أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - غازي الصوراني - انعكاسا لادراكنا لطبيعة مرحلة الانحطاط العربي الراهن ، يبرز السؤال هنا : أين يكمن الطريق إلى المستقبل ؟














المزيد.....

انعكاسا لادراكنا لطبيعة مرحلة الانحطاط العربي الراهن ، يبرز السؤال هنا : أين يكمن الطريق إلى المستقبل ؟


غازي الصوراني
مفكر وباحث فلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 7414 - 2022 / 10 / 27 - 18:59
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



في الإجابة عن هذا السؤال، أقول : لقد بات الرهان اليوم معقوداً على الرؤية الديمقراطية التقدمية العلمانية في بلادنا، المرتبطة باستنهاض أوضاع القوى والأحزاب والفصائل التقدمية العربية التي تعيش اليوم حالة من التفكك والتراجع والتأزم، ولا تؤهلها أوضاعها في اللحظة الراهنة للقيام بتحقيق وبلورة هذه الرؤية في المدى المنظور.
لكن إيماننا بآفاق المستقبل الواعد لشعوبنا العربية، في هذه المرحلة، يتطلب من هذه القوى تفعيل وإنضاج عوامل وأدوات التغيير الثورية والديمقراطية الحديثة، والاستجابة لمبرراتها وأسانيدها الموضوعية الملحة من قلب واقعنا الراهن.
بالتالي فإن الخطوة الأولى على طريق الخروج من الأزمة في المرحلة الراهنة التي تجتازها بلداننا العربية، تتمثل في العمل على إعادة تكوين اليسار الماركسي وبناء القوى الشعبية، وذلك في إطار عمل طويل النفس يطال مستويات عدة ، بدءاً من بلورة الأسس الفكرية، وسمات المشروع المجتمعي الاشتراكي المطروح كهدف راهن وتاريخي، إضافة الى تحديد المراحل الإستراتيجية للتقدم في الاتجاه المرغوب وصولاً الى القوى الاجتماعية التي لها مصلحة في انجاز المشروع التقدمي الاشتراكي المطلوب.
إنّ الحديث عن كسر وتجاوز نظام الإلحاق أو التبعية والتخلف الراهن هو حديث عن ضرورة حتمية في المستقبل المنظور لشعوبنا العربية ولكل الشعوب والاثنيات الأخرى في المشرق والمغرب من أكراد أو أمازيغ وغير ذلك من القوميات التي تملك الحق بكل أبعاده التاريخية والسياسية والمجتمعية في التعبير عن هويتها الوطنية وثقافتها التاريخية المتميزة ، وهنا بالضبط أشير الى أن المجتمعات المغاربية سواء في المغرب او الجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا ..الخ تتميز بأن كل منها مجتمع ذو هوية وحضارة امازيغيه عربيه اسلامية كهوية جامعة من الخطأ تجاوزها من ناحيه ، ومن الخطأ ايضا الحديث عنها كهويه مطلقه ومغلقه على ذاتها ، بل بالعكس ، إن التعدد الفكري عموما واليساري الماركسي الديمقراطي خصوصا ، كفيل من خلال التحليل الموضوعي لمصالح الجماهير الشعبية العربية او الأمازيغية او الكردية أو أي اثنية أخرى بجسر الفجوات بين العروبة وتلك الاثنيات ، وتوفير الاسس والمقومات السياسية والمجتمعية الكفيلة بتجاوز كافه الصراعات والتناقضات الإثنية والقوميه الشوفينيه بينهما ، على قاعدة الالتزام المطلق بحق الأقليات في تقرير المصير ، اذ لا مصلحه للجماهير الشعبية الفقيرة في إثارة النزعات العنصريه والانفصالية بين الامازيغ والعرب ، او بين أية قومية أخرى في بلادنا ، حيث ان القوى الرجعية والرأسمالية التابعة في الأنظمة الحاكمة بالتنسيق مع القوى الإمبريالية هي بالضبط صاحبه المصلحة في اثاره النزعات العنصريه بين الأمازيغيين او الاكراد وبين العرب ، فالأمازيغي – على وجه الخصوص -عربي بثقافته حسب المفكر الامازيغي العروبي الراحل محمد عابد الجابري ، كما ان العربي لا يمكنه تجاوز الحضارة الأمازيغية العربية والكردية العربية ودورهما التاريخي الجامع من خلال التزاوج والاختلاط والحياه المشتركة طوال اكثر من 1400 عام ، وبالتالي هناك كما يقول الجابري – في إشارة منه للأمازيغ - من تَعَرَّب وهناك من تَمزَّغ ولا وجود للنقاء ، ما يعني توفّر الإمكانية الموضوعية والذاتية في الحياة السياسية والمجتمعية المشتركة راهناً ومستقبلاً وفق قواعد وأسس الديمقراطية والنهضة والتقدم الإنساني ، ومن منطلق مقتضيات المصلحة العربية والأمازيغية المشتركة التي يمكن أن تلتحم في اطار جامع ومشترك بعيداً عن اي نزعة عنصرية او متعصبة ، مثالنا على ذلك العديد من النخب الامازيغية من أبرزهم رجل الدين التنويري والمناضل السياسي ضد الاستعمار الفرنسي ابن باديس ، والمناضل الوطني والقومي الامازيغي الشهيد المهدي بن بركة والرئيس الراحل هواري بومدين والرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقه والمناضل التقدمي ابراهام السرفاتي والمفكر الامازيغي المغاربي محمد عابد الجابري الذي استطاع ان يقدم لنا مثلاً يُحتذى ضمن هذا البعد المجتمعي التوحيدي الجامع على طريق النهوض لشعوبنا في مغرب الوطن العربي ومشرقه وفق مفاهيم وأسس الديمقراطية والتقدم الحداثي والاشتراكية التي أرى فيها مدخلاً وحيداً لأي حديث عن التعايش المشترك بين كافه الاعراق والعصبيات والاثنيات بعيداً عن اي نزاعات او اشكاليات من ناحيه ، وبما يحفظ ويحترم حق الجميع في التعبير عن وجودهم الذاتي وثقافتهم وخصائصهم بكل حريه من ناحيه ثانيه ، إذ لا حل لأوضاع مجتمعاتنا بكل تنوعها إلا من خلال الاشتراكية، ولكن هذه الضرورة ستكون ضرباً من الوهم إذا لم نمتلك وضوح الرؤيا للمخاطر التي تفرضها علينا القوى الرجعية او الرأسمالية الرثة التابعة الكومبرادورية الحاكمة في بلداننا من منظور مصالحها الطبقية الانانية في اثارة النزعات والصراعات الاثنية من جهة ، وكذلك ضرورة امتلاكنا لوضوح الرؤية الثورية ضد العولمة الأمريكية وحليفها الاسرائيلي والرجعي العربي في بلادنا من جهة ثانية.
وعليه فإن الدعوة إلى مقاومة المشروع الامبريالي الصهيوني وعولمة الاستسلام، هي دعوة إلى تفعيل النضال السياسي والطبقي ضد أنظمة التبعية والتخلف والاستغلال الكومبرادوري في بلادنا واسقاطها ، تمثل أحد أبرز عناوين الصراع العربي الراهن ضد التحالف الأمريكي الصهيوني وأدواته في بلادنا، مدركين أن أحد أهم شروط هذا التحدي العربي لهذه الظاهرة هو امتلاك عناصر ومقومات العامل الذاتي، الحزب الثوري الحامل للفكر الماركسي في صيرورته المتجددة، وبمنهجيه نقدية، للفكر والواقع معاً . ومواصلة المسيرة النضالية الثورية من اجل تحقيق اهداف الثوره الوطنية الديمقراطية بافاقها الاشتراكية .



#غازي_الصوراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شرح تحليلي مختصر لمفهومي الليبرالية والليبرالية الجديدة .... ...
- حول أهمية الفلسفة ودورها في تطور واستنهاض شعوب بلدان مغرب وم ...
- أوهام ومخاطر الحديث عن تبلور مفهوم المجتمع المدني في بلداننا
- تحليل طبقي مكثف للأوضاع الاجتماعية في بلدان الوطن العربي عمو ...
- كلمة للتاريخ عن تراث المفكر العبقري الخالد كارل ماركس وتفاعل ...
- الثورة الوطنية الديمقراطية من منظور ماركسي
- اليسار في بلدان الوطن العربي والموقف من حركات الإسلام السياس ...
- المنظور الماركسي لمفهوم التحرر الوطني وسبل خروج الحركات التق ...
- البعد الثوري المعرفي للمسألة التنظيمية
- لينين والحزب الماركسي
- الفلسفة الماركسية من أجل التنوير والتغيير والثورة على كل أشك ...
- حوار معرفي حول قضايا العولمة والثقافة
- قراءة في الخطاب العربي عن الأزمة والقطب اليساري العربي الثال ...
- حول الحزب الماركسي وأهمية الوعي بالماركسية وقضايا الواقع الم ...
- اجابتي على أسئلة الرفيقات و الرفاق في قناة الحوار المتمدن حو ...
- الثورة الوطنية الديمقراطية وسؤال العلمانية في مشهد الانحطاط ...
- نحو رؤية وسياسات حول الأمن الغذائي والاقتصاد الفلسطيني .. خر ...
- الإنسان والتاريخ عند ماركس
- مجتمع المعرفة في الوطن العربي في ظل العولمة
- الديمقراطية ومستقبل أحزاب وفصائل اليسار الماركسي في بلادنا


المزيد.....




- بمناسبة ذكرى الثورة السورية، السويداء شرارة ثورة تعيد امجاد ...
- م.م.ن.ص// 138 سنة مضت والوضع يعيدنا لما مضى..
- ربيع کوردستان، تلاحم المأساة والهبات الثورية
- لماذا لا يثق العمال بقوتهم؟ حركة سلم الرواتب نموذجا
- الحرب المباشرة بين إيران وإسرائيل، مسرحية إجرامية عُرضتْ فوق ...
- سياسيون بحزب العمال البريطاني يدعون لتعجيل موعد الانتخابات ا ...
- بمناسبة اليوم العالمي للسلامة في أماكن العمل
- حزب العمال البريطاني يدعو لانتخابات تشريعية بعد تفوقه في الم ...
- خسائر كبيرة للمحافظين في انتخابات المجالس المحلية وموقف حزب ...
- أول فوز انتخابي لحزب العمال البريطاني قبل صدور نتائج مصيرية ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - غازي الصوراني - انعكاسا لادراكنا لطبيعة مرحلة الانحطاط العربي الراهن ، يبرز السؤال هنا : أين يكمن الطريق إلى المستقبل ؟