أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد موافق - الاستراتيجية الوطنية المندمجة للشباب 2015-2030 اختيار سياسي أم احتياج واقعي للشباب؟















المزيد.....



الاستراتيجية الوطنية المندمجة للشباب 2015-2030 اختيار سياسي أم احتياج واقعي للشباب؟


محمد موافق

الحوار المتمدن-العدد: 7400 - 2022 / 10 / 13 - 00:05
المحور: المجتمع المدني
    


الاستراتيجية الوطنية المندمجة للشباب 2015-2030
اختيار سياسي أم احتياج واقعي للشباب؟

هذه الورقة البحثية تهدف الىى مقاربة السياسات العمومية في برنامج قطاع الشباب من خلال الاستراتيجية الوطنية المندمجة للشباب سنحاول أن نجيب فيها عن حاجيات الفئة المعنية (الشباب) من خلال المعطيات المعرفية والمراجع العلمية والمدارس الفكرية والنظريات المرتبطة بالسياسات العمومية،
وسنحاول الإجابة على التساؤل التالي: هل الاستراتيجية الوطنية المندمجة للشباب اختيار سياسي ام احتياج حقيقي للشباب؟
المحور الأول
1 السياسات العمومية الموجهة للشباب
• مفهوم الاستراتيجية.
• مفهوم السياسات الوطنية للشباب.
• السلطة الحكومية.
• التعامل مع الشباب.
• دعم مشاركة الشباب.
المحور الثاني
2 محور الاستراتيجية الوطنية المندمجة والمعايير الدولية
• سياسات الشباب وفق مقياس ( معيار )دولي لسياسات الشباب
 جامعة الدول العربية
 مجلس أوربا
 السياسة الوطنية للشباب نموذج الجزائر
 السياسة الوطنية للشباب نموذج الأردن
• السياسة الوطنية للشباب بالمغرب
• خلاصات



تقديم عام
يشكل الشباب رحى المجتمع وعماده، ومصدر قوته، وتماسك نظمه و أنساقه؛ فالمجتمعات التي تعير الاهتمام لرعيل الشباب، وتنبري للذود عن حقوقه وتطلعاته وطموحاته، تفتح مصراعيها على عوالم الاستمرارية والتجدد والنماء والنهضة والرقي، بينما التي لا تعبأ بوجوده، ولا تكترث لأمره، تفرض على نفسها واقع النكوص والتفكك والانهيار؛ من هذا المنطلق غدا موضوع الشباب الإشكال الذي يقض مضجع الحكومات، ويؤرق فكر الساسة والمدراء، لما يتميز به من أهمية قصوى في الدفع قدما بالدول، وإنجاح واقع الإصلاحات والسياسات . فعلاوة على كونه مدخلا حقيقيا لتنمية المجتمعات والنهوض بشؤونها، يعتبر الشباب كذلك ترياق الأزمات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية ؛ بانخراطه الفعال في تدبير الشأن العام، ومشاركته السياسية الواعية، وبجهوده الفكرية الحثيثة، وفتوته وقوته ويقظته، فضلا عن إسهامات أخرى في مجالات عديدة، لكنه في المقابل قد يصبح عالة ومصدر إزعاج للمجتمع وعقبة في تطوره وتقدمه، حينما تنعدم فرص اندماجه ومشاركته وانخراطه، أو عندما يطاله التهميش والاستبعاد الذي يجعله غريبا في وطنه، مغتربا في هويته ووجوده؛ حيث لا يجد من يحتضن مواهبه، أو يقدر إسهاماته، ويوفر له البيئة المناسبة للتعبير عن اختياراته وتصوراته وممارسة قناعاته، ويروي ظمأه الوجودي والمعرفي والاجتماعي، ويلملم جراحه .
من تعاريف السياسات العمومية كونها اختيارات ورغبات الجمهور ضحايا نظام سياسي معين وهذه السياسات العمومية هي مقاربات متعددة المعارف – والذين يقاربوا السياسات العمومية عليهم بالضرورة أن يقاربوا السلطة العمومية فلا سياسات عمومية دون تعدد المقاربات و خضوعها لمعايير تعطي مقياسًا لإصدار الأحكام على السلوك أو النتائج أو تقييمها ، فحسب Rober (merton) فالسياسات العمومية مرتبطة بجهاز الدولة و السلطة المركزية و بالنظام القائم و بالأجهزة العمومية في حين أن الفعل العمومي هو سيرورة مرتبطة بمجموعة من المتدخلين ( الحكومة – المنتخبون – المنظمات الحكومية – المجتمع المدني – القطاع الخاص و من هذا المنطلق سوف نحاول مقاربة السياسات العمومية الموجهة للشباب من خلال الاستراتيجية الوطنية للشباب 2015-2030 .
و نجد أنه من الضروري البحث في مكانة الشباب في المجتمع من خلال بعض التقارير و الأبحاث التي عالجت الموضوع و في هذا الصدد فقد أصدر المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة توصيات تؤكد على ضرورة عمل الحكومات على تفهم احتياجات وطموحات الشباب ودعم مؤسساتهم ومنظماتهم ومشاركتها في خطة التنمية، وفي نفس السياق صدر التقرير التمهيدي للأمانة العامة للأمم المتحدة الذي تضمن عرضا لأسباب ومضامين "السياسة الوطنية في ميدان الشباب" فبحلول عام 2020 حسب الأمم المتحدة وصل عدد سكان العالم الذين تقل أعمارهم عن 30 سنة 3.6 مليار ، حيث ستشكل هذه الفئة القوة العالمية الجديدة التي ستعيد تشكيل العالم و سيكون للشرق الأوسط و افريقيا الحصة الأكبر من السكان الذين تقل أعمارهم عن 30 سنة وذلك بنسبة 63.9% .
كما كشف تقرير EuroMinitor الدولي أن الاقتصادات النامية مثل الجزائر و المغرب قد دخلت النافدة الجغرافية في 2010 ، حيث سيستفيدون من نافدة ديمغرافية تجلب لهم تطور في المجتمع من خلال السماح للمزيد من الاستثمار في التعليم و الصحة و التكنلوجيا و المهارات التي تدعم الاقتصاد، وهي فرصة لوضع سياسات عمومية موجهة للشباب وتقوية التدخل الحكومي و وضع برامج تساهم توفير سبل التعليم و ربطه بمتطلبات سوق العمل باعتبار التعليم عاملا بالغ الأهمية في تحديد مستوى التطور الاقتصادي و بيئة الأعمال في أي بلد .
