أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جورج حداد - المحور الشرقي الجديد يصوّب المسار التاريخي العالمي















المزيد.....



المحور الشرقي الجديد يصوّب المسار التاريخي العالمي


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 7400 - 2022 / 10 / 13 - 14:01
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


إعداد: جورج حداد*



ان تاريخ كل جماعة انسانية وبلد وشعب ودولة ومنطقة واقليم وقارة، وتاريخ العالم كله، هو تاريخ صراع وتفاعل متواصل، بمختلف الابعاد والجوانب؛ ومن ثم فهو تاريخ الانتقال من حالة الى اخرى، ومن مفاهيم وعقائد الى اخرى، ومن سلطة الى اخرى، ومن نظام محلي او اقليمي او عالمي الى آخر.
وتتخذ التغيرات طابعا اضيق او اوسع، محليا او اقليميا او قطاعيا (يشمل ابناء جنس معين، او قومية معينة، او اشياع عقيدة فلسفية او سياسية او دينية معينة). ولكن هناك تغيرات ذات طابع عالمي شامل.
والفلسفة اليونانية القديمة كانت قد طرحت فكرة قيام الحكومة العالمية التي تشمل جميع شعوب العالم؛ وهي الفكرة التي انطلق لتحقيقها الاسكندر الكبير (الاغريقي ــ المقدوني). ولكن انطلاقته نحو "العالمية" تعثرت في اول الطريق، او في وسطه، لانه لا المجتمع الاغريقي الذي انطلق منه الاسكندر الكبير كان، ذاتيا، ولا المجتمع الدولي الذي انطلق فيه كان، موضوعيا، جاهزا لتحقيق "فكرة الحكومة العالمية" للفلسفة اليونانية القديمة. وكل الاديان الكبرى، المعروفة في "العالم القديم"، وكل الامبراطوريات الكبرى في التاريخ القديم والحديث، كانت تطمح في الوصول الى الشمولية "العالمية". ولكن التاريخ، بكل جوانبه المضيئة والمظلمة، العادية والاستثنائية، لم يتح لاي دين واية امبراطورية الوصول الى هذه النقطة ــ الذروة. وبقيت التعددية الاتنية والقومية، والسياسية ــ الدولوية، والدينية والفلسفية، واللغوية والابداعية و"الفنية"، هي الثابت المتواصل، السائد في المجتمع الانساني العالمي، والمتجدد الدائم في تماثل او تمايز مع الطبيعة والبيئة التي يعيش فيها الانسان.
ولكن في هذه اللوحة الشاملة لا بد من الملاحظة انه منذ بداية الالفية الثانية (بالتقويم المسيحي)، وتحديدا في القرن الحادي عشر، بدأت تتبلور ظاهرة تفوق وهيمنة "الغرب"، بمختلف دوله ذات الطابع الاستعماري او العائشة في ظل الاستعمار، على "الشرق" بمختلف اتنياته ودياناته وشعوبه ودوله. و"مفتاح" او "كلمة السر" في هذا التفوق "الغربي" على "الشرق"، هو في الطبيعة التمييزية للنظام الاستعماري.
ونحاول في المقاربة التالية ان نلقي نظرة على مسار ظاهرة "تفوق الغرب على الشرق"، كتجسيد للجدلية التمييزية لوجود وتطور واستمرار النظام الاستعماري، عالميا:
في وقت ما طرح المفكر النهضوي العربي شكيب ارسلان السؤال: "لماذا تقدم الغرب وتأخر العرب؟"، وبالتالي "الشرق". وهو ما ينبغي على كل القوى الوطنية والتقدمية والتحررية والانسانية الصادقة النظر فيه ودراسته وتفهمه، لاجل المساهمة في التغيير والتحرر من هذا التمايز والتمييز والتميّز بين "الغرب" و"الشرق"، واعادة توحيد العالم على اساس التعاون والتآخي بين جميع الشعوب والاقوام والمجتمعات والثقافات والاديان والمذاهب، لان الكائن الانساني هو واحد في الجوهر.
XXX
فبعد تفكك الامبراطورية الرومانية القديمة ذات النظام العبودي، قامت على انقاضها شتى الدول الاوروبية الغربية ذات النزعات الاستعمارية. وجسدت الحروب الصليبية في حينها "الطفرة الجديدة" الاكبر للغزو الاستعماري "الغربي" لـ"الشرق" (بمعناه الواسع: العربي ــ الاسلامي، الاسيوي ــ الافريقي، الاغريقي ــ البلقاني ــ السلافي ــ الروسي ــ الاورثوذوكسي). وقد شُنت تلك الحروب بمبادرة من الكنيسة "الغربية" المتمثلة في البابوية الكاثوليكية، وبمشاركة ملوك واقطاعيي اوروبا، وتجند فيها عشرات الالوف من النبلاء والفرسان الى جانب مئات الالوف من اللصوص والقتلة وحثالات المدن الاوروبية شبه الجياع الذين توجهوا الى الشرق "الكافر"، ببركة البابوية، لا من اجل العقيدة الدينية التي لم تكن اغلبيتهم الساحقة تفقه منها شيئا، بل من اجل الغزو والقتل والسلب والنهب (طبعا باسم "الرب!" و"البابا ــ المعصوم من الخطأ!")؛ واستمرت تلك الحروب من أواخر القرن الحادي عشر حتى الربع الأخير من القرن الثالث عشر (1096 – 1291).
