أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حزب العمال التونسي - التناقضات الأساسية والتناقض الرئيسي














المزيد.....

التناقضات الأساسية والتناقض الرئيسي


حزب العمال التونسي

الحوار المتمدن-العدد: 1579 - 2006 / 6 / 12 - 13:14
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


حدد حزب العمال الشيوعي التونسي التناقض الرئيسي في تونس اليوم بين غالبية المجتمع التونسي من جهة والدكتاتورية البوليسية الغاشمة والأقلية التي تسندها وتنتفع من وجودها من جهة ثانية. وتبعا لذلك اعتبر أن كل التناقضات الأخرى تخضع لهذا التناقض وتعالج في إطاره. ومن هذا المنطلق انخرط في "هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات" على قاعدة المطالب الثلاثة التي بعثت على أساسها بقطع النظر عن الخلافات السياسية والإيديولوجية التي تفصله عن باقي مكوناتها وإن كانت هذه الخلافات في بعض الأحيان هامة وجوهرية على المستوى الاستراتيجي.

1 – التناقضات الأساسية متعددة والتناقض الرئيسي واحد:

إن النقاش والصراع داخل الحركة الديمقراطية لم ينقطع يوما وإن كان في معظم الأحيان يتم بصفة متقطعة وغير منظمة وغير مفتوحة ويشوبه نوع من الذاتية والتشنج والتشويه. ولا يخفى أن الخلافات داخل هذه الحركة تشمل قضايا جوهرية كالموقف من السلطة الحاكمة والموقف من المشاريع الامبريالية الهيمنية والموقف من التيار السياسي الإسلامي وكيفية التعامل معه وهل هو معني بالمشروع الديمقراطي البديل لنظام الحكم الدكتاتوري. وقد اعتبر البعض أن التناقض الرئيسي في تونس يقابل بين الديمقراطية من ناحية و"الدكتاتورية" و"الاستبداد" والتدخل الخارجي من ناحية ثانية، أي أنه يضع على نفس المستوى نظام بن علي و"حركة النهضة" و"مخاطر التدخل الخارجي". وهذا التحديد ظاهريا "معقولا" و"منطقيا" وّشاملا"، لكنه في حقيقة الأمر غير ذلك. فمن جملة مجموعة من التناقضات الأساسية يوجد دائما تناقض رئيسي واحد تخضع له بقية التناقضات ولا ينفع النضال في شيء ترصيف الأعداء والخصوم والتعامل معهم بنفس الكيفية وعلى قدم المساواة مهما كانت الظروف والملابسات وبقطع النظر عمن هو في السلطة ومن هو خارجها، عمن يمثل الخطر المباشر ومن قد يمثل خطرا ولكن في وقت لاحق وفي ظروف أخرى.

2 – التناقض مع المشروع الإسلاموي جوهري وأساسي ولكن التناقض الرئيسي هو مع الدكتاتورية النوفمبرية:

إن تعفن الأوضاع في تونس وانسداد الآفاق والتفقير المتزايد للطبقات الشعبية ومنع ممثليها من حق التعبير والتنظم والنضال من أجل التغيير تعود مسؤوليته إلى الدكتاتورية الحاكمة بما يعني ذلك من اختيارات اقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية رجعية... أما المشاريع الأخرى كالمشروع الظلامي الذي تنادي به بعض التيارات الدينية المتطرفة والذي يريد أن يعوض دكتاتورية أرضية بأخرى متسترة بالدين فهو مشروع رغم خطورته ورغم ضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة لسد الباب أمامه وفضح برامجه ومخططاته فهو ليس العدو المباشر للشعب التونسي حتى يقع التعامل معه على قدم المساواة مع الدكتاتورية النوفمبرية القائمة.

كما أنه لا يمكن التعامل مع كافة التيارات "الإسلامية" على نفس الوتيرة ودون مراعاة لخصوصيات طرح كل منها ومدى تناقضه مع الدكتاتورية النوفمبرية القائمة لاستغلال ذلك في النضال ضدها. ومن لا يؤمن بضرورة العمل على تعميق عزلة العدو الرئيسي لا يفقه من التكتيك شيئا. فليس من مصلحة أي كان توسيع جبهة أعدائه وخصومه ومساعدتهم بصفة مباشرة أو غير مباشرة على رص صفوفهم وتوحيد جهودهم في مواجهته. ومن من الديمقراطيين المتماسكين اليوم لا يدرك أن المطروح في تونس هو إضعاف الدكتاتورية النوفمبرية الحاكمة والعمل على تجريدها من أي سند من أجل تسهيل الإطاحة بها وإرساء جمهورية ديمقراطية شعبية حقيقية محلها؟

3 – التدخل الخارجي في تونس واقع يمر عبر الدكتاتورية القائمة:

أما بخصوص "مشروع الشرق الأوسط الكبير" فكل وطني وديمقراطي حقيقيي يدرك مدى خطورته ومصلحة من يخدم وضد من هو موجه. وبعبارة أخرى فهو ليس مشروعا ضد الدكتاتورية النوفمبرية الحاكمة في تونس، فهذه الدكتاتورية عميلة حتى النخاع للامبريالية العالمية وعلى رأسها الامبريالية الأمريكية، وإنما هو مشروع لإنقاذ الرجعية التونسية والمصالح الامبريالية في صورة تطور الأوضاع لغير صالحها ويهدف إلى استيعاب كل التوجهات الإصلاحية مهما كانت خلفيتها، دينية أو علمانية شريطة أن لا يكون لها مشكل مع الهيمنة الامبريالية ومع التطبيع مع الكيان الصهيوني.

وإن من يرى اليوم أن التناقض الرئيسي في تونس هو بين الديمقراطية و"التدخل الخارجي" ينطلق، ضمنيا أو صراحة، من أن التدخل الخارجي المباشر يتهدد حاليا تونس ويستهدف الدكتاتورية القائمة، وكأنها تقف حاجزا أمام مخططات الامبريالية ومشاريعها في المنطقة وتمثل خطرا على الكيان الصهيوني والحال أن العكس هو الصحيح. فلا مجال لمقارنة النظام القائم في تونس بنظام صدام حسين أو نظام بشار الأسد أو النظام اللبناني أو النظام الإيراني وغيرها من الأنظمة التي تقابلها تناقضات لهذا السبب أو ذاك بالامبريالية الأمريكية في حين أن الدكتاتورية في تونس خاضعة بالكامل لها ومستعدة على الدوام لتطبيق كل إملاءاتها. بل إنها في كلمة ركيزة التدخل الخارجي في تونس.

فلا فائدة إذن في بث البلبلة لتبرير مهادنة الدكتاتورية ولنحشد الطاقات ضد عدونا المباشر ولنخض الصراع الفكري والسياسي في خضم النضال اليومي الملموس وبصفة منظمة وعلنية حول أمهات القضايا لنساعد الطبقة العاملة والشعب على فرز العدو من الصديق والتقدم بخطى ثابتة من أجل إقامة تحالفات أمتن وأصلب وإرساء بديل ديمقراطي حقيقي.



#حزب_العمال_التونسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا تعرف عن العَلمانيّة؟(1) لماذا العودة إلى طرح العَلمانيّ ...
- ماذا يجري في الاتحاد العام التونسي للشغل؟ ما هكذا يكون الاحت ...
- الرسوم الكاريكاتورية الساخرة: بين العنصرية الاستعمارية الغرب ...
- الذكرى 28 لأحداث 26 جانفي 1978
- لنلتحم بالشعب ونفك العزلة
- الذكرى العشرون لتأسيس حزب العمال:عشرون سنة في خدمة قضايا الع ...
- بعد انتهاء إضراب 18 أكتوبر: كيف نحافظ على وحدة العمل من أجل ...
- هل مازال للمفاوضات الاجتماعية من معنى ؟
- لنكن جميعا في خدمة أهداف الإضراب
- ماذا جرى بين الاتحاد والحكومة؟
- نحو أزمة اجتماعية حادة
- قانون جديد لتكريس الحكم الفردي المطلق بتونس
- بن علي يخضع جميع الموظفين لشبه مراقبة إدارية
- المنتديات الاجتماعية، إجابة العصر المنقوصة
- الوضع الاجتماعي في تونس الانفجار آت لا ريب فيه
- دفاعا عن الرابطة وعن استقلالية العمل الجمعياتي وحريّته
- النضال هو الوسيلة الوحيدة لمجابهة الدكتاتورية وإرغامها على ا ...
- أزمة النسيج تشتد ونضالات العمال تتصاعد
- لا مستقبل لشباب تونس في ظل الدكتاتورية
- رائحة أزمة نقابية!


المزيد.....




- في وضح النهار.. فتيات في نيويورك يشاركن قصصًا عن تعرضهن للضر ...
- برج مائل آخر في إيطاليا.. شاهد كيف سيتم إنقاذه
- شاهد ما حدث لمراهق مسلح قاد الشرطة في مطاردة خطيرة بحي سكني ...
- -نأكل مما رفضت الحيوانات أكله-.. شاهد المعاناة التي يعيشها ف ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- صفحات ومواقع إعلامية تنشر صورا وفيديوهات للغارات الإسرائيلية ...
- احتجاجات يومية دون توقف في الأردن منذ بدء الحرب في غزة
- سوريا تتهم إسرائيل بشن غارات على حلب أسفرت عن سقوط عشرات الق ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- الجيش السوري يعلن التصدي لهجوم متزامن من اسرائيل و-النصرة-


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حزب العمال التونسي - التناقضات الأساسية والتناقض الرئيسي