أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسامة خليفة - تحية فلسطينية لفريق المغرب لكرة القدم














المزيد.....

تحية فلسطينية لفريق المغرب لكرة القدم


أسامة خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 7462 - 2022 / 12 / 14 - 14:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أسامة خليفة
باحث في المركز الفلسطيني للتوثيق والمعلومات «ملف»
أصبح الاهتمام بكرة القدم عموماً وبكأس العالم (المونديال) ومتابعته من التصفيات إلى النهائيات، ظاهرة كونية لها قوانينها الاجتماعية الخاصة، التي تجعل السلوك الجمعي يتجه وجهة محددة ألفها الناس فأصبحت اعتياداً طبيعياً له أسسه التي يقوم عليها، إنها الظاهرة العالمية الأكثر اهتماماً من قبل أفراد المجتمع الإنساني، اتسعت وما عادت تقتصر على 11 لاعباً، وما يقابلهم من الفريق المنافس، ولا على حجم الحضور من مشاهدي المباريات، فعبر وسائل الاتصال تبث إلى كل مكان وفي لحظتها المباشرة ، فأصبحت علماً لاجتماع الحشود، أثّرت في المجتمع الحديث فأنشأت لها نواد عملاقة وصار لها مؤسسات وشغلت وسائل الإعلام.
دراسات كثيرة أجريت حول هذه الظاهرة وثمة من اعتبرها تلهي الشعوب عن قضاياها، إلا أنها قد تنقلب إلى عكس ما ظنوا، وتصبح فرصة للمقهورين والمضطهدين للترويج لقضاياهم العادلة وعرضها على الجماهير الواسعة التي تستقطبها هذه اللعبة الشعبية، ومنها القضية الفلسطينية، التي وجدت لها مناصرين من كل الشعوب ولاسيما العرب منهم ، ويأتي في هذا السياق فريق المغرب المتألق وجمهوره المغربي والذي شد الأنظار، الأول بحرفيته ومهارته، والثاني بمظاهر وطنيته ووسائل التعبير عنها، فأصبح لهما دور متميز، حازت القضية الفلسطينية على الأولوية فيه، كما بالمقابل ساندت الجماهير الفلسطينية الفريق المغربي بالتشجيع والمؤازرة والتعبير عن مشاعر الوحدة والإرادة المشتركة، تشجيع الفلسطينيين للفريق المغربي في مونديال قطر لا يأتي فقط من الرابطة القومية، على أهميتها، ولا من مهارات لاعبيه وإنجازاتهم الرائعة في هذه البطولة التي يستحقون عليها كل التشجيع والمناصرة، بل تأتي من رابطة أعمق، رابطة الوطنية والعائلة الواحدة باعتبار جزء مهم من الشعب الفلسطيني من أصول مغاربية، أحد أهم أحياء القدس عاصمة فلسطين الأبدية هو حي المغاربة الملاصق للمسجد الأقصى، يبقى في الذاكرة الوطنية ولا يمكن لجريمة الاحتلال التي طالت منازله بالتدمير وسكانه بالتهجير أن تنال من مكانته في قلوب العرب كونه جزء من المدينة المقدسة.
كان للمغاربة الفلسطينيين دور بارز في الدفاع عن فلسطين عبر التاريخ، وقدموا الشهداء صوناً لعروبتها واستقلالها، وما زالوا على العهد، انتشر المغاربة عبر التاريخ في العديد من المدن الفلسطينية واندمجوا مع أهلها وانصهروا في مجتمع واحد، في مدينة صفد الجليلية سكنت عائلات عريقة، وأصبحت مع مرور الزمن من أكبر عائلات المدينة، وفي نكبة 1948 انتشروا في مخيمات لبنان وسوريا، وبقي من بقي في فلسطين، ففي مخيم اليرموك حارتين للمغاربة الفلسطينيين قرب المدينة الرياضية يمتاز شبابها بحب كرة القدم وممارستها.
اليوم يجمع اللقاء الكروي الفريق المغربي والفريق الفرنسي ولهذا دلائل ومؤشرات، باعتبار فرنسا بلد ذو تاريخ استعماري، حيث قال معلق رياضي أجنبي لمس هذه الحالة: إنه يوم الاستقلال الثاني، وربما يعني بذلك أن تأهل الفريق المغربي لهذا المستوى المتقدم ليقارع الفرنسيين ند إلى ند، إنه التحرر من سطوة التبعية والاحساس بالدونية، لا فارق حضاري، إرادتنا لا إرادة الاستعمار، لا تبقي على حالة التخلف، ولا تسمح بإدامة الفوارق الحضارية، مجال الرياضة من مجالات النهوض، وفلسطين في كل هذا حاضرة، لأن إقامة اسرائيل في قلب الوطن العربي قاعدة استعمارية خدمة لمصالحه الغرب، أصدرت فرنسا وبريطانيا و أمريكا البيان الثلاثي الذي يتعهد بحماية اسرائيل، اسرائيل في عدوانيتها واحتلالها إنما باقية بسبب هذا الدعم الامبريالي غير المحدود.
لا يقتصر دعم المغرب للقضية الفلسطينية على ميادين كرة القدم بل في كل المحافل الشعبية والجامعات، فروح الأخوة تجمع الشعبين وتوحدهم علاقة متينة، تنظمها وترعاها الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، التي أكد رئيسها محمد بن جلون في لقاء سابق بالأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة: أكد دعم الجمعية والشعب المغربي للقضية الفلسطينية، ومضاعفة الجهود دفاعاً عن حقوق الشعب الفلسطيني، ومناصرة المعتقلين الفلسطينيين، لأن ذلك يشكل دفاعاً عن شعب المغرب وكل شعوب الأمة العربية، وأشار إلى أن الجمعية المغربية لمساندة كفاح الشعب الفلسطيني تعتبر القضية الفلسطينية قضيتها، وتسعى بكل إمكانياتها على مختلف المستويات الشعبية وعلاقاتها الواسعة لتأمين شبكة الأمان للشعب الفلسطيني، حتى يتمكن من بناء دولته المستقلة وعودة اللاجئين الفلسطينيين.
لقد قدم الشعب المغربي الكثير للقضية الفلسطينية خاصة قرارات قمة الرباط التي استجابت لطموحات الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين، إلى جانب رعاية لجنة القدس للحفاظ على مكانتها وعروبتها.
نتمنى في هذا اليوم يوم اللقاء الكروي بين فرنسا و المغرب الفوز لفريقنا العربي ومتابعة مشواره نحو القمة، ولنسمع اليوم ويوم الأحد القدم النشيد الوطني المغاربي يتردد صداه من الملعب، ويصل إلى أسماع كل العالم، تحكي قصته التي ارتبطت أيضاً بميادين كرة القدم وملاعبها، حيث تعزف الأناشيد الوطنية للدول المشاركة قبل بدء المباراة وفي التتويج، في العام 1986 كان النشيد الوطني المغاربي حتى ذلك الحين مقتصراً على الموسيقا، تأهل منتخب المغرب لكرة القدم لكأس العالم بالمكسيك ذاك العام، كتب علي الصقلي الحسيني كلمات النشيد الوطني محافظاً على نفس اللحن، ليردده اللاعبون أثناء عزف موسيقا النشيد، ونحن اليوم كفلسطينيين نردده مع كل مغربي ليبعث الحماسة في النفوس:
منبت الأحرار..مشرق الأنوار
مُنتدى السؤدد ..وحمـاه.
دُمت منتداه .. وحمـاه
عشت في الأوطان.. للـعلـى عنوان
ملء كل جنـان .. ذكر كل لسـان