وقد تشكلت الحروب الصليبية من قسمين:
القسم الاول ــ هو "القسم الشرقي"، الذي توجه من اوروبا الوسطى والغربية باتجاه شرقي اوروبا (مكتسحا بيزنطية واوروبا الشرقية الاورثوذوكسيتين)، نحو سواحل شرقي المتوسط، وصولا الى فلسطين والقدس؛ كما ومن اوروبا الغربية والوسطى نحو مصر.
وقد نجحت هذه "الحملات الصليبية الشرقية" في اقتحام القدس في حزيران 1099، حيث ارتكب الغزاة على الفور (باسم "الرب؟" طبعا، وكالعادة!) احدى ابشع المجازر التاريخية ضد السكان الاصليين؛ اذ تقول المصادر التاريخية انهم قتلوا اكثر من 100 الف نسمة من العرب، المسيحيين الشرقيين واليهود وخصوصا من المسلمين، الذين تم تجميع اكثر من 70 الفا منهم وذبحهم كالنعاج في المسجد الاقصى "لتطهيره" بدم "الكفار!"؛ وأفرغ الغزاة المدينة المقدسة من سكانها الاصليين، "الكفار" و"الهراطقة"، كمقدمة شرطية لاستيطانها من قبل "المؤمنين" الاوروبيين "الغربيين" "الاخيار" و"الاطهار".
وفي هذا السياق لا بد من التوقف مليا عند واقعة تاريخية شديدة الاهمية، وهي ان الحملة الصليبية الرابعة في 1204 توجهت ضد بيزنطية (القسطنطينية) الاورثوذوكسية، وتم تخريبها ونهبها والتنكيل بأهاليها، بما في ذلك اقتحام وتدمير ونهب الاديرة، واذلال وتعذيب وقتل الرهبان، واغتصاب وتعذيب وقتل الراهبات، كلزوميات شرطية لبث الرعب في نفوس البيزنطيين "الهراطقة" وتهجيرهم بالكامل، لاقامة "المملكة اللاتينية الكاثوليكية، وهي المملكة "الغربية" التي دامت 60 سنة في القسطنطينية "الاورثوذوكسية" "الشرقية". وحينها فر البيزنطيون الاورثوذوكس نحو حلب وشمال سوريا، مما ساعدهم على البقاء والعودة لاسترجاع القسطنطينية بعد 60 سنة. وقد ساعد لجوء البيزنطيين الى شمال سوريا وإيوائهم فيها، على كسر جدار العداء القديم بينهم وبين المسلمين العرب، والتقارب والتآخي بين المسيحيين الشرقيين "الاورثوذوكس" والمسلمين.
وقد واجه الغزاة الصليبيون في الشرق مقاومة شديدة متواصلة من قبل الجماهير الشعبية من السكان الاصليين، المسلمين والمسيحيين الشرقيين، كما ومن الامراء المحليين العرب وغير العرب. وفي تموز 1187 حقق صلاح الدين الايوبي (الكردي) الانتصار الكبير على الصليبيين في معركة حطين. وفي تشرين الاول من السنة ذاتها دخلت قواته الى القدس بعد ان استسلمت حاميتها الصليبية الصغيرة. وعلى الضد تماما مما فعله الصليبيون حينما اقتحموا القدس قبل 88 عاما، سمح صلاح الدين للصليبيين، بمن فيهم الامراء والنبلاء والقادة العسكريون الذين اخرجوا معهم كل اموالهم وكنوزهم، بالخروج من المدينة بسلام، مقابل دفع فدية بضعة دنانير فقط عن كل شخص، فقيرا كان او غنيا. وهذا التساهل من قبل صلاح الدين الايوبي لم يكن ناتجا عن الموقف الاخلاقي والانساني فقط، بل لمآربه السياسية.
وفي رأي الكثير من المؤرخين ان صلاح الدين الايوبي، وقبل وفاته في اذار 1193، ارتكب "خطأ كبيرا!" حينما وقّع في حزيران 1192، مع قائد الحملة الصليبية الثالثة ريتشارد قلب الاسد، ما يسمى "اتفاقية الرملة"، التي بموجبها سمح للصليبيين بالاحتفاظ بالساحل الفلسطيني من صور الى يافا.
