب مباشر للنبى والمؤمنين معه ، وللمؤمنين بعدهم . 2 / 2 : لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (9) الممتحنة ). هنا أمر بالبر والقسط مع من لا يعتدى على المؤمنين ولم يخرجهم من ديارهم ، ونهى عن موالاة والتحالف والركون الى الكافرين الطُّغاة الذين أخرجوا المؤمنين من ديارهم . وفى بداية سورة الممتحنة قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنْ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (1) ). 2 / 3 : وقال جل وعلا عن المنافقين الموالين للكافرين المعتدين : ( بَشِّرْ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً (138) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمْ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً (139) النساء ). 3 ـ الكفر فى مجال الايمان والعبادات والتعامل مع الله جل وعلا مرجعه الى الله جل وعلا ، وهنا الأغلبية العظمى من البشر ضالون مُضلون ، ولو أطاعهم النبى نفسه لأضلُّوه . وليس هنا تطبيق الشريعة الاسلامية . تطبيقها على الكفر السلوكى بالاعتداء والاضطهاد والاكراه فى الدين وإخراج المخالفين من ديارهم وأموالهم . والتشريع يكون بتحريم موالاتهم والاستقواء بهم والركون اليهم ، ومواجهة عدوانهم بالدفاع . أما الذى يلتزم السلام فهو مسلم سلوكيا يجب البر به والقسط اليه ، ثم مرجعنا الى الله جل وعلا يحكم بيننا فيما نحن فيه مختلفون . قال جل وعلا ( قُلْ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (46) الزمر )
السؤال الثانى على حد زعم رواية سعد بن عبادة حينما طلب منه النبي عليه السلام إحضار أربعة شهود لو رأى رجلاً مع امرأته. إذا لم يجد لديه شهودا، فمن أين يأتي بالشهود؛ هل يذهب للشارع يخبر أربعة من الرجال أن زوجه الآن تعمل الفاحشة، ويريدهم أن يأتوا ليشاهدوها تعمل الفاحشة حتى يشهدوا عليها؟ هل هذا الأمر تقبله النفس، أم إنه صعب عليها؟ فلم تنزل الوحي يكتفي منه باربع شهادات بلسانه فكأن كل شهادة عن رجل. ويدفع عنها العذاب أن تشهد اربع شهادات ترد عليه وخامسة عبارة عن لعنة على الكاذب. فانتهى الإحراج. ولعل القصة كلها كذب لتمرير مناسبة للآية فكثير من اسباب النزول كذب واضح بل فاضح لناقله ومؤذ لكتاب الله سبحانه..
إجابة السؤال الثانى ما يعرف ب ( أسباب النزول ) هو روايات تمت صناعتها فى العصر العباسى . كان أغلب من صنعها من القصّاصين الذين يقومون بالوعظ فى المساجد ، ويقولون فى القرآن الكريم بقصص يخترعونها لتجتذب المستمعين . وينقل الآخرون عنهم ، وبعضهم يجعل هذا أحاديث ، وبعضهم يجعلها فيما يسمونه بالتفسير ، وأسباب النزول . من هذا نتعرف على أصل أسطورة سعد بن عبادة .
السؤال الثالث ابنى الأكبر يريد ام اشترى له محل تجارى ، وهو موظف وله دخل محترم ، واولادى الاخرين فى التعليم ومنهم بنات حيحتاجوا فى جوازهم للفلوس كتيرة . أنا كنت فعلا ناوى أشترى له محل ويكون أخواته شركاء معاه ، لكنه رافض ، وعايز يكون المحل له وحده ، وبيقول إنه عنده سكن منفصل وزوجة وبنت صغيرة ولازم يأمّن مستقبلهم وعليه مصاريف ، أما اخواته فيعيشون فى بيت العيلة عندى واصرف عليهم . انا غير مستريح لطلب ابنى ولكن أمه فى صفه . ما رأى حضرتك ؟
إجابة السؤال الثالث هذا الابن أنانى ، ومن الواضح إنك ووالدته أسأتما تربيته وقويتما فيه الشعور بالأنانية بحيث لا يرى إلا نفسه ، ويرى نفسه أحق من اخواته بينما هو الذى أكمل تعليمه وتزوج واستقل بحياته . تفضيل هذا الابن على إخوته ظلم . أنت تقترب من الموت ، ولكل أجل كتاب . إحذر أن تلقى ربك جل وعلا ظالما .
