أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد العليبي - يوم القيامة .














المزيد.....

يوم القيامة .


فريد العليبي

الحوار المتمدن-العدد: 7411 - 2022 / 10 / 24 - 02:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عالم اليوم ليس بخير ، إنه مُصاب بمرض عضال ، هكذا يقول كثيرون ، فالبشرية تعيش على وقع تهديد كبير لوجودها ، وهذا غير مرتبط بارتفاع الأسعار ونسب التضخم وندرة البضائع بما فيها الطاقة فضلا عن تفشي الأوبئة والبطالة ، فتلك ظواهر يمكن إيجاد حلول لها ، وانما بشبح الحرب النووية أيضا ، التي تبدو كما لو أنها أضحت تدق باب العالم الذي غدا مثل عمارة شاهقة تناطح السحاب ، ولكنها متداعية للسقوط ، ولتجديدها يجب تحطيمها ، اذ لم تعد صالحة للسكن مما يفرض إعادة بنائها مجددا ، هذا اذا كنا متفائلين فوقتها نكون أمام الثورة .
أما في حال التشاؤم سيتعلق الأمر بانتحار جماعي اذ سنكون أمام الحرب الكبرى الأخيرة في التاريخ ،التي ستكون نووية لذلك لن تبقي ولن تذر ، فالعمارة لن يظل من ساكنيها على قيد الحياة أحد. ولا يعرف كم ستقضي الطبيعة من وقت بعدها حتى تعود الخلية الحية الأولى وهي أصل الحياة الى الوجود مجددا.
وهذا التقدير ليس مصدره التخمين، وانما دوائر التفكير والتحليل والتقرير في المنتظم الأممي على سبيل المثال فقبل مدة قال الأمين العام للأمم المتحدة إن عالمنا على بعد خطوة من الكارثة النووية، والمناسبة القصف الذي كانت تتعرض له محطة زابروجية النووية في أوكرانيا المصنفة الأكبر أوربيا. وازدادت المخاطر هولا ورعبا ، عندما لوحت روسيا باستعمال أسلحة نووية لحماية مجالها الجغرافي ، بما في ذلك المناطق التي ضمتها مؤخرا.
واليوم تقوم جيوش الحلف الأطلسي بمناورات عسكرية نووية في مناطق شمال غرب أوروبا، وهو ما ردت عليه روسيا بالمثل ،ويبدو ذلك الحلف الآن مثل آلة جهنمية ، فقد صاحبها السيطرة عليها فأضحت تسير في اتجاهات لا يمكن التنبؤ بها قبل أن تنفجر، ومن مظاهر ذلك القتال في أوكرانيا حتى آخر فرد فيها .
بل إن عينه تشرئب نحو الصين التي تبدو مثل مارد وقد بدأ يستيقظ ، مهددا ، مزمجرا ، متوعدا ، ومن ثمة تشبيه المتحدث باسم خارجيتها أمريكا برجل لا يمتلك غير مطرقة فرأى العالم كله مساميرا يجب دقها ، وهو ما يعني وجوب اقتلاع تلك المسامير دون تأخير والا كان ضحيتها .
وعلى هذا النحو يبدو يوم القيامة كما لو كان غدا، حتى أن الرئيس الأمريكي يتحدث عن معركة "هرمجدون" بما يحيل على معتقد مسيحي ، فهناك معركة قادمة لا محالة سيموت خلالها العالم كله لكي توقع شهادة نهايته ، واذا كان الروس برأيه سيستخدمون السلاح النووي فإن تلك المعركة الحاسمة بين قوة الشر روسيا وقوة الخير أمريكا ستندلع وان المسيح سيعود ليقود الخيرين الى النصر ضد الشريرين الذين سيكون الشيطان قائدهم.
ويبدو أن بايدن يعتقد أنه هو المسيح المنتظر بينما بوتين هو ذلك الشيطان ، وإنه هو المنتصر وغريمه هو المنهزم ، وبعدها سيكون تأسيس مملكة الرب فيما وراء عالمنا الذي يكون لسوء حظه قد كف عن الوجود .
وللإشارة فإن هذه الأسطورة يشترك في الاعتقاد فيها المسيحيون واليهود، بل ان بعضهم يحدد مكان المعركة التي ستدور فيه رحاها وهو مرج بني عامر في فلسطين ، وخلال بحث قام به الكاتب الأمريكي دان يانكليفتش، عام 1984، تبين أن 39% من الأمريكيين يعتقدون بأن «هرمجدون» ليست سوى حرب نووية بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، وان بلدهم هو المنتصر، واليوم يبدو أن الاعتقاد ذاته لا يزال ساريا مع تعويض الاتحاد السوفياتي بروسيا. وفي الاثناء تحلق طائرات يوم القيامة في أجواء موسكو وواشنطن استعدادا للنهاية التي سيوقعها جبابرة عالمنا بعد فقدانهم عقولهم ، وليس أمام الإنسانية غير أن تقول لهؤلاء كفى جنونا قبل فوات الأوان.



#فريد_العليبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب وسيادة الأوطان.
- بورقيبة وأسئلة التاريخ .
- المعركة لم تنته.
- ساعة الحقيقة .
- أمة تونسية .
- زمن.
- تونس : ما دين الدولة ؟
- المقاتل السابق غوستافو بيترو رئيسا لكولومبيا .
- دستور قيس سعيد .
- هل سيحتفظ قيس سعيد بالسلطة ؟
- تعليقات على تطورات الحرب في أوكرانيا.
- حوار حول مسائل شخصية .
- حلاق حي الملاسين .
- تونس : أبواب التطبيع مُغلقة.
- التدخل الخارجي .
- عشر ملاحظات حول مسيرة يوم 10 أكتوبر 2021
- تونس : الفرز
- خطان متضادان في السياسة التونسية ..
- الاغتيال السياسي.
- صاعقة في سماء صافية .


المزيد.....




- ردا على بايدن.. نتنياهو: مستعدون لوقوف بمفردنا.. وغانتس: شرا ...
- بوتين يحذر الغرب ويؤكد أن بلاده في حالة تأهب نووي دائم
- أول جامعة أوروبية تستجيب للحراك الطلابي وتعلق شراكتها مع مؤ ...
- إعلام عبري يكشف: إسرائيل أنهت بناء 4 قواعد عسكرية تتيح إقامة ...
- رئيس مؤتمر حاخامات أوروبا يتسلم جائزة شارلمان لعام 2024
- -أعمارهم تزيد عن 40 عاما-..الجيش الإسرائيلي ينشئ كتيبة احتيا ...
- دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية تكشف عن عدد السكان
- مغنيات عربيات.. لماذا اخترن الراب؟
- خبير عسكري: توغل الاحتلال برفح هدفه الحصول على موطئ قدم للتو ...
- صحيفة روسية: هل حقا تشتبه إيران في تواطؤ الأسد مع الغرب؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد العليبي - يوم القيامة .