أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - إبراهيم ابراش - النظام العالمي ليس مجرد موازين قوى عسكرية














المزيد.....

النظام العالمي ليس مجرد موازين قوى عسكرية


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 7410 - 2022 / 10 / 23 - 12:57
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


إن كان هدف روسيا الاتحادية من حربها مع أوكرانيا والغرب إعادة ترسيم حدودها مع أوكرانيا ومنع هذا الأخيرة من أن تكون قاعدة لحلف الأطلسي فهذا هدف مشروع ويمكن تحقيقه حتى وإن كان بثمن باهظ، أما إن كان هدفها تغيير النظام العالمي بقوتها العسكرية فهذا أمر مستحيل وعير واقعي ولا عقلاني لأن النظام العالمي ليس مجرد موازين قوى عسكرية.
روسيا تقول إنها دخلت الحرب دفاعاً عن الروس القاطنين في أوكرانيا ولاعادة ترسيم الحدود وضد النزعة النازية الأوكرانية وأن أوكرانيا تحولت لقاعدة للغرب والحلف الأطلسي الذي يسعى لتدمير روسيا واستنزافها، وهو قول لا يخلو من وجاهة، أما أوكرانيا فتتحدث عن غزو أراضيها و مواجهة النزعة التوسعية لروسيا، أما الغرب فيساند أوكرانيا كما يقول في مواجهة عدوان روسي يتعارض مع سيادة الدول والقانون الدولي والشرعية الدولية، وهو أيضا قول فيه بعض الوجاهة.
ولكن، و بالنسبة لطرفي المعادلة فإنهم لا يفصحون عن كامل دوافعهم وأهدافهم من الحرب. فروسيا ليست الاتحاد السوفيتي بل دولة رأسمالية لها مصالحها وتسعى لتوسيع مناطق نفوذها وتجد أن النظام العالمي الذي تهيمن عليه أمريكا والغرب يتعارض مع مصالحها وأهدافها القومية ولا يسمح لها بالتمدد عالميا، أما أهداف الغرب من الدعم المهول لأوكرانيا فهو أبعد ما يكون عن مجرد نصرة دولة تدافع عن سيادتها، ولو كان الأمر يتعلق بانتهاك سيادة الدول فواشنطن أكثر الدول انتهاكا لسيادة الدول، فمن تدخلها وحروبها في دول أمريكا الجنوبية إلى احتلالها لأفغانستان والعراق، كما أن إسرائيل انتهكت سيادة ثلاثة دول عربية في حرب 1967 وما زالت تحتل فلسطين وأراضي سورية وهناك قرارات دولية تطالبها بالانسحاب من هذه الأراضي -قراري مجلس الأمن 242 و 383 - هذا بالإضافة للغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982 .
تدخل الغرب يرجع لرغبة الغرب وخصوصاً واشنطن إضعاف روسيا والصين كقوتين صاعدين تهددان النظام العالمي، بأبعاده الاقتصادية والمالية والتكنولوجية والثقافية وهو النظام الذي هندسته أمريكا والغرب طوال عقود وجاءت العولمة لتعزيز هذه الهيمنة، فالغرب وعلى رأسه واشنطن يرى أنه ليس من حق دولة من خارج المنظومة الغربية التقليدية لم تشارك في هندسة النظام العالمي والحضارة الحالية التي تُنسب للغرب حيث غالبية الاختراعات والاكتشافات العلمية ترجع له، أن تأتي هذه الدولة و تحاول تغيير النظام العالمي وزعزعة مرتكزاته وهزيمة الغرب أو مشاركته الهيمنة على العالم.
توجد بعض الوجاهة في هذا الأمر، فما تسمى بحضارة القرن العشرين بكل مكوناتها ومرتكزاتها العلمية والصناعية والتكنولوجية والاقتصادية والمالية هي من صناعة الغرب و مراكمة لانجازاته التي بدأت منذ عصر الانوار في القرن الثامن عشر، ومساهمة بقية المجتمعات والدول الأخرى محدودة وخصوصا مساهمة شعوب روسيا والاتحاد السوفيتي سابقا والصين، وهذا ما يفسر جزئيا ما يبدو وكأن روسيا في مواجهة كل دول الغرب.
بالإضافة الى العسكر الغربي فإن كثيرا من دول العالم تشعر بأن وجودها واستقرارها مرتبط باستقرار النظام العالمي الراهن حتى وإن كان يفتقر للعدالة وتهيمن عليه واشنطن، فهذه الشعوب والدول غير معنية بالدخول في حرب عالمية غير مضمونة النتائج، كما أنها غير متأكدة أنه في حالة إزاحة أمريكا كقطب مهيمن على العالم سيكون حالها وحال العالم أفضل لو انتصرت روسيا وأصبحت القطب المهيمن عالميا.
وهناك سبب آخر يقف وراء الموقف المتشدد لواشنطن تجاه روسيا، فمن المعروف أن الولايات المتحدة دولة مهاجرين وهي تضم خليطا من كل الجنسيات وما يجمع هؤلاء ليس الانتماء القومي بل المصلحة المادية حيث توفر الدولة لساكنيها حياة رغيدة لا تتوفر لهم في دولهم الأصلية وبالتالي فإن تراجع الاقتصاد الأمريكي سيؤدي لتفكك المجتمع حيث يزول السبب للانتماء إليه وهو الاقتصاد والحياة المرفهة، وعلى هذا الأساس فواشنطن مستعدة لخوض حروب عالمية وليس حرباً واحدة ولا مانع عندها بتدمير أوكرانيا واضعاف أوروبا وكل حلفائها حتى تحافظ على مكانتها الدولية واستقرارها الاقتصادي.
إذا كانت إمبريالية الولايات المتحدة الأمريكية شرطا لازدهارها واستقرارها الاقتصادي بسبب خصوصية نشأتها وتركيبتها الاجتماعية ودورها في هيكلة النظام العالمي، فالأمر مختلف بالنسبة لروسيا التي تشعر أن دورها في التأثير في النظام العالمي محدود وخصوصا بعد انهيار النظام الاتحاد السوفيتي، بالرغم من دورها في الحرب العالمية الثانية ومشاركتها الفاعلة في مؤتمر يالطا 1945 الذي أسس لنرتيبات الأمن الجماعي العالمي لمرحلة ما بعد الحرب. وبالنسبة لعلاقة السياسية الخارجية بالتركيبة السكانية فروسيا تغلق أبوابها تاريخيا أمام الهجرة ومواطنوها منتمين لوطنهم قومياً مهما تدهور الوضع الاقتصادي، ولكن قوة الانتماء القومي قد لا يستمر طويلا إن زادت الحالة الاقتصادية تدهورا
ما تسمى حرب أوكرانيا تخفى الكثير وهي حرب مرتبطة بالاقتصاد والنزوع نحو الهيمنة بدرجة أولى، ولأنها كذلك فقد تصل لكسر العظم وقد تنزلق لحرب نووية تكتيكية محدودة، وإن كنا ككثيرين من شعوب الأرض نتفهم التخوفات والمطالب الروسية ونأمل إضعاف الهيمنة الأمريكية على العالم والحد من غرورها وعربدتها، إلا أنه لا يبدو أن النظام العالمي سيتغير بالقوة العسكرية الروسية فقط، ومراهنة بوتين على تغييره عسكريا مراهنة محفوفة بالمخاطر وأقصى ما سيحققه بوتين هو الحفاظ على الأراضي الأوكرانية التي ضمها لروسيا (مناطق لوغانسك ودونيتسك وزاباروجيا وخيرسون).
عاملان يمكنهما اضعاف قدرة الولايات المتحدة الامريكية في الهيمنة على النظام العالمي في جانبه الجيواستراتيجي وهما :
1- دخول الصين عسكريا واقتصاديا إلى جانب روسيا في مواجهة الغرب.
2- تفكك وحدة الموقف الاوروبي وتحالف أوروبا مع الولايات المتحدة
[email protected]



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتفاق الجزائر وحسابات الربح والخسارة في مبادرات المصالحة الف ...
- ما أكثر (فاعلو الخير) وما أقل خيرهم
- ما نتمناه من الأخوة في الجزائر
- الحذر من تجزئة ساحات المقاومة
- السلطة الفلسطينية بين الدولة والفوضى
- انتصارات بدون انجازات
- خطاب أبو مازن في الأمم المتحدة: غموض بناء أم انعدام رؤية؟
- انتصارات إسرائيل وتفوقها تحت المجهر
- مجزرة صبرا وشاتيلا ما خُفي منها وليست الوحيدة
- هل كان لدى منظمة التحرير بديلا عن توقيع اتفاق أوسلو؟
- مؤتمر حركة فتح وحسين الشيخ وخلافة الرئيس
- الصهيونية صنو النازية والعنصرية
- الشرعية الدولية ما لها وما عليها
- جرائم إسرائيل والهولوكوست: ليس المهم المسمى بل الفعل ذاته
- البعد القومي في القضية الفلسطينية بين الماضي والحاضر
- الفلسطينيون ليسوا في غزة فقط
- التطبيع لايعني القطيعة مع المطبعين
- دور حركة فتح في استنهاض الحالة الوطنية مجددا
- الفلتان الأمني مخطط لتفكيك وحدة المجتمع
- لماذا حل الدولتين بعيد المنال؟ ومن المسؤول؟


المزيد.....




- غانتس يعلن أن إسرائيل لم تتلق ردا عن موافقة حماس على الصفقة ...
- باكستان تتعرض في أبريل لأعلى منسوب أمطار موسمية منذ عام 1961 ...
- شاهد: دمار مروع يلحق بقرية أوكرانية بعد أسابيع من الغارات ال ...
- خطة ألمانية مبتكرة لتمويل مشاريع الهيدروجين الأخضر!
- بوندسليغا: بايرن يتعثر أمام شتوتغارت ودورتموند يضرب بقوة
- الداخلية الألمانية تحذر من هجوم خطير
- روسيا.. 100 متطوع يشاركون في اختبارات دواء العلاج الجيني للس ...
- ملك المغرب يدعو إلى اليقظة والحزم في مواجهة إحراق نسخ من الق ...
- تأهب مصري.. الدفع بهدنة في غزة رغم تمسك إسرائيل باجتياح رفح ...
- تونس.. وزارة الداخلية تخلي مقر المركب الشبابي بالمرسى بعد ال ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - إبراهيم ابراش - النظام العالمي ليس مجرد موازين قوى عسكرية