السؤال الرابع قرأت لك كتاب ( السيد البدوى بين الحقيقة والخرافة ) وكتاب ( الحياة الدينية بين الاسلام والتصوف فى العصر المملوكى ) بأجزائه الثلاثة . وفي الكتابين تكلمت عن تقديس الولى الصوفى وتعارض هذا مع القرآن ، واستشهدت بملامح تقديس الأولياء عند المشركين فى عصر النبى ومنها التوسل بهم والاعتقاد فى شفاعتهم . كنت أتمنى أن تعقد مقارنة بين تقديس الجاهليين للأولياء وتقديس المحمديين لهم .
إجابة السؤال الرابع كتبت مئات المقالات فى تقديس المحمديين للأولياء . ولكن عندك حق فى نقطة مهمة ، وهى إن المحمديين اشد ضلالا من الجاهليين . لم يعرف الجاهليون عقائد التصوف من وحدة الوجود والحلول والاتحاد . هذا فى الناحية الفكرية فى تقديس البشر . من الناحية العملية لم يعرف الجاهليون تقديس الأولياء الأحياء . كان الجاهليون يقدسون القبور فقط والمدفونين فيها . وأحيانا كانوا يلحقونها بالمساجد . ونستشهد بالآيات التالية عن عبادتهم للأموات والمقبورين فيها : 1 ـ ( إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (194) أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلْ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلا تُنظِرُونِ (195) الاعراف ) 2 ـ ( وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ (20) أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (21) النحل ) 3 ـ ( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ (5) وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ (6) الاحقاف ) 4 ـ ( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً (18) وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً (19) قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً (20) الجن ). 5 ـ ( إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14) فاطر ) المحمديون يقدسون البشر الأحياء والموتى . وصلوا الى حضيض الكفر ، فلا عجب أن تلاحقهم لعنة الله جل وعلا وانتقامه .
#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الدين السُنّى : دين الخراءة
-
تحية شكر وعرفان للمفوضية المصرية للحقوق والحريات
-
عن ( القرآن وفقط / دمغ / مجذوذ )
-
( مصر ) على حافة الهاوية
-
عن ( المتسول والنصاب / صدع / إتق شر من أحسنت اليه )
-
شيخ سلفى يهاجمنا بسبب عمرو بن العاص
-
عن ( الأحزاب / الوسيلة / السوأة والعورة )
-
الاتفاق والاختلاف بين أولاد الزوانى : عمرو بن العاص وزياد اب
...
-
عن ( جشع الأبوين / الشفعة / أحاط ومحيط )
-
أبو هريرة والكلاب ...ولماذا ؟
-
كتاب ( عن حرب الرّدّة )
-
عن ( النسىء والخلفاء / شرّ الدواب )
-
قالوا عن أبى هريرة
-
عن ( شيخ بلدنا / والسجود للبشر )
-
إعادة الإعتبار ل ( مُسيلمة - الكذاب - )
-
عن ( مستقبل إيران / قاتلهم الله / زلفى )
-
أبو بكر / خالد بن الوليد / مالك بن نويرة ..وحرب الردة
-
عن ( جنف ومتجانف / طمس / نقر ناقور / كالحون / زلزل / دهن وتد
...
-
( الحرام / الحُرمة / المحرمة ) فى مصر الستينيات : يا حسرة عل
...
-
عن ( عقوبة قطع الطريق / الخوف / العبادة المقبولة / السحت )
المزيد.....
-
القائد نخالة: يقدم أخواننا في المقاومة الإسلامية بلبنان النم
...
-
القائد نخالة: سنبقى جميعا أوفياء لروح السيد نصر الله خلال قي
...
-
أمين عام حركة الجهاد الإسلامي: التحية للأخوة في الجمهورية ال
...
-
أمين عام حركة الجهاد الإسلامي: التحية للأخوة في الجمهورية ال
...
-
العسكرة ومقاولات -المتنفذين- تطمس معالم عاصمة الحضارة الإسلا
...
-
مجاهدو المقاومة الإسلامية في لبنان قصفوا تجمعا لجنود العدو ف
...
-
المقاومة الإسلامية في لبنان تتبنى قصف مستوطنة كرمئيل بالجليل
...
-
منتدى كوالالمبور: طوفان الأقصى شرارة نهضة للأمة الإسلامية
-
فينكلشتاين للمقابلة: معركتي ضد إسرائيل من أجل العدالة ولا عل
...
-
بابا الفاتيكان يجدد مناشدته من أجل السلام.. ويتحدث عن - قربه
...
المزيد.....
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
المزيد.....
|