أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - الفرحة أصبحت مغربية ولا عزاء لأعداء الفرح














المزيد.....

الفرحة أصبحت مغربية ولا عزاء لأعداء الفرح


محمد إنفي

الحوار المتمدن-العدد: 7460 - 2022 / 12 / 12 - 01:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ أن تأهل المنتخب الوطني المغربي إلى دوري الثمن للمرة الثانية في تاريخه (بعد ستة وثلاثين سنة من الانتظار)، وبعض النفوس التي تضايقت من الفرح العارم الذي عم أرجاء الوطن، تحاول أن تفسد الفرحة التي غمرت قلوب المغاربة حيثما تواجدوا في أرجاء المعمور. لقد كانت الفرحة عارمة بكل معنى الكلمة. وقد تم التعبير عنها بتلقائية قل نظيرها، حيث سرت الفرحة في النفوس كتيار أحدث قشعريرة مغربية وطنية، اهتزت لها الأبدان والجوارح لدى أفراد الشعب المغربي حيثما كانوا، وكيفما كانوا، كبارا أو صغارا، إناثا أو ذكورا، فقراء أو أغنياء؛ كلهم يجمعهم فخر الانتماء وحب الوطن.
لقد كانت فرحة عادلة، ديمقراطية، تشاركية، تكاد أن تساوي بين الجميع، ولو للحظات التي يدوم فيها الفرح الذي عادة ما يكون عابرا، قبل أن يعود كل واحد إلى بيته أو إلى نفسه، حاملا في قلبه قدرا من الشعور الجميل بالنجاح، ليس النجاح الفردي، بل الجماعي؛ أي الوطني.
لكن بعض النفوس المهزوزة لا تستسيغ هذا النوع من الفرح العام، المشترك، المتبادل، الرافع من قيمة الوطن. لذلك، تجدهم يحاولون إفساد الفرحة بخلط السياقات والمقامات والمفاهيم والقيم. فمنهم من يلجأ إلى البديهيات والمسلمات، فيحاول إعطاءها تعريفا جديدا؛ وعلى سبيل المثال، فالوطن والوطنية والمواطنة، يُعطى لها تعريف من وجهة نظر ضيق، ضيْق قلب صاحبه من الفرحة العامة؛ ومنهم من يتحدث عن قيم تتناقض مع المقام، بينما المطلوب احترام المقامات والعمل بمقولة "لكل مقام مقال"؛ ومنهم من يقدم مفهوما ذاتيا أو شكليا للديمقراطية يسير في نفس الاتجاه؛ إي إفساد الفرحة، بينما الأمر يتعلق بإنجاز رياضي لفريق وطني يمثل كل المغاربة بمختلف مشاربهم وشرائحهم وأطيافهم.
لا أدري كيف هي الحالة النفسية لأعداء الفرح بعد أن تمكن الفريق الوطني من تجاوز إسبانيا في دوري الثمن، والبرتغال في دوري الربع ليصل إلى المربع الذهبي. لا شك أن حالتهم ستكون صعبة للغاية، بعد أن أصبح الفريق الوطني المغربي أمل إفريقيا والعالم العربي والعالم الإسلامي. وبمعنى آخر، فالفرحة المغربية قد أصبحت الآن عالمية، ولا عزاء لأعداء الفرح ومتصيدي العثرات للتشفي في الوطن.
وأود بالمناسبة، أن أشير إلى الفرح الفلسطيني الذي عم الضفة والقطاع. لقد أعطى الشعب الفلسطيني درسا بليغا لكل تجار القضية الفلسطينية، كيفما كانت جنسياتهم. فالفرحة الفلسطينية بالانتصار المغربي كانت عارمة وتلقائية؛ فيها الأخوة، وفيها المحبة، وفيها النبل الأخلاقي، وفيها العمق الإنساني... ولا عزاء لأعداء الفرح المغربي، وكذا لتجار القضية الفلسطينية، أينما كانوا.
لا بد أن أضع تمييزا بين صنفين من أعداء الفرح المغربي. فهناك قلة قليلة من الغاربة كان صوتهم نشازا؛ فبدل أن يفرحوا مع المواطنين راحوا يبحثون على مبررات للتنقيص من قيمة ذلك الفرح. لكنهم فشلوا في مسعاهم؛ فلم يسعفهم لا مبدأ حرية التعبير، ولا المتاجرة بحقوق الإنسان، ولا الركوب على مفهوم خاص للثقافة والمثقف، ولا على معارضة النظام؛ كل هذا لم يمكنهم من تحقيق ميولهم المرضي، ولم يخفف من معاناتهم النفسية.
أما إذا توجهنا صوب جارتنا الشرقية، فالمعاناة ستزداد قوة وحجما؛ ذلك أن النظام الجزائري وكل أبواقه وجميع المُبرْدَعين في هذا البلد، جعلتهم انتصارات المنتخب الوطني المغربي، في حالة نفسية صعبة؛ ويكفي ألا يستطيع الإعلام الرسمي كتابة أو نطق اسم المغرب، وهو يقدم أخبار المونديال. وما زال العاطي يعطي إن شاء الله. فشهية المنتخب للانتصارات قد انفتحت، وأصبحت محفزا كبيرا لأسود الأطلس؛ مما ينذر بمزيد من الإحباط والمعاناة لأعداء الفرح المغربي وانتصاراته.
خلاصة القول، أفراح المغاربة مستمرة، والحمد لله. والفرح شعور إنساني؛ ومن حُرم هذه النعمة، فقد حُرم لذة الحياة، وحرم الشعور بالسعادة حتى في حدها الأدنى؛ فالحقد والحسد والكراهية والبغضاء والعداء، كلها أحاسيس لا تسبب لأصحابها إلا التعاسة والمعاناة النفسية. فاللهم لا شماتة في مرضى النفوس.
مكناس في 11 دجنبر 2022



