أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسامة خليفة - قراءة في كراس «مفترق التحولات الكبرى»















المزيد.....

قراءة في كراس «مفترق التحولات الكبرى»


أسامة خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 7357 - 2022 / 8 / 31 - 15:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قراءة في كراس
«مفترق التحولات الكبرى»

أسامة خليفة
باحث في المركز الفلسطيني للتوثيق والمعلومات
(ملف)

■ «على مفترق التحولات الكبرى» كراس من سلسلة «ملف» التي يصدرها المركز الفلسطيني للتوثيق والمعلومات، وقد جاء إصداره بعد زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى فلسطين المحتلة والسعودية ، ومشاركته بقمة "جدة للأمن والتنمية"، وبعد "إعلان القدس" المشترك بين بايدن و رئيس الوزراء الإسرائيلي ، وفي ظل استمرار الحرب في أوكرانيا ، ومن المؤكد أن زيارة بايدن لها علاقة بهذه الحرب وتداعياتها على الاقتصاد العالمي ، وما يمكن أن يستجد من تداعيات على النظام السياسي العالمي ، كما وترتبط الزيارة بقضايا أخرى في العالم ، ومنها الملف النووي الإيراني ، وارتفاع أسعار النفط...
زيارة لا تخلو من تخوفات أمريكية أن النظام العالمي الذي كانت تتحكم فيه بات على مفترق تحولات كبرى ، مفترق يأذن بانتهاء مرحلة سابقة من الهيمنة الأمريكية التي امتدت على مدى ثلاثين عاماً في مرحلة القطب الأوحد، ، منذ العام 1991 بانهيار الاتحاد السوفيتي ونهاية الحرب الباردة، وصولاً إلى اندلاع الحرب الأوكرانية بالوكالة عن حلف الناتو والمستمرة حتى الآن .
سادت ظاهرة العولمة الأمريكية بكل أشكالها هذه المرحلة ، والتي تميزت عن غيرها من المراحل التاريخية بسماتها من التفرد والسيطرة الأمريكية والإبقاء عليها وفرضها بكل الوسائل و باللجوء إلى استخدام القوة العسكرية برعونة غير مسبوقة.
انتهاء مرحلة القطب الأوحد تبوح بها أحداث جارية على أرض الواقع في مناطق متفرقة من العالم، تلك الأحداث ليست أوكرانيا مسرحها الوحيد، مع أن هذه الحرب يعم آثارها وتداعياتها بلدان العالم كلها ، وأنجبت أزمة عالمية وضعت النظام العالمي على مفترق طرق سيؤدي إلى مرحلة قادمة مختلفة عن سابقتها ، مرحلة آتية بثبات يتوقع أن يكون أهم سماتها: عالم متعدد الأقطاب، الدولار لن يبقى سيد الأسواق العالمية، حلف الناتو عاجز عسكرياً... إننا نقترب من هذه المرحلة، وكلما اقتربنا أكثر نتبين ملامحها ، ما يمكننا أن نحدد سماتها بدقة أكبر.
هذا الكراس في عنوانه الفرعي الأول، وهو نفس العنوان الرئيسي للكراس، له ما يبرر طرحه من الناحية العلمية المجردة، وقبل أي ولوج في الواقع والنظام العالمي وتحولاته وتداعيات أحداثه، أحداث وتغيرات يؤدي تتابعها إلى انتقال العالم إلى مرحلة جديدة، فطالما شهد المجتمع البشري تحولات تاريخية إن تباطأت حيناً، وإن تسارعت حيناً، إن كان في ردات إلى الخلف أو في قفزات إلى الأمام، فالتاريخ لا يعرف السكون والثبات، التاريخ حركة وصيرورة دائمة، وحين يُصرح عن تحولات كبرى فإن ما يؤكدها ويدعو للتنبؤ بها هو ارتفاع وتيرة الصراع بين الأضداد والقوى المتناقضة، فالصراع هو محرك التاريخ، والعظماء ليسوا من يصنعه على هواهم، ولا القوة الخفية تحدد مساره.
