أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود يوسف بكير - عرض مختصر لكتاب جديد














المزيد.....

عرض مختصر لكتاب جديد


محمود يوسف بكير

الحوار المتمدن-العدد: 7358 - 2022 / 9 / 1 - 23:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


والكتاب هو للاقتصادي الفرنسي المعروف توماس بيكيتي الذي اشتهر جدا بعد كتابه الموسوعي "رأس المال في القرن الواحد والعشرين" والذي سبق أن كتبنا عنه. أما الكتاب الجديد فهو بعنوان "تاريخ مختصر للمساواة" وقد صدر بالفرنسية في العام الماضي ثم تمت طباعته بالانجليزية هذا العام وهو أقل حجما بكثير من كتابه الأول حيث تصل عدد صفحاته إلى ٣٠٠ صفحة أما الأول فيصل إلى ٧٠٠صفحة. والكتاب الجديد يختلف في نهجه التاريخي المبسط عن كتب بيكيتي السابقة ذات النهج الاقتصادي التحليلي والتاريخي، كما أنه يتسم بالنزعة التفاؤلية عكس كتابي بيكيتي السابقين عن اللامساواة والتي أشتهر من خلالهما كرائد من رواد الفكر الاقتصادي المناهض لللامساواة. والحقيقة أن البعض قد يختلف مع بيكيتي في تفائله الزائد في هذا الكتاب ولكني أقر بإنه ليس هناك أسهل من أن يكون الانسان متشائما وأن الأصعب دائمآ أن يكون متفائلا، وأتذكر هنا ما قاله الرئيس الأخير للاتحاد السوفييتي جورباتشوف والذي توفي من يومين بأن السياسي المتشائم يكون من الأفضل له أن يستقيل، وهي جملة ذات دلالة كبيرة كما أرى حيث يعني بها جورباتشوف بأن السياسي المتشائم لن ينجز شيئا وسوف يجد دائمآ ما يبرر به فشله. وعودة إلى كتاب بيكيتي الذي أستند في تفائله على تطورات تاريخية هامة جدا كما سوف نبين وبأكبر قدر من الاختصار وببعض التوضيحات الإضافية من جانبنا لضمان إيصال أفكار الكاتب للقراء بشكل واضح. وفي الكتاب يوضح بيكيتي من خلال عرض مقتضب للخطوط العريضة لكتبه السابقة بأن اللامساواة بالفعل زادت بشكل هائل في معظم أنحاء العالم بدءا من ثمانينات القرن الماضي وحتى الآن، ولكنه يرى أن الأحوال يمكن أن تتجه لما هو أفضل كما حدث من قبل عبر التاريخ. وهنا تبرز الفكرة المركزية التي كانت وراء النظرة المتفائلة لبيكيتي وهي أن مسيرة التقدم للبشرية على مختلف الأصعدة كانت حافلة بالثورات والنضال ضد الظلم والأزمات الاقتصادية الخانقة والحروب وكل أنواع المشاكل الاجتماعية والسياسية، بمعنى أن العدالة الاجتماعية والتقدم الذي تشهده الإنسانية ليست مكتسبات مجانية وإنما هي حصاد للكفاح والاجتهاد الإنساني حتى أصبح لدينا الآن معايير كمية ونوعية تبين بشكل دقيق لا يدع مجالًا للشك أوجه التحسن في نمط الحياة وما حدث من تحسن في توزيع الدخل والثروة في كل المجتمعات تقريبًا. وفي هذا يتحدث بيكيتي عن أن الحربين العالميتين الأولى والثانية والكساد الكبير الذي ضرب العالم في ثلاثينات القرن المنصرم نتج عنهم جميعا إنخفاض كبير في فجوة الدخل والثروة في الغرب في الفترة ما بين ١٩١٤ و ١٩٨٠وكان السبب في هذا فرض نظام للضرائب التصاعدية على كل من الدخل والثروة وإعلاء مبدأ دولة الرفاهة للجميع ومنح الجميع فرص متساوية في التعليم والثقافة والرعاية الصحية والمواصلات ودخل معقول للمتقاعدين ومنح للعاطلين عن العمل وغيرها من المزايا حيث لعبت الضرائب التصاعدية دورا كبيرا في توفير الموارد المالية اللازمة للحكومات لتقديم كل هذه الخدمات لمحدودي الدخل كما أدت إلى تقلص التركيز الهائل للثروة والنفوذ الاقتصادي على مستوى القمة لصالح من هم في الأسفل، والأهم من كل هذا كان وجود نوعًا من القبول العام لهذا العقد الاجتماعي الجديد في المجتمعات الغربية.
أما بالنسبة لحالة عدم اللامساواة المستشرية حاليًا في كل المجتمعات والتي أصبحت تشمل كل أوجه الحياة كما كتبنا مرارا خاصة في مجتمعاتنا العربية فإن بيكيتي يقترح حلولا عديدة لها في الكتاب منها تمويل الانتخابات من خلال الأموال العامة وليست الخاصة لضمان عدم سيطرة رأس المال على السلطة وهي مرض عضال وقديم في عالمنا العربي وهو أسوأ بمراحل مما نعايشه في الغرب حيث لا يقتصر هذا التحالف الجهنمي على المال والسلطة فقط ولكنه يمتد ليشمل الدين كما كتبنا مرارا وهو ما يعني أن مقترح بيكيتي لا يصلح لنا. كما يقترح بيكيتي فرض ضريبة عالمية على الثروة تصل إلى 2% على كل الافراد الذين تزيد ثرواتهم عن 10 مليون يورو، هذا بالإضافة إلى إحكام تطبيق نظم الضرائب التصاعدية، كما يقترح إشراك العمال في إدارة الشركات الكبيرة، وأيضا مراجعة الاتفاقات الدولية لضمان أن تحركات الأموال الدولية سوف تضمن دائما الحفاظ على البيئة وليس الاضرار بها، وضمان أن تعمل على تخفيف فجوة الدخل والثروة بين الشمال والجنوب وإلغاء الكثير من ديون الدول الفقيرة وغيرها من المقترحات التي يصعب تصور إمكانية تطبيقها في ظل الظروف الاقتصادية القاتمة التي يمر بها العالم حاليًا. وبالطبع فإن بيكيتي يعلم هذا ولكنه يؤمن مثلنا بإن النضال السلمي للأحزاب الاشتراكية الديموقراطية ومنظمات المجتمع المدني والنقابات المهنية والاعلام الحر كفيلة بتحقيق هذه الإصلاحات كما حدث من قبل وكما يعلمنا التاريخ.

