|
لا خروج من النار : من يدخلها لن يخرج منها
أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن-العدد: 7365 - 2022 / 9 / 8 - 00:56
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مقدمة كأننا ( نؤذن فى مالطة ) كما يقول المثل الشعبى المصرى . كانت ضجّة كبرى فى أواخر عام 1987 حين صدر كتابى الضئيل أنفى فيه أحاديث البخارى عن الخروج من النار بالشفاعة ، وأؤكد فيه بالقرآن الكريم أن ( المسلم العاصى لن يخرج من النار ليدخل الجنة ) تعرض الكتاب وصاحبه الى تكفير من الأزهر ، وأتباعه ،وأفتى الشيخ الشعراوى وقتها بأن من ينكر السُنّة جزاؤه ( حدّ الحرابة ) أى القتل والصلب وتقطيع الأطراف . كل هذا دفاع عن الظلم والعصيان .! فى عصرنا أتاحت السوشيال ميديا لكل من يستطيع الكتابة على ( الكى بورد ) أن يكتب فى الاسلام متشجعا بجهل الشيوخ الرسميين وبلاهتهم منقطعة النظير . حين تكتب فى السياسة أو فى الرياضة أو فى الفن فأنت تكتب عن البشر . أما عندما تكتب فى الدين فأنت تكتب عن الله جل وعلا . وهنا تكون القاعدة: ( أبيض أوغير أبيض ) ، فالحق الالهى هو الأبيض ، وما عداه مهما إختلفت ألوانه فهو ( غير أبيض ) . قال جل وعلا : ( فَذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ فَأَنَّا تُصْرَفُونَ (32) يونس )( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (30) لقمان ). أى كلام فى الدين إما أن يكون ماسّا بجلال الله جل وعلا متعديا على ذاته ، أو يكون متحصنا بالقرآن الكريم ، جاء عن تدبر ممّن لديه إمكانات التدبر . الناس تضل وتهتدى بالكتابة فى الدين ، ومن هنا فمن يكتب فى الاسلام عليه أن يعلن الحق ولا يكتمه ، وإلا تعرّض للّعن من الله جل وعلا ومن الّلاعنين ، إلا أن يتوب على الملأ ويوضح أخطاءه السابقة . قال جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمْ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمْ اللاَّعِنُونَ (159) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160) البقرة ). ومهما وعظنا ومهما حذرنا فهُواة التلاعب بالدين مستمرون . يكتبون ويختلفون ويجادلون فى الله جل وعلا بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير . هؤلاء موجودون ( بين الناس ) وحيث ( يوجد الناس ) قال جل وعلا : ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ (8) ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (9) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (10) الحج ). 2 ـ من جديد أثاروا قضية الخروج من النار زاعمين أن الخلود مؤقت وليس أبديا . هذا مع أننا تعرضنا لبعض هذا فى مقال سبق عن كلمة ( أبدا ) ، وقلنا : ( الخلود فى الجنة أو النار يفيد ( الأبدية ) حتى بدون كلمة ( أبدا )، وسبق كثيرا أن تعرضنا لقوله جل وعلا ( خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ ) فى سورة الأنعام . ونضطر الى مزيد من التوضيح ( لعلّ وعسى ).!! أولا : الكفرة من أهل الكتاب قالوا بالخروج من النار بعد عدة أيام ، وردّ الله جل وعلا على إفترائهم فقال : 1 ـ ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24) آل عمران ) 2 ـ ( وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَاتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (80) بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (82) البقرة ). ثانيا : إستحالة الخروج من النار جاء بأساليب متنوعة : الأسلوب الصريح المباشر . قال جل وعلا : 1 ـ ( كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ ) 167 ) البقرة ) 2 ـ ( يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُواْ مِنَ النَّارِ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ ) 37 ) المائدة ) 3 ـ ( فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ ( 35 ) الجاثية ) أبواب النار مؤصدة عليهم . قال جل وعلا : 1 ـ ( نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ ( 6 ) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ ( 7 ) إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ ( 8 ) فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ ) 9 ) ) الهمزة ) 2 ـ ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (19) عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ (20) البلد ) يحاولون الخروج فى دورة التعذيب فى داخل النار حيث يدورون صعودا وهبوطا . ولكن تتلقفهم ملائكة النار بالضرب وتعيدهم . قال جل وعلا : 1 ـ ( فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيم ُ ( 19 ) يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ ( 20 ) وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ ( 21 )كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ( 22 ) ) الحج ) 2 ـ ( وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ ) 20 ) السجدة ) . القول بالخروج من النار هو تكذيب بعذاب النار الأبدى الخالد . يطلبون الخروج ويأتى لهم الرفض . قال جل وعلا : 1 ـ ( وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ) 37 ) فاطر ) 2 ـ ( قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ ( 11 ) ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ ( 12 ) غافر ) إنه لا إفتداء للخروج عن تمنيهم الافتداء بأى شىء ليخرجوا : قال جل وعلا : 1 ـ ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (36) يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنْ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ (37) المائدة ) 2 ـ ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الأَرْضِ ذَهَباً وَلَوْ افْتَدَى بِهِ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (91) آل عمران ) 3 ـ ( وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الأَرْضِ لافْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوْا الْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (54) يونس ) 4 ـ ( وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ أُوْلَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (18) الرعد ) 5 ـ ( وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ مِنْ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ (47) الزمر ) . تفكّر ـ لوسمحت ـ فى قوله جل وعلا : ( وَبَدَا لَهُمْ مِنْ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ). كانوا يحسبون اليوم الآخر سوقا للشفاعات والمزايدات ومن يدخل النار يخرج منها ، كأنها حفلة أم كلثوم .! فى النار : ( لاموت ) فالموت راحة ، وأيضا ( لا حياة ) فأى حياة هذه وسط الجحيم ، ولا راحة بالنوم . قال جل وعلا : 1 ـ ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ ( 36 )فاطر ) . هنا لا موت ولا تخفيف من العذاب . 