أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نسيب عادل حطاب - شكرا سامي مهدي ...مازلنا نحفظ لك ذلك الجميل














المزيد.....

شكرا سامي مهدي ...مازلنا نحفظ لك ذلك الجميل


نسيب عادل حطاب

الحوار المتمدن-العدد: 7367 - 2022 / 9 / 10 - 01:53
المحور: الادب والفن
    


حمل الينا الاسبوع الماضي خبر رحيل الشاعر سامي مهدي عن عالم الاحياء ليشكل هذا الرحيل مناسبة لاستعراض حياة الرجل وانجازه الشعري وانتمائه السياسي وطبيعة ارتباطه بنظام صدام حسين وسأعبر كل الاراء المتقاطعة لأشير الى اني كقاريء أرى في سامي مهدي شاعر متمكن من أدواته الشعريه وحرفيته فانا واحدا من متذوقي شعره باختصار ان سامي مهدي كان شاعرا غير مصنوع فهو كان سيحتل مكانه الطبيعي في الحياة الادبية الشعرية حتى من غير وجود النظام السياسي الداعم الذي كان ينتمي اليه الشاعر .. اما عن انتمائه السياسي فهذا شأنه وعلينا ان نحترم خياراته الشيء الوحيد الذي يهمنا هو هل كانت يداه تجيد مسك السوط وهل كانت ريشة قلمه قاتلة كنصل السيف ..لا اظن أن شاهدا أوضحية أو أحدا ما روى عنه ذلك فيما عدا تلك الرواية عن تصريحه احتفاظه بساعة المناضل سلام عادل حيث انه كان شاهدا على حفلة تعذيبه عقب انقلاب 8 شباط والتي لايمكن تصديقها لسبب بسيط وهو انه ليس من المعقول وعلى فرض صحة الواقعة ان تجد شخصا مثقفا وعاقلا ينسب لنفسه فعلا شائنا ويدرك انه شائن في مجلس وأمام ضيوف لايعرف مدى استساغتهم وتقبلهم لهذا الامرالذي لايدعو للتفاخر أصلا. .............................................
على امتداد الفترة التي اعقبت اقالة البكر و تسلم صدام حسين للسلطة والتي أستهلها بتصفية رفاقه واستبدال الولاء للحزب بالولاء لشخصه ومع بداية الحرب العراقية الايرانية بدأ الاعلام واجهزة الاذاعة والتلفزيون والمطبوعات تحصر نشاطها وتركزه في تمجيد القائد وسجاياه وبطولاته والتغني بحبه والوفاء له وبين التخويف والاجبار والرشوة صار لزاما على المغنيين مثلا تقديم اعمال غنائية واناشيد لتمجيد القائد وكذا الامر بالنسبة للشعراء الشعبيين الا ان عقدة صدام كانت في الشعر الفصيح اذ ان اغلب الرموز والقمم الشعرية الكبيرة استنكفت عن القيام بهذا الدور وفضلت استيطان المنافي والحرمان على الاساءة لنفسها الا عبد الرزاق عبد الواحد فقد انبرى للقيام بهذه المهمة بغبطة وليفرط في هذا الامر اكثر مماهو مطلوب منه اذ وظف شعره او كاد لهذه المهمة فهو يذكر في احدى مقابلاته التلفزيونية انه اصدر اثنتي عشر ديوانا في مدح قائده الفذ . على اننا سنكون غير معنيين بشعر عبد الرزاق هذا لو انه كان يلقيه كما يفعل اسلافه شعراء الكدية امام وفي حضرة الخليفة او الوالي وفي مجلسه فقط ..لكن وفي ايام اشتداد المعارك المجنونه حيث كان الدم العراقي يسيل مثلما يسيل ماء المزاريب والطرقات تزدحم بسيارات الاجرة التي تحمل جثامين الضحايا واخبار الاذاعات تنقل لنا اخبار المطحنة البشرية و كان كل اب وام و زوجة وأخت واخ مرعوبا يكاد قلبه يفلت منهمع كل طرقة باب وجرس تليفون خوف ان يحمل لهم ذلك اخبارا سيئة عن احبتهم في الجبهة كان عبد الرزاق عبد الواحد يقتحم علينا خلوتنا ورعبنا وحزننا ليزيد في هزيمتنا ويعيرنا بضعفنا و ليستفزنا بقصائد عصماء عن القائد الهمام وهو يضفي عليه ماهو اكثر من صفات الانبياء والقديسين وبما عرف عن عبد الرزاق من تمكن واجادة وجزاله في اللفظ وابداع في التصوير الشعري .......................................
خلال كل تلك السنوات المظلمة نادرا ما شاهدت سامي مهدي يتطوع ليقوم بهذا الدور مع ان سامي أبتدأ حياته بعثيا وأستمر على قناعته في حين ان عبد الرزاق بدأ شيوعيا لينتهي صداميا بامتياز .صحيح ان عبد الرزاق أكثر تمكنا وريادة وامتلاكا للمهارة الشعرية واجادة لنظم الشعر العمودي الذي يصلح للالقاء أكثر من الشعر الحر والمسترسل مما يطرب صدام ويجعله منتشيا جذلا ويزيد في احساسه بالعظمة والتفرد لكن شهية القائد و اجهزة دعايته واعلامه لكل عمل شعري او غنائي اوخطابي يساهم في تمجيد القائد كانت مفتوحه لاتشبع وكان بامكان سامي مهدي وهو البعثي ان يرسخ سلطته وموقعه في الحزب اكثر من خلال ذلك ويستلم ثمن نتاجه الشعري في مدح القائد اضعاف مضاعفه................
لااعرف كثيرا عن تاريخ وتفاصيل حياة سامي مهدي الشخصية ولا عن حسناته وأثامه لكني وكل من عايش تلك الفترة المجلله بالدم والحزن نحفظ له هذا الجميل ...........................................................



