أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ثامر كلاز - اين انت















المزيد.....

اين انت


ثامر كلاز

الحوار المتمدن-العدد: 7352 - 2022 / 8 / 26 - 19:45
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


انت على كوكب الارض اذن لا يوجد علاج لذلك انت تسكن في لب الحياة ان ما يسكن في لب الاشياء ليس ناراً ولا نفساً دافئاً انما تعيش هناك شرارة الحياة، التي تعطيك المفهوم الحقيقي للمعمورة هذا اخذني من أُذنيَّ ورمى بي في عالم من التفكير لاخرج من تلابيب الحياة لأقول انها شيء عجيب ومختلف عما سواه اسرح في أي وقت شئت معها فجراً او ظهراً او في امسياتها الحالمة.
كيف استطعت ان تجعلني أؤمن بان الارض التي عمرها ملاين السنين ماهي الا تلك المرأة الجميلة التي لا تتجاوز السادسة والاربعين من الاعوام هكذا رايت (المرأة الارض) ما اجملها وما اجمل النثار على اديمها من جبال منتصبة وبحار شاسعة واشجار باسقه وحيوانات سارحة وسحالي زاحفة وانسان منتصب وممتشق سيفاً لا يعرف اين يتجه يريد ان يحارب فقط ، ان الله لم يحدد من هم العبيد ومن هم الاسياد فالخلق بدا بأدم وحواء هو يخضر ويعمل وحواء تطبخ وتغزل هكذا بدأت المسيرة البشرية سواءً بسواء وكتفاً لكتف الى ان جاء المشاغبون والملاكون وبصحبتهم العبودية والاسترقاق وهكذا بدأ الفرز من يكون عبدا ومن يكون سيداً، لا يخفى على احد ان اكتشاف جزر الهند الشرقية في احدى جهات العالم قابلها اكتشاف امريكا من الجهة الاخرى كان من الاحداث العظمى في التاريخ ان هاتين الجهتين الجزر الشرقية والغربية عملتا على توحيد اجزاء كانت متباعدة واحدة عن الاخرى وكأنها تلملم اجزاء وعظام الحياة ونقربها من بعضها البعض مما زاد من المتعة والرفاهية وشجعت الصناعات وزاد نشاط المتاجرة كل هذه المنافع التي قدمها هذان الجزآن من العالم يشكران عليه لكن بالمقابل غرق العالم في الخزي ولوث المفهوم الانساني انك تقف مبهوراً من الجرائم والفواجع التي ارتكبت بحق السكان الاصلين ان الابطال المغامرين الذين شقوا عباب اليم قدموا لنا ملكية هذه الاصقاع النائية بكل ما فيها وبكل فخر وارتفعت الهمم ومعها ارتفعت بورصة الثراء لكن بالمقابل سقطت وانهارات المفاهيم الإنسانية ولم يخلد سوى الكسب المادي الثمين ولكن في الجهة الاخرى تداعى المكسب الانساني وأهين لان الانسان اولا واخراً يبقى مخلوقا جامعاً للطعام وليس جامعا للمعلومات الذي يحاول ان يظهر هكذا من المستحيل تغير جنسه انه يستكمل رحلة اجداده التي بدأوها من الاف السنين سيظل الانسان في غفلة ولا يعرف مدى فداحة خظأه ولا يدرك ان تدمير وتحطيم هذا الكوكب الجميل باستهلاكه المفرط غير المعقول وما استجد من امراض التي هو السبب المباشر فيها من التلوث والاحتباس الحراري ولا يعير اي اهمية لشركائه من حيوانات وطيور وغابات بل يصل به الحال الى استبعاد اخيه الانسان رغم ذلك يعرف كل منا ماهي النهايات الطبيعية لحياة الانسان التي لا تتعدى ومضة الضياء بين ظلمة الرحم الذي انزلقت منه وظلمة القبر التي ستسحقك بهذا الزمن القصير تدفع بك الحياة لتسير على حافات الفوضى والنتيجة حتمية ومعلومة هو الفناء والنهاية والتحلل وتقطيع الاجزاء والاوصال كل الصمود والجلد والضغط على قلوبنا الحنونة تأخذها برفقتك وانت سائر الى النهاية حتى اللحظات التي عشنا من اجلها واحبببناها ستندثر معك تحت الثرى ستترك وتغادر ولادات الضياء الاول الرائع في الصباحات الجميلة بشمسها الضاحكة التي تنشر دفئها لتخرج دابات الارض من اوجارها والطيور من اوكناتها وتنمو البراعم وتنفتح الزهور وتنساح الجياد الساحرة من اصطبلاتها لتضفي على اديم وربوع الارض الخضراء جمالا على جمال وتطرب الاذان لصهيلها وهمهماتها واندفاعها كالسيل وهي تنهب الارض نهبا انها تسحرك بخيلائها والوانها وتصبح الماجدة بعد انتصاب الفارس على صهواتها انها تعمل وتقاتل بشرف هكذا سيكون الفراق المؤلم اما انت لا اعرف لماذا تغادرين من ذاكرتي مبكرا اراك مثل السدم كلطحنات