أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهدي سعد - إلهي ليس بالضرورة إلهك














المزيد.....

إلهي ليس بالضرورة إلهك


مهدي سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1568 - 2006 / 6 / 1 - 11:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يدور ما يسمى بالفكر الديني المعتدل على قاعدة أساسية في نظرة مختلف الأديان إلى بعضها، وهي أن جميع الأديان تؤمن بوجود الله، ومع أن هذه القاعدة صحيحة وتساهم في التخفيف من حدة الحقد الديني المدمر وتجمع الناس على أفكار مشتركة، إلا أن القائلين بهذه الفكرة يؤكدون كذلك على أن أتباع جميع الديانات يؤمنون بإله واحد، وهذه قاعدة خاطئة لحقيقة بسيطة وهي أن مفهوم الله يختلف من دين إلى آخر، وقد يقول بعضهم بأنه بالرغم من أن مفهوم الله مختلف عليه إلا أن الجميع يعبدون إلهًا واحدًا، وهذه نظرية خاطئة فكيف بإمكاننا القول بأن إله المسلمين هو ذاته إله النصارى؟!، خصوصًا إذا علمنا أن النصارى يعتقدون بإله واحد في ثلاثة أقانيم هي الآب والابن والروح القدس ويؤمنون بأن المسيح هو الله المتجسد بشرًا، وعلمنا أيضًا أن المسلمين يعتقدون بإله واحد منزه عن الصفات البشرية.
إذًا البشر لا يعبدون إلهًا واحدًا وهناك تعدد للآلهة، فكل دين يعبد أتباعه إلهًا خاصًا بهم.

نظرة مختلف الأديان إلى الله:

لا أبغي هنا دراسة مفهوم الله لدى مختلف الأديان، لأن هذا موضوع طويل ويحتاج إلى بحث شاق. لكني سأقوم باستعراض سريع لموقف الأديان من الله لكي أبين اختلاف النظرة إليه بين دين وآخر.
لنبدأ بالديانة الهندوكية التي تؤمن بثلاثة أقانيم إلهية تجمعها حقيقة أزلية واحدة وهذه الأقانيم هي البرهمان وشيفا وفيشنو (الخالق والحافظ والهادم). ونعرج على الديانة اليهودية التي تؤمن بإله خلق الكون في ستة أيام وفي اليوم السابع استراح، وهذا الإله يبكي ويضحك ويتكلم لنبيه موسى من الشجرة. وفي المسيحية نجد إلهًا واحدًا في ثلاثة أقانيم، وهذا الإله يتجسد بشرًا في شخص المسيح.
وفي الإنتقال إلى الإسلام نجد الكثير من الفروقات في النظرة إلى الله بين مختلف الفرق والمذاهب والأحزاب ومدارس علم الكلام والفلسفة.
فمثلًا نجد السنة يعطون الله 99 صفة في مقابل المعتزلة الذين ينفون الصفات نفيًا مطلقًا عن الله. وللصوفية مفاهيمها الخاصة المتصلة بالتجربة الروحية التي يخوضها العارف ليتحقق وجود الله من خلال المجاهدات وقهر النفس والصعود في معارج الروح من خلال المقامات التي يمر بها والأحوال التي تتنزل عليه والنور الذي يقذفه الله في قلبه.
وإذا توسعنا في سرد فرق الإسلام، نجد الموحدين الدروز يؤمنون بتجريد الله وتنزيهه ويطلقون الصفات عليه على سبيل المجاز لا الحقيقة وينفون التعطيل والتشبيه عنه، ويعتقدون بتجلي الله لخلقه بالصورة الناسوتية كالناظر إلى وجهه في المرآة. والنصيرية (العلويون) يعتقدون بأن علي بن أبي طالب هو ناسوت الله.
بعد هذا الإستعراض السريع نجد فروقًا هائلة في النظر إلى الله بين الأديان، وحتى بين أتباع الدين ذاته هناك خلافات باختلاف الفرق والمذاهب، فكيف يصح إذا القول بأن جميع أتباع الديانات والمذاهب يؤمنون بإله واحد؟!.
فالإختلاف إذًا على الأساس والجوهر والأصول، على الله، وليس على الفروع كما يدعي جهابذة الفكر الديني المعاصر، فكم من حرب دينية عبر التاريخ قامت بسبب الله، فلو كان للبشر إلهًا واحدًا لما تنازعوا فيما بينهم بسبب آلهتهم، فكل دين ومذهب له إلهه الخاص ينظر إليه على طريقته ويصل إلى كنهه وحقيقته وفق مفاهيمه الخاصة، وهذه حقيقة بائنة وواضحة مثل عين الشمس ويراها جميع الناس إلا من إختاروا مسبقًا أن يكونوا عميان في هذه الحياة وهم كثر للأسف في أيامنا.
والمطلوب هو قبول الآخر كما هو وليس البحث عن المشترك بيني وبينه، وأن يقول الإنسان لأخيه الإنسان: إلهي ليس بالضرورة إلهك.



#مهدي_سعد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دروز 48 وعقدة الأقلية
- -أنت القاتل يا شيخ-


المزيد.....




- سوريا... وجهاء الطائفة الدرزية في السويداء يصدرون بيانا يرفض ...
- أحدث تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات “نزلها ...
- -الشرق الأوسط الجديد ليس حلماً، اليهود والعرب في خندق واحد-– ...
- بعد دعوة رجل دين درزي.. تحذير مصري من -مؤامرة- لتقسيم سوريا ...
- الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في سوريا حكمت الهجري يطالب بحم ...
- الدروز في دائرة الخطر: نتنياهو يستغل الطائفة لأغراض سياسية
- جماعات الهيكل منظمات إسرائيلية تسعى لهدم المسجد الأقصى
- الاشتباكات الطائفية في سوريا: أبرز القادة الروحيين الدروز يط ...
- تردد قناة طيور الجنة.. نزلها على جهازك الرسيفر وتابع كل جديد ...
- -كمين- لقوات تابعة للحكومة السورية يتسبب في مقتل 23 مسلحاً د ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهدي سعد - إلهي ليس بالضرورة إلهك