#نسيب_عادل_حطاب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وصية لفتى حالم
- خيبة
- صولات أم ستار في أزقة ودرابين العمار
- ماذا وراء أحتفالات السلطة بما اسمته مئوية الدولة العراقية
- رداد أل مريهج
- صواريخ حماس أم صواريخ المقاومة
- سيد جابر سمبه
- ببساطة....انه ليس صهيلا بل نهيق حمار
- حكايتان
- أقبح من عورة ضفدع
- عن انتفاضة تشرين وماينبغي
- اليسار العراقي لم يعد يساريا
- رحلة في عالم السخرية والنقد السياسي الساخر
- بيني وبينك البحر
- تهجير العباد وتدمير البلاد
- حكايات عراقيه
- أخراج تراجيديا بن لادن.. أمريكيا
- الانتخابات العراقية تفاؤل ام تشاؤل في التغيير
- قراءه اخرى عن صناديق الاقتراع
- الحوار المتمدن واحة الفكر التقدمي


المزيد.....




- البعثة الأممية في ليبيا تعرب عن قلقها العميق إزاء اختفاء عضو ...
- مسلسل روسي أرجنتيني مشترك يعرض في مهرجان المسلسلات السينمائي ...
- عيد مع أحبابك في السينيما.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك أ ...
- في معرض الدوحة للكتاب.. دور سودانية لم تمنعها الحرب من الحضو ...
- الرباط تحتضن الدورة ال 23 لجائزة الحسن الثاني لفنون الفروسية ...
- الإعلان الأول حصري.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 161 على قناة ا ...
- -أماكن روحية-في معرض فوتوغرافي للمغربي أحمد بن إسماعيل
- تمتع بأقوي الأفلام الجديدة… تردد قناة روتانا سنيما الجديد 20 ...
- عارضات عالميات بأزياء البحر.. انطلاق أسبوع الموضة لأول مرة ف ...
- نزل تردد قناة روتانا سينما 2024 واستمتع بأجدد وأقوى الأفلام ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نسيب عادل حطاب - شكرا سامي مهدي ...مازلنا نحفظ لك ذلك الجميل