وكان صلاح الدين قبل موته قد تنكّر للفاطميين وابادهم في مصر، ودعا للخليفة العباسي، وقمع بقسوة شديدة كل الثوراتت التي قامت ضد الايوبيين في مصر، وفتك بـ50 او 250 الف مصري (حسب مختلف الروايات)، وسيطر على مصر والشام والعراق واليمن، ووزع الامارات في ما بين افراد العائلة الايوبية. وقد تنازع الامراء الايوبيون فيما بينهم لاجل السلطة، ولم يتورع بعضهم عن التعاون مع الصليبيين لاجل الاحتفاظ بسلطته وتوسيعها. وفي شباط 1229 قام ملك مصر الايوبي المسمى "الكامل بن العادل الايوبي" بتوقيع ما يسمى "اتفاقية يافا"، مع الامبراطور الالماني فريدريك الثاني، قائد الحملة الصليبية السادسة، والتي بموجبها اعاد الملك الايوبي تسليم القدس الى الصليبيين. وظلت في حوزتهم حتى حررها المماليك من جديد في 1240م. ومن ثم حرر المماليك المدن الساحلية المحتلة من قبل الصليبيين، وفي نهاية المطاف تم تحرير عكا في ايار 1291، وبه انتهت الحملات الصليبية الشرقية.
والقسم الثاني للحملات الصليبية ــ هو ما يمكن تسميته "القسم الشمالي". وقد اتجه هذا القسم، بتحريض ومباركة البابوية الكاثوليكية ايضا، من شمال المانيا وليتوانيا والبلطيق وبولونيا، ومن السويد وسكندينافيا، لاكتساح روسيا الاورثوذوكسية، والعبور من خلالها نحو ايران والعراق، للوصول الى الاراضي المقدسة في الشرق.
ولكن الروس الفقراء، شبه العراة ونصف الجياع، دافعوا ببسالة عن اراضيهمم وبيوتهم، وتصدوا ببطولة للجحافل الكاثوليكية الصليبية، كما تصدوا في السابق لجحافل الامبراطورية الرومانية القديمة. وفي تموز 1240 سحق الروس في "معركة نهر نيفا" الجيش السويدي، وفي نيسان 1242 سحقوا جيش الفرسان التيوتونيين الالمان في معركة بحيرة "بايبوس" المتجمدة، ليس بعيدا عن بتروغراد الحالية. وبذلك تحطمت قرون الصليبيين الشماليين على الصخرة الروسية، ولم يستطع ولا صليبي شمالي واحد ان يعبر الاراضي الروسية ليصل الى الشرق العربي الاسلامي.
وفي المرحلة التاريخية ذاتها استغل الغزاة المغول ــ التتار الظروف الدولية القائمة، وتضعضع الدولة العربية ــ الاسلامية، فبدأت الامبراطورية المغولية، في عام 1205، بغزو الاراضي الصينية، وفي عام 1279 كانت الاراضي الصينية كلها قد وقعت تحت سيطرة المغول.
وفي عام 1237 بدأ الغزو المغولي لروسيا، انطلاقا من الصين، وخرب الغزاة المغول معظم المدن الروسية التي اكتسحوها.
وقد اطلقت على هذه الحقبة التاريخية في روسيا تسمية النير المغولي ــ التتاري. وظل النير المغولي في إمارات شمال شرق روسيا حتى عام 1480. ولكن المقاومة الروسية للنير المغولي لم تتوقف يوما. ويرى المؤرخون ان المقاومة المستمرة والشاملة للشعب الروسي استنزفت قوة الغزاة المغول، وحالت دون تقدم جحافلهم إلى عمق أوروبا، وبذلك انقذت روسيا الشعوب الأوروبية من النير المغولي، كما انقذتهم فيما بعد من النير النازي في الحرب العالمية الثانية.
وفي الاعوام 1219-1256 شن المغول ثلاث حملات ضد ايران، واعقبوها بالاستيلاء على العراق. وفي شباط 1258 اقتحم المغول بغداد، بقيادة الجزار هولاكو، وقتلوا آخر خليفة عباسي وهو المستعصم بالله، وأضرموا النار في بيت الحكمة، وهي إحدى أعظم مكتبات العالم القديم آنذاك، وألقوا بالكُتب في نهريّ دجلة والفُرات، كما فتكوا بالكثير من أهل العلم والثقافة، واستباحوا المدينة استباحة كاملة، وقتلوا اكثر من مليوني انسان، حسب المرويات التاريخية.
وتقول المرويات التاريخية إنّ الصليبيين البابويين الكاثوليك في الشَّام كانوا على اتصالٍ مع المغول ويُشجعونهم على غزو البلاد العربية الإسلامية، وإنَّ البابا نفسه بعث رُسلًا إلى هُولاكو يحُثّه على ذلك. ويقول احد المؤرخين الاوروبيين (ألان ديمورجيه) إن هناك قوات من إمارة انطاكيا الصليبية شاركت في اقتحام بغداد. كما تقول المرويات ان الصليبيين في طرابلس ايضا ارسلوا قوات شاركت في الاقتحام.
ومن جهة ثانية فإن المسمى النَّاصر يُوسُف الايوبي حاكم حلب راسل المغول سرًا، لِيتحالفوا معه ضد المماليك في مصر.
