أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي سعد - ثبات السياسة الإستقلالية العربية في مواجهة الأطماع الأمريكية-الفارسية في المنطقة














المزيد.....

ثبات السياسة الإستقلالية العربية في مواجهة الأطماع الأمريكية-الفارسية في المنطقة


مهدي سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1698 - 2006 / 10 / 9 - 11:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في خضم هذه المرحلة المفصلية التي تمر بها المنطقة العربية وتزاحم الأحداث السياسية والعسكرية لا بد من موقف يقرأ هذا الواقع ويحاول أن يفسر طبيعة الفترة القادمة وما تحمله لنا من مفاجآت وتُطرح من خلاله السياسات التي من شأنها أن تحفظ كرامة العرب وتصون إستقلالهم وتجعل من المنطقة العربية واحة للديمقراطية والحريات لمواجهة الأطماع الأمريكية- الفارسية التي تريد العبث بمقدرات العرب والسيطرة على ثرواتهم .

لا شك أن الحرب الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل شكلت منعطفًا حادًا في تاريخ الصراع العربي- الإسرائيلي ، وذلك راجع إلى عمق التغلغل الإيراني في بلاد العرب عمومًا وفي لبنان خصوصًا من جهة ومشروع الولايات المتحدة للشرق الأوسط الجديد من جهة أخرى .

فهذه الحرب في جزء كبير منها لا يمكن أن نضعها في إطار الصراع العربي- الإسرائيلي ، وذلك لأن لبنان الذي جرت الحرب على أراضيه لم يكن إلا ساحة لصراع دولي بين القطبين العالميين الجديدين : الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها إسرائيل من جهة والجمهورية الإسلامية الإيرانية وأداتها "الحزب اللهية" من جهة أخرى ، وهذا الأمر يجعلني اسمي هذه الحرب "الحرب الأولى" في سلسلة الحروب القادمة بين "الفرس" و "الروم" كما صح لأحد الكتاب أن يسميها ، وليست "الحرب السادسة" كما روجت لذلك قناة الجزيرة الفضائية .

وأخشى ما أخشاه أن تظل بلاد العرب ساحة مفتوحة لهذا الصراع الإقليمي الذي لا يعنينا كعرب ولا دخل لنا فيه ، ولذلك لا بد لنا من تدعيم صفوفنا لمواجهة هذه الأخطار المحدقة بنا .

لكن السؤال : كيف ؟؟

حسب اعتقادي بإمكاننا القيام بالعديد من الخطوات التي من شأنها أن تحفظ إستقلال العرب وترد الأخطار عنهم ، ومن هذه الخطوات :

1- تعزيز إستقلال الدول العربية ورفض التبعية لأي جهة خارجية في هذا العالم مما يحفظ للعرب كرامتهم ويصد كل المحاولات التوسعية للقوى الإمبريالية الأمريكية والفارسية في المنطقة ، فموقف العرب من هذا الصراع الدولي الجديد يجب أن يكون موقفًا محايدًا وغير متحيز لأن كلا طرفي هذا النزاع لا يريد الخير للعرب .

2- تبني مفهوم حديث للعروبة يزيل الشوائب التاريخية التي علقت بها وجعلت البعض ينفر منها بسبب النظريات القومجية المتطرفة ذات الطابع الإستبدادي والتي هي ليست من العروبة الحقة بشيء ، فالعروبة الجديدة المطلوبة هي العروبة الحضارية والثقافية التي شكلت الوعاء التاريخي للعرب في مختلف أماكن تواجدهم ، أضف إلى ذلك أن هذه العروبة يجب أن تؤسس على ضرورة التاضمن العربي وتمتين أواصر العلاقات الأخوية بين الدول العربية مع ضرورة الحفاظ على إستقلال وسيادة هذه الدول .

3- تبني الخيار الوطني الديمقراطي الذي يؤكد على الإلتزام بالثوابت الوطنية والعربية من جهة ويعزز الحياة الديمقراطية في النظام السياسي ويطلق الحريات الشخصية والعامة للمواطنين من جهة أخرى .

4- التأكيد على إلتزام العرب بقضيتهم المركزية الأولى (قضية فلسطين) ، والدفاع عنها في المحافل الإقليمية والدولية ، وذلك لكبح جماح محاولات نظام ولاية الفقيه في إيران لسرقة قضية فلسطين من أصحابها الشرعيين الذين هم العرب ، وهذا يستتبع ضرورة تفعيل مبادرة السلام العربية التي أطلقها العاهل السعودي جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز في قمة بيروت العربية عام 2002 ، لأن هذه المبادرة تشكل القاعدة الصلبة لأي تسوية مستقبلية في المنطقة .

