أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - نجيب الخنيزي - ميرزا الخنيزي والذاكرة التاريخية















المزيد.....

ميرزا الخنيزي والذاكرة التاريخية


نجيب الخنيزي

الحوار المتمدن-العدد: 7355 - 2022 / 8 / 29 - 10:51
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    




إثر معاناة طويلة مع المرض غيب الموت الذي لا مفر منه في 26 اغسطس 2022 الشخصية الوطنية البارزة ميرزا صالح الخنيزي وذلك بعد أكثر من شهر على دخوله المستشفى العسكري في المنطقة الشرقية وذلك عن عمر ناهز الثامنة والثمانين .
انخرط الفقيد الراحل في سن مبكرة ( منذ الخمسينيات من القرن المنصرم ) في النضال النقابي والوطني والقومي ، وقدم في سبيل ذلك التضحيات الجسام .
في 10 ديسمبر 2009 الذي يصادف اليوم العالمي لحقوق الإنسان، جرى تنظيم حفل تكريمي خاص للشخصية الوطنية والتقدمية البارزة " أبو نضال " . وقد حضر حفل التكريم العشرات من رفاقه واصدقاءه ومحبيه ، وعلى وجه الخصوص الكثير من مجايليه الذين رافقوه أو أحتكوا به في المسيرة النضالية المشرفة منذ الخمسينات وحتى السبعينات على اختلاف مناطقهم ومشاربهم الفكرية، أذكر من بينهم عبد الرزاق البريكي ومنصور الشيخ وعبدالرزاق اليوشع و الفقيد الراحل عبدالغني الشماسي وسعد الكنهل وعقل الباهلي وغيرهم. كان الحفل بهيجا لوجود المكرم بيننا، حيث العادة الشائعة " غير الحميدة " أن يجري تكريم المبرزين الذين قدموا اجل الأعمال والتضحيات لوطنهم بعد رحيلهم.
بالرغم من ظروفه الصحية الصعبة التي ألمت به إثر تعرضه لجلطة منذ سنوات وأثرت على مقدرته في الحركة ، غير أنه كعادته كان حاضر الذهن والذاكرة، بشوشا ومتفائلا بمستقبل مشرق وواعد لبلادنا بالرغم من كل المعيقات المعروفة.
لقد عبر الحضور في كلماتهم المكتوبة أو المرتجلة عن اعتزازهم واحترامهم الكبير للدور الوطني الريادي والبارز للشخصية المكرمة، ولكل مجايليه من الحضور أو ممن لم تسمح ظروفهم الصحية أو الشخصية بالحضور ، وخصوصا ممن رحلوا منهم، الذين مثلوا بحق جيل الرواد الأوائل، الذين اشتقوا طريقا غير مطروق وحفروا الصخر بصبر وإصرار وعزيمة بأيديهم العارية أو بأدوات وعدة بسيطة، مقتحمين فيافي الصحراء الموحشة بزاد قليل، وغالبا من دون مرشد موثوق، وسعوا ما في وسعهم لأن يكونوا شموعا تحترق وفقا للمثل المعروف " أن تشعل شمعة بدلا من أن تلعن الظلام " وذلك من أجل غد أفضل ، مقدمين عصارة فكرهم، وزهرة شبابهم، قابضين على جمر مبادئهم الوطنية والاجتماعية والإنسانية، ومتجاوزين لكل أشكال الانتماءات والتشطير ‘’المناطقية، القبلية، الطائفية، العشائرية’’ الفرعية القاتلة التي ابتلى بها مجتمعنا، كبقية المجتمعات العربية في العقود الأخيرة لأسباب وعوامل مختلفة، يأتي في مقدمتها فشل بناء الدولة الوطنية العصرية الحديثة، ووصول الخيارات والمشاريع المطروحة " قومية ويسارية وليبرالية " جميعا إلى طريق مسدود على الرغم من النوايا الصادقة، والتضحيات الجسام التي بذلتها الشعوب العربية ونخبها السياسية والاجتماعية والفكرية على مدى عشرات السنين من أجل الحرية والاستقلال والتنمية والعدالة والوحدة وإعادة بناء الإنسان والمجتمع.
لقد عانى ميرزا الخنيزي ومعه عائلته الصغيرة وخصوصا زوجته ‘’أم نضال’’ الكثير ، حيث جرى اعتقاله للمرة الأولى إثر الحراك العمالي الكبير في ,1956 حيث قضى حوالي العام ونصف العام مع العشرات من نشطاء الحركة العمالية والمثقفين في السجن المعروف بسجن العبيد في الإحساء، وفي العام 1958 شارك مع بعض رفاقه إثر خروجهم من السجن في تأسيس منظمة ‘’أحرار الجزيرة’’ التي مثلت نواة لحزب ‘’البعث العربي الاشتراكي’’، حيث أصبح أحد قيادييها البارزين .