ولكن سلطان مصر المملوكي قطز جهز جيشا بقيادة الظاهر بيبرس الذي انطلق لملاقاة المغول في فلسطين، وانتصر عليهم في معركة عين جالوت، في ايلول 1260، التي تعتبر من ابرز المعارك الفاصلة في تاريخ المنطقة.
ولكن استمرار تفكك العالم العربي ــ الاسلامي شجع السفاح المغولي ــ الطوراني تيمورلنك على اجتياح سوريا واقتحام دمشق في مطلع 1401، حيث ارتكب فيها ما لا يوصف من الفظائع.
ومع ذلك يعتبر تيمورلنك الى اليوم بطلا قوميا وقائدا "اسلاميا؟" عظيما في اوزبكستان. مثلما يعتبر جنكيز خان وهولاكو بطلين قوميين في منغوليا.
XXX
وفي المحصلة التاريخية اسفرت تلك المرحلة الدراماتيكية عن رسم اللوحة الجيوسياسية العالمية ذات الخطوط العريضة التالية:
ـ1ـ تفكك الولايات والامارات العربية وتهافت قوتها العسكرية والسياسية، بما في ذلك تفكك الامارات العربية الاندلسية.
ـ2ـ تهافت القوة السياسية والعسكرية لبيزنطية.
ـ3ـ انكسار جدار العداء القديم بين بيزنطية والعرب، والذي كان في الاساس امتدادا لنزعة الهيمنة الاستعمارية للامبراطورية الرومانية القديمة على الشرق.
ـ4ـ بروز القسطنطينية الاغريقية ــ الاورثوذوكسية، والاندلس العربية ــ الاسلامية، في القرون الوسطى المبكرة، كمنارتين حضاريتين للعالم اجمع، والانفتاح والتعاون الوثيق بينهما.
ـ5ـ ظهور السلطنة العثمانية كقوة عسكرية ــ سياسية استعمارية صاعدة، على صلة عضوية بالمتمولين اليهود والبابوية الكاثوليكية والصليبية الاستعمارية الاوروبية الغربية.
ـ6ـ انهيار قوة الغزاة المغول بسبب مقاومة العرب والروس لهم، والامتناع اللاحق لاوروبا الغربية عن دعمهم.
ـ7ـ ظهور ارهاصات القوة الصاعدة لايران.
ـ8ـ فشل القيادات الاقطاعية ــ العشائرية ــ العسكرية، الكردية، الايوبية وغيرها، في الاحتفاظ لنفسها بالهيمنة على المناطق العربية، وفتحها الطريق لهيمنة المماليك، الذين سبق للايوبيين انفسهم استقدامهم، والذين بدورهم فتحوا الطريق للهيمنة العثمانية. وقد انتهى المطاف بالقيادات الاقطاعية العسكرية الكردية ان تتحول الى اداة بيد السلطنة العثمانية ضد اليونانيين والارمن والاشوريين والسريان وسائر العرب، المسلمين والمسيحيين الشرقيين.
ـ9ـ ظهور روسيا والصين والشرق الاقصى وايران والعالم العربي وافريقيا، كمحط اطماع للغزو والاستعمار الغربي؛ وبداية الرحلات الاستكشافية الاوروبية "الغربية" حول العالم، ذات الاهداف الاستعمارية.
ـ10ـ بالرغم من فشل الحروب الصليبية البابوية، فقد ترسخ ظهور اوروبا "الغربية" كقوة استعمارية عالمية صاعدة، هي وريث تاريخي للامبراطورية الرومانية القديمة.
ـ11ـ بروز الدولة الروسية الموحدة الجديدة كقوة مسيحية شرقية (اورثوذوكسية) صاعدة، وطموحها الى الحلول في القسطنطينية بالتفاهم مع الدولة البيزنطية، وبالتالي الاطلال على حوض البحر الابيض المتوسط، والبحر العالمي من خلفه، واعادة تعزيز الدور العالمي للشعوب المسيحية الشرقية، واقامة علاقات تعاون وتفاعل حضاري متكامل مع العالم العربي ــ الاسلامي؛ وهذا ما كان يقض مضاجع ويصيب بالهستيريا الدول الاستعمارية الغربية، بخلفيتها البابوية الكاثوليكية.
ـ12ـ نشوء حلف شيطاني سري ثلاثي: استعماري صليبي (بابوي) "غربي" ــ رأسمالي يهودي ــ اسلاموي عثماني، لغزو وقهر واستعباد جميع شعوب العالم، واولها شعوب الشرق.
XXX
وعلى خلفية هذه اللوحة العالمية الشاملة، جرت الاحداث التاريخية الكبرى التالية، التي حددت المسار الاستعماري الظالم للتاريخ العالمي حتى اليوم:
ـ1ـ في 1453، وبتحريض وتأييد ودعم، سري وعلني، من قبل البابوية، ودول اوروبا الغربية، واليهودية العالمية، قام الغازي العثماني السلطان محمد الفاتح، باقتحام القسطنطينية، وارتكاب مجزرة كبرى ضد المسيحيين الشرقيين فيها (اليونانيين والبلغار والارمن وغيرهم)، واعلان ضم المدينة الى "ممتلكات" السلطنة العثمانية، وتحويلها الى عاصمة لها. وبذلك حققت اوروبا الغربية هدفين كبيرين هما:
الاول ــ اقامة "حاجز اسلامي" بين روسيا وبين العالم العربي ــ الاسلامي، ومنع روسيا من الوصول الى البحر الابيض المتوسط والبحار الدافئة.