2 ـ ( إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَا (74) طه ) 3 ـ ( الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى (12) ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَا (13) الأعلى ) 4 ـ ( وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ (17) ابراهيم ) 5 ـ عن تمنيهم الموت : و رد ( مالك ) خازن النار عليهم : ( وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ ( 77 ) الزخرف ). 6 ـ النوم راحة ، وهو محرم عليهم ، إذ سيظلون فى سهر ، حتى إن من أسماء النار ( الساهرة ) .قال جل وعلا : ( فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (13) فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ (14) النازعات ) أخيرا 1 ـ المخلوقات كلها يحتويها الزمن ، سواء كان زمنا متحركا فى هذه الدنيا ، أو كان زمنا راهنا فى الآخرة ، لا نستطيع تصوره . لا نستطيع تصور الزمن الخالد سوى إنه مخلوق . الله جل وعلا فوق الزمن لأنه جل وعلا خالق الزمن . لذا فهو ( الأول ) قبل كل شىء و ( الآخر ) بعد كل شىء ، وهم الحاضر مع كل شىء وهو ( معنا أينما كُنّا ) . قال جل وعلا : ( هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3) هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنْ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4) الحديد ). إذا كنا لا نستطيع فهم الزمن الدنيوى فى برازخ السماوات وبرازخ الأرض فكيف نفهم زمن الخلود الأبدى فى الآخرة ؟ وإذا كنا لا نستطيع فهم الزمن المخلوق فكيف نفهم خالق الزمن جل وعلا . 2 ـ قال جل وعلا : 2 / 1 : ( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدْ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنْ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنْ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (128) الانعام ). 2 / 2 : ( فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتْ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (107) وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتْ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (108) هود ). ببساطة : 1 ـ القرآن الكريم فيه آيات متشابهات تحكمها الآيات المحكمات . الذين فى قلوبهم زيغ يحاولون التلاعب بالمتشابهات وإغفال الآيات المحكمات . قال جل وعلا : ( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ (7) آل عمران ). المنهج العلمى يقتضى تفسير المتشابهات بالمحكمات ، هذا ما يفعله الراسخون فى العلم . الآيات التى جاء فيها الخلود والخلود أبدا هى الآيات المحكمات ، وهى كثيرة جدا . الآيات الثلاث فى سورتى ( الأنعام ) و (هود ) فيها تعليق الخلود على مشيئة الرحمن جل وعلا . ومشيئته جل وعلا هى فى الخلود الأبدى . 2 ـ الذى فى قلبه زيغ يتلاعب بالآيات المتشابهات ليجعل تعارضا بينها وبين المحكمات . هذا إلحاد فى القرآن الكريم . قال جل وعلا عن كتابه متوعدا من يلحدّ فيه : ( إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (40) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42) فصلت ). ودائما : صدق الله العظيم .!!
#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السيسى والاخوان والأزهر وشيخ جهول
-
القاموس القرآنى : ( بغى ومشتقاته )
-
عن صلاة الجمعة ومساجد الضرار
-
ف 7 : قضية الحيض بين الاسلام والدين الٍسُّنى : ( 4 ) الطواف
...
-
عن الولدان المخلدين والدخان
-
ف 7 : قضية الحيض بين الاسلام والدين الٍسُّنى : ( 3 ) المصحف
...
-
حوار حول العراق الآن
-
ف 7 : قضية الحيض بين الاسلام والدين الٍسُّنى :(2 )عن المباشر
...
-
ف 7 : قضية الحيض بين الاسلام والدين الٍسُّنى : الجزء الأول
-
جفاف الأنهار وجفاف الأبصار وإقتراب الساعة !!
-
) أُدعوهم لآبائهم ) طبقا لل D. N . A
-
الرسول محمد عليه السلام هل كان ( بوسطجى ) ؟
-
قرآنيون عُصاة وملاحدة ومرتدُّون ( شهادة على العصر ).!!
-
ف 6 : نموذج للخبل الفقهى فى موضوع الطهارة من ( موطأ مالك)
-
القاموس القرآنى ( أبدا )
-
سلمان رشدى ..والأزهر .!!
-
ف 5 : تشريعات الدين السُّنّى فى ( الاستنجاء ولمس المرأة والغ
...
-
ف 4 : من الفتاوى : عن التيسير فى الطهارة ( 2 )
-
ف 4 : من الفتاوى : عن التيسير فى الطهارة ( 1 )
-
ف 3: فتاوى أخرى فى موضوع الطهارة
المزيد.....
-
فرنسيس والكاثوليك الأميركيون
-
إسرائيل تستهدف منطقة قرب القصر الرئاسي بدمشق وتتعهد بحماية ا
...
-
سوريا... وجهاء الطائفة الدرزية في السويداء يصدرون بيانا يرفض
...
-
أحدث تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات “نزلها
...
-
-الشرق الأوسط الجديد ليس حلماً، اليهود والعرب في خندق واحد-–
...
-
بعد دعوة رجل دين درزي.. تحذير مصري من -مؤامرة- لتقسيم سوريا
...
-
الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في سوريا حكمت الهجري يطالب بحم
...
-
الدروز في دائرة الخطر: نتنياهو يستغل الطائفة لأغراض سياسية
-
جماعات الهيكل منظمات إسرائيلية تسعى لهدم المسجد الأقصى
-
الاشتباكات الطائفية في سوريا: أبرز القادة الروحيين الدروز يط
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|