أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سجاد حسن عواد - (الصعود الأخير) قصة قصيرة














المزيد.....

(الصعود الأخير) قصة قصيرة


سجاد حسن عواد

الحوار المتمدن-العدد: 7452 - 2022 / 12 / 4 - 14:18
المحور: الادب والفن
    


(الصعود الأخير)

جاءنا خبرٌ الكلُ ينتظره، وهو العودةُ إلى البيت، لا يفصل بين العودةِ والعيدِ سوى يوم واحد، سباقُ الذهاب إلى المنازل، أهلٌ ينتظرون بشوق وحزن، الشوقُ للمبتعدين عنهم الملتحفين الصحارى بدلا من الأحضان، وحزنٌ على الأراضي المغتصبة التي باتت بيد العدو الغادر. فكل أهل يحزنون إن عاد أبناؤهم تاركين العدو يسرح ويمرح في وطنهم.

وصل إلى أهله صباحا، كل من في البيت نائمٌ إلا ذاك الرجل الكبير الذي تعود الاستيقاظ مبكرا لإنهاء أعمال المنزل من ترتيبٍ للأشياء، وتجميعٍ للمياه ولأمور أخرى تخصُ أهله.

استقبلهُ بحفاوةِ عاشقٍ، ولهفةِ فاقدٍ، ضمه إلى صدرِه شاكيا من أمه التي كبرتْ وما عادتْ تساعدهُ في البيت.
بدأ يخففُ عن أبيه، متناسيا غبار المعاركِ وخطورة أراضيها.
أيقظ الجدُ حفيدته الوحيدة، ركضتْ نحو أبيها، فاقدةً خاصية الانزعاج بعد الاستيقاظ من النوم.

-أهلا بعودتك، متى تأخذني إلى مدينةِ الألعابِ ثانية؟ وهذه المرة لن تأخذ جهازك معك.
-تمام، لكِ ما تريدين.

كان يومًا عائليًا بإمتياز، انتهى فراقُ الأحبةِ بلقاء، شمسٌ ظهرتْ بعد عدة ليالٍ شتوية.
سمعَ من كل فردٍ همومه، الزوجةُ وهموم المنزل، الأمُ وملاحظاتها حول كل صغيرةٍ وكبيرة، الأبُ الكبير وامتعاضه من كل شيء.
البنتُ المدللةِ والطلبات الكثيرة.

-(عليك تعبئة هذه البطاقات، ولكلِ لعبةٍ سعرها الخاص).

سمعَ كلامَ رجلِ مدينةِ الألعاب وقال في نفسه: (ألا يكفي أننا نعبيء الأرض من دمائنا وجسومنا!؟).

-الآن كم ستدفع للتعبئة؟
-أخرج نقوده وتبسمَ ضاحكا بوجهِ صغيرته قائلا: (هذه عشرة كاملة).

أخذها إلى لعبتها المفضلة، وكأي صغيرةٍ تهوى التغيير والمغامرة، طلبت منه أن يصعدا في أعلى لعبة موجودة (لعبة ديلاب الهواء).

-ستصعدينه. (قالها بكل رجولة، فهو البطل الخيالي لابنته).
-أريد صعوده معك، لأني أخاف المرتفعات. ولأنك لم تدعني أصعد المرة الفائتة بحجة خطورته.

سكت برهة يفكر في إيجادِ مخرجا مما هو فيه لا يريد كسرَ الخاطر، ولا يستطيع تدبير بطاقة بنقوده!
مشى بإتجاه اللعبة الكبيرة ببطء، عسى أن تقتنع فتاته وتصعد اللعبة لتستمتع وحدها ويستمتعُ لفرحها.
وقف عند بدايةِ الصعود. نظرَ إلى أعلى نقطة في الديلاب.

نادته متشوقة:
-هيا يا أبي، لا تخفْ، فأنا لن أخاف معك.

جاءه الإنقاذُ بشكل اتصال على الهاتفِ المحمول!

-نريدك أن تلتحق حالا، أصدقائك وقعوا في الحصار. جهّز نفسك خلال نصفِ ساعة، علينا مفاجأة العدو وكسر الحصار عن أخوتنا.
صاحَ بصوتٍ عالٍ بعد أن أغلق جهازه.
-هيا، يتوجب علينا الذهاب إلى البيتِ بسرعة.
-أبي، لكني لم أصعد بعد!!

نجحوا في كسرِ الحصار وإلحاق الهزيمة بالعدو.
كانتْ خسائرهم قليلة، وخسائرُ العدو كبيرة، فنجمُ الأرهابِ أفلٌ وإن ظهر.
عادَ كلُ شيء إلا الشهداء، ووالد الفتاة، رجعَ سالما لكنه خسر قدميه.
نظرتْ إلى أبيها بحزنٍ كبيرٍ، الدموعُ تصدعُ الأرضَ من فرطِ قوتها.
جمعتْ كلَ قواها تعاتبُ القدرَ قائلةً: "ليتهُ صعدَ معي".



#سجاد_حسن_عواد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشهد علق بالذاكرة _ سجاد حسن عواد
- البديع في قصيدة الشاعر المصري السيد زكريا ( عيناك أم وجع الق ...
- الإملاء في قصيدة الشاعر الدكتور عارف الساعدي _ سجاد حسن عواد
- فوق الزهور يموت الجبل
- الخلّف مات والألف ما مات


المزيد.....




- حين استمعت إلى همهمات الصخور
- تكريم انتشال التميمي بمنحه جائزة - لاهاي- للسينما
- سعد الدين شاهين شاعرا للأطفال
- -جوايا اكتشاف-.. إطلاق أغنية فيلم -ضي- بصوت -الكينج- محمد من ...
- رشيد بنزين والوجه الإنساني للضحايا: القراءة فعل مقاومة والمُ ...
- فيلم -ساحر الكرملين-...الممثل البريطاني جود لو لم يخشَ -عواق ...
- معبر رفح بين الرواية المصرية الرسمية والاتهامات الحقوقية: قر ...
- رواية -رجل تتعقّبه الغربان- ليوسف المحيميد: جدليّة الفرد وال ...
- وحش الطفولة الذي تحوّل إلى فيلم العمر.. ديل تورو يُطلق -فران ...
- جود لو يجسّد شخصية بوتين.. عرض فيلم -ساحر الكرملين- في فينيس ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سجاد حسن عواد - (الصعود الأخير) قصة قصيرة