حكمة اقبال
الحوار المتمدن-العدد: 7421 - 2022 / 11 / 3 - 21:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كعادتهم، تفاعل المواطنون الدنماركيون وشاركوا في انتخابات البرلمان يوم الثلاثاء الأول من تشرين الثاني وبلغ عدد المصوتين 3 مليون 533 الف و385 مواطن يشكلون 84,1% من عدد الذين يحق لهم التصويت.
وحملت نتائج الإنتخابات مكافأة الناخبين لرئيسة الوزراء ميته فريذركسن وحزبها الاشتراكي الديمقراطي، حيث حصلت هي على 60 الف و837 صوت، وهو اعلى رقم يسجله عضو برلمان خلال 17 عاماً الماضية، وفي الإنتخابات الماضية عام 2019 حصلت على أكثر من 43 الف صوت. جاءت هذه المكافأة نتيجة ادارة حكومتها الناجحة لأزمة وباء كورونا حيث تعتبر الدنمارك من الدول الأوائل في اقل الخسائر البشرية وتعويض المتضررين من سياسة الإغلاق الضرورية حينذاك، وعلى الرغم من مشكلة اعدام حيوان المنك بدون غطاء قانوني، وهو أمر حققت لجنة خاصة لمدة عام ونصف ووجهت نقداً لرئيسة الوزراء، واستخدمت الأحزاب اليمنية المعارضة هذا الموضوع ضدها في الحملة الانتخابية، ومن الواضح انهم لم ينجحوا في ذلك. اضافة الى ذلك انخفضت نسبة البطالة اثناء فترة حكومتها لتصبح الأقل خلال 15 عاماً، وارتفع الدخل الوطني وأصبح الأعلى خلال الفترة نفسها، وتفهّم الناخبون ان ارتفاع اسعار الوقود والطاقة والمواد الغذائية ليس بسبب اداء الحكومة بل بسبب العزو الروسي للأوكرانيا.
وقد حصل الحزب الاشتراكي على 50 مقعد نيابي وهو اعلى رقم خلال العشرين سنة الماضية.
من جهة اخرى عاقب الناخبون الدنماركيون حزب الراديكال فنسترا (وسط، مؤيد للحكومة) بخسارته 9 مقاعد من أصل 16 مقعد، وخلفية ذلك انه الحزب الذي فرض إجراء هذه الإنتخابات مبكرة عن موعدها بتهديده سحب الثقة من الحكومة، ومطالباً بتشكيل حكومة من أحزاب عدة وليست من الحزب الاشتراكي الديمقراطي فقط، ولكن رئيسة حزب الراديكال صرحت في بداية الحملة الإنتخابية إنها تؤيد رئيسة الوزراء في الحكومة القادمة، وهذا ماخلق تساؤلات عند الناخبين عن الموقفين المتناقضين واعتبروا رغبتها في الحصول على منصب وزاري وراء التهديد، خاصة وان الظروف الأمنية والدفاعية غير مناسبة بعد التفجير في امدادات الغاز الروسي في المياه الدولية القريبة من مياه الدنمارك، ونتيجة خسارة الحزب هذه اعلنت رئيسته انسحابها من موقع رئاسة الحزب.
وفي جانب أحزاب اليمين جرت إعادة توزيع أصوات الناخبين، فبعد خسارة حزبيّ الفنسترا والمحافظين، وكلا رئيسي الحزبين كانا قد اعلنا انهما مرشحان لمنصب رئيس الوزراء، وخسارة حزب الشعب الدنماركي (أقصى اليمين)، انتقلت أصوات ناخبيهم الى الحزبين الجديدين اللذان تشكلا خلال الأشهر الماضية، حزب المعتدلين (وسط) حصل على 16 مقعد ويقوده رئيس حزب الفنسترا ورئيس الوزراء السابق، وحزب الديمقراطين الدنماركيين (يميني) حصل على 14 مقعد وأسسته وزيرة الاندماج السابقة التي حكم عليها بالسجن شهرين لمخالفتها نظام عمل الوزير، وكانت في انتخابات 2019 حصلت على اكثر من 28 الف وحصلت الآن على اكثر من 47 الف صوت.
