أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - وسام فتحي زغبر - ما هكذا تُقاد غزة؟














المزيد.....

ما هكذا تُقاد غزة؟


وسام فتحي زغبر

الحوار المتمدن-العدد: 7426 - 2022 / 11 / 8 - 20:33
المحور: القضية الفلسطينية
    


وسام زغبر
عضو اللجنة المركزية
للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين

غزةُ تُضمدُ جراحها وتودع ابناءها الذين يرحلون في صراع الانقسام المُر دون نحيب أو صراخ، وتدفع ثمن تضحياتها، فيما لا يكف طرفي الانقسام عن التورع في القتل والاعتقال السياسي ومصادرة الحريات وتسميم الأجواء الداخلية وصناعة القهر والوجع حفاظًا على سلطة لا تحمل من السلطة إلا اسمها.

غزةُ يا سادة لا تحتضن ابناءها وأوجاعهم ولا تقدر على حمايتهم من الفقر والجوع والألم، بل تدفع بهم نحو مصير مجهول بحثاً عن حياة ومستقبل باهر، تدفع بابنائها نحو الألم لعله يكون أملهم وإن تعددت الوسائل، يعبرون البحار في مراكب متهالكة عفا عنها الزمن عبر سماسرة لا يعرفون للرحمة مكان، سماسرة الموت يحملون ابناء غزة نحو الضياع ثلة منهم من ينجو لبر الأمان.

في غزةَ يصطف مئات الآلاف من الخريجين والعمال في طوابير الانتظار والبحث عن مستقبل زاهر، حيث أن ثلثي الشباب في غزة يعتمدون على ذويهم، و(20%) من الشباب غير قادرين على السفر للخارج للبحث عن فرص عمل، فيما نحو (42%) من الشباب انعدم لديهم الأمل في الحصول على فرصة عمل.

غزةُ تُضيّع ابناءها في صراع الانقسام الذي لا جمل فيه ولا ناقة، غزةُ التي تنتصر بتضحيات ابنائها في معارك التاريخ على الأعداء تُهزم في المعارك الداخلية. غزةُ لا تريد أن تكون تجارةً خاسرة للسماسرة بل كنزاً معنوياً وأخلاقياً لا يقدر لكل العرب. قد ينتصر الأعداء على غزة كونها تخوض معركة الانقسام الداخلي، وقد يكسرون عظامها ويزرعون القنابل في أحشاء أطفالها ونسائها ويرمونها في البحر أو الرمل أو الدم، ولكنها لن تسكت وستواصل الانفجار لأن أسلوبها هو إعلان جدارتها بالحياة.

غزةُ لا تدري من يقودها وإلى أين تُقاد، ولا تعرف ماذا سيجري غداً، وكيف ستحل مستقبل ابنائها الذين يغوصون في مستنقع الفقر والبطالة والجوع والقهر بسبب الاحتلال الصهيوني والانقسام الداخلي والسياسات الحكومية الخاطئة، غزةُ تصل نسب الفقر فيها أكثر من (53٪) والبطالة لـ(47%) وفي صفوف الشباب تتجاوز الثلثين، وانعدام الأمن الغذائي نحو (70%)، و(80%) من سكانها يعتمدون على المساعدات الإنسانية المختلفة التي لا تغطي أكثر من (30%) من فجوة الفقر وربما أقل من ذلك بكثير.

غزةُ بمساحتها الصغيرة البالغة (365 كم²) ويقطن على أرضها أكثر من 2 مليون إنسان لا تشبهها أي من مدن العالم في النسب الأعلى في الكثافة السكانية، والفقر والجوع والقهر والوجع عالمياً. رغم ذلك غزة لا تعرف الدمع والحزن وهي أكثر من قدمت من ابنائها شهداء وضحايا سواءً على يد الإرهاب والفاشية الصهيونية المنظمة، أو في صراع الانقسام المُر وتداعياته.

في غزةَ تتعدد أشكال البؤس والوجع، وتتسابق حكومة السلطة الفلسطينية وسلطة الأمر الواقع على فرض ضرائب وإتاوات وأذونات بمسمياتها المتعددة، ولا تُعيّرا اهتماماً لواقع الفقر والجوع والألم، في غزةَ تتلوث مياه الشرب وتتلون مياه البحر بمياه الصرف الصحي، وتغرق بمياه الأمطار، ويعم في غزةَ سواد انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، وفي غزةَ تُصادر الحريات بأشكالها المختلفة.

ورغم ذلك، فغزةَ هي الأشدُ قدرة على تعكير مزاج العدو وراحته، فهي كابوسه لأن أطفالها بلا طفولة وشيوخها بلا شيخوخة.... كما وصفها شاعر فلسطين محمود درويش.

التاريخ يشهد أن شعب فلسطين يدفع لوحده ثمن الحصار والانقسام ومعارك الأعداء والخصوم، ثمن الفقر والبطالة وغياب الأمل، وهو الذي رأى في «إعلان الجزائر» مُخلّصًا له من الأوجاع والآلام والقهر والجوع، لا يرى ما تراه العين من شواهد في الميدان نحو مصالحة الأخ مع أخيه، والابن مع أبيه.

شعب فلسطين يشاهد ويعيش صراع وخوض الخصوم السياسيين على المنابر المختلفة معارك شتى. فكلنا مهزومون في معارك الانقسام الخاسرة، فيما المنتصر الأوحد هو الاحتلال الصهيوني الذي صنع الانقسام والضياع والتيه السياسي الفلسطيني باعتراف قادته.

شعب فلسطين ينتظر وضع آليات عملية لترجمة «إعلان الجزائر» الذي وُقع في تشرين أول (أكتوبر) الماضي، ولا يريد اتفاقاً جديداً فلديه ما يكفيه من الاتفاقات وجولات الحوار في عديد العواصم العربية والإقليمية والدولية والنتيجة صفر مكعب.

فلسطين تستحق بناء نظام سياسي مبنيّ على الشراكة والتعددية لا على الفئوية والثنائية المقيتة، عبر انتخابات ديمقراطية لمؤسسات السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية وفق قانون التمثيل النسبي الكامل، وفق قواعد وقوانين حركات التحرر، وتشكيل قيادة وطنية موحدة للمقاومة لتؤطر وتقود نضالات شعبنا لتجني ثمار التضحيات العظيمة.

فلسطين ستبقى عصيّة على الكسر وستصمد في وجه المؤامرات التي تُحاك ضدها، وغزة والقدس ستخرجان أقوى من جراحهما ومأساتهما مهما حاول البعض العبث فيهما وإفراغ القضية الفلسطينية من مضمونها وتصويرها أنها قضية إنسانية، لأنه لا دولة فلسطينية دون غزة والقدس ولا دولة في غزة. ■



#وسام_فتحي_زغبر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القدس في مواجهة «أسرلة المناهج» و«تهويد المدارس»
- هذا حال الصحفي الفلسطيني في اليوم العالمي للتضامن معه!
- السجن يسلب طفولة الأسير الفتى أحمد مناصرة
- سلاماً للكاتب والناقد العنيد عبد الله أبو شرخ
- أربعون عاماً على مجزرة «صبرا وشاتيلا»، والجرح ما زال نازفاً
- نحو خطة وطنية لمواجهة أزمة الأمن الغذائي وغلاء الأسعار
- في الذكرى الستين لاستقلالها.. الجزائر ستبقى أيقونة الثورة ال ...
- بين مسقط وباكو.. الدبلوماسية الفلسطينية تنتصر
- شتان بين حُزيران الشهداء والانتصارات، وحُزيران الهزيمة والان ...
- 4 أيام فلسطينية في كونغرس الاتحاد الدولي للصحفيين في عُمان
- .. ورحلت أيقونة الصحافة شيرين أبو عاقلة
- في اليوم العالمي لحرية الصحافة، على الصحفيين قرع جدران الخزا ...
- يا عمال فلسطين اتحدوا وثوروا، فلن تخسروا سوى الأغلال
- عاش العيد ال(53) لانطلاقة الجبهة الديمقراطية
- لا عزاء لمقاطعي «المركزي» وحذار من بديل «منظمة التحرير»
- عنف المستوطنين والاحتلال وسبل مواجهتهما
- نحو سياسات اقتصادية لمواجهة جنون الأسعار
- اتفاق الإطار.. حيادية «الأونروا» شرط لاستدامة تمويلها
- هذا حال فقراء غزة في اليوم العالمي للقضاء على الفقر
- هذا حال فقراء غزة في اليوم العالمي للقضاء على الفقر


المزيد.....




- نور عمرو دياب تثير الجدل في فيديو متداول حول علاقتها بوالدها ...
- إيران تحذر مواطنيها من استخدام واتساب وتيليغرام لتفادي الاغت ...
- غالانت يكشف لـCNN الشروط الـ4 التي تحققت لشن هجوم على إيران ...
- قطر تعلن تواصلها يوميا مع أمريكا لإنهاء الصراع الإسرائيلي- ا ...
- مراسلة CNN لترامب: هل ستدمر قنبلة أمريكية برنامج إيران النوو ...
- هل تلبّي أمريكا رغبة نتنياهو وتدمّر منشأة فوردو وأي نوع من ا ...
- التصعيد الإيراني الإسرائيلي - ترامب يدعو إلى -استسلام غير مش ...
- متى تستدعي إيران حلفاءها بوجه إسرائيل؟
- جدارية ضخمة في طهران تكريما للمذيعة الإيرانية بعد القصف الإس ...
- الخارجية الروسية: إجراءات إسرائيل ضد إيران غير قانونية وتنذر ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - وسام فتحي زغبر - ما هكذا تُقاد غزة؟