أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رشيد غويلب - قوى التغيير وحراك التيار الصدري














المزيد.....

قوى التغيير وحراك التيار الصدري


رشيد غويلب

الحوار المتمدن-العدد: 7337 - 2022 / 8 / 11 - 00:54
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تعيش بلادنا ما يسمى “الانسداد السياسي” الذي صنعه صراع القوى المتنفذة سياسيا وعسكريا ومؤسساتيا، وعندما نتحدث عن مؤسسات الدولة، فإن الامر لا ينحصر بالبرلمان، بل يشمل السلطتين التنفيذية والقضائية، والأخيرة ومنذ تشكيلها واقعة تحت تأثير مباشر وغير مباشر للمتنفذين. ولعل إصدارها لتفسيرات وقرارات متناقضة في قضية واحدة، تبعا للتغير في التوازن بين القوى المهيمنة، خير دليل على ذلك.

ان حالة الانسداد تعبر بشكل جلي عن ازمة النظام السياسي والدولة الفاشلة التي انتجها، وهي احدث أزمات نهج المحاصصة الطائفية الاثنية، والتي لا يمكن أن تنتهي الا بتفكيكه، وإقامة النظام البديل المتمثل بدولة المواطنة والمؤسسات الديمقراطية الحقة.

ولم يأتِ تبني شعار التغيير الشامل من قبل أوساط سياسية واجتماعية واسعة، نتيجة لرغبة عابرة او لمس من التطرف، وانما هو استنتاج موضوعي فرضه مسار العملية السياسية، وجسّد حاجة المجتمع للخروج من دوامة الازمات المستمرة والمخاطر الجدية التي تواجه ملايين العراقيين، ويخطئ من يظن ان هذه المخاطر محصورة في منطقة جغرافية معينة في البلاد دون غيرها.

ان الصراع بين الإطار والتيار في جوهره هو صراع على السلطة والنفوذ، دون اغفال التباين بين الطرفين، وتبني التيار الصدري لعناوين وشعارات ذات صبغة وطنية، في سياق سعيه لتجميع القوى لصالح مشروعه الذي يصفه بالإصلاح احيانا والتغيير أحيانا أخرى، مقابل إصرار القوى المتنفذة في الإطار، على التمسك بالتفسيرات الطائفية المباشرة، بحجة الحفاظ على حق “المكون الأكبر” الذي نصبوا أنفسهم ممثلين له. وفي سياق هذا الصراع وظف التيار رصيده الجماهيري الواسع، ونظم حركة احتجاجية، موضوعيا ستدفع أوساط من الرافضين للنظام السياسي الى الانضمام اليها او التعاطف معها، او حتى المراهنة عليها، إزاء هيمنة حالة من العجز على أوساط ليست قليلة.

وعلى الرغم من ان ما يحدث لا يمثل امتدادا لانتفاضة تشرين، والاحتجاجات المطلبية والقطاعية التي لم تنقطع يوما، والتي تعكس حالة السخط والتذمر، على غياب الخدمات وانتشار البطالة والفقر في أوساط الشبيبة، الا انه يعكس حقيقة مهمة جدا، وهي انه حتى أكبر القوى المتنفذة لجأت للشارع، لأنها تعرف جيدا ان هناك اغلبية مجتمعية تترقب وتنتظر وتبحث عن بديل.

اعتقد ان على قوى التغيير ان لا تضع نفسها بين خياري التيار والإطار، ومن الضروري ان تعمل في هذه اللحظات الاستثنائية على تجذير مشروعها على أساس مفهومها للتغيير، دون ان تهمل حراك التيار الصدري او تدخل في تضاد معه، فبديهي ان صراع المتنفذين ينعكس على توازن القوى في المجتمع ويفتح افاقا، لكنه قد يقود الى كوارث. وبالتالي فان حالة التوازي بين مشروع التيار الصدري ومشروع قوى التغيير ليست حالة عراقية خاصة، فتاريخ الصراع الاجتماعي يحدثنا عن تيارات وتحالفات حافظت على استقلال مشاريعها دون ان تخسر إمكانية توظيف نتائج صراع المتنفذين، ولم تحرم نفسها من التفريق بين هذه القوى، مع ابتعادها عن فكرة الثنائيات التي لا بديل لها، والتي ستؤدي الى اضعاف مشروع التغيير الحقيقي في حال تبنيها. ومن هنا تأتي صحة الفكرة التي ترفض احتكار قوة واحدة لتنوع الحراك الجماهير التي تطرحها بعض قوى التغيير.

