أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليلى الدسوقى - السيطرة الاثيوبية على منابع النيل ! حلم زائف (2)















المزيد.....

السيطرة الاثيوبية على منابع النيل ! حلم زائف (2)


ليلى الدسوقى
كاتبة

(Laila Al-desoky)


الحوار المتمدن-العدد: 7334 - 2022 / 8 / 8 - 08:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المشهد الثانى : موقع السد الاثيوبى جغرافيا و جيولوجيا

سد " بوردر " هو الاسم الاصلى لسد النهضة الذى جاءت به دراسة مكتب الاستصلاح الامريكى التى اجريت فى عام 1964 و طبقا للدراسة الامريكية فان ارتفاع السد الحدودى حوالى 84.5 م و سعة التخزين 11.1 مليار م3 عند مستوى 575 م للبحيرة و قد يزداد ارتفاع السد فى هذه الدراسات ليصل الى 90 مترا بسعة 13.3 مليار م3 عند مستوى 580 م للبحيرة
يقع سد النهضة فى نهاية النيل الازرق داخل الحدود الاثيوبية فى منطقة " بنى شنقول – جوميز " و على بعد حوالى 40 كم من الحدود السودانية خط عرض 40 شمالا ، طول 35 و على ارتفاع حوالى 600متر فوق سطح البحر و يصل متوسط الامطار فى منطقة السد حوالى 800 مم / سنة
يقع السد فى منطقة يغلب عليها الصخور المتحولة و التى تشبه فى تكوينها جبال البحر الاحمر الغنية ببعض المعادن و العناصر المهمة مثل الذهب و البلاتين و الحديد و النحاس بالاضافة الى محاجر الرخام
حيث الجبال المرتفعة و الاودية الضيقة و العميقة و ما يترتب عليها بالتبعية من صعوبة نقل المياه من مكان الى اخر فى حالة تخزينها بالاضافة الى انتشار الصخور البركانية البازلتية خاصة فى اثيوبