أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أحمد رباص - الحرب في أوكرانيا بين الواقع والخيال (الجزء الأول)














المزيد.....

الحرب في أوكرانيا بين الواقع والخيال (الجزء الأول)


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7407 - 2022 / 10 / 20 - 00:34
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


شهد النزاع العسكري في أوكرانيا حملة دعاية ضخمة أطلقها رجال السياسة الغربيون والصحافة التابعة لهم، هدفنا إلى إثارة النزعة الشوفينية وصرف الأنظار عن مشاكل الوطن. يجب على الماركسيين أن يتخطوا الأكاذيب ويكشفوا عن المصالح الطبقية الثاوية وراء اللعبة.
 أكيد أن الخاصية الرئيسية للحرب الحالية في أوكرانيا هي أنها طغت عليها بالكامل حرب المعلومات غير المسبوقة. وقد أدى ذلك إلى توليد الكثير من الحرارة، ولكن القليل جدًا من الضوء. في الواقع، لا يتمثل هدفها الأساسي في الكشف عن الوضع الحقيقي، بل في إخفائه. علينا أن نعترف بأن هذا الهدف تحقق بنجاح يكاد يكون تاما.
دعونا نأخذ آخر التطورات. عندما أعلن الروس أنهم سيسحبون بعض قواتهم من المنطقة المحيطة بكييف، لم تكن فرحة الأوغاد الإمبرياليين تعرف حدودا.
الجيش الأوكراني يتقدم! الروس يتكبدون خسائر فادحة ويتراجعون عن الفوضى!
لقد أبلغ جو بايدن المبتهج العالم بأسره أن "ظهر بوتين ارتطم بالجدار". يوم 28 مارس صرخت صحيفة London Evening Standard، في وجه قرائها على صفحتها الأولى: هزيمة بوتين "مسألة وقت".
تم إنتاج عناوين رئيسية مماثلة عبر الصحافة الغربية.
ولكن قبل الاستعداد للاحتفال باستعراض النصر الأوكراني في كييف، كان من الأجدر النصح بالعودة إلى المفاهيم العسكرية الأساسية. وربما، لمرة واحدة، قد تكون هناك حقيقة أو اثنتين من الحقائق الثابتة في متناول اليد.
-هزيمة أم انسحاب تكتيكي؟
يهدف وابل الدعاية الغربية الصاخب إلى إخفاء حقيقة أن الروس لا يفرون في مواجهة القوة الأوكرانية المتقدمة.
كانوا قد أعلنوا بالفعل أنهم سحبوا بعض قواتهم من الشمال - حيث لم تعد هناك حاجة إليها - من أجل إعادة تجميع وتوحيد صفوفهم مع الجيش الروسي في الجنوب والشرق، استعدادا لشن هجوم ضد جزء من القوات الأوكرانية الاكثر فاعلية وفعالية، والذي يقع في منطقة دونباس. من الواضح الآن أن هذا هو الهدف الرئيسي لروسيا.
وصرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بأن انسحاب القوات من المنطقة المحيطة بكييف كان بادرة تصالحية من أجل تسهيل محادثات السلام. كان فحوى ذلك أيضًا بعيدا جدًا عن الحقيقة.
كان سيرجي ماركوف، الرجل الذي كان قريبا جدا من بوتين في وقت سابق، صريحًا للغاية في رفض مزاعم لافروف. وأوضح ما هو واضح عندما قال لإذاعة بي بي سي فور نيوز: "إن قرار تقليص النشاط العسكري في كييف وتشرنيغوف كان من أجل أن تتمكن القوات الروسية من التركيز على دونباس".
- هل أخطأ بوتين في التقدير؟
من أجل الحصول على فكرة واضحة عن التوازن الحقيقي للقوى المتحاربة في ساحة المعركة، من الضروري العودة إلى الحالة الأولية للأمور في بداية الغزو، وتحديد تأثير ذلك على حسابات بوتين الأصلية.
الاحتمال الكبير هو أن بوتين اعتمد في البداية على استسلام أوكراني سريع في مواجهة تقدم الجيش الروسي.
في الواقع، لو كان زيلينسكي مستعدا للموافقة على عدم الانضمام إلى الناتو والتفاوض بشأن الترتيبات الأمنية مع روسيا، لما حدث الغزو إطلاقا. 
في البداية، كانت هناك مؤشرات على أنه سيستسلم. في الحقيقة، بدا وكأنه في حالة ذعر. لكن تحت ضغط من القوميين المتطرفين والفاشيين، وقبل كل شيء بإيعاز من الصقور في واشنطن، رفض التفاوض. وهذا ما جعل الغزو لا مفر منه.
قد تكون هناك بعض الحقيقة في مزاعم الغرب بأن الجيش الروسي واجه صعوبات في البداية. ربما تعاني القوات الروسية من مشاكل لوجستية، خاصة أن توفير الغذاء والوقود والذخيرة في بلد كبير للغاية طرح تحديات خطيرة.
الأخطاء والإفراط - اللذين دائما ما يكونان مجتمعين عاملاً في أي حرب - سيكون لهما دور أيضا. لكن الجيوش سرعان ما تتعلم، ويمكن تصحيح الأخطاء بسرعة كبيرة. 
كان الخطأ الأكثر خطورة هو استخفاف روسيا بقوة مقاومة العدو.
قبل انقلاب ميدان (Maidan)، كان الجيش الأوكراني قوة ضعيفة ومتداعية، ولا تستحق اعتبارها فاعلاً جادًا. ومع ذلك، فقد أعيد تنظيمها منذ ذلك الحين على أساس من دعم وتدريب الناتو. بالإضافة إلى ذلك، فقد تلقت تجربة قيمة في المعركة خلال الحرب الأهلية التي استمرت ثماني سنوات في دونباس. من الواضح أن هذه الحقيقة لم تكن موضع تقدير كامل من قبل بوتين أو جنرالاته في بداية الحرب.
ولكن كان هناك أيضا عامل آخر يصعب تحديده كميا، ولكنه ذو أهمية كبيرة في أي حرب. لاحظ نابليون ذات مرة أنه في الحرب يمثل المعنوي بالنسبة للجسدي ثلاثة مقابل واحد. رأى الأوكرانيون أنفسهم على أنهم يخوضون حربًا دفاعية "لإنقاذ وطنهم". والدفاع دائما خيار أكثر قبولا من الهجوم.
زيلينسكي - خلافا لنصيحة الغرب - لم يهرب من البلاد ، لكنه بقي في كييف ودعا إلى الدفاع عن الوطن، ما أدى إلى تحفيز مقاومة جيشه وأجزاء من السكان الأوكرانيين.
علاوة على ذلك، ونظرا لأن روسيا لم تعلن الحرب رسميا (لا تزال توصف بأنها "عملية خاصة")، فلا يمكن لبوتين القيام بتعبئة عامة للمجندين والاحتياطيين الآخرين. هذا يعني أنه رغم العدد الهائل لسكان روسيا ، فإن أعداد القوات الفعلية التي يمكن نشرها في الوقت الحاضر محدودة إلى حد ما، ومع ذلك يمكن أن تتغير.
وهكذا نشرت روسيا حوالي 200 ألف جندي، وإذا ما تم دمجها مع قوات جمهوريات دونباس، فإن قوتها المقاتلة تقترب من 300 ألف جندي.
(يتبع)



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في كتاب - رحلة إلى الشرق - لجيرار نرفال
- قراءة في كتاب -مستقبل الطبيعة البشرية..- للفيلسوف الألماني ي ...
- وجهات نظر اشتراكية حول الحرب في أوكرانيا
- حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.. اللفتة الكبيرة التي أ ...
- إيران ترتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان
- لماذا اختار ألبرت أينشتاين الاشتراكية عوض الرأسمالية؟
- طز فيكم يا أوغاد..أرض الله واسعة وعريضة
- أزمة الطاقة في أوربا.. منحت النرويج لقب البطولة وصنفتها في خ ...
- الهيئة الإقليمية لفدرالية اليسار ببنسليمان تقر بفساد عمليات ...
- أزمة الطاقة في أوربا.. منحت النرويج لقب البطولة وصنفتها في خ ...
- أزمة الطاقة في أوروبا.. منحت النرويج لقب البطولة وصنفتها في ...
- الطب النفسي السلالي وإشكالية علاج المرضى
- الفلسفة اللاعقلانية.. نشأتها، مبادؤها وتطورها
- أني إرنو: -الأدب ليس محايدا-
- ثلاث نخلات - نص لإدمون عمران المالح عن مراكش  
- موقف الاشتراكيين الديمقراطيين في أمريكا من الحرب في أوكرانيا ...
- موقف الاشتراكيين الديمقراطيين في أمريكا من الحرب في أوكرانيا ...
- العدالة المغربية.. متى يتساوى المغاربة أمام القانون؟
- إدغار موران: الإنسان يخلق أفكارا ثم يصير عبدا لها
- وزير الثقافة المغربي.. أراد وضع الكحل على العين فإذا به يعمي ...


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أحمد رباص - الحرب في أوكرانيا بين الواقع والخيال (الجزء الأول)