والثاني ــ التمهيد لعودة الاستعمار الاوروبي الغربي (الوريث للامبراطورية الرومانية القديمة)، لاجتياح العالم العربي ــ الاسلامي، تحت رايات "اسلامية!" "حليفة"، بشخص السلطنة العثمانية وداعميها الاقطاعيين الاكراد.
ـ2ـ بسقوط المنارة الحضارية الاوروبية ــ المسيحية الشرقية (الاورثوذوكسية) القسطنطينية، تحت اقدام الهمجية العثمانية، فُتحت الطريق امام اسقاط "توأمها": المنارة الحضارية العربية ــ الاسلامية "الاندلس". ومع ان البابوية ودول اوروبا الغربية حرضت وايدت ودعمت وساهمت في اسقاط القسطنطينية، الا انها في الوقت ذاته (وعلى طريقة الامبريالية الاميركية اليوم التي صنعت "داعش" وهي تدعي "مكافحة الارهاب") استغلت هذا الحدث المروع، الذي نفذه العثمانيون وانصارهم الاكراد (المعادون للعرب)، كي تشن حملة اعلامية وسياسية صليبية جديدة ضد العرب والمسلمين، وتحمّل لا الطغاة العثمانيين بل "المسلمين العرب" تحديدا، المسؤولية عن سقوط القسطنطينية. وبدلا من التوجه الاوروبي لـ"استعادة" القسطنطينية من العثمانيين، فإن البابوية ودول اوروبا الغربية فعّلت النشاط العسكري، وشرعت في مهاجمة وقضم الامارات الاندلسية العربية المتفككة، واحدة تلو الاخرى، تحت تسمية (reconquesta) "الاستعادة". (وهذا ما يذكرنا بالخطة التي طبقها في حينه النظام البعثي بقيادة صدام حسين في العراق، الذي اعلن التعبئة لاجل "تحرير القدس"، ولكنه وجه الجيش العراقي المخدوع لمهاجمة ومحاولة اسقاط الثورة الاسلامية في ايران، بدعم وتمويل العالم الامبريالي الغربي وشيبوخ النفط العرب والبيروقراطية السوفياتية خائنة الشيوعية والشعب الروسي). وكان سقوط غرناطة، اخر امارة عربية في الاندلس، في 1492.
ـ3ـ وفي هذه السنة الكارثية نفسها، 1492، فإن المستكشف الاستعماري المأجور كريستوف كولومبوس كان يقوم، بمباركة من البابوية، وبتمويل كاثوليكي ــ يهودي، برحلة دوران حول الكرة الارضية لاستكشاف الطريق الى الشرق العربي "من الخلف"، تمهيدا لحملات صليبية جديدة على الاراضي العربية ــ الاسلامية المقدسة، دون المرور باسطنبول والاصطدام بالعثمانيين حلفاء اوروبا الغربية ومدّعي الاسلام.
ــ4ــ وفي طريقه "الخلفي" الى الشرق "اكتشف" كولومبوس ما سمي لاحقا "اميركا". وبدأت على الفور عملية تنفيذ اكبر جريمة ضد الانسانية في التاريخ البشري، وهي جريمة ابادة 112 مليون "هندي احمر" والاستيلاء على اراضيهم، وزرع كيان استعماري ــ استيطاني مغتصب فوق جماجمهم، وهو ما سمي "الولايات المتحدة الاميركية". ان مؤسسي هذه الدولة، الذين يسمون "الرواد" و"الآباء المؤسسين" لاميركا، ليسوا سوى وحوش بشرية وزومبيات تسيل من اشداقهم دماء ملايين الضحايا من الهنود الحمر، سكان الارض الاصليين. وكل تاريخ "اميركا" ليس سوى تاريخ هذه الحقبة الاستعمارية (من كولومبوس الى اليوم) ولا علاقة له البتة بتاريخ سكان "اميركا" الاصليين. وقد تجمعت في اميركا كل عناصر ومقومات ونزعات التعصب والاجرام والاغتصاب والاستعمار، الاوروبية الغربية، الصليبية والنازية، الرأسمالية واليهودية والامبريالية.
وفي غضون بضع مئات السنين بعد "اكتشاف" اميركا، تحولت الـUSA الى وحش اسطوري يفتح شدقيه لابتلاع العالم، بما فيه اوروبا الغربية الاستعمارية، "الام الطبيعية" التاريخية التي أوجدت هي نفسها هذا الوحش.
