أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد أبو مطر - جيش الهدى في غزة: هل تختلفون عن الاحتلال؟















المزيد.....

جيش الهدى في غزة: هل تختلفون عن الاحتلال؟


أحمد أبو مطر

الحوار المتمدن-العدد: 1688 - 2006 / 9 / 29 - 10:23
المحور: القضية الفلسطينية
    


تميز المجتمع الفلسطيني على الدوام بعقلانيته فيما يتعلق بالاعتقاد الديني، لذلك عاش المسلمون والمسيحيون في تفاهم وحسن جوار قلّ نظيره في المجتمعات العربية، وقد وحدتهم المصائب منذ ما أصطلح على تسميته نكبة فلسطين عام 1948 ، فالاحتلال والتشريد ومصادرة الأراضي لم يميز بين مسيحي ومسلم، وكذلك التعرض لدور العبادة لم يستثن الكنائس الفلسطينية، بل كانت الكنائس عبر مسيرة الاحتلال أكثر تعرضا للمضايقات وسحب التراخيص ومصادرة الممتلكات من المساجد، لأنه من مصلحة الاحتلال إخلاء الأراضي المقدسة ما أمكن من الفلسطينيين المسيحيين. واعتقد أنه لا يخالفني فلسطيني في مسألة أنه كان من الغريب في المجتمع الفلسطيني أن تسأل الشخص إن كان مسيحيا أم مسلما، وهذا من تجربتي وسكناي ونشأتي في قطاع غزة، ومنذ عام 1948 لا تميز قذائف الاحتلال وصواريخه بين مسيحي ومسلم فالكل في المصائب سواء.

جيش ضلال باسم جيش الهدى

في أجواء التسامح والمحبة هذه، تطلع علينا جماعة أو أفراد ببيان يحمل توقيع ( جيش الهدى ) في قطاع غزة ردا على أقوال بابا الفاتيكان المسيئة للإسلام، وبدلا من مناقشة البابا ومحاججته لبيان خطأ أقواله بالأدلة والوقائع، قامت هذا المجموعة أو الأفراد بإصدار بيان في مدينة غزة يوم الثلاثاء التاسع عشر من سبتمبر الحالي، تهدد باستهداف المسيحيين في قطاع غزة وأشارت لهم باسم الصليبيين إذا لم يعتذر البابا عن أقواله، وجاء في البيان ( إن كل التجمعات التي تخص الصليبيين ستكون مستهدفة حتى الكنيسة والمؤسسات وهم في منازلهم سكارى...لقد انتهت العدة لضرب كل صليبي كافر على أرض فلسطين الحبيبة الطاهرة...وسنضرب بيد من حديد كل من يجرؤ على حماية الصليبيين. إن هذا التهديد سيظل مفتوحا حتى يخرج بابا الفاتيكان بالأسف والاعتذار عن تصريحاته المسيئة للإسلام والمسلمين ).
وكانت جماعة أخرى أطلقت على نفسها اسم ( جيش سيف الحق ) قد هددت أيضا بمهاجمة المسيحيين والكنائس في قطاع غزة، وادعت المسؤولية عن الهجوم على عدد من الكنائس قي القطاع التي بلغت سبع كنائس تعرضت للحرق والتخريب. وقد صرّح مسؤول فلسطيني من المسيحيين ( أن المسيحيين يتعاملون مع هذه التهديدات بغاية الجدية، وأن المسيحيين يتجنبون الظهور العلني والعديد منهم يرغبون في مغادرة المنطقة خوفا على حياتهم ). كل هذا الإرهاب القذر دون أي تصريح أو موقف أو تحرك ميداني من الحكومة الفلسطينية التي ثقلها الأساسي وقوتها التنفيذية في قطاع غزة. وهذه الأعمال القذرة لا تحدث للمرة الأولى، ففي فبراير الماضي من العام الحالي وفي موقف مشابه ردا على الرسوم الكاريكاتورية الدانمركية المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، قامت مجموعة أخرى بحرق وتخريب مقر بعثة الاتحاد الأوربي في مدينة غزة وتهديد المدارس والكنائس المسيحية، مما حدا بمحمود الزهار القيادي في حركة حماس أن يزور مدرسة الروم الكاثوليك في المدينة كرسالة غير مباشرة لعدم التعرض للمسيحيين الفلسطينيين.