في العام 1964 حصل الانشقاق الواسع في حزب البعث الذي أعقب انعقاد المؤتمر القومي السادس للحزب في دمشق ، وذلك مابين الخط الرسمي ( اليميني ) الممثل بالأمين العام للحزب ميشيل عفلق وصلاح البيطار ومنيف الرزاز و أمين الحافظ ( الرئيس السوري ) وغيرهم من جهة ، والخط اليساري الذي تزعمه علي صالح السعدي ( عراقي ) ومن أبرز رموزه ياسين الحافظ ( سوري ) الذي كان يعد منظر اليسار في البعث ،وقد شارك في أعمال المؤتمر مندوبين من السعودية هما أبو قصي وأبو رائدة اللذان أنحازا إلى الخط اليساري في المؤتمر.
في عام 1965 شكل العديد من قيادات وكوادر بعثية سابقة منظمة جديدة ذات توجه يساري ‘’ماركسي’’ تحت مسمى " الجبهة الديمقراطية الشعبية" وكان تركيزها منصبا على القضية الوطنية باعتبارها المحور والركيزة الأساس لعملها ونشاطها. وكان ميرزا الخنيزي أحد قياديها البارزين، حيث احتل منصب أمين سر القيادة.
وفي الواقع فأن تشكل الجبهة الديمقراطية - الشعبية لم يكن مرتبطا بتحولات حركة القوميين العرب وغالبية فروعها في المشرق العربي نحو اليسار وتبني الماركسية ، والذي حصل في أعقاب هزيمة حزيران يونيو 1967 .بل هو ناجم عن مراجعة وقراءة نقدية خاصة لتجربة وممارسات وفكر حزب البعث .
الجبهة الديمقراطية – الشعبية حظيت في ذلك الوقت بانتشار مهم في العديد من المناطق في السعودية، وخصوصا في البلدات والقرى الريفية في القطيف والأحساء ، وبين عمال شركة أرامكو .
في يونيو/ حزيران العام 1967 وعلى إثر العدوان الإسرائيلي على الدول العربية شارك ميرزا الخنيزي بفعالية في المظاهرات الواسعة التي اجتاحت مناطق النفط وبقية المدن الرئيسية، للتنديد بإسرائيل والصهيونية والانحياز الأميركي للعدوان، وللتعبير عن تضامنها مع ضحايا العدوان، واعتقل على أثرها، حيث مكث في المعتقل قرابة العام وثمانية أشهر، ولم يمكث طويلا إثر خروجه من السجن، حيث جرى اعتقاله مجددا في موجة الاعتقالات الواسعة في العام 1969 حيث قضى في السجن حوالي ست سنوات إلى أن أفرج عنه إثر صدور عفو ملكي عام في سنة 1975 إثر تولي الملك الراحل خالد بن عبد العزيز مقاليد الحكم.
وفقا لما ذكره رفيق دربه وأخ زوجته الأستاذ عبد المحسن الخنيزي وهو ما يعرفه جميع من احتك به وتعامل معه أنه كان يتصف بطول النفس ، والاستمرارية والدأب اليومي على العمل ، والتسامح مع المختلفين، كما اتسم بالبساطة والتواضع والقدرة الفائقة على التأثير في محيطه الاجتماعي.
في عام 1969 التقيت مع الفقيد الراحل عدة مرات ، واللقاء الأخير كان قبل اعتقاله بيومين، وكنت آنذاك في السابعة عشرة من العمر، شعرت بأنه كان في حيرة من أمره ، هو بالتأكيد كان يريد استمالتي إلى الانضواء في تنظيمه من جهة ، غير أنه في المقابل كان يشعر بالإشفاق إزائي كونه يعرف بأن تنظيمه أصبح في مرمى الأجهزة الأمنية ولا يرغب في تعريضي للخطر ، وقدأخبرني في ذلك اللقاء بأنه يتوقع الإعتقال في أية لحظة ، وفعلا جرى اعتقاله بعد يومين ، و كنت على الصعيد الشخصي واثقا بأني لن اتعرض لأي ضرر.
والحقيقة أني كنت قد حسمت موقفي الفكري والسياسي آنذاك مع تنظيم ‘’جبهة التحرر الوطني’’ يساري آخر . رغم وجودالأرضية الفكرية اليسارية ( الماركسية ) المشتركة بين التنظيمين ،غير أن هناك خلافات واختلافات مهمة ( لا مجال لذكرها الآن ) بينهما تتعلق في التوجه والممارسة على أرض الواقع .
الجدير بالذكر انه في عقود الخمسينات والستينات وحتى منتصف السبيعنات ، لم يكن هناك أي وجود يذكر لحركات الإسلام السياسي بشقيه ( السني والشيعي ) في بلادنا وجل البلدان العربية ، وظهور تلك الجماعات لاحقا بل وتصدرها للمشهد العام في المنطقة يعود لأسباب وعوامل مختلفة لا مجال لذكرها الآن
بعد اعتقال ميرزا الخنيزي بمدة ليست قصيرة ، تسنى لي زيارته في عام 1971 في سجن المباحث بمكة وذلك بمعية بعض أفراد العائلة ، وخصوصا زوجته المخلصة والشجاعة والمضحية بدرية الخنيزي " أم نضال " التي يجمعني بها وبزوجها ميرزا الخنيزي قرابة قوية جدا فوالدهما معا أشقاء لوالدي.
العزاء الحار لزوجته وأبنائه وبناته ، كما نعزي أنفسنا والعائلة وجميع أصدقائه ورفاقه ومحبيه .
نحن على ثقة بأن نضاله وتضحياته ستظل راسخة في وجدان وذاكرة الوطن والشعب على مر السنين.



