أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - علي ابوحبله - عندما تتعانق الشعوبية مع الغوغائية في الخطاب السياسي لليمين الصهيوني














المزيد.....

عندما تتعانق الشعوبية مع الغوغائية في الخطاب السياسي لليمين الصهيوني


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 7432 - 2022 / 11 / 14 - 14:02
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


علي ابو حبلة
الخطاب الشعبوي، خطاب لا عقلاني، تعبوي، دعائي، محرض على الكراهية، هدفه إثارة مشاعر الجماهير وشحنها بعدائية الآخر الحضاري أو الديني أو المذهبي أو القومي، الزعيم الشعبوي لا يقود، بل يقاد من قبل الجماهير التي يظن قيادتها، يركب الموجة الجماهيرية ويتملقها صواباً أو خطأً، ولو على حساب مصالحها الحقيقية، الهدف الأسمى للقائد الشعبوي، الوصول إلى السلطة، ولو داس كل القيم والأعراف، يتبنى الشعبوي خطاباً معادياً للبناء السياسي والاجتماعي القائم وللنخب السياسية والثقافية، ويؤمن بالفكر التآمري، ويغذي به الجماهير.
وظهرت الشعوبية في ثلاثينيات القرن الماضي، وأنتجت الفاشية والنازية في أوروبا، والحكام الديكتاتوريين في أميركا الجنوبية، وامتدت إلى العالم العربي لتنتج زعماء شعبويين متسلطين، تبنوا سياسات شعوبية، جلبت كوارث على بلدانها، ولازالت تعاني منها.
لكن أوروبا وعت الدرس، ومنذ نهاية الحرب الثانية استطاعت الأحزاب الليبرالية، المزاوجة بين الديمقراطية والاشتراكية، ونجحت في تحجيم التيار الشعوبي والغوغائي وتهميشه على امتداد 7 عقود، لتعود الشعوبية وتنتعش من جديد، وتمتد موجاتها لتكتسح أوروبا والولايات المتحدة واسرائيل
المتّفق عليه، أنّ الخطاب هو من أهَمّ السمات المميّزة لأيّ رجل سياسي أو زعيم حزب، وهناك من الدارسين من يرون أنّ الرهان الأكبر للخطاب السياسي لا يكمنُ في محتوى هذا الخطاب أو في الرسالة الأيديولوجية الفكرية التي يحملها أو التأثير الذي ينشده، بقدر ما يكمن في هويّة الخطيب وشخصيته والتي تعمل على قدر كبير على خلق طبيعة الصلة بين هذا الخطيب والمتلقي لرسالته السياسية وتحقيق الغرض منها، خاصة وأنّ التاريخ أثبت أنّه ما من قائد سياسي استطاع من بلوغ مُراده دون الاستعانة بمخاطبة الجماهير كطريقة فعّالة لتبليغ أفكاره.
يأتي صعود "اليمين الجديد" العالمي متما هيا مع الصعود المستمر في إسرائيل باتجاه اليمين وأقصى اليمين الاستيطاني وتطبيع التطرف وتحول الشعوبية إلى ميزة أساسية في الحقل السياسي. انعكس هذا التماهي في تحول الليكود نحو اليمين الشعوبي وصعود قوة الصهيونية الدينية الاستيطانية وتفريخها لتيار الحردلية الذي يدمج بين التزمت الحريدي الديني والقومي الاستيطاني، وعودة الكهانة من خلال حزب "عوتسما يهوديت" بزعامة إيتمار بن غفير إلى صلب الحقل السياسي بعد أن كان تم إقصاؤها إلى خارج حدود القانون إثر مجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل، وتحول بن غفير إلى ضيف دائم في استوديوهات القنوات الإخبارية المركزية. وتوازى هذا الصعود مع ظهور عشرات الجمعيات اليمينية والاستيطانية الجديدة التي تعمل على وضع السياسات ومتابعة تطبيقها وصياغة مشاريع القوانين التي ترسخ الفوقية اليهودية وتقوم بمراقبة النخب الأكاديمية والثقافية ونشر التقارير عنها وملاحقتها في الحيز العام، وتصيد جمعيات حقوق الإنسان ونش طائها ومحاصرتها والتحريض عليها ونزع شرعيتها عبر اتهامها بالخيانة ومساعدة العدو، وانتشار التوراتية في قلب المدن الساحلية بهدف تهويدها، وتوازى هذا التماهي بأفول مثابر في قوة الصهيونية الليبرالية وتفكك هيمنتها التي وضعت أسسها تيارات الصهيونية الاشتراكية الأشكنازية بقيادة مباي وصاغتها تحت مفهوم الدولانية والأمن.
ويشكل اندماج بن غفير سليل الكهانية مثالا نموذجيا لعملية تطبيع الفاشية والتطرف والتحولات في إسرائيل، إذ إن بن غفير الذي يعلق صورة منفذ مذبحة الحرم الإبراهيمي باروخ غولدشتاين في بيته اشتهر بالفترة التي سبقت اغتيال إسحاق رابين بصورته هو يلوح بإشارة سيارة الفولفو الخاصة برابين وصراخه عبر الشاشات: كما وصلنا لسيارته سنصل إليه، وكان يمثل بشخصه وخطابه وانفلاته "الأعشاب الضارة" للدولة والمجتمع المنظم.
هناك من توقع أن موجة الشعوبية العالمية وصعود التطرف في طريقها للانحسار خاصة بعد انتهاء عهد ترامب، لكن في ظل استمرار أقصى اليمين في تسجيل نجاحات في السويد وفرنسا وإيطاليا، وفي ظل ترسخ قوة الزعماء الشعوبيين في الهند والبرازيل وبولندا وهنغاريا وغيرها من الدول. يختلف المشهد في إسرائيل لعدة أسباب أهمها طبيعة المشروع الاستيطاني والصراع الديني في ظل الصراع على حسم مستقبل المشروع الذي ما زال مفتوحاً على مصراعيه.