#محمد_إنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزائر ومونديال قطر
- الجزائر تفتقر لرجال دولة
- البَرْدَعَةُ كأسلوب للحكم في الجزائر
- الجزائر قوة ضاربة أم قوة مضروبة؟
- الجزائر: لا أمل في شفاء النظام وأبواقه من عقدة اسمها المغرب
- المُوَّاء الديمقراطي ممكن مع برلمانيين من طينة لحبيب بن الطا ...
- القمة العربية وورطة الجزائر
- الجزائر والشعور بالحرمان
- السقوط الأخلاقي للنظام الجزائري ونخبه وأبواقه
- رسالة مفتوحة إلى السيد الأمين العام للأمم المتحدة والسيد رئي ...
- ماذا يعني أن تتقاطع تقارير استخباراتية فرنسية مع توصيات دراس ...
- الجزائر تعود لديبلوماسية الشيكات وسياسة الابتزاز
- رسالة مفتوحة من مواطن مغربي إلى السيد قيس سعيد رئيس الجمهوري ...
- عقدة المغرب أحالت الإعلام الجزائري إلي مارستان للعاهات النفس ...
- رسائل بنكيران حول بلاغ وزارة الخارجية المغربية، موجه لمن؟
- الغباء عاهة تشل تفكير نخب النظام الجزائري (تتمة)
- الغباء عاهة تشل تفكير نخب النظام الجزائري
- ما حظ -الشيخ- عبد الإله بنكيران من الأخلاق الإسلامية؟؟
- مكناس من فرساي المغرب إلى باريس الصغرى فالقرية الكبرى
- إلى السيد عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقرا ...


المزيد.....




- غيتار بطول 8 أقدام في موقف للمركبات الآلية يلاقي شهرة.. لماذ ...
- ساعة ذهبية ارتداها أغنى راكب على متن -تيتانيك-.. تُباع في مز ...
- اغتيال -بلوغر- عراقية وسط بغداد.. ووزارة الداخلية تفتح تحقيق ...
- ثوران بركان إيبيكو في جزر الكوريل
- -إل نينو- و-لا نينا- تغيران الطقس في أنحاء العالم
- مكسيكي يقول إنه فاز بشراء أقراط بـ28 دولارا بدل 28 ألف دولار ...
- سيناتور روسي يقيم جدوى نشر أسلحة نووية أمريكية في بولندا
- هذا هو رد بوتين على المساعدات لأوكرانيا من وجهة نظر غربية (ص ...
- الولايات المتحدة تطور طائرة -يوم القيامة- الجديدة
- الجيش الروسي يستعرض غنائمه من المعدات العسكرية الغربية


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - الفرحة أصبحت مغربية ولا عزاء لأعداء الفرح