أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - حزب العمال التونسي - الجبهة الوطنية ضرورة ملحة في مواجهة الهجمة الامبريالية والصهيونية















المزيد.....

الجبهة الوطنية ضرورة ملحة في مواجهة الهجمة الامبريالية والصهيونية


حزب العمال التونسي

الحوار المتمدن-العدد: 1693 - 2006 / 10 / 4 - 09:32
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


ما أوكد حاجة الشعوب والأمم والبلدان المتعرضة للإبادة والتصفية الامبريالية العولمية الراهنة إلى سياسة الجبهة، وكم هي في اشد الضرورة إلى قيام جبهة عالمية مناهضة للهيمنة والعدوان ومقاومة للمشاريع والخطط الرامية إلى إخضاعها وابتلاعها والقضاء على استقلالها وهويتها الوطنية والحضارية. جبهة عابرة للقارات والجنسيات والأجناس والمعتقدات، موحدة على السياسي الذي هو الأساسي عندما يكون سيف الإذلال والقهر والاحتلال مسلطا. إن الأساسي اليوم، وبالنسبة إلى عديد البلدان، هو مواجهة الخطر الأجنبي المتجسد في الأمركة القسرية المتذرعة بمكافحة الإرهاب وبمقتضيات العولمة، وقد تفاقم أمرها منذ أحداث 11 سبتمبر، ومرت من التهديد والتحرّش والإلحاق الاقتصادي والسياسي إلى انتهاك السيادة الترابية والتدخل المباشر وبسط الوصاية وفرض الاحتلال وخلع النظم القائمة وتنصيب الطغم العميلة المحمولة جوا وفوق ظهور الدبابات، كما حصل في أفغانستان والعراق وقد يحصل في سوريا وإيران والسودان ولبنان وفنزويلا وكوبا وكوريا وغيرها إذا لم تنتصر المقاومة، وكما حصل ويحصل في بؤرة الصراع فلسطين المحتلة، وقد اصطدمت فيها إرادة الاستعمار الاستيطاني الصهيوني، وهو طحلب من طحالب الامبريالية، بإرادة المقاومة الوطنية وما تزال المواجهة جارية منذ عشرات السنين بين كر وفر، والجبهة الوطنية الموحدة مطلبا بعيد المنال.

ولسياسة الجبهة التي يحتمها حجم التحدي تراث زاخر يحتاج استحضار وإعادة اعتبار حتى تقع الاستفادة منه، تراث الجبهات الشعبية، والعمالية، والنقابية، عشية الحرب العالمية الثانية وقد بانت نجاعتها في التعبئة ضد الاحتلال النازي وضد هجمة رأس المال والفاشية وضد خطر الحرب، وكذلك تراث جبهات التحرر الوطني ومكافحة الاستعمار (الجزائر، الفيتنام...) ومن لا يذكر الجهد العظيم الذي بذله قادة الحركة الشيوعية العالمية في إطار الأممية الشيوعية الثالثة والدور الأساسي الذي كان لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية بقيادة ستالين. ومن لا يذكر ديمتروف منظر سياسة الجبهة المناهضة لهجمة رأس المال والفاشية ولخطر الحرب وداعية الوحدة العمالية والنقابية والشعبية على قاعدة المطالب الدنيا الاجتماعية والسياسية وذلك أثناء توليه قيادة الأممية الثالثة خلال العقد الرابع من القرن الماضي.

إن العودة إلى ذلك التراث وإلى تلك الخبرة التي راكمتها الحركة الثورية والتحررية يغدو اليوم ضرورة ملحة وجزء حيويا من الاستجابة لمتطلبات المواجهة. والمواجهة باتت واقعا ملموسا لأن الهيمنية الامبريالية، في ظل انفراد أمريكا بالعالم، لم تعد مجرد مقولة ضبابية أو من قبيل الإنشاء السياسي التقليدي بل صارت تحديا فعليا على الشعوب والأمم والبلدان الضحية أن تتصدى له وترفعه بقوة المقاومة وإلا ديست وفقدت استقلالها وهويتها الوطنية والثقافية وذهبت ريحها.