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احتجاجاً على ترخيص كسارات. في وادي التين . استقالة 7 مجالس م ...
- العدل الحقيقي لا يؤمن إلا بالمساواة بين القوي والضعيف
- محافظة طولكرم وجلد الذات
- أهمية التوجه لمحكمة العدل الدولية لصياغة رأي قانوني بشأن الأ ...
- جريمة اغتيال الشهيد الرمز ياسر عرفات ...... القاتل ما زال مج ...
- ترتيب البيت الفلسطيني وفق خطه وطنيه تقود لاستنهاض الجهود لتح ...
- على إسرائيل أن تأخذ التحذيرات الاردنيه بعين الاهتمام
- قرار محكمة لاهاي يبدد ادعاءات سلطات الاحتلال بشان الأراضي ال ...
- المنتصر الحقيقي اليمين المتطرف وتجسيد الكراهية والعنصرية الب ...
- ترقب وانتظار حول خيارات نتنياهو لتشكيل حكومته القادمة
- اليمين الصهيوني المتطرف لا يرهب الفلسطينيين
- سباق التطرف في إسرائيل يتطلب خطة استراتجيه برؤيا وطنيه
- سلطات الاحتلال ترفع الحصار عن نابلس في خطوة تسبق زيارة رئيس ...
- الرئيس عباس في خطابه في قمة الجزائر مطلوب تفعيل قرارات القمم ...
- قرائه في الانتخابات الإسرائيلية.. نسبة مشاركة عالية وسط استق ...
- مطلوب من القمة العربية في الجزائر..
- 105أعوام على -وعد بلفور- المشؤوم.. من لا يملك لمن لا يستحق
- ارتفاع نسبة التصويت بالمجتمع العربي... تقلل فرص نتنياهو واست ...
- الاستيطان والمستوطنون وجنود الاحتلال خطر ..... يهدد الأمن وا ...
- اتفاية ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل تحمل أبعاد ودلالات عد ...


المزيد.....




- مقتل امرأة وإصابة آخرين جراء قصف إسرائيلي لمنزل في رفح جنوب ...
- “لولو بتدور على جزمتها”… تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر ناي ...
- “القط هياكل الفار!!”… تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 لمشاهد ...
- السعودية.. امرأة تظهر بفيديو -ذي مضامين جنسية- والأمن العام ...
- شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - علي ابوحبله - عندما تتعانق الشعوبية مع الغوغائية في الخطاب السياسي لليمين الصهيوني