ــ5ــ بعد ان استتب لهم الامر في القسطنطينية وغيرها من الاراضي اليونانية والاوروبية الشرقية المغتصبة، استدار الغزاة العثمانيون الى الوراء، لاكتساح البلاد العربية ــ الاسلامية، تماما كما خُطّط لهم في المطابخ البابوية والاوروبية الغربية واليهودية.
ــ6ــ وفي اب 1514 وقعت معركة جالديران المفصلية (في ايران قريبا من الحدود مع تركيا) بين الجيش العثماني بقيادة المتوحش (قاتل ابيه واخوته ومغتصب السلطة) السلطان سليم الاول، وبين الجيش الايراني بقيادة الشاهنشاه الصفوي اسماعيل الاول. وقد انتصر العثمانيون في تلك المعركة الفاصلة. ويقول المؤرخون الاكراد وغيرهم ان الاقطاعيين الاكراد حاربوا الى جانب العثمانيين، تحت تأثير الامير الكردي البارز شرف خان البدليسي، وانه لولا الاكراد لما انتصر العثمانيون. ومنذ تلك المعركة الفاصلة في التاريخ العربي ــ الاسلامي، تحول الاقطاع العشائري ــ العسكري الكردي الى اداة بيد السلطنة العثمانية.
وقد اسفرت معركة جالديران عن نتيجتين مهمتين:
الاولى ــ عزل ايران عن المنطقة العربية، وإلقائها في براثن نظام شاهنشاهي منغلق، مستبد ومتخلف، قمع لمئات السنين الشعب الايراني وعطل دوره الحضاري العريق.
والثاني ــ فتح الطريق امام الغزاة العثمانيين لاكتساح البلاد العربية.
ــ7ــ وفي اب 1516 توجه الغزاة العثمانيون باتجاه سوريا، واشتبك الجيش العثماني بقيادة السلطان سليم، مع جيش المماليك بقيادة السلطان المملوكي قانصوه الغوري، في معركة مرج دابق قرب مدينة حلب. وانتصر العثمانيون، بمشاركة الاقطاعيين الاكراد، بفضل تفوقهم العددي، وامتلاكهم للمدفعية، والخيانات في صفوف المماليك. وبانتصار مرج دابق دخل السلطان سليم كافة المدن السورية ودمشق، ودان له جبل لبنان وفلسطين.
ــ8ــ بعد ذلك توجه السلطان سليم لاحتلال مصر، وفي جيب قفطانه فتوى تقول بجواز "فتح" مصر الاسلامية، لانها بلد "نجس" بسبب كونها تشرب من مياه النيل، الذي يبول فيه اليهود والنصارى(!!!)، وقد نسي صاحب هذه الفتوى العثمانية العجيبة ان يذكر ان النيل سيعود ويتطهر ببول العثمانيين "المسلمين؟" امثاله.
وفي كانون الثاني 1517 تجابه الجيشان العثماني، والمملوكي بقيادة السلطان الجديد طومان باي، في منطقة الريدانية قرب القاهرة. وانتصر العثمانيون بفضل تفوقهم العددي، والخيانات في صفوف المماليك، وتملك الأسلحة الحديثة والمدافع والخطط الحربية المستمدة من الغرب.
وبعد هذه الهزيمة نظم طومان باي نوعا من المقاومة الشعبية في القاهرة، مما اربك جدا العثمانيين، فبدأوا بتطبيق ارهاب فظيع ضد المدنيين، مما اجبر طومان باي على تسليم نفسه لوقف الارهاب، فتم شنقه في احدى ساحات القاهرة، وابقوا جثته معلقة عدة ايام.
وعلى الاثر ادعى السلطان سليم انه قرشي النسب، وتجوز له الخلافة، واعلن نفسه خليفة للمسلمين، وحول الخلافة من العرب الى بني عثمان.
وفرض العثمانيون نيرهم الاسود على البلاد العربية لمئات السنين، واوصلوها الى الدرك الاسفل في السلّم الحضاري، في وقت كانت تتم فيه الطفرة الاستعمارية الجديدة (ما بعد الصليبية)، على هامش "النهضة" الحضارية (Renaissance) في اوروبا. وقد حكم العثمانيون الشعوب العربية بالسوط والسيف والمشنقة والخازوق. وكان "الخازوق التركي" اهم "منجز حضاري خاص" قدمته "عبقرية" الخلافة العثمانية للعرب والمسلمين والعالم.
ــ9ــ في القرن الرابع الميلادي كان النظام الامبراطوري العبودي الروماني قد اضطر للتخلي عن اضطهاد المسيحية، ثم تبناها شكليا، وطرحها بصيغة "كاثوليكية" (اي: شمولية عالمية = لاوطنية) واعتبرها دين الدولة؛ وشرع في اضطهاد الكنائس المسيحية الشرقية (الوطنية = الاورثوذوكسية)، باسم البابوية الكاثوليكية. وبالمقابل منحت المؤسسة الاكليروسية الكاثوليكية المستحدثة "صكوك الغفران" للقادة ورجالات السلطة الرومانيين، وباركت التحول من النظام الامبراطوري ــ العبودي ــ الرقّي، الى النظام الاقطاعي: الملوكي ــ النبلائي ــ الاقناني.