وإذا اعتبرنا صراع الأضداد العامل الحاسم والأهم في حركة التاريخ فإن الأزمات العالمية، والاقتصادية منها، لها تداعياتها وآثارها على المجتمعات التي تحاول إيجاد حلول مناسبة لها، وهذه الحلول هي تغير ملحوظ، سواء كان تغير إصلاحي، أو تغير جذري.
وعندما تضع الحرب أوزارها في أوكرانيا يتوقع أن نكون أمام نظام عالمي أكثر توازناً، يعيد الاستقرار إلى الأسواق الدولية، وينقذ الدول النامية من الفقر والمجاعات، وينقذ اقتصاد أوروبا والولايات المتحدة من خطر التضخم والركود الاقتصادي ... وبما أن الاقتصاد هو البنية التحتية للمجتمعات التي تنعكس تغيراتها على السياسة في البناء الفوقي، سيشهد العالم تحولات في نظامه السياسي.
هذا الكراس في عنوانه الفرعي الثاني «الولايات المتحدة ... تركيم التحالفات» ، الولايات المتحدة في تركيم التحالفات إنما أرادت تركيم مزيد من القوة، تضيفها إلى عناصر القوة الذاتية المتمثلة في قوة اقتصادها وتفوقها العلمي والتكنولوجي..... وأرادت من دبلوماسية الزيارات تحشيد وتجييش القوى التي تدور في الفلك الأمريكي .
دبلوماسية النزوع إلى العسكرة و القوة الغاشمة، عقيدة القوة الاسبارطية لا تحمي معتنقيها من السقوط ، حقيقة لم تعيها الغطرسة الأمريكية المنتشية بقوتها، فأوجدت أشد أنواع الحروب قذارة وفظاعة، لا يرقى إلى مستوى قذارتها قنبلتا هيروشيما وناكازاكي بكل ما أحدثته من مآسٍ إنسانية، إنها قذارة «الحرب المعممة» التي تخوضها ضد الشعوب بشتى الأساليب والوسائل وأشدها وحشية، اقتصادية تجارية، تكنولوجية، مالية، حرب مباشرة، حرب بالوكالة، حصار يشمل الاستيراد والتصدير ، سياسة خلق نزاعات، اصطناع بؤر توتر بهدف إثارة حروب أهلية في البلدان المتعددة الإثنيات أو القوميات أو الطوائف ..
نعود إلى منطق التاريخ الثابت منذ عرف الإنسان الكتابة ودَوّن الأحداث التي مرت به، دُوّن التاريخ لمن يقرأه جيداً، لتُستخلص منه الدروس والعبر، الولايات المتحدة لا تهتم لقراءة التاريخ لأنها تظن نفسها صانعته في هذه المرحلة من تفردها وهيمنتها، فلم تكن أول من يخطئ في حساباته في تعامله مع روسيا، خطأ الولايات المتحدة جسيم و مزدوج لأنها لم تستفد من تجربة ألمانيا هتلر، وفرنسا نابليون، على أبواب موسكو تحطمت امبراطوريات متغطرسة تكبّرت وزهت بقوتها، فارتد السحر على الساحر ، فما مصير الساحر الأمريكي الواثق بقدراتها السوبر على ضبط العالم وفق مصالحه؟. وما قدرة اقتصاده واقتصاد حلفائه على إفقار روسيا واستنزافها ؟. وما قدرته على تحجيم الصين ومحاربة اقتصادها ؟. وما قدرته على فرض شروطه على إيران بخصوص ملفها النووي ؟.
هذا الكراس ، عنوانه الفرعي الثالث «محطتان هامتان ... إعلان القدس وقمة جدة»، بين مدينتين في زيارتي بايدن انهارت المسافة الزمانية و المكانية الفاصلة بين إعلان مشترك في اجتماع ثنائي وبيان ختامي في ختام قمة ، وبرز ترابط لغوي وسياسي، يدعوان للتساؤل: ما الفارق بين تشكيل ناتو عربي، وهيكل إقليمي قوي؟
كلاهما يهدفان لإيجاد شركاء إقليميين لإسرائيل في "الحرب المعممة " ضد ايران ، وفي حصار الشعب الفلسطيني، هيكل إقليمي في سياق الحديث عن مصير القدس، لم يبق إلا أن يسميه الإعلان "هيكل سليمان" ، طالما أحاسيس حكام الخليج قد تبلدت نحو مكانة القدس والأهمية الدينية لمقدساتها .