ونقاط هائمه عند نهاية الكون الفسيح انت بعيدة المنال كمجرات السماء التائهة في اللانهاية تسيرين مع هذا الخلق العظيم وبرفقتك الثقوب السوداء التي تهضم وتبتلع الاجرام وحتى الضوء الساحر ليمسي الفضاء ملفوفا بالعتمة بعدك عند الحجاب السابع هرس ذاكرتي واحالها لصفحة بيضاء خالية كأني اله نام قرير العينين ولكني في الحقيقة جرذٍ غط في سبات عميق، هكذا تائى ونذهب بدون اختيار هذه الومضة الحياتية تتدحرج وتسافر برفقة الاباء والاشقاء والاصدقاء والاحبة والاعداء والمجرمين والمتسولين والجلادين والضحايا والشهداء وترافق رحلتك كل اليرقات والثعالب والافاعي والقرود وكل مساراتك الجميلة على حافات البحار وانت تتقافز على الصخور وتبحر مع الكواكب والاقمار وتكتب وتسمع احلى واقسى الكلمات في النهاية ستنضم الى مواكب العابرين للضفة الاخرى مهما تشبثت في تلابيب الحياة ستتلاشى لا يمكن ان تستمر المواصلة ستغوص في محيط الضعف والعجز ستنهار بسبب تعرية الزمن كل هذا السفر الذي قضيته ما هو الا شبح طلع عليه ضوء النهار وتوارى ولا يعرف مكانه احد، يبقى السؤال؟ لقد سافرنا برفقة هذا الجمع العجيب لبعض الوقت من اين جاء ومن اين بدأ واين يتجه وما هو مكاننا في هذا الكوكب المبحر في اليم المتناهي ولماذا سينتهي كل شيء، هكذا نبقى نحن طارئين على الكون ورغم ذلك دفع بنا الواقع الى رسم خرائط وطرق ومنافذ في مخيلتنا الخصبة ورحنا تخطط لعالم افتراضي قد يساعدنا على الاختبار الامثل دفعنا الى التلاقح والتشاور مع ملايين البشر في الرؤى والخواطر في سبيل حل هذا اللغز المحير علنا نصل لنتائج او دليل عمل يوصلنا الى قناعات ولكن مع الاسف يبدو الامر كما لو ان الكون فتح نصف عين مغمضة وببطءٍ شديد بعد ان انعزل وراح في سبات طويل، هذه الا حاجي العصية حاولت الديانات والمعتقدات المختلفة ان تقدم تفسيرا لكن جاءت ايضاً بأطر غير متجانسة وربما تكون متعارضة لفهم الكيفية التي ولد بها الكون وما هو عليه الان والذي وقف نداً للأديان والمعتقدات الانظمة البشرية منها العولمة التي دفعت آلاف البشر في مجالات بحثية ورغم اختلافها الا انها ايضا قدمت رؤى وتصورات داخل مجال واحد ومحدد، لم يستطع احد الاجابة الشافية على السؤال المحير هو كيف تشكل المشهد الطبيعي الذي تراه بكل ما فيه من جبال وتلال ووديان وصحاري ونجوم اضف الى ذلك كيف عاش البشر الاول وهل حقا هناك صلات بين سحالي البحر والانسان وكذلك الكثير يتكلمون ويحكون عن كيانات جبارة جاءت لهذا الوجود من الماضي السحيق ولا زالوا يزورننا بين حين واخر يجيب العلم بعد فحص وتمحيص نحن لا نعلم حقا ما اذا كان يوجد شيء قبل الكون ولكننا نعلم ان خروج الكون من رحم مفعم يزيد شاسع من الطاقة كان بسيطاً للغاية ولا زالت البساطة طاغية عليه مع كل الاحوال لا زال الجزء الاكبر من الكون عبارة عن فضاء مظلم وخاو في هذا الخواء ارى نور الله في قلبي وهذا ما ارى.



#ثامر_كلاز (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من هنا وهناك
- الاخوات برونتي (آن ، اميلي ، شارلون)
- الكاتب الاوكراني (نيقولا غوغل)
- الكاتبة الامريكية هارييت ستاو


المزيد.....




- الجزائر: دخول القانون الجديد لمكافحة المخدرات والمؤثرات العق ...
- رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز يختتم زيارة رسمية إلى مو ...
- الاتحاد الأوروبي يناقش الهجرة والنفوذ الروسي والتركي في ليبي ...
- قصف إسرائيلي يستهدف لواءين بريف اللاذقية
- واشنطن تدين الهجمات على حقول النفط بكردستان العراق
- نظامك الغذائي غني بالبروتين؟.. احذر هذه الآثار الجانبية
- بالفيديو.. بدء انسحاب الجيش السوري من السويداء
- ويتكوف: مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة -تسير على نحو جيد-
- -أحداث السويداء- بين تعقيدات الداخل وتدخلات الخارج
- روبيو: الاتفاق على خطوات لإنهاء الاشتباكات في سوريا -الليلة- ...


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ثامر كلاز - اين انت