ــ10ــ وفي 1517 بدأت بالانبثاق، من داخل منظومة الدول الاوروبية الكاثوليكية، الحركة الدينية البروتستانتية (الاحتجاجية) التي شجبت استنسابية نظام "صكوك الغفران"، من جهة، وانتقدت اليهودية كـ"جماعة منغلقة" ذات "وظيفة ربوية خاصة"، من جهة ثانية. وأشرعت البروتستانتية الابواب امام الفكر "الليبيرالي الدمقراطي" البرجوازي، والبراغماتية، والنفعانية، وتحويل النشاط الرأسمالي ــ الفوائدي ــ الربوي، بشخص النظام البنكي ــ البورصوي ــ الريعي ــ الاستثماري، من "وظيفة يهودية ضيقة" الى نظام اقتصادي ــ اجتماعي عام وعالمي، هو النظام الرأسمالي، وإن بسيطرة مركزية يهودية. وبذلك أسست البروتستانتية لكسر العزلة اليهودية، والانفتاح المتبادل اليهودي ــ البروتستانتي ــ الكاثوليكي، ولايجاد الاساس الايديولوجي الديني المختلط (المسيحي "الغربي" ــ اليهودي) للنظام الرأسمالي ــ الامبريالي العالمي.
ــ11ــ والتاريخ العالمي، منذ مطلع القرن الـ16 حتى اليوم، ما هو سوى تاريخ الهيمنة الامبريالية "الغربية" على العالم. كما تتأكد يوما بعد يوم مقولة ابي علم الاجتماع المعاصر، كارل ماركس، منذ اكثر من 170 سنة، ان النظام الرأسمالي (= الامبريالي)، في سعيه المجنون الى الربح، يدمر ليس فقط المجتمع الانساني، بل ويدمر ايضا البيئة او الطبيعة التي وُجد ويعيش فيها هذا المجتمع. ويبدو ذلك بوضوح تام في الحروب الاستعمارية والمذابح الطائفية والعنصرية والانظمة الدكتاتورية والرجعية والفساد والارهاب والسجون والتعذيب وامتهان الكرامة الانسانية والافقار والتجويع؛ كما ويبدو في تدمير البيئة والاحتباس الحراري والتلوث والتصحّر والجفاف المتزايد وتفاقم الحرائق والاعاصير والفيضانات وانتشار الاوبئة.
ــ12ــ و"بفضل" الهيمنة الامبريالية ــ الاستعمارية لـ"الغرب" على "الشرق"، يقف العالم اليوم امام خطرين وجوديين هما:
الاول ــ خطر الفناء بنتيجة التدمير الرأسمالي ــ الامبريالي الوحشي للبيئة والطبيعة.
والثاني ــ خطر الفناء بالتسبب في اندلاع حرب نووية تدميرية شاملة.
XXX
ولكن المنطق الجدلي للتاريخ، ومنظومة القيم الاخلاقية الانسانية، الدينية والفلسفية، وغريزة حب البقاء الطبيعية لدى الانسان، كلها مجتمعة، لن تسمح للامبريالية الغربية، الاميركية ــ اليهودية، ان تُفني المجتمع البشري، وان تدمر الكوكب الارضي الذي وُجد ويعيش فيه وبه الانسان، لاجل زيادة تكديس الدولارات لدى زمرة من المليارديرية المعتوهين، من الامبرياليين الاميركيين واليهود واذنابهم في كل مكان.
وليس من الصدفة ابدا ان الشعوب الروسية والصينية والايرانية والعربية، التي كانت تاريخيا اولى ضحايا الغزوات الرومانية القديمة، والصليبية، والمغولية ــ التتارية، والعثمانية، هي التي تشكل الان طليعة اليقظة الانسانية الشاملة ضد نظام الهيمنة الامبريالية ــ الرأسمالية ــ الاستعمارية "الغربية" على "الشرق" والعالم. وهذه الشعوب ودولها هي التي تشكل اليوم نواة "المحور الشرقي الجديد"، وهي تمتلك من الحجم الجغرافي والديموغرافي، ومن القدرات السياسية والاقتصادية والعسكرية، ومن حكمة الدهور، وقوة الارادة الشعبية، ما يمكنها من التصدي للامبريالية الاميركية واليهودية العالمية، "الغربية"، واعادة وجهة التاريخ الى جادة الصواب، بالقضاء على نظام الهيمنة الامبريالية الاميركية ــ اليهودية على العالم، وبناء نظام عالمي جديد يقوم على تآخي الشعوب والقوميات والاتنيات، وتفاعل الحضارات، انطلاقا من الشعار الذي اطلقه في حينه الزعيم التاريخي للحزب الشيوعي الصيني ماو تسي تونغ والقائل: "لتتفتح مئة زهرة وزهرة!".