لا فاصل أيضاً بين «صفقة قرن» و«إعلان القدس» ، مصير القدس ليس قراراً ترامبياً شخصياً باعتراف الولايات المتحدة بالمدينة موحدة عاصمة لإسرائيل، ولا قراراً شخصياً من بايدن في إعلان القدس ، بل التزام أمريكي رسمي جاء في قانون صدر عن الكونغرس في عهد بيل كلينتون، ووقاحة ترامب وضعت القانون موضع التنفيذ لما حان وقته المناسب، كما هو الالتزام الذي جاء في إعلان القدس بخصوص أمن اسرائيل لا فرق بين رئيس من الحزب الديمقراطي ولا رئيس من الحزب الجمهوري، التزام الحزبين في «إعلان القدس» مقدس، ولا مقدس ولا قدس عند حكام الخليج ربما فقط التطبيع الذي صار دينهم ودنياهم، للألفاظ دلالة في كل لغات العالم، وفي إعلان القدس، لفظ مقدس، ولفظ هيكل لا يأتيان عبثاً.
إعلان القدس تأكيد لعلاقة استثنائية بين الولايات المتحدة وإسرائيل، لا أحد يشك في ذلك، ولا أحد يشك في دور إسرائيل كحارس للمصالح الإمبريالية الأميركية في منطقتنا العربية، تأكيد على تأكيد وفي جدة لا جديد، والجديد في إعلان القدس، التعاون في العلوم والتكنولوجيا على مستوى غير مسبوق، أما الالتزامات الأميركية الراسخة بأمن إسرائيل فباتت بائتة، ومن جديد يؤكدون المؤكد في تعزيز القدرات العسكرية الإسرائيلية الرادعة ضد أي تهديد لأمنها.
وبين مدينتين وهذه المرة من جدة تنقسم الاتفاقية بين المؤتمرين إلى جانبين : أمني وتنموي.
أربع اتفاقيات في الجانب الأمني: التعاون في الأمن السبراني، الأمن البحري، الدفاع الجوي، سحب جنود حفظ السلام من جزيرة تيران.
وأما في الجانب التنموي: وعود بتوفير شروط تسمح أن تكون السعودية مركزاً عالمياً لشتى الفعاليات.
في قمة طهران الثلاثية (إيران – تركيا – روسيا) التي حاولت تبهيت جولة بايدن في المنطقة، لم تحرز تقدماً في الوصول إلى اتفاق بين الأطراف الثلاثة حول الملف السوري.
بينما نجح اللقاء الثنائي بين إيران وروسيا في الوصول إلى شراكات هامة في مجال الغاز وحقول النفط، وفي المجال التجاري الاستيراد والتصدير، وفي المجال المالي حول العملات الوطنية، والنقل والترانزيت، وتكنولوجيا الفضاء ... اتفاق ايران و روسيا بداية اصطفاف قد يشمل الصين أيضاً بمواجهة السياسة الأميركية.
موقع القضية الفلسطينية من هذه التطورات، في مرجعية التعاطي الدولي والإقليمي مع القضية الفلسطينية، ما زال الملف الفلسطيني في دائرة النفوذ الأميركي، ففي إعلان القدس اقتصرت الرؤية الأميركية المتناغمة مع الرؤية الإسرائيلية على الجانب الإنساني في إطار السلام الاقتصادي، ودعم الاقتصاد الفلسطيني ووكالة الغوث، أما حل الدولتين فقد ذكر في البيان الختامي لقمة جدة، دون ذكر أي عملية سياسية ذات مغزى، ما يعني أن حل القضية الفلسطينية مؤجل، ولا مبادرات في الوضع الراهن، رغم كلمات الرئيس والملك وولي العهد التي ذكرت المبادرة العربية دون أن تؤثر على ما حدده الأميركان من تهميش للقضية الفلسطينية، الأمر الذي يضع الفلسطينيين ولا سيما سلطة رام الله أمام حقيقة فشل مسار التسوية، ويتطلب إنجاز الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني إنهاء الانقسام، وإنجاز الوحدة الوطنية، وتعبئة طاقات الشعب الفلسطيني، والإعداد لانتفاضة شاملة ■



#أسامة_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسامة خليفة - قراءة في كراس «مفترق التحولات الكبرى»