أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى العمري - أنسنة المجتمع أفضل من أدينته














المزيد.....

أنسنة المجتمع أفضل من أدينته


مصطفى العمري
(Mustafa Alaumari)


الحوار المتمدن-العدد: 7396 - 2022 / 10 / 9 - 08:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يختزل بعض الاشخاص غرماءهم إستناداً على تلميحة فكرية او رأي شاذ او مظهر مختلف و بعض الأحيان يتم الاختزال من خلال هيمنة الهوية الايدلوجية الطافحة عند بعض الناس.
ليس من حقنا إختزال الأفراد لأنهم يختلفون عنّا او لأننا لا نرغب بمنهجهم و اعتقادهم أو دينهم، ومن الإجحاف المفرط ان يساق رهط واسع من الناس الى الإقصاء و الإبعاد ليس لسبب إلا لأنهم يختلفون عنا شكلاً او مضموناً عقائدياً او أيدلوجياً.
كل هذه المقدمة سقتها لكي أبرهن أننا بحاجة ماسة الى اشخاص يتمتعون بروح النقاء الإنساني بغض النظر عن معتقداتهم التي آمنوا بها بالوراثة (فأغلب معتقدات الناس وراثية)
اذن نحن نحتاج الى فعل إنساني وليس الى زعم فارغ و ساذج.
وبما ان الفعل الإنساني النبيل هو العامل المشترك بين جميع شعوب العالم، فقد أخترتُ عالماً و علماً و إنساناً نبيلاً هو الشيخ خليل بزي.

قبل عشرة أعوام تقريباً أهداني الصديق المهذب الأستاذ كامل بزي كتابه الذي أسماه
( الشيخ خليل بزي 75 عاماً في خدمة الدين و المغتربين)
قرأت الكتاب من الحرف الأول الى الحرف الأخير، تأملت فيه راجعت بعض قضاياه و تفحصت بعض معلوماته.
سحبتني العاطفة و أيقظني العقل ،دفعتني الذكريات و انتشلني الواقع، يالله يا لهذا الكتاب من روعة و واقعية.
كم أتمنى لو ان رجال الدين و مشايخه و علماءه يقرأون سيرة هذا الشيخ النقي والذي يعمل لخدمة الناس و مصالحهم وليس العكس كما هو حاصل اليوم فالدين أصبح تجارة دنيوية بائسة فأغلب رجاله يحتالون و يتواكلون على غيرهم بالمعيشة و السكن.
(تلك حكاية تحتاج لمجتمع واع و مستيقظ)

هاجر الشيخ خليل بزي مدينته بنت جبيل متجهاً الى أمريكا وذلك عام 1916
ليعمل بأحد مصانعها الكبيرة. لكنه لم يلبث طويلاً حتى عانق المجتمع الذي ينتمي له و الجالية التي يسكن معها و يعرف همومها، فتحرك و اشتغل و كافح و ضحى و بذل من طاقته و أمواله الخاصة الشيء الكثير لكي يرتقي بالمجتمع الذي أحبه و تفاعل معه.
تنازل عن مركزه الديني و الإجتماعي لأنه لا يطلب واجهةً إجتماعيةً ولا يحاول التسلق من خلال المركز الديني لنزواته و قضاياه الخاصة، كان محض عفة و نقاء.

الكتاب يتحدث عن قصص و حكايات عديدة تعزز المعنى الإنساني الذي جُبل عليه الانسان الحقيقي لكني سأقف على واحدة منها.

دُعي الشيخ عام 1941
الى مدينة مشگن ستي بولاية إنديانا لعقد قران أحد المهاجرين، أكمل المهمة وفي طريق العودة وبعد ان قطع ما يقارب نصف المسافة، تحسّس جيبه فوجد مظروفاً و بداخله مبلغاً من المال كان قد دسه ذوو الزوج خفية في جيب الشيخ، فما كان منه الا ان قفل راجعاً الى المدينة التي عَقد بها القِران لكي يرجع المبلغ الى أصحابه.

كان الشيخ بزي يُدعى كثيراً و يسافر لقضايا دينية كالزواج و الطلاق و المناسبات الدينية، كشهر شهر رمضان و شهر محرم ( الذي غدا مقاولة بائسة في هذا الوقت بين الواعظ وبين أصحاب المسجد)
و السؤال المهم هنا من يدفع له ثمن بطاقات السفر ؟
لهذا السؤال يجيب أحد قدامى المهاجرين العرب فيقول:
معاذ الله .. حتى ثمن البطاقة هذه ما كان الشيخ ليرضى ان تدفع له.

مثل هكذا رجل استثنائي نقي نزيه و ورع لا يستطيع العيش مع زملائه من هذا الزمن.

ما أحوجنا الى أشخاص يتمتعون بهاجس الإنسان و يبتعدون عن منهج الإفتراس و الاحتيال.



#مصطفى_العمري (هاشتاغ)       Mustafa_Alaumari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في كتاب .. غربة في مهب الريح
- هكذا مرت الأيام ..
- رحيل مخضب بدموع اليتامى
- وهم الاعقادات الدينية وباء من نوع آخر
- الإلحاد طفو سطحي أم عمق ذاتي؟
- محطات في الذاكرة
- العقل و أسئلة الجدل التأريخي..
- سلطة البيئة في الهيمنة على الأفراد .. سفرتي الى مصر
- الوجدان العربي و تخمة الهتافات عند الجماهير
- الاسلام و الحداثة
- أسئلة في العمق
- العقل البشري .. بين حذاقة الاستقلال و سفاهة التقليد
- عرب في أمريكا
- داعش .. نحن عندما نتمسك بالنص الديني
- نصوص الفقه و خطاب السيد علاء الهندي
- الخطاب الواعي تجسير بين ضفتين .. لقائي بالشيخ عبدالفتاح مورو
- الإلحاد من منظور اسلامي
- إحذروا مساجد ضرار
- الإلحاد .. ظاهرة أم إعتقاد
- لا عقل مع الايمان المطلق ..قوة التدين تطيح بقوة العقل


المزيد.....




- -اليهودي المقدَّس-.. قصة فلسطيني اعتنق اليهودية وقتلته نيران ...
- أغاني البيبي تفرح وتسعد طفلك..حدث تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- رأي.. بشار جرار يكتب عن مستقبل -الإخوان- في الكويت والأردن: ...
- 3 أحفاد يهود.. هل تؤثر روابط بايدن العائلية على دعمه لإسرائي ...
- الشرطة الفرنسية تقتل جزائريا أضرم النار في كنيس يهودي
- أبو عبيدة: التحية لأخوتنا في المقاومة الإسلامية في العراق
- دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا
- جدل وسخط بين الأوساط الدينية في مصر ضد انطلاق -مركز تكوين ال ...
- قلوب ولادك فرحانة.. تحديث جديد لـ تردد قنوات الأطفال نايل سا ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف موقعي ‏بياض بليدا و‏البغد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى العمري - أنسنة المجتمع أفضل من أدينته