والعلاقات الناشئة والمتوسعة بين الدول العظمى التي تشكل نواة "المحور الشرقي الجديد"، اي الفيديرالية الروسية، والصين الشعبية، والجمهورية الاسلامية الايرانية، ــ هذه العلاقات تقدم هي نفسها المثال النموذجي عما يجب ان يكونه العالم المتحرر من نزعة الاستعمار والهيمنة الامبريالية "الغربية". فهذه الدول هي ذات انظمة سياسية ومعتقدات دينية وايديولوجية وسياسية مختلفة، وهي مركبة من تشكيلة كبرى من مختلف القوميات والاتنيات والمعتقدات الدينية والمذهبية والفلسفية. ومع ذاك، وبالرغم من هذا التنوع، بل والاصح القول بفضل هذا التنوع الشديد، تقوم فيما بين هذه الدول علاقات ندية، تفاعلية، تعاونية، بل واخوية، على قاعدة "رابح ــ رابح"، مناقضة تماما للنموذج الاستعلائي، الاستغلالي، الاستعماري والامبريالي الغربي ــ الاطلسي الشمالي ــ الاميركي ــ اليهودي.
واذا كانت الثورة الفرنسية الكبرى في الربع الاخير من القرن الثامن عشر قد فتحت الطريق لتقويض النظام الاقطاعي في العالم؛
واذا كانت الثورة الاشتراكية الروسية الكبرى في الربع الاول من القرن العشرين قد شقت الطريق لتقويض النظام الرأسمالي ــ الامبريالي العالمي، بالرغم من خيانة الستالينية والغورباتشوفية للشيوعية وللشعب الروسي، والنكسة التي تمثلت في انهيار المنظومة السوفياتية والاتحاد السوفياتي السابقين؛
فإن ظهور وتبلور وتدعيم وتطور "المحور الشرقي الجديد"، لروسيا والصين وايران، يفتح الطريق الان بقوة لازالة الهيمنة الاستعمارية ــ الامبريالية "للغرب" على "الشرق" المظلوم، وتصويب بوصلة المسار التاريخي للمجتمع الانساني بأسره!
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب لبناني مستقل



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع الوجود بين لبنان واسرائيل
- الكسندر دوغين: روسيا الاوراسية بمواجهة الامبريالية الاطلسية
- روسيا: الصديق التاريخي الاساسي للشعوب العربية والاسلامية
- صلاح الدين الايوبي: عدو لدود للعرب ومؤسس للاستيطان والاستعما ...
- خطر قيام حلف عدواني جديد: اميركي ــ ناتوي ــ اسرائيلي ــ عرب ...
- كازاخستان تختار الخط الاوراسي الحليف لروسيا والصين وايران
- الخلفية الايديولوجية الجيوبوليتيكية للتدخل الروسي في اوكران ...
- اميركا والسعودية تخسران مشروعهما لحرب اهلية لبنانية جديدة قب ...
- الانفصالية الكردية وحق تقرير المصير للشعوب
- الكيانية اللبنانية الطائفية العميلة تتفسخ وتنقلب الى نقيضها
- صلاة الرئيس الايراني في الكرملين والمفاوضات الصعبة في فيينا
- التفوق الاقتصادي الصيني سيدخل تحولا جذريا في الجيوستراتيجيا ...
- لبنان الكرامة والشعب العنيد لن يكون مزرعة دواجن بشرية خاضعة ...
- قتلوا فرج الله الحلو وساروا في الجنازة
- الصين الشعبية تتقدم لاستعادة القيادة الشرقية للنظام العالمي
- في البعد الطائفي لازمة النظام اللبناني
- الى حكام السعودية: لا تستهينوا بلبنان المقاوم الذي انتصر على ...
- لبنان: حرب التحرير الوطنية ضد الحرب الاهلية الطائفية
- التفوق العسكري لروسيا وحلفائها على الامبريالية الاميركية وات ...
- الصين: شعب المسيرة الثورية الكبرى ضد النظام الامبريالي العال ...


المزيد.....




- مدير CIA يعلق على رفض -حماس- لمقترح اتفاق وقف إطلاق النار
- تراجع إيرادات قناة السويس بنسبة 60 %
- بايدن يتابع مسلسل زلات لسانه.. -لأن هذه هي أمريكا-!
- السفير الروسي ورئيس مجلس النواب الليبي يبحثان آخر المستجدات ...
- سي إن إن: تشاد تهدد واشنطن بفسخ الاتفاقية العسكرية معها
- سوريا تتحسب لرد إسرائيلي على أراضيها
- صحيفة: ضغط أمريكي على نتنياهو لقبول إقامة دولة فلسطينية مقاب ...
- استخباراتي أمريكي سابق: ستولتنبرغ ينافق بزعمه أن روسيا تشكل ...
- تصوير جوي يظهر اجتياح الفيضانات مقاطعة كورغان الروسية
- بعد الاتحاد الأوروبي.. عقوبات أمريكية بريطانية على إيران بسب ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جورج حداد - المحور الشرقي الجديد يصوّب المسار التاريخي العالمي