إن العالم الآن وفي ظل العولمة، أعلى مراحل الامبريالية، يعيش مرحلة تاريخية قديمة/جديدة من الاستعمار والصراع على إعادة توزيع مناطق النفوذ وفق موازين القوة التي أسفرت عنها نهاية "الحرب الباردة" ورمز لها سقوط جدار برلين، ونظّر لها منظر أمركة العالم فرنسيس فوكوياما. في تراث تلك الجبهات النظري والعملي ما يساعد البلدان الواقعة على مرمى الأساطيل الأمريكية ويساعد حركات التحرر التي تقاوم الاحتلال. لكن غياب دور الشيوعيين أو ضآلته جعل سياسة الجبهة غائبة أو كالغائبة، فالأمر يتعلق بالثورة علما لا نشاطا عفويا أو تخميرة ذاتية أو شطحة عقدية، وليس كالتمشي المادي الجدلي والمادي التاريخي في فهم الظواهر وتحليلها وفي تفسير العالم والتخطيط لتغييره فلسفة ونهجا نظريا أثبتت التجارب صوابهما. والآثار الوخيمة لغياب سياسة الجبهة الوطنية الموحدة بادية للعيان في فلسطين والعراق على الأقل، وبين مختلف البلدان والقوى المستهدفة، وإن كان الواقع العنيد نراه بصدد دفع تلك القوى داخل البلد الواحد، وتلك البلدان، على صعيد العالم، إلى الاقتراب من روح الجبهة بقبول التعاون والتنسيق والتنازل المتبادل وبالتخلي –النسبي- عن عن أنانيتها الفصائلية والطائفية والقومية عساها تدرأ أخطار الحصار المضروب عليها والعزلة التي تهددها، وعساها تضمن أو تحول دون سقوطها لقمة سائغة في بلعوم الوحش الاستعماري الجديد. لقد بات الحديث علنيا وجهريا عن ضرورة التضامن بين ضحايا السياسة الامبريالية الأمريكية، وبدأ التنقل والتزاور والتشاور بين قادة عدد من هؤلاء. وبدأ تنشيط التبادل الاقتصادي والتآزر السياسي في المنابر الأممية وإن كان وعي هذه الضرورة الحيوية ما يزال متفاوتا جراء التقوقع القطري والمذهبي وجراء الحسابات الضيقة والخوف من ردة فعل العدو، وقد غاب عن بعضهم أن الذي سينجو هو الذي يضع صوته ضد أمريكا ويتحول إلى مواقع الهجوم، ويمضي قدما في تقوية جبهته الداخلية وتوسيع شبكة صداقاته العالمية، ودعم قدراته الدفاعية، ومثال كوريا الشمالية وإيران وفنزويلا لا يحتاج إلى تعليق. وغير خاف أن الجبهة الداخلية تقوم إلا على أساس رباط وطني يجمع بين نظام يرفض الوصاية الأجنبية ولا يمنع المبادرة الشعبية (هذا في حالة نظام وطني ونظام مواجهة معادية حقا للامبريالية)، وبين معارضة وطنية وشريكة في المواجهة، أو بين قوى تتّحد على أرضية المقاومة وتتجاوز خلافاتها الإيديولوجية وتبايناتها الإستراتيجية. أما النظام العميل فلا مكان له في أي جبهة تحرر وطني لأنه يشكل جزء من جبهة العدو، مهما حاول اللعب على الحبال واستعارة ريش الوطنيين والظهور في مظهر الشيء ونقيضه. إن هذه الازدواجية سرعان ما تفتضح أمام أول امتحان، كأن يسكت عن العدوان الذي تعرض له الشعب اللبناني حتى يرى مآل المواجهة ويتأكد من اتجاه الريح، وكأن يقدم التسهيلات الجوية أو البحرية أو البرية للعدو، وكأن يتجنب إعلاميا تسمية الأشياء بأسمائها، فيغدو المقاومون "مسلحين" والحرب العدوانية "عنفا" وضحايا المجازر "قتلى وجرحى" ويقع التعتيم بالكلمة والصورة على الحقائق فوق الأرض، ومنها حقيقة انتصارات المقاومة وما تكبده المعتدي، وكأن يقع قمع حركات الاحتجاج وتعابير التنديد الشعبي ومنع أحزاب المعارضــة وتنظيمات المجتمع المدني من التعبير عن مواقفها بالاجتماع والتجمهر والتظاهر وكافة الأشكال السلمية، وهذه كلها تنطبق على سلوك النظام التونسي وجل الأنظمة العربية الأخرى التي انتظرت حتى تأكدت من أن المقاومة، بمفردها، استطاعت أن تقلب الميزان وتصنع الحدث. وما تزال -رغم ذلك- تراهن على كسر "شوكة" المقاومة وتصفيتها عن طريق "الأمم المتحدة" والجيوش التي تطوق لبنان وتحاصره الآن بعد أن أخفق الجيش الإسرائيلي الذي لا "يُقهر".

ولا يخفى أيضا أن "الوطنية" أمر نسبي عندما توصف بها بورجوازية حاكمة اليوم، فبينها وبين العمالة خيط رهيف، والتردد يظل قائما، والقضية نوقشت طويلا في أدبيات الحركة الشيوعية وينبغي أن يقع إحياء النقاش حولها، والوطنيون الثابتون تظل عيونهم مفتوحة حتى وهم يوحّدون الموقف مع النظام "الوطني" أمام الخطر الأجنبي المحدق.





#حزب_العمال_التونسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البابا يمنح تفويضا دينيا لسياسة بوش العدوانية
- بعد مرور 50 سنة على صدور مجلة الأحوال الشخصية: المساواة القا ...
- سنة سياسية جديدة بمشاكل قديمة
- الإجرام ملازم للنظام الرأسمالي
- لا طريق أمام الطبقة العاملة سوى طريق النّضال
- تونس إلى أين؟
- الاتحاد العام لطلبة تونس: التوحيد النقابي، مهمة عاجلة
- التناقضات الأساسية والتناقض الرئيسي
- ماذا تعرف عن العَلمانيّة؟(1) لماذا العودة إلى طرح العَلمانيّ ...
- ماذا يجري في الاتحاد العام التونسي للشغل؟ ما هكذا يكون الاحت ...
- الرسوم الكاريكاتورية الساخرة: بين العنصرية الاستعمارية الغرب ...
- الذكرى 28 لأحداث 26 جانفي 1978
- لنلتحم بالشعب ونفك العزلة
- الذكرى العشرون لتأسيس حزب العمال:عشرون سنة في خدمة قضايا الع ...
- بعد انتهاء إضراب 18 أكتوبر: كيف نحافظ على وحدة العمل من أجل ...
- هل مازال للمفاوضات الاجتماعية من معنى ؟
- لنكن جميعا في خدمة أهداف الإضراب
- ماذا جرى بين الاتحاد والحكومة؟
- نحو أزمة اجتماعية حادة
- قانون جديد لتكريس الحكم الفردي المطلق بتونس


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - حزب العمال التونسي - الجبهة الوطنية ضرورة ملحة في مواجهة الهجمة الامبريالية والصهيونية