‏‏‏ محمود يوسف بكير
مستشار اقتصادي



#محمود_يوسف_بكير (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مراجعات وأفكار -١٠
- العولمة ‏الاقتصادية الجديدة ومخاطرها علينا
- مراجعات وأفكار-٩
- مقاييس التنمية الاقتصادية الحقيقية
- مراجعات وأفكار -٨
- بعض التبعات الخطيرة لحرب أوكرانيا
- النمري والحوار المتمدن وحقائق أخرى
- مراجعات وأفكار -٦
- دلالات هامة لإحصاءات الحوار المتمدن
- نوبل وفتح جديد في علم الاقتصاد
- كيف سيتعامل الماركسيون مع هذه القضايا (٣)
- كيف سيتعامل الماركسيون مع هذه القضايا (٢)
- كيف سيتعامل الماركسيون مع هذه القضايا (١)
- مراجعات وأفكار -٥
- أعطني فلوس أشتري لك العالم
- مراجعات وأفكار -٤
- اقتصاديات البيتكوين والدولار والذهب
- قصتي مع نوال السعداوي
- حول هوية موقع الحوار المتمدن
- مراجعات و أفكار -٣


المزيد.....




- -حماس- تُعلن تسليم جثتي رهينتين الخميس.. وبيان مشترك للجيش ا ...
- أفرجوا عن حمدي الزعيم .. خمس سنوات حبس احتياطي بمخالفة القان ...
- البرازيل- أكثر من مئة قتيل في أعنف حملة أمنية ضد المخدرات بت ...
- انتخابات هولندا..توقعات بتقدم الديمقراطيين وانتكاسة لحزب فيل ...
- سرقة اللوفر: المدعية العامة في باريس تبدي تفاؤلها إزاء التحق ...
- إسرائيل تعلن قصف مخزن للأسلحة في غزة: هل القطاع أمام رغبة إس ...
- ما أهمية اختبار روسيا أسلحة تعمل بالقوة النووية؟
- ما أهمية اللقاء بين شي وترامب؟
- جثث تملأ شوارع ريو دي جانيرو بعد أعنف عملية أمنية ضد عصابات ...
- -أوراق الموت 3-.. لهذه الأسباب تراجع مستوى الموسم الثالث عن ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود يوسف بكير - عرض مختصر لكتاب جديد