أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محسين الوميكي - إلى روح أمي














المزيد.....

إلى روح أمي


محسين الوميكي
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 7469 - 2022 / 12 / 21 - 16:09
المحور: الادب والفن
    


أمي
يا قمر سمائي
يا نبض القلب
يا نور عيني
يا أيقونة
لا تُعوض
أمي
يا أبهى لوحة
رسمها الخالق
ومنحني إياها
بكل سخاء
أمي
يا زهرة حديقتي
ونسيم ربيعي
آه يا أمي
تقفين أمامي
منحنية الظهر
تحملين عذاباتك
في صمت
وعلى ثغرك
ترتسم ابتسامة
خالدة
وبين ضلوعك
آلام تحدث صوتا
صامتا
أسمعه وحدي
ووحدي أتنفسه
آه يا أمي
آلامك آلامي
وآلامي آلامك
تلك
التي لا تنسى
أحكي قصتك
للبحر الهائج
ليهدأ
وللطفل الذي يبكي
ليكفكف دموعه
ويصمت
وللطيور
لتغرد للطبيعة
البائسة
أحكي قصتك
للزمن الذي
غدر بك
للتعب الذي
نال منك
للمتاهات التي
ابتلعتك
آه يا أمي
اعتقدنا
أن الألم عابر
لكنه
كان سكرات الموت
التي أكلتك أكلا
وألحقتك
على وجه الرحمة
بالرفيق الاعلى
على غفلة منا
آه يا أمي
كم الفراق
صعب
ومر في آن
هل أنساك
كيف أنساك
وأنت الطبيعة
في روعتها
وأنت الحنان
يمشي على قدميه
وأنت السماء
التي تمطر الطمأنينة
والأمان
وأنت البحر
الذي يهيج حبا
كيف أنساك
وأنا أراك
في فنجان قهوتي
كل صباح
وأنا أراك
خلف سطور
قصيدتي
التي لم أكتبها بعد
كيف أنساك
آه يا أمي
ماذا يشتهي الإنسان
في دنيا الله
ماذا يريد
يضحك للشمس
حين تبزغ
ويبكي للسماء
حين تغيب نجومُها
أنت شمس
تبزغ على الدوام
ونجوم سمائك
لا تغيب
تضيء بلا انقطاع
وأنت شمسي
التي تغرس أشعتها
في ثنايا قلبي
لتلد الطبيعةُ
الأزهار والورود
آه يا أمي
هل أتاك حديث الحزن
عيون دامعة
تحن إليك
قلوب دامية
تشتاق إليك
وجوه متجهمة
تبحث عن ذكراك
في حجرات المنزل
في الأزقة
في دروب الحياة
اليومية
في خيوط ملابسك
في سجادتك
وفي كل شيء
يحمل رائحتك
آه يا أمي
كنت لي
الطبيب بعد ربي
والعيون التي
أرى بها الدنيا
كنت لي
الحائط الذي أسند إليه
ظهري
كنت لي
الحضن الذي أرتمي فيه
كلما ضاق صدري
كنت لي
ظلي الذي لا يفارقني
كنت لي
إعصار الحنان
وبركان الشوق
كنت لي
رمز الحب
وهدوء السكينة
كنت لي
النهر الذي لا ينضب
آه يا أمي
فضلت مغادرتنا
رغما عنك
في صمت
بلا ضجيج
وفي يوم الجمعة
وخلسة
اخترت مرغمة
أن تتركينا
خلفك
ننحت تمثال الحزن
ونبكي خفية
آه يا أمي
غيابك بعثر أوراقي
غيابك لوحة حزن
فيما تبقى من أيامي
آه يا أمي
كنت
كنت صندوق أسرارنا
كنت حلول مشاكلنا
كنت القلب الذي
يسمع لآهاتنا
كنت السد الذي
يرد المياه إلى مجاريها
كنت ولا زلت
رغم غيابك
بوصلتنا
ونحن كنا نمشي
على ظهر صبرك
لنبلغ أهدافنا
آه يا أمي
ناولتني المفتاح
لأفتح الأدراج
منها ما انفتح
ومنها ما امتنع
قلت لك:
"قولي لي شيئا"
قلت بلهجة آمرة:
"اقرأ"
قلت لك:
"سأقرأ وسأكتب"
عندها استيقظت
كان حلمك
وحلمي



#محسين_الوميكي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صناع الفرحة
- مستحيل يا وطني
- نجمة القدس
- حكاية الحفر
- حراك
- مفلس
- وتضيع مني حريتي
- أنا ناجي العلي
- لسواد عيون الحرية
- تطابق
- من؟


المزيد.....




- ترامب يدعو في العشاء الملكي إلى الدفاع عن قيم -العالم الناطق ...
- رواية -الحرّاني- تعيد إحياء مدينة حرّان بجدلها الفلسفي والدي ...
- ضجة في إسرائيل بعد فوز فيلم عن طفل فلسطيني بجائزة كبيرة.. و ...
- كيت بلانشيت ضيفة شرف الدورة الـ8 من مهرجان الجونة السينمائي ...
- رائحة الزينكو.. شهادة إنسانية عن حياة المخيمات الفلسطينية
- لحظة انتصار على السردية الصهيونية في السينما: فيلم صوت هند ر ...
- -أتذوق، اسمع، أرى- كتاب جديد لعبد الصمد الكباص حول فلسفة الح ...
- “انثى فرس النبي- للسورية مناهل السهوي تفوز بجائزة “خالد خليف ...
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...
- الشلوخ في مجتمعات جنوب السودان.. طقوس جمالية تواجه الاندثار ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محسين الوميكي - إلى روح أمي