و باعتبار المغرب تبنى الاستراتيجية الوطنية المندمجة للشباب 2015- 2030، فإلى أي حد ساهمت هذه الاستراتيجية كسياسة عمومية في اشراك الشباب و تحديد احتياجاتهم الحقيقية ؟
هذا ما سنحاول الاجابة عليه عبر مقاربة معايير دولية في سياسات الشباب و هل هذه الاستراتيجية نابعة عن احتياج حقيقي للشباب أم هي اختيار سياسي فقط؟ ،
ولابد من الاشارة انه رغم تراجع المغرب عن تنفيذ مخرجات هذه الاستراتيجية الا انه تم توظيف بعض عناصرها ومخرجاتها في النموذج التنموي الجديد بالمغرب.
1 مقاربة السياسات العمومية الموجهة للشباب
• 1.1 مفهوم الاستراتيجية
لقد تعددت التعاريف الخاصة بالاستراتيجية نظرا لتعدد تصورات واتجاهات الباحثين والمتخصصين في الشؤون الاستراتيجية، لكن هناك اتفاق على أنها سلوك المؤسسة تجاه المحيط، لا سيما منه المحيط المباشر أي الصناعة (السوق) التي تنشط ضمنها، حيث تهتم بعلاقة المؤسسة بالبيئة الخارجية والداخلية، وبتحديد الأهداف طويلة الأجل وتخصيص الموارد لتحقيق هذه الأهداف.
تعود جذور مصطلح الاستراتيجية إلى الأصل الإغريقي "Strategia " وتعني "فن الحرب"، لذلـك فـإن نقل هذا المصطلح إلى الإدارة سيعني بصورة أولية على الأقل "فن الإدارة أو القيادة".
لقد حصل التحول الجوهري في معنى الاستراتيجية من طرف كتاب الاقتصاد الصناعي وكذا رواد الفكر الاستراتيجي وأبرزهم Porter Michael (بورتر) مـن خلال مفهومه الجديد الذي قدمه في كتابه المعروف strategy Competitive ، وقد تمثل في أن الاستراتيجية هي الاختيار الذي تتبناه المؤسسة بشأن وضعيتها في المحيط التنافسي .
تقترح الاستراتيجية الوطنية، التي أعدتها وزارة الشباب والرياضة، بشراكة مع المديرية العامة للجماعات المحلية، وصندوق الأمم المتحدة للطفولة وصندوق الأمم المتحدة للسكان، رؤية شاملة يمكن للشباب المغربي من خلالها الاضطلاع بدورهم كاملا كفاعلين أساسيين في بناء وتنمية البلاد.
كما أعطت هذه الاستراتيجية القدرات والفرص التي تؤهلهم للانتقال إلى مرحلة البلوغ من خلال تربية ذات جودة عالية والولوج الى عمل لائق، والى خدمات صحية ملائمة وإلى المشاركة الفاعلة في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية.
وتحدد الاستراتيجية خمسة أهداف، تتمثل أساسا في الرفع من الفرص الاقتصادية المتاحة للشباب والنهوض بقابلية تشغيلهم، والولوج إلى الخدمات الأساسية المقدمة للشباب وتحسين جودتها والتقليص من الفوارق الجغرافية، وتعزيز المشاركة الفعالة للشباب في الحياة الاجتماعية والمجتمع المدني وفي اتخاذ القرار، فضلا عن النهوض باحترام حقوق الانسان وتقوية الأجهزة المؤسساتية للتواصل والإعلام والتقييم والحكامة.
• 1.2 مفهوم السياسات الوطنية للشباب
يعرف توماس داي السياسة العمومية باعتبارها" تقديرا أو اختيارا حكوميا رسميا للفعل أو عدم الفعل، كما هي توضيح لماهية أفكار الحكومة وفلسفة عملها ورؤيتها التدبيرية بينما يرى كارل فردريك بأن السياسة العامة هي " برنامج عمل مقترح لشخص أو جماعة أو حكومة في نطاق بيئة محددة لتوضيح الفرص المستهدفة والمحددات المراد تجاوزها سعيا للوصول إلى هدف أو لتحقيق غرض مقصود"
تختلف السياسات الوطنية للشباب في أنحاء العالم فهناك خصوصية ثقافية، كون هذه السياسات تستجيب لتحديات متنوعة ويتم تطويرها في دول تختلف في مواردها المتاحة اختلافا كبيرا. وبوجـود ذلك الاختلاف في الخصوصيات الثقافية والاقتصادية والتحديات المطروحة،
وفقاً لما سبق ذكره، نستطيع القول أن سياسات الشباب هي التزام الحكومة وممارستها تجاه ضمان ظروف معيشية جيدة وفرص أفضل لفئة الشباب في دولة ما. وقد تكون أكثر أو أقل تركيزا، أضعف أو أقـوى، أو أضيق أو أوسع نطاقا، وليس بالضرورة أن تصاغ استراتيجية الشباب في وثيقة استراتيجية مفردة (مع أنه من المفضل ذلك حتماً)، ولكن قد تأتي على شكل مجمـوعـة من الممارسات المجربة أو أن يتم ترسيخها في عدد من الوثائق التعريفية المختلفة، والتي بمجملها تحدد كيف تتعامل الحكومة مع قضايا الشباب.
حـتـى تـكـون سياسات الشباب قوية وفعالة، عليها أن تمتثل وتتعامل مع عدد من العوامل، وهناك عدة طرق لـتـصـنـيـف ماهية سياسات الشباب، ذلك لأن سياسات الشباب أكثر من مجرد قائمة قضايا يجب تغطيتها، فهي أيضاً تشمل المنهجية والمنتفعين وأصحاب المصلحة والموازنات وغيرها . وفي هذا الصدد، لابد من التفريق بين «القانون” و «الاستراتيجية” و «السياسة"، فمن ناحية، القانون هو مجموعة قواعد التصرف التي تجيز وتحدد حدود العلاقات والحقوق بين الناس والمنظمات، والعلاقة التبادلية بين الفرد والدولة والتي تفرضها دولة ما، بهدف تنظيم أفعال وتعامل أفراد المجتمع.
أما السياسة(policy) هي مجموعة مبادئ للأفعال يتم تطويرها أو اقتراحها من قبل الحكومة أو الهيئات غير الحكومية في سبيل الوصول إلى هدف مرغوب فيه، ويهدف إلى تأطير القرارات أو بيانات النوايا، وهـي مـسـار عـمـل واضح يتم اتخاذه لتعزيز الممارسة الـفـضـلـى والـوصـول إلى نتيجة مـرغـوب فيها.
وأخيرا، الاستراتيجية هـي خطة أو سـبـيـل لنهج يـطـوره فـرد، أو مجموعة أو منظمة ما للنجاح في الـوصـول إلى غاية أو هدف كلي.
مع ذلك، عند التفكير باستراتيجية الشباب، لا بد من التفكير بالجزئيات حيث تتضمن كل التفاصيل والإجراءات والخطوات التي يجب إتباعها بالترتيب للوصول إلى الأهداف المنشودة من الاستراتيجية، لذا فإن سياسة الشباب تتضمن قاعدة أو توجيه معين بينما استراتيجية الشباب هي المنهجية المستخدمة لتحقيق الغايات المستهدفة كما حددتها السياسة والاستراتيجية معنيتان بالوصول إلى الأهداف التنظيمية للمنظمات الحكومية وغير الحكومية. وتتشابه عملية تطوير كلا المفهومين إلا انه في القرارات الاستراتيجية يكون تحديد وتحليل عوامل المشكلة أصـعـب مما هو عليه في القرارات السياسية .



• 1.3 السلطة الحكومية
يجب تعيين سلطة حـكـومـيـة لـتـكـون الجهة المنسقة لشؤون الشباب وشؤون تطوير سياسات وطنية للشباب. عادة ما تكون تلك الجهة وزارة، أو وكالة وطنية يكون لها علاقة مباشرة قوية مع إحدى الوزارات أو الأقسام الوزارية، أو مكتب للقطاع العام.
في حال لم تكن هذه الجهة وزارة، فمن الضروري لضمان التعاون المشترك بين الوزارات والمؤسسات الأخرى والتمويل العام ، فهناك أمثلة عن دول طورت استراتيجية وطنية للشباب بدون وجود سلطة حكومية محددة مسؤولة عن تنسيق التنفيذ.
في مثل هذه الحالات، تم إنفاق الكثير من الموارد والـوقـت على تطوير الاستراتيجية والـتـي تـضـمـنـت اسـتـشـارات الشباب والمجتمع المدني، والحد الأدنى من المساهمة الحكومية. وكانت النتيجة النهائية أنه لم يتم تنفيذ الاستراتيجية أبدا، وبدلا من ذألك أصبحت عملية تطوير مشروع الاستراتيجية تدريب وتمرين بناء قدرات للأفراد والمنظمات المشاركة، ولكنها لم تنعكس إيجاباً على تحسين أوضاع الشباب بشكل عملي .
و تشكل السياسات الواقعية والشفافة جودة السياسات الوطنية للشباب لا تتأثر بالضرورة بالموازنة المالية الأكبر التي تضعها دولة ما للشباب أو المنظمات الشبابية بل هي التي تصاغ من خلال خطة واضحة تتمكن وبأفضل الطرق من تحليل ومخاطبة احتياجات الشباب و تضع أهداف وغايات واقعية وتستخدم مقاييس توصل إلى هذه الأهداف بأفضل الطرق و لابد أن تحـتـوى الاستراتيجية على أهداف بعيدة المدى وغايات ومقاييس وتحليلات تبر الغاية من اختيار الأهداف وعلى أي أساس تم اختيارها، ولابد أيضاً من وجود خطة عمل تحدد الغايات المتوسطة والقصيرة المدى (لغاية أربع سنوات مثلا والمقاييس والمؤشرات والتدابير الإجرائية المقترحة. كما لابد طبعا أن تحتوي على موازنة يتم تقديمها للحكومة أو البرلمان أو الجهة المعنية للموافقة.
يجب ألا تعتمد سياسات الشباب على حاجات الشباب كما يراها واحد أو أكثر من مجموعات المستفيدين (الفئات المعنية)، بل على ظروف واقعية وأنماط يمكـن تـوثيقها بالأبحاث والـتـوقـعات.
فالسياسات القائمة على المعـرفـة لـهـا بعـديـن من المعرفة: الأول هو (البحث والمعرفة العلمية") والـبـعـد الآخر يرتبط (بالمعرفة العملية التجريبية)، ولكلاهما ذات الأهمية عند تطوير السياسات ، و تحتاج أية حكومة راغبة بتطوير سياسات شباب وطنية إلى جمع الأبحاث المتعلقة بالشباب أولا، أو عمل أبحاث جديدة في حال عدم كفاية المواد البحثية لهذه الأسئلة والمـعـلـومـات المـتـوفـرة. إن النهج القائم على الأدلة والبراهين هام للغاية لتنفيذ الاستراتيجية، فكيف سيتسنى لنا أن نتأكد أي من المقاييس فعالة في السياسة التي تهدف إلى إدخال الشباب إلى سوق العمل على سبيل المثال؟ أو كيف نعمل مثلا مع الأحداث الجانحين لمساعدتهم ليصبحوا مواطنين يقـدرهم المجتمع؟ لا يتعلق ذلك بأي المقاييس نستخدم، بل أيضاً متى نطبق هذه المقاييس وكيف استخدام الأبحاث والمعلومات الدقيقة يساعدنا في إيجاد الإجابات الصحيحة.
إن للنهج المعتمد على المعرفة وعلى الأدلة أهمية كبيرة في فاعلية وتطبيق أية سياسة للشباب ، يجب أن يرى القائمين على وضع السياسات وبـوضـوح أن السياسات ليست غاية بحد ذاتها بل هي أحد المكونات الهامة في سلسة من المكونات التي تضم الرؤية والأهداف والإطار الزمني لاستراتيجية الشباب، إن صياغة وتطبيق ومتابعة أية سياسة يجب أن تركز على احتياجات وطموحات الشباب المحلية والوطنية .
• 1.4 التعامل مع الشباب
قد يكون لسياسات الشباب أكثر من منظور فبعضها يعكس كيف ترى الحكومة دور الشباب في المجتمع، أصبحت عبارة الشباب مورد وليسوا مشكلة" مكررة ومجترة، ومع ذلك يعد النظر للشباب "كـمـورد" أو "كمشكله انشطار هام في منظور سياسات الشباب، جرت العادة على تغليب منظور المشكلة في النهج الحـكـومـي في سياسات الشباب، من خلال مثل هذا المنظور يعتبر الشباب إما من الفئات الضعيفة والمعـرضـة للخـطـر وبحاجة إلى الحماية التي توفرها السياسات الحكومية، أو مثيري شغب، فهم إما ضحايا نشأتهم وظروفهم أو ضحايا تحولوا إلى جانحين أو مجرمين يرتكبون الجنيات بسبب صفاتهم وشخصياتهم. كنتيجة، تخاطب سياسات الشباب شرائح معينة من فئة الشباب بدون التنسيق بين القطاعات المختلفة أو بتنسيق محدود وضعيف إذا نظرنا إلى الشباب على انهم مورد في المجتمع ومواطنين نافعين لهم حقوق وإيجاد السبل التي تمكنهم إدراك جميع إمكانياتهم كمواطنين. من شأن ذلك أن يعزز من قدرة الشباب عيش حياتهم بالطريقة التي تناسب أعمارهم وتشجعهم على الاعتماد على الذات والتفكير النقدي. مثل هذه السياسات تخاطب جميع الشباب وتمهد إلى الوصول إلى نهج حـكـومـي متكامل وعبر قطاعي للتعامل مع الحـكـومـة ومخاطبة احتياجاتهم وتحدياتهم، حيث من خلال هذا المنظور.
• 1.5 دعم مشاركة الشباب
تماشياً مع أهمية النظر إلى الشباب كمورد، على السياسات أن توفر أحكاماً وبصورة مستمرة، عن كيفية مشاركة الشباب في تطوير سياسات الشباب وتنفيذها، على منظمات الشباب غير الحكومية أن تلعب دورا رئيسيا في أي نموذج أو آلية مشاركة شبابية، وعليها الحصول على تأييد ودعم الحكومة كمؤسسات تضم الكثير من الشباب، لذا، فإن لديهم الحق في الحصول على الآذان الصاغية والتعبير عن قضايا الشباب، وتطوير وتنفيذ سياسات الشباب يعتبر مقياس عالمي يجب توخيه في جميع مستويات الحكومة .
كما على سياسات الشباب إعطاء تقدير واضح لمنظمات الشباب غير الحكومية واتخاذ تدابير شامله من شأنها تشجيع المزيد من الشباب على المشاركة في هذه المنظمات كوسيلة لتقوية المواطنة وتحمل المسؤولية لتشكيل المجتمع يجب منح الشباب فرصـة للمشاركة الفاعلة. على مدى عقود، تم اعتبار الشباب مصدر للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسلبية السياسية، ليس هذا فحسب، بل مستهلك مكلف يشكل عبء على كاهل المجتمع. ولكن الثورات العربية غيرت هذه الصورة مؤخرا، فـالـيـوم اقتنع القادة العرب وصناع السياسات أكثر من أي وقت مضى بأن الشباب ليسوا قادة تغيير فحسب بل بوابة نحو الازدهار الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي والسياسي. بناء على ذلك، تكون سياسات الشباب المستدامة مجدية فقط إذا نجحت بإشراك الشباب والنظر إليهم كشركاء بدل من النظر إليهم كمعوق، توضح الرسومات أدناه النموذج التقليدي-أحادي الاتجاه والنموذج التفاعلي-الشمولي لتطوير وتنفيذ السياسات الوطنية للشباب .
المحور الثاني
الاستراتيجية الوطنية المندمجة والمعايير الدولية
• 2.1 سياسات الشباب وفق مقياس ( معيار )دولي لسياسات الشباب
هل هناك معيار دولي لسياسات الشباب ؟ أو بإمكاننا التساؤل بصورة أكثر تفصيلا: "ما هو المقياس العالمي لسياسات الشباب وماذا علينا أن نفعل للوصول إلى هذا المستوى؟" هذا السؤال عادة ما يسأله نشطاء سياسات الشباب ومسؤولي الحكومة الذين يتطلعون إلى تحسين جودة سياستهم الوطنية للشباب ويرغبون في رؤية مخطط يحدد المتطلبات الأساسية للوصول إلى مقياس معترف به لسياسات الشباب.
هل يتوفر مخطط أو معادلة بأهداف وغايات واضحة بحيث يصف هذا المخطط ماهية السياسات الدولية للشباب، أو هل يجب أن يتوفر ذلك؟ حتما ليس هناك جواب بسيط أو مـوجـز لهذا السؤال. فتعتمد السياسات الوطنية للشباب على سياق وواقع كل دولة، فالأولويات والتحديات تختلف من دولة إلى أخرى، وفي ظل ذلك، فإن المؤسسات الحكومية الدولية التابعة للأمم المتحدة، ومجلس أوروبا، وجامعة الدول العربية، وهيئات التكامل الاقتصادي مثل الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي، وحتى بنوك التنمية أصبحت مؤيدة بشدة لتطوير سياسات وطنية للشباب. خـصـوصـاً خلال الـعـقـد المنصرم. وتم اتخاذ عدد من القرارات وتبني الوثائق التي تقترح أنه ليس من المنطقي التحدث عن مقياس دولي لسياسات.
• 2.2 جامعة الدول العربية
منتدى جامعة الدول العربية للشباب هو نقطة التقاء سنوية تناقش في الدول الأعضاء التحديات المشتركة ويتم ضمنه تبادل الخبرات في تنمية الشباب العرب كما يهدف المنتدى إلى ان يصبح مبادرة لتمكين الشباب العرب وإشراك قادة وممثلي الشباب العرب والأوروبيين في حوار بناء حول التنمية البشرية والنهج الحقوقي وكل ما يتعلق بالهجرة، وعواقب الهجرة على الشباب في الدول العربية والأوروبية، ودور الشباب ومنظمات الشباب، إضافة إلى ذلك يهدف المنتـدى إلى الـوصـول إلى أربع غايات رئيسية يتم تفصيلها كالاتي
• تبادل المعرفة بما يشمل الاقتراحات والأفـكـار حـول الأبعاد المختلفة للحوار بين الفئات الاجتماعية في الثقافات المختلفة.
• بلورة الآليات بما فيها اقتراحات لتحسين دور الشباب العرب والشباب الأوربي في تعزيز الحوار بين الثقافات في المنطقة العربية وتفعيل حـوار أوروبي - عربي
• تحديد أفـكـار الشباب: بطرح اقتراحات حول تحسین دور الدول الأعضاء في الجامعة العربية في إقامة حوار مستمر وخلاق بين الثقافات والأديان على المسـتـوى الـعـربـي والمتـوسـطـي والـدولي.
• مقترحات لمبادرات مشتركة للشباب: بهدف تعزيز الحوار بين الثقافات لضمان استدامت المصالح المشتركة وللحد من التمييز والصراعات بين الحضارات.
• 2.3 مجلس أوربا
تأسيس مجلس أوروبا في عام 1949 كمنظمة حكومة دولية تدعم الديمقراطية سيادة القانون وحقوق الإنسان، وتتخذ من ستراسبورغ، فرنسا، مقرا لها ، أصبح المجلس معنيا بوقائع الحرب الباردة، وكان يتألف من الدول التي كانت تعتبر أوروبية غربية حتى سقوط جدار برلين في 1989 فقط، حيث أصبح أول منظمة حكومة دولية لعموم أوروبا تدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان وفي ربيع 2013 كإن مجلس أوروبا يضم 47 دولة عضو كان المجلس من أوائل المنظمات التي وضعت أجندة تركز على شؤون الشباب ومشاركتهم، جاء ذلك استجابة للاضطرابات الاجتماعية في أوروبا في عام 1968، والتي طالت الشباب بشكل خاص، والإقرار بأن مخاطبة مخاوف او اهتمامات الشباب يجب أن يتم بتعاون يتخطى الحدود، فقام مجلس أوروبا بتأسيس مركز الشباب الأوروبي في ستراسبورغ في 1972، وفي نفس السنة نم تأسيس مؤسسة الشباب الأوروبي أيضا لدعم القطاع التطوعي في أوربا من خلال توفير الدعم المادي للأنشطة المتعددة الجنسيات،
افتتح مجلس أوروبا مركز الشباب الأوروبي الثاني في بودابست في 1995، مبرزاً تركيزه وعـضـويته الأوروبية خلال نفس السنة، نفذت المنظمة أول حملة أوروبية ضد التمييز العنصري، وكراهية الأجانب، ومعاداة السامية، والتـعـصـب واللاتسامح «الكل مختلف- الكل متساو". أدى الهجوم الإرهابي في الولايات المتحدة عام 2001 إلى زيادة الخوف من الإسلام المتطرف والارتياب من الأشخاص من الأصـول العربية في جميع أنحاء أوروبا حيث استجاب مجلس أوروبا لذلك بأن زاد من التركيز على التحرك، والتعاون بين الأجيال والثقافات، والتركيز على الإيمان ضـمـن سياق حقوق الإنسان. تبنى مؤتمر وزراء الشباب الأوربي الثامن المنعقد في أكتوبر 2008 إحدى سياسات مجلس أوروبا بعيدة المدى في دعم سياسات الشباب في أوروبا. ووضـعـت الـوثـيـقـة التي جاءت تحت عنوان "مستقبل سياسات مجلس أوروبا للشباب أجندة 2020" الخطوط العريضة لثلاثة مجالات سـتـقـوم المنظمة بترتيبها على سلم الأولويات خلال الـعـقـد المقبل وهي: حـقـوق الإنسان والديمقراطية، والعيش معا في المجتمعات المتنوعة، والإدماج المجتمعي للشباب.
• 2.4 السياسة الوطنية للشباب نموذج الجزائر
تعتبر وزارة الشباب والرياضة الجزائرية منذ نشأتها في عام 1964 السلطة الرئيسية في صياغة وتنفيذ سياسات الشباب وهي الهيكل المسؤول عن البدء وضمان تنفيذ عناصر سياسات الشباب بما يتوافق مع القانون والتنظيمات. تعتمد الحكومة الجزائرية على نهج يشمل عدة قطاعات وتتعاون وزارة الشباب والرياضة مع مؤسسات أخرى مثل وزارة العمل، والـتـضـامـن، والتربية الوطنية، والثقافة، والـعـدل، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الجهات الحكومية المسؤولة مثل مجلس الأمة، ومفوضية الثقافة والمعلومات، والشباب والسياحة، والبرلمان و الجمعية الوطنية الشعبية لجنة الشباب والرياضـة والـتـي تمارس أنشطة نقابية، والمجلس الأعلى للشباب، ووزارة تربية الوطنية، وغيرها. علي الرغم من التأكيد على أهمية مشاركة الشباب خلال الأعوام الماضية، إلا أنه لا يـتـوفـر فـي الجـزائـر بـرنـامـج لخلق وتـطـويـر مـشـاركـة شـبابية وطنية أو محلية للحياة في المدينة، ولا يوجد آلية وطنية أو محلية لغاية الآن، قامت وزارة الشباب والرياضة بوضع برنامج تمويل لتنمية الشراكة بين الجمعيات المحلية والحكومة العاملة في المجالات الثقافية والاجتماعية مثل مراكز الشباب. يهدف المشروع إلى إيجاد الشراكة الجمعيات والجهات الحكومية التي تقوم بأنشطة ثقافية ولـكـن الوسائل المستخدمة في هذه الجهات ضعيفة نسبيا، على الرغم من أفقية هذه الشـؤون – توفير الـسـكـن، والـتـوظـيف، وأوقات الفراغ والثقافة، والصحة، والتعليم، والتدريب حيث أن الشباب واحد من العناصر الاجتماعية القليلة الذي يمكن تعريفه أفقياً.
2.5 السياسة الوطنية للشباب نموذج الأردن
السياسات الوطنية للشباب في الأردن على العكس من المغرب والجزائر حيث تقع مسؤولية سياسات الشباب على موارد الشباب والرياضة، في الأردن وبعد فشل وزارة الشباب والرياضة في تخطيط وتنسيق مشاريع وأنشطة شباب مستدامة، تم إناطة مسؤولية صياغة وتطوير سياسات الشباب بالمجلس الأعلى للشباب والذي تأسس في 2001 يتمتع المجلس بمكانة وزارية ولرئيسها مسؤولية مباشرة أمام رئيس الوزراء يتم تعيين الرئيس بعقدة، الأمر الذي يجعل منصبه مستقرا ولا يتأثر بتعديلات الحكومة، كما تم تأسيس الصندوق الوطني لدعم الحركة الشبابية والرياضية بهدف توفير التمويل اللازم لشؤون تنمية الشباب وزيادة استقلالية المجلس الأعلى للشباب عن وزارة المالية، المجلس الأعلى للشباب مسؤول عن صياغة وتطوير سياسات الشباب وتنفيذها بالتنسيق مع الوزارات والمؤسسات المعنية (مثل وزارة الصحة ومؤسسة التدريب المهني المرتبطة بوزارة العمل)، كما يتعاون المجلس مع جهات غير حكومية لضمان نهج متعدد القطاعات، ويمنح نوادي ومنظمات الشباب التراخيص اللازمة، ويقوم بتأسيس مراكز شبابية تخدم الشباب الموهوبين والاقل حطا كما أقر مجلس الوزراء الاستراتيجية الوطنية للشباب والتي جاءت استجابة لتوجيهات الملك عبد الله الثاني وقام بتحضيرها المجلس الأعلى للشباب وبرنامج الأمم المتحدة الانمائي وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) ، توفر الاستراتيجية إطار لتطوير سياسات شباب تتلاءم مع احتياجات الشباب ، لذا تعتبر سياسات الشباب قضية شاملة يعمل عليها الكثيرون بهدف زيادة فرص الشباب . و تتلخص رؤية الاستراتيجية في: «تنشئة وتنمية شباب واع لذاته وقدراته ومنتم لوطنه ومشارك في تنميته وتطوره بشكل حقيقي وفاعل، ومتمكن مع متغيرات العصر ومـسـتـجـداتـه بـوعـي وثقة واقتدار ضمن بيئة داعمة وآمنة. " وحددت الاستراتيجية الوطنية للشباب تسعة أولويات مـدرجـة
كما يلي: 1 المشاركة 2 الحقوق المدنية وحـقـوق المواطنة3 الأنشطة الترفيهية وأوقات الفراغ4 الثقافة والمعلومات 5 تـكـنـولـوجيا المعلومات والـعـولمـة6 التعليم والتدريب7 التوظيف8 الصحة9البيئة.
وبفضل استقلالية وشمول النهج المتبع في تطوير السياسات الوطنية به كأحد أفضل الممارسات على مستوى العالم فيما يخص مشاركة الشباب للشباب، تمكن المجلس الأعلى للشباب من جعل الأردنيين مثالا يحتذى ولا يمكن أن ننكر أن مرحلة تبني وتنفيذ السياسات الوطنية للشباب تواجه العديد من التحديات، كما هو الحال في العديد من الدول، خصوصا فيما يتعلق بالتنسيق غير الفعال وعدم القدرة على التأثير بالخطط الاستراتيجية للوزارات الأخرى. على الرغم من ذلك، يعد الاردن واحدا من الدول العربية القليلة التي تمكنت مـن تـطـوير سياسات شباب وطنية شاملة لمعظم العناصر الأساسية لتصبح أداة فعالة في تنمية قدرات الشباب، وهذا ما بينه المسح الوطني للشباب الذي أجرته صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف عام 2001 والذي شمل أكثر من 7400 صـوت من الشباب بين الأعمار 10 و24 سنة، و يعتبر الشباب في الاستراتيجية الوطنية للشباب المورد الأغلى للمملكة، ويحدد بـوضـوح الفئات العمرية ويتمتع برؤية وأهداف واضـحـة، وقد تم تصميمها لتكون متماسكة، وعبر-قطاعية، وتشمل الوزارات، والجهات غير الحكومية والشباب أنفسهم.
• 2.6 السياسة الوطنية للشباب بالمغرب
إن سياسات الشباب في المغرب أولوية يتم إدارتها بصورة مشتركة بين عدد وزارات، ووزارة الشباب والرياضة هي المسؤول الرئيسي عن تعريف وتطبيق السياسات ذات الصلة، حيث تساعدها في التطبيق الوزارات الأخرى وتخضع هذه الوزارات لسلطة رئيس الحكومة، بصفته المسؤول عن تطبيق رؤية شاملة للسياسات الوطنية، ويوفر المرصد الوطني للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية أدوات تحليلية لبناء السياسات التي تستهدف الشباب.
قامت وزارة الشباب والرياضة بإعداد ما يعرف باسم الاستراتيجية الوطنية المندمجة للشباب 2015-2030" بشراكة مع المديرية العامة للجماعات المحلية، وصندوق الأمم المتحدة للطفولة وصندوق الأمم المتحدة للسكان وبدعم تقني من البنك الدولي ومـن مـركـز مرسيليا للاندماج المتوسطي حيث تسير الإرادة الحكومية نحو اعتماد سياسة وطنية موحدة للشباب تجعل من حقوق الشباب أولوية في السياسات العامة، وتتجاوب مع الاحتياجات الأساسية التي يعبر عنها الشباب وهي سياسة انبثقت من صلب الحوار الوطني للشاب التي نظمته الوزارة سنة 2011 بمشاركة 27 ألف شاب و شابة بما في ذلك الشاب المغاربة المقيمين بالخارج وتتدرج هذه الاستراتيجية في اطار الطموح العام لجعل الشباب في صلب السياسات العامة وتفعيل الخطوط التوجيهية للدستور الجديد الصادق عليه عام 2011 والذي عزز الإطار التشريعي للشباب في المغرب ،فالدستور يؤكد على ضرورة:
• توسيع وتعميم مشاركة الشباب في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية للبلاد؛
• مساعدة الشباب على الانخراط في سوق العمل وفي عمل منظمات المجتمع المدني، وتقديم المساعدة للشباب الذين يواجهون ظروف تحول دون اندماجهم المدرسي أو الاجتماعي أو المهني؛
• تيسير وصول الشباب للثقافة والمعرفة والعلوم والتكنولوجيا والـفـن والرياضة والأنشطة الترفيهية؛ خلق الظروف المواتية لتفجير طاقاتهم وقدراتهم الإبداعية في كل هذه المجالات .
• تناولت الاستراتيجية الوطنية المندمجة للشباب المحاور التالية
1 الإطار العام
- إطار الاستراتيجية الوطنية
- لماذا استراتيجية وطنية للشباب؟
- تعريف مفهوم الشباب
- منهجية الاعداد
2 إطار السياسات العمومية
- التربية والتكوين
- سياسات التشغيل
- السياسات الصحية ومحاربة الآفات الاجتماعية
- سياسة الإدماج الاجتماعي
- الدين
- القيم والمواطنة والتأطير الجمعوي والسياسي
- حقوق الأنسان
- الحكامة والتواصل
3 حدود السياسات الحالية الخاصة بالشباب
4 الرؤية المستقبلية والمبادئ الأساسية
- المبادئ الأساسية
- الرؤية المستقبلية
5 المحاور الأساسية والأهداف الخاصة
- المحور الأول: الرفع من الفرص الاقتصادية المتاحة للشباب ومن قابليتهم للتشغيل
- المحور الثاني: تطوير ولوج الشباب الى الخدمات الأساسية وتحسين جودتها وتقليص الفوارق الجغرافية
- المحور الثالث: تشجيع المشاركة الفاعلة للشباب في الحياة الاجتماعية والمدنية في صناعة القرار
- المحور الرابع: تعزيز احترام حقوق الأنسان
- المحور الخامس: تقوية المقتضيات المؤسساتية المتعلقة بالتواصل والاعلام و التقييم و الحكامة
6 أليات التنسيق والتنفيذ
- مسؤوليات التنفيذ
- أليات التنفيذ
7 خطة العمل الميداني
- التتبع والتقييم
- المخاطر وسبل التقليل منها
تطمح الاستراتيجية الوطنية أن تكون بمثابة الـوثـيـقـة المرجعية للسياسات العامة وبـوصـلـة لتدخلات أصحاب المصلحة في تنفيذها. كما تقترح الاستراتيجية الوطنية رؤية شاملة تنظر إلى الشباب المغربي كفاعل أساسي ومتفاعل مع دينامية البناء والتنمية وتركز على الإدماج الاقتصادي والاجتماعي للمجموعات الشبابية المحرومة، فمن المعروف أن صعوبة الوصول إلى العمل، والعمل غير النظامي، وظروف العمل الهشة، وضـعـف المشاركة في الحياة الاجتماعية والمجتمع المدني. علاوة على الفقر وغيرها من العوامل، تؤثر كلها بشكل أكبر على الشباب ذو المستويات التعليمية المتدنية وشباب المناطق القروية، وكذلك الشابات. وتسعى الاستراتيجية الوطنية إلى تقليص هذه الفوارق حتى يتسنى لجميع الشباب المغربي الاستفادة من نفس الفرص، تقترح الاستراتيجية الوطنية وضع إطار مؤسسي وسياسي وتشريعي بالإضافة إلى حزمة من الآليات والتدخلات في مختلف القطاعات والوزارات. ولجعل الرؤية مشتركة، حددت الاستراتيجية الوطنية خمسة محاور منبثقة عن احتياجات الشباب من خلال تحليل الـفـجـوات المـؤسـسـيـة، وتتمثل هذه المحاور:
- تحسين الفرص الاقتصادية المتاحة للشباب وتعزيز قابلية تشغيلهم؛
- تعزيز الوصول إلى الخدمات الأساسية المقدمة للشباب وتحسين جودتها والتقليص من الفوارق الجغرافية
- تعزيز المشاركة الفعالة للشباب في الحياة الاجتماعية والمجتمع المدني وفي اتخاذ القرار
- النهوض باحترام حقوق الإنسان؛
- تقوية الأجهزة المؤسساتية للتواصل و الأعلام و التقييم و الحكامة.
تستهدف المحاور الأربعة الأولى، بشكل مباشر، فئة الشباب من خلال تحسين مختلف أنواع الخدمات في القطاعين العام والخاص وجـعـل الـتـدخلات أكثر ملاءمة مع احتياجاتهم. في حين، يشجع المحور الخامس على وضع إطار مؤسـسـي أكثر ملاءمة لتحسين الإعلام والتواصل والتقييم والحاكمية والسياسات والبرامج لجعل تأثيرها على الشباب أفضل مما هي عليه، وتشكل هذه المحاور مجتمعة خارطة الطريق للعمل الحكومي في مجال سياسات الشباب. وهكذا تقدم الاستراتيجية الوطنية، لـكـل محـور استراتيجي، مجـمـوعـة من التدابير ذات الأولوية وأخرى تكميلية في أفق 2030.
وتـقـدم «الاستراتيجية الوطنية المندمجة للشباب" أجندة يستدعى نجاحها التعاون الفعال والمستمر بين جميع أصحاب المصلحة من الشباب والمؤسـسـات الحكومية والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني والمانحين، حيث توفر الاستراتيجية الوطنية الخطوط العريضة والتوجهات الاستراتيجية للعاملين على النهوض بالشباب في المغرب، فهي بهذا المعنى تشكل ميثاقا اجتماعيا جديدا في مجال التدخل في قطاع الشباب بغية تفادي إقصائهم وتيسير مشاركتهم التامة والكاملة في جميع المناحي المجتمعية، لذلك تمت صياغة الاستراتيجية على شكل وثيقة توافقية عامة ذات أفق على المدى الطويل يتجاوز جدواها مدة الانتداب الحكومي، وفي هذا الإطار تهدف الاستراتيجية الى
• تدعيم مسار التفكير والمشاورة والتحليل بإشراك أصحاب المصلحة وفي طليعتهم الشباب
- اقتراح رؤية عامة لعلاقات المجتمع بالشباب
- تحديد المحاور الاستراتيجية للتدخل المتقاطع وتحديد الأهداف الواقعية والتدابير الملموسة للارتقاء بوضع الشباب على المدى القريب والمتوسط والبعيد
- تـوجـيـه الـعـمـل الحـكـومـي بـشـكـل يوائم الرؤية والمحاور الاستراتيجية وتحديد أدوار ومسؤوليات مختلف الفاعلين، مع اقتراح أهداف محددة وآليات مؤسسية من أجل تنفيذ السياسات والبرامج لمصلحة الشباب.
وتدخل الاستراتيجية الوطنية على نحو خاص ضـمـن حـقـول اخـتـصـاصـات أكثر من جهة وزارية وتشمل التربية والتعليم والعمل والصحة والسكن والثقافة إلخ، مع التأكيد خلال اعدادها على أنها ليست قطاعية تابعة لوزارة الشباب والرياضة بقدر ما هي استراتيجية موحدة للحكومة المغربية ككل. وبالتالي، تسعى الاستراتيجية إلى تكملة الاستراتيجيات وتقوية المخططات القطاعية ومن هذا المنظور، تروم الاستراتيجية الوطنية للشباب إدماج التجارب الفضلي المغرب وبلدان أخرى بغية خلق شراكات جديدة بين أصحاب المصلحة في المغرب.


• خلاصات
تعد الاستراتيجية مرحلة مهمة، كونها شكلت لحظة فاصلة بين فلسفتين في تدبير المسألة الشبابية بالمغرب: فلسفة التدبير القطاعي العمودي، التي سادت منذ حصول المغرب على استقلاله؛ بحيث كانت تنبري لها مختلف القطاعات الحكومية والمؤسسات الرسمية دون تنسيق معلن أو عمل مندمج، وفلسفة التدبير الاستراتيجي الأفقي المندمج، التي تروم بلورة رؤية جامعة ومشتركة، ومشروع مجتمعي متكامل حول قضايا الشباب وانتظاراهم.، بيد أن هذا الرهان الأخير لم يخل من عيوب ومؤاخذات جمة أهمها؛ غياب الإرادة السياسية والالتزام السياسي الكافي الكفيل بتفعيل الاستراتيجية وتوفير الشروط المناسبة لنجاحها . وهذا يعني أن أزمة الشباب المغربي لا ترتبط بالبرامج والخطط والاستراتيجيات، بل بالسياق السياسي الديمقراطي المناسب لتنزيلها وتقييم فعاليتها وأثرها.
انطلاقا مما سبق ذكره، يمكن أن نلخص جوانب قوة الاستراتيجية الوطنية في العناصر الآتية: احترام المنهجية العلمية في الصياغة والبناء؛ بحيث انطلقت من المرجعيات الدولية والوطنية وتشخيص للبر امج القطاعية السابقة، لاسيما في السنوات الأخيرة، ثم إنجاز دراسات استطلاعية شملت عددا مهما من الشباب، فضلا عن عقد لقاءات تشاورية متعددة مع فاعلين ومتدخلين في الشأن الشبابي تجاوز التدبير القطاعي للمسألة الشبابية، وترسيخ فكر استراتيجي أفقي واسع ومستدام في إدارة الملفات المجتمعية، وعلى رأسها ملف الشباب، التنسيق مع مختلف المتدخلين والفاعلين؛ سواء في بلورة الاستراتيجية أو تنفيذ مقتضياتها، مما يرسخ روح التشارك والتشاور والعمل المندمج.
و من انتقادات المتتبعين والحقوقيين والأكاديميين؛ أن السياق السياسي المناسب لتطبيقها وتفعيل بنودها لم ينضج بعد؛ ذلك أن الرؤية الاستراتيجية المتكاملة تتطلب إرادة سياسية ليعكس الواقع فعاليتها وتأثيرها؛ فمنطلقات السياسات العمومية؛ سواء القطاعية أو الاستراتيجية المندمجة تستوجب نسقا قيميا ومنظومة سياسية وثقافية تفعل دور الشباب، وتشركهم في بلورة السياسات وإنجازها وتقييمها وتقويم مخرجاتها، بيد أن حضورهم في أغلب السياسات " كفئة مستهدفة فقط"، يجعل الخيار الاستراتيجي الأول هو إشراك الشباب واستشارتهم وتوفير جميع الظروف الملائمة للتعبير عن إمكانياتهم ومطالبهم، بمنأى عن أي أفق سياس ي محدود،
إن اهتمام الخطاب السياسي الرسمي لا يكفي وحده للنهوض بقضايا الشباب، طالما تؤكد مؤشرات رقمية عديدة تنامي نسبة التهميش الذي يتعرض له الشباب، مما يجعل رهان تحقيق الاندماج والمواطنة الكاملة مطمحا رسميا معاقا، يوسع الشرخ بين طموحات الشباب ورهانات السياسات العمومية . وهذا يعني أن فلسفة الاندماج سيرورة تتطلب مقومات سياسية مهمة لنجاحها أهمها؛ دمقرطة المسألة الشبابية، وتبني مقاربة تشاركية في تدبيرها، فضلا عن الالتزام المجتمعي في تتبع مسارها وتقويم عثراتها.
ان الاستراتيجية الوطنية المندمجة للشباب كانت في الأصل خيار سياسي وليست حاجة ماسة منبثقة من دراسة احتياج حقيقي للشباب رغم الدراسات القبلية في هذا الصدد ـ، فالانتقال بالمسألة الشبابية من التدبير القطاعي الاختزالي المتجزأ إلى التفكير الاستراتيجي المتكامل والمندمج، يستدعي بالموازاة معه أو قبله انتقال ديمقراطيا حقيقيا، يمثل فيه الشباب الفاعل الأول والأخير، ليس بالنظر لقوته الديمغرافية، ولكن لأنه أمل الوطن ومستقبله.

موافق محمد



#محمد_موافق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ...
- المشروع التنشيطي
- قراءة في التنشيط السوسيوثقافي ( المغرب / فرنسا )


المزيد.....




- المبادرة المصرية تدين اعتقال لبنى درويش وأخريات في استمرار ل ...
- مفوض أوروبي يطالب باستئناف دعم الأونروا وواشنطن تجدد شروطها ...
- أبو الغيط يُرحب بنتائج التحقيق الأممي المستقل حول الأونروا
- الاتحاد الأوروبي يدعو المانحين لاستئناف تمويل الأونروا بعد إ ...
- مفوض حقوق الإنسان يشعر -بالذعر- من تقارير المقابر الجماعية ف ...
- مسؤول أميركي يحذر: خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر خارج منزل تشاك شومر في مدينة نيويو ...
- مسؤولان أمميان يدعوان بريطانيا لإعادة النظر في خطة نقل لاجئي ...
- مفوض أوروبي يطالب بدعم أونروا بسبب الأوضاع في غزة
- ضابط المخابرات الأوكراني السابق بروزوروف يتوقع اعتقالات جديد ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد موافق - الاستراتيجية الوطنية المندمجة للشباب 2015-2030 اختيار سياسي أم احتياج واقعي للشباب؟