#نجيب_الخنيزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غياب الشخصية الوطنية والتقدمية البحرينية البارزة الدكتور يعق ...
- كلمة في حفل أسرة الأدباء والكتاب في البحرين وفاء واستذكارا ل ...
- مظفر النواب وداعا
- علي الدميني .. إننا محكومون بالأمل
- ذكرياتي مع الفقيد الراحل اسحاق الشيخ يعقوب بعد عودته إلى أرض ...
- ذكريات لا تنسى مع الفقيد الراحل اسحاق الشيخ يعقوب - ذكريات ل ...
- ذكريات لا تنسى مع الفقيد الكبير اسحاق الشيخ يعقوب
- مرور عام على رحيل الفقيد الكبير اسحاق الشيخ يعقوب
- مرور 10 سنوات على رحيل المثقف و الإنسان .. شاكر الشيخ
- 10 سنوات على رحيل الجهيمان .. سادن الأساطير والأمثال
- رحيل الشاعر العراقي والعربي الكبير سعدي يوسف
- 22 أبريل .. اليوم العامي لأمنا الأرض
- رحيل الروائية والمناضل المصرية نوال السعداوي
- اليوم االعالمي للمرأة لعام 2021
- في ذكرى المفكر والمناضل المصري محمود أمين العالم
- رحيل إسحاق الشيخ يعقوب
- هزم ترامب .. لكن ماذا عن- الترامبية - ؟ ( 2 )
- هزم ترامب .. لكن ماذا عن- الترامبية - ؟
- قانون يكرس الانقسام الطائفي بالعراق !
- الثقافة .. جدل أم تبعية؟


المزيد.....




- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما
- اعتقال ناشطات لتنديدهن باغتصاب النساء في غزة والسودان من أما ...
- حريات الصحفيين تطالب بالإفراج عن الصحفيين والمواطنين المقبوض ...
- العدد 553 من جريدة النهج الديمقراطي بالأكشاك


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - نجيب الخنيزي - ميرزا الخنيزي والذاكرة التاريخية