#أسامة_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مونديال قطر، مونديال فلسطين
- مكانة فلسطين بين الوعي والاهتمام
- 29 تشرين الثاني من قرار تقسيم فلسطين إلى قرار التضامن مع الش ...
- الضم بين «أرخبيل فلسطين» و«إسرائيل الكبرى»
- السلام الاقتصادي
- الانتماء لفلسطين وتحدي الهوية
- المعيار الوطني لتصويب المسار السياسي في مواجهة صفقة القرن
- الذكرى الخامسة بعد المئة لوعد بلفور، نص الوعد بينمفهومي «الو ...
- قراءة في كتاب بين الضم والتطبيع
- دور بريطانيا في صناعة اسرائيل قراءة في كتاب من الانتداب إلى ...
- من وعد بلفور إلى صفقة ترامب
- قضيتنا الفلسطينية ومحيطها المضطرب
- بين مشهدنا ومشهدهم ما صنعه الحداد سيف القدس
- الحرب الباردة والحروب الساخنة
- قراءة في كراس «مفترق التحولات الكبرى»


المزيد.....




- الإمارات ردا على قرار السودان بقطع العلاقات معها: -سلطة بورت ...
- هيئة البث الاسرائيلية: إصابة 3 جنود في معارك جنوب قطاع غزة ب ...
- محاولات يامال وتصديات سومر وهدف أتشيربي القاتل يلخصون ملحمة ...
- تنديد أممي وأوروبي بتوسيع الهجوم على غزة وحظر دخول المساعدات ...
- اليمن.. -أنصار الله- تعلن استهداف مطار رامون الإسرائيلي وحام ...
- نتنياهو في أول تصريح له بعد القرار الأمريكي بشأن الحوثيين: إ ...
- استقبال الرئيس الصيني شي جين بينغ في مطار موسكو
- اتفاق مصري يوناني بشأن فلسطين وإسرائيل
- 50 شركة ألمانية تحيي ذكرى جرائم النازية وتقر بمشاركتها في ال ...
- رهانات ماكرون باستقبال الشرع؟


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسامة خليفة - تحية فلسطينية لفريق المغرب لكرة القدم