ان من حسنات ما يدور، هو جعل فكرة التغيير يومية التداول في أحاديث الناس وفي وسائل الاعلام، لكن طبيعة التغيير الذي يطرحه التيار الصدري، وتطرحه شخصيات ليبرالية في الاعلام غير واضحة. وطبيعي ان تنتاب أوساط واسعة من العراقيين الساعين للتغيير مخاوف من إمكانية الاكتفاء بحرمان هذا الطرف او تلك الشخصية، او التراجع وفق مساومات شكلت أداة رئيسية بين المتنفذين في محطات وازمات سابقة. ومن هنا تبرز أهمية تجميع القوى السياسية والمجتمعية الحاملة لمشروع التغيير الشامل، أي التغيير السياسي والاجتماعي والاقتصادي.

ان انتقال قوى التغيير الى مواقع أكثر تأثيرا، والى عامل ضاغط في تحديد مسارات الصراع، بما يتناسب مع مشروعها يتطلب من قواها المنظمة مراجعة تجربتها وسياساتها وهيكلياتها وأدواتها والذهنية التي تدير وفقها الصراع مع الخصوم والمنافسين، فالرؤية السياسية الصحيحة والخطاب الإعلامي المؤثر يبقى عاجزا امام محدودية القدرات التعبوية لقوى التغيير على تنوعها في مواقع العمل والسكن وفي أوساط المهتمين والمثقفين والإعلاميين.



#رشيد_غويلب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رئيس الوزراء الهندي يواصل تعميق الاستقطاب الاجتماعي
- النازيون الجدد والحرب في أوكرانيا
- اسبانيا: نائبة رئيس الوزراء الشيوعية تريد وضع عقد اجتماعي جد ...
- في البرازيل «لولا» مرشحا للانتخابات الرئاسية المقبلة
- الاشتراكية - مراجعة وآفاق / فرانك ديب
- قرن من المقاومة.. في الذكرى المئوية لتأسيس الشيوعي الياباني
- بعد أكثر من قرنين من النضال الصعب / كولومبيا تقدم درسا جديدا ...
- تشكل دولة الاستبداد وانهيار الدولة *
- في مؤتمر الاشتراكية في عصرنا / الاشتراكيون الديمقراطيون الام ...
- غرينادا تنتخب حكومة يسارية
- الشيوعي: المشروع يعكس رغبات الملايين من الناس / اليسار التشي ...
- بعد مذبحة اللاجئين على حدود البلاد.. احتجاجات غاضبة في قرابة ...
- موقف ليس غريب على أصحابه / ديمقراطية الغرب تتخلى عن قضايا ال ...
- خطط توسع الحلف بدأت قبل أكثر من ربع قرن / اليوم تنتهي أعمال ...
- ماكرون يواجه صعوبات جدية / تحالف اليسار الفرنسي.. كتل برلمان ...
- تراجع العولمة الرأسمالية */ توماش كونج
- قراءة تحليلية للتخصيصات العسكرية الألمانية.. 100 مليار يورو ...
- صدمة تعم أوساط اليمين وحلفائه في الولايات المتحدة.. غوستافو ...
- اليوم في معركتين انتخابيتين حاسمتين / اليسار الكولومبي والفر ...
- بفضل التضامن الامميؤ / قبل 50 عاما برأ القضاء الشيوعية انجيل ...


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رشيد غويلب - قوى التغيير وحراك التيار الصدري