أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاروق عبد الحكيم دربالة - المدن / النساء - شعر














المزيد.....

المدن / النساء - شعر


فاروق عبد الحكيم دربالة

الحوار المتمدن-العدد: 7381 - 2022 / 9 / 24 - 19:14
المحور: الادب والفن
    


المُــدنُ / النِّسَـــاء
شـــعـر : فـــاروق دربـــالة

يَا صَاحِبِيْ
إنَّ المَدَائنَ كَالنِّسَاءِ
لِكُلِّ مَلِيحَةٍ عِطْرٌ
وَفِي شَرْعِ الصَّبَابَةٍ
كُلُّ مَدينَةٍ / أُنثَى
لهَا طَعْمٌ فَرِيـــدْ
فَوَاحدةٌ تَقُولُ لدَهْرِهَــا :
يَا مَنْ هَرِمّْتَ ..
أنا المَلِيكَةُ فَوقَ عَرْشي
لَنْ أشِيْبَ ولَنْ أَغِيْب !
* * *
ووَاحِدةٌ
تُقَضِّي العُمّْرَ في الدِّهْلِيزِ
تنتظِرُ العَنَاكِبْ
فَتَرَاهَا تنْسِجُ مِنْ خَرَائِبِ رُوحِهَا
شُؤْمَ الحِكَايَاتِ القَدِيمَةْ
وتَدُسُّ صُورَةَ وَجْهِهَا المَحْفُورِ
في صَّمْتِّ الرِّيَاحْ
وتَعُودُ تَصْنَعُ مِنْ برودَةٍ عُمْرِهَا قَبْوًا
ليَسْكنَهُ المَوَاتْ
والعَيْنُ لا تَقْوَى على ضَوْءِ النَّهَارْ
* * *
وواحدةٌ تُمْلِي رَصَانَتَها ،
تُمْلِي بَرَاعَتَها ،
وَتَكتبُ عِـزَّهَا فوقَ السِّنين الخَالِداتْ
فِيهَا التَّنَوعُ والأصَالَةُ
فِيهَا الوَسَامَةُ ، والفَهَامَةُ ، والفُنونْ
وتَرَاهَا تُمْسِّكُ صَوْلَجَانَ الدَّهْــرِ
مِنْ حِيْنٍ لِحينْ
ولَرُبَّمَا جَارَتْ عَليْهَا العَادِيَاتُ ..
تَنَكُّرُ الأبنَاءِ
فانّْكَسَرَتْ لأوقَاتِ عَصِيبَةْ
لَكِنَّها ..
تَبْقَى تُنَافِحُ في الزَّمَانِ
بقوةِ الرُّوحِ الأَصِيلَةْ
وتَبُوحُ بالأَسرَارِ والإِرثِ الجَميلْ
ومِنْ بَنِيهَا الطَّالعينَ مِن القُّرَى
ومِنَ الحَوارِي الطَّيْبَاتْ
تبني حُشَاشَةَ قَلبِها المَسّْكُونِ بالأَحْلَامِ
والقِّصَصِ العَجِيْبةْ
* * *
ووَاحدةٌ تًقَدِّسُ راحَةَ الزُّوَارِ
تُكّْرِمُ غُرْبةَ الوَافِدْ
وتملأُ قَلبَهُ مِنْ طِيبِ مَعْشَرِهَا
وتَمنَحُ دِفءَ شَفَتَيْها
لمَنْ يَسّْخُو وِمَنْ يَرْغَبْ
بها الحاناتُ واللذَّاتُ والصَّبواتُ
لِمَنْ يَهْوَى ومَنْ يَدْفعْ
* * *
وَوَاحِدةٌ
فيها الفَخَامةُ والضَّخَامَةُ
والتَّلَأْلُؤُ والضِّيَاءُ
هي عَالَمٌ بَرَّاقُ
يَمتلك التَّمَدُّدَ في الفَضَاءِ
فِيها المَطاعِمُ والمَشَارِبُ والمَتَاجِرُ
مِنْ كُلِّ البِلادْ
والرُّوحُ خَاويَةٌ ؛ فَلَيَسَ بوِسْعِهَا
أَنْ تُؤْنِسَ الإنسانَ في شَيءٍ
ولَيس بوِسْعِهَا أَنْ تَرّْوِيَ الصَّادِي
إلى مَاءِ المَعَارفِ والفنُونْ
هِي أَفْلَسَتْ
فَالأَيْدِي مَا فِيها سوَى مَاْلٍ
وأضْرِحَةٍ / قُصُور
عَقْلٌ بِلا قَلْبٍ
يَمِيلُ مع الدُّولارِ أَو السُّولارِ
فَرَصيدُ أسهُمِهَا كَبيرٌ
فِي المَلَذَّاتِ العَجِيبةِ والفَوَارِغ
جَعَلَتْ مِنْ الأَبنَاءِ
جُوْقَاتِ الكَسَالَى المُتْخَمِين
* * *
لَكِنَمَا يَا صَاحِبيْ
بَعضُ المَدَائِنِ والنِّساءِ بأُمَّتِي
تَرّْتَّجُّ تَحتَ القَهرِ، تَحتَ السُّخْفِ ،
تَحتَ الحُزْنْ
وتَعيشُ وَقْفًا لاشتِهَاءَاتِ عَجيبَة
وتَبِيتُ بَاكِيَةً
وتَمضُغُ حُزْنَهَا الَّليْليَّ فِي صَمْتٍ
وتَحْلُمُ أنْ ..
يَعُوَد لِكَي يُعَانقَ وجْهَهَا
ضَوءُ الصَّبَاحْ



#فاروق_عبد_الحكيم_دربالة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تخلع الأرض قمصانها - شعر
- حَقائبُ الترَحَال - شعر
- حبيبين كُنَّا - شعر
- لا وقتَ للنجباء -- شعر
- صبح البهاءات - شعر
- الطبيعة وجناية البشر
- الساعة القديمة - قصة


المزيد.....




- السفارة الروسية في بكين تشهد إزاحة الستار عن تمثالي الكاتبين ...
- الخارجية الروسية: القوات المسلحة الأوكرانية تستخدم المنشآت ا ...
- تولى التأليف والإخراج والإنتاج والتصوير.. هل نجح زاك سنايدر ...
- كيف تحمي أعمالك الفنية من الذكاء الاصطناعي
- المخرج الأمريكي كوبولا يطمح إلى الظفر بسعفة ذهبية ثالثة عبر ...
- دور النشر العربية بالمهجر.. حضور ثقافي وحضاري في العالم
- شاومينج بيغشش .. تسريب امتحان اللغة العربية الصف الثالث الاع ...
- مترو موسكو يقيم حفل باليه بمناسبة الذكرى الـ89 لتأسيسه (فيدي ...
- وفاة المخرج السوري عبد اللطيف عبد الحميد عن 70 عاما
- بسررعة.. شاومينج ينشر إجابة امتحان اللغة العربية الشهادة الا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاروق عبد الحكيم دربالة - المدن / النساء - شعر