عن طريق كل هذه الأمور وغيرها بإمكاننا مواجهة الأطماع المحدقة بالمنطقة العربية وتعزيز الحياة الديمقراطية في بلداننا .

لبنان كنموذج لحركة الشعوب العربية نحو الحرية والإستقلال :

شكلت إنتفاضة الإستقلال أو ثورة الأرز كما يحلو للبعض أن يسميها والتي قادتها ما بات يعرف بقوى الرابع عشر من آذار ، شكلت هذه الإنتفاضة نقطة تحول هامة في التاريخ العربي الحديث ، حيث أطاحت بنظام الوصاية الذي كان قائمًا في لبنان وقضت على أغلبية رموزه وأقامت نظامًا سياسيًا إستقلاليًا وديمقراطيًا جديدًا ، وذلك بدون إراقة قطرة دم واحدة .

هذه الإنتفاضة التي أكدت إلتزامها العميق بانتمائها العربي وتمسكها المطلق بقضية فلسطين ستكون أكبر ملهم لحركة الشعوب العربية في المرحلة المقبلة نحو تمتين دعائم إستقلال الدول العربية في وجه المطامع المختلفة من جهة ، ونحو المزيد من الحريات للمواطنين الحالمين بتغيير الأنظمة الحالية تمهيدًا لإقامة أنظمة ديمقراطية يكون للشعب وقواه الحية ونخبه المثقفة وأحزابه المختلفة ومنظمات المجتمع المدني التي يمتلكها الدور المركزي في تحديد معالمها المستقبلية من جهة أخرى .

وهنا أود الرجوع إلى كتابات شهيد الحرية الصحفي سمير قصير ، الذي كان يؤكد دومًا على أن ديمقراطية سوريا كفيلة بضمان إستقلال لبنان ، كما كان يصر على حرية فلسطين كخطوة ضرورية نحو غدٍ عربي مشرق يكون فيه للإنسان القيمة العليا في الدولة التي يجب أن تسهر على راحة مواطنيها وذلك عبر تبني نظرة "العدالة الاجتماعية" المستوحاة من الفكر الإشتراكي الذي عمل سمير قصير على تطويره في حركة اليسار الديمقراطي التي شكل تأسيسها لحظة بارزة في الطريق نحو تجديد الفكر اليساري العربي الذي كان قد بدأه المعلم والقائد الشهيد كمال جنبلاط عبر طرحه للإشتراكية الأكثر إنسانية ، وفي إعتقادي إن هذا اليسار وهذه الإشتراكية (اليسار الديمقراطي والإشتراكية الإنسانية) هما الأمل لغد عربي مشرق تسوده الحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة .



#مهدي_سعد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبول الآخر كبديل لحوار الحضارات وتصادمها
- حول الإشكالية الطائفية في شفاعمرو
- نقاط الرئيس السنيورة السبع هي الحل الأمثل للأزمة الحالية
- عام على المجزرة .. وماذا بعد ؟!!
- حزب الله وغياب الدولة الفعلية في لبنان
- إلهي ليس بالضرورة إلهك
- دروز 48 وعقدة الأقلية
- -أنت القاتل يا شيخ-


المزيد.....




- ترامب يعترف بتقييم الاستخبارات حول وضع مواقع إيران النووية ب ...
- بعد وقف إطلاق النار.. وزير دفاع إيران يصل الصين في زيارة تست ...
- موجة حر غير مسبوقة تجتاح شرق روسيا: حرارة قياسية وحرائق تهدد ...
- عاجل | حماس: جرائم الاحتلال ومستوطنيه وآخرها في كفر مالك تست ...
- انقسام المخابرات حول فاعلية الضربة يثير الشكوك بشأن مصير نوو ...
- خلاف أميركي سويسري بشأن أسعار -إف 35-
- مجددا.. ويتكوف يحدد -خطوط إيران الحمراء-
- -سي آي إيه-: منشآت إيران النووية الرئيسية -دُمرت-
- هجوم لمستوطنين في الضفة والجيش الإسرائيلي يقتل 3 فلسطينيين
- فيديو منسوب لمشاهد دمار في إسرائيل جراء الصواريخ الإيرانية.. ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي سعد - ثبات السياسة الإستقلالية العربية في مواجهة الأطماع الأمريكية-الفارسية في المنطقة