أفرزت النتائج عن حصول أحزاب اليسار على 90 مقعد وهي الأغلبية المطلوبة لتشكيل الحكومة، لكن رئيسة الوزراء وكما أعلنت مراراً أثناء الحملة الإنتخابية ان حزبها يسعى لتشكيل حكومة عابرة للتكتلات، يشارك فيها احزاب من اليسار واليمين والوسط تتفق على برنامج حكومي لمواجهة تحديات المستقبل، وهذا يحدث للمرة الأولى، لذا اختارت طريق استقالة الحكومة وأبلغت الملكة بذلك، وترتب على هذا أن دعت الملكة كافة قادة الأحزاب، بشكل منفرد، لتسألهم من يرشحون لإدارة النفاوض على تشكيل الحكومة، ويعني ذلك تشكيل الوزارة الجديدة، واظهرت النتيجة ان رئيسة الوزراء الحالية هي من تم اختيارها لمشاورات تشكيل الحكومة، ومن يوم الجمعة 4 تشرين الثاني ستبدأ هذه المشاورات، ويتوقع ان تأخذ عدة اسابيع أطول من المعتاد بسبب اختلافات توجهات الأحزاب.
- تم انتخاب 79 امرأة في البرلمان الجديد يشكلون نسبة 44,13%، وهي اعلى نسبة في تاريخ البرلمان. ونرى في مجموعة حزب الراديكال فنسترا هناك خمسة نساء من مجموع سبعة مندوبين، وفي مجموعة حزب البديل هناك اربعة مساء من مجموع خمسة مندوبين.
- حصلت (فيا هيذكغوب) ابنة وزير العدل السابق على مقعد برلماني عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي وتكون الجيل السادس لهذه العائلة لهم حضور دائم في البرلمان.
- أصغر النواب الجدد هي (هيلينا اندرسن) 21 سنة من حزب الاتحاد الليبرالي (يميني).
- بلغ عدد المرشحين 1014 مرشح من بينهم 389 امرأة، وتم انتخاب 175 نائب.
- تراجعت اصوات الناخبين لوزيرة التربية من حوالي 13 الف في الانتخابات السابقة الى حوالي 6 آلاف صوت.
- أخفق وزير الخارجية في الحصول على مقعد انتخابي، وهو لم يكن عضو في البرلمان السابق، بل كان عضوا في البرلمان الأوربي واستدعي لمنصب وزير الخارجية.
- وضع 47 ألف ناخب ورقة بيضاء في صناديق الإقتراع.
- فشل حزبيّ الأحرار الخضر والديمقراطي المسيحي في دخول البرلمان لعدم تجاوز أصواتهما العتبة الإنتخابية وهي 2%.
أدناه قائمة لعدد المقاعد النيابية التي حصل عليها كل حزب:
1- الحزب الاشتراكي الديمقراطي (يساري)، 50 مقعد، زيادة 2 مقعد، 27,6%
2- حزب الفنسترا (يميني)، 23 مقعد بنقص 20 مقعد، 13,3%
3- حزب المعتدلين (وسط)، 16 مقعد، 9,3%، حزب جديد اسسه رئيس الوزراء السابق.
4- حزب الشعب الاشتراكي (يساري)، 15 مقعد، زيادة مقعد واحد، 8,3%
5- الديمقراطيين الدنماركيين (يميني)، 14 مقعد، 8,1%، حزب جديد اسسته وزيرة الاندماج في الحكومة السابقة والتي حكم عليها سجن لمدة شهرين بسبب مخالفتها لقانون عمل الوزير.
6- التحالف الليبرالي (يميني)، 14 مقعد، زيادة 10 مقاعد، 7,9%
7- حزب المحافظين (يميني)، 10 مقاعد، ناقص مقعدين، 5,5%
8- القائمة الموحدة (اقصى اليسار)، 9 مقاعد، ناقص 4 مقاعد، 5,2%
9- الراديكال فنسترا (وسط) 7 مقاعد، ناقص 9 مقاعد، 3,8%
10- البرجوازية الجديدة (اقصى اليمين) 6 مقاعد، زيادة 2 مقعد، 3,7%
11- البديل (يسار الوسط) 6 مقاعد، زيادة مقعد واحد، 3,3%
12- حزب الشعب الدنمارك (اقصى اليمين)، 5 مقاعد، ناقص 11 مقعد، 2,6%
13- حزب الأحرار الخضر (وسط)، 0 مقعد، 0,9% تشكل بعد الانتخابات السابقة وكان له مقعدين، تم الترويج له من قبل جمعيات اسلامية.
14- الحزب الديمقراطي المسيحي (وسط)، 0 مقعد، 0,9%
يسمي الدنماركيون يوم الإنتخابات البرلمانية بعيد الديمقراطية، ويتفاعلون كثيراً مع الحملات الإنتخابية ويشاركون فيها، ويتناقشون مع المرشحين في الشوارع وأثناء الإجتماعات وغيرها. لذلك تستحق تجربة الديمقراطية الدنماركية لدراستها والتعلم منها، ونأمل ذلك.
يمكنني ان أفخر بالقول اني تعلمت الديمقراطية هنا في الدنمارك، ومارستها وساهمت في مفاصل مختلفة منها.
#حكمة_اقبال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