من المستفيد من هذا الضلال؟

هل يتصور عاقل أو مجنون هذا العبث الذي لا يمكن وصفه إلا بأنه عمل مشبوه لا يخدم نضال وسمعة الشعب الفلسطيني وهو يناضل من أجل دولته المستقلة، فإذا كان الجانب الإسرائيلي يكرر أنه لا يوجد مفاوض فلسطيني ألا يحق للغير أن يعتبر الدولة الفلسطينية ليست خطرا على الإسرائيليين فقط، بل على مكونات المجتمع الفلسطيني نفسه؟. هل نسيت هذه الفئة الضالة نضال وصمود شخصيات مثل الأب منيب يونان والأب عطا الله حنا رئيس أساقفة الروم الأرثوذكس في القدس الذي تعرض للملاحقة والتوقيف والسجن من سلطات الاحتلال عدة مرات بسبب مواقفه المناهضة للاحتلال والداعمة لنضال الشعب الفلسطيني؟. وإزاء تصريحات البابا التي أثارت غضب المسلمين، كان موقف الأب عطا الله أشجع وأوضح وأجرأ من مواقف العديد من شيوخ المسلمين، ففي محاضرة جماهيرية ألقاها في مجمع النقابات بمدينة إربد شمال الأردن مساء الخميس الموافق الحادي والعشرين من سبتمبر الحالي قال:
( إن التطاول على الإسلام وعلى العقيدة الإسلامية هو تطاول على المسيحية وأن التطاول على النبي العربي الكريم محمد بن عبد الله هو تطاول على المسيح بن مريم، وأن كلام البابا عن الإسلام لم يكن بريئا وإنما كان يندرج في إطار مؤامرة على الإسلام والمسلمين وعلى كل ما هو نقي وشريف في هذه الأمة....إن الكلمات التي صدرت عن بابا الفاتيكان واستفزت مشاعر المسلمين في الصميم، استفزت أيضا المسيحيين الشرقيين الذين يشكلون مع إخوانهم المسلمين أسرة واحدة وقضية واحدة ). وأكدّ ( أن المسيحيين هنا هم جزء من الأمة العربية الواحدة المجيدة من المحيط إلى الخليج وأن مرجعيتنا ليست غربية وإنما مشرقية عربية بامتياز، وأننا نرفض أن ينقص أحد من هويتنا الروحية وهويتنا القومية ). إن هذا الأب المناضل شرف كبير لنضال الشعب الفلسطيني والعربي، ومواقفه الوطنية منذ زمن طويل أكبر إدانة وتعرية لأولئك الضالين المفسدين ممن يسمون أنفسهم زورا ( جيش الهدى ) و ( جيش سيف الحق )، فأنتم بصراحة ووضوح جيش الفساد والضلال والفتنة، وهذا الأب وعشرات أمثاله يشرفونكم، وإن كان لديكم أدنى ذرة من إيمان وضمير، لأعلنتم اعتذاركم علنا عن بياناتكم وأفعالكم هذه، لأنها تسيء للإسلام والمسلمين أكثر من تصريحات البابا نفسها، لأنها صادرة من داخل البيت لكنها غريبة عن سلوك البيت الإسلامي ومعتقداته وقناعاته!!.
وهل نسيّ أولئك الضالون المفسدون المناضل الصلب المطران هيلاريون كبوتشي المطران الأسبق للروم الكاثوليك في القدس، وسجنه سنوات لأنه ساعد وأوصل السلاح للمقاتلين الفلسطينيين، ثم تم طرده عام 1987 من الأماكن المقدسة بشكل نهائي؟. وهل نسيّ أولئك الضالون حملة الكنائس الفلسطينية بمختلف ألوانها على بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية في القدس إيرينوس الأول، بسبب فضيحته في بيع ممتلكات للكنيسة لإسرائيليين، واستمروا في حملتهم الشجاعة العادلة حتى تم تنحيته من منصبه ومغادرته القدس؟!.
هؤلاء المفسدون والضالون في فلسطين موطن المسيح عليه السلام وموطن الديانة المسيحية، ينبغي شجب أعمالهم وبياناتهم فهم وصمة عار يخجل منها كل مؤمن من المسلمين والمسيحيين في فلسطين وكل أقطار العرب.....ولا نملك إلا القول: قاتلكم الله!!!.
[email protected]



#أحمد_أبو_مطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا أحداث 11 سبتمبر إرهاب صريح؟
- أفيقوا: ما قيمة العلم بدون وطن؟
- من المسؤول: نحن أم الاحتلال؟
- ترتيب البيت الفلسطيني. مسؤولية من..وكيف؟
- النظام السوري: استمرارية تعتمد على الخلافات والتعديات
- ماذا يريد النظام السوري من لبنان والعرب؟
- هل يمكن الإطمئنان لدور إيران في المنطقة؟
- مواقف أردنية تستحق القراءة والتركيز
- نتائج مستقبلية للجرائم الإسرائيلية
- هل فعلا نحن أمة عربية واحدة؟ 2
- هل يساوي ثلاثة جنود إسرائيليين هذا الموت والدمار؟
- دمشق و طهران: كذب وخداع و قمع
- ( هل فعلا نحن أمة عربية واحدة؟ ( 1
- الملتقى الوطني الأردني: خطاب غوغائي واستعمال مضلل للدين!
- محنة الفلسطينيين في العراق..إلى متى؟
- دلالات الغضب الشعبي الأردني من سلوك بعض الإخوان
- حوار فشل في رام الله ..لن ينجح في صنعاء
- حماس وإخوان الأردن...مع الشعوب أم المجرم؟
- بعد كل هذا الإرهاب...هل تريد إسرائيل السلام؟
- الموت للزرقاوي والعزائ لبعض الفضائيات العربية


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد أبو مطر - جيش الهدى في غزة: هل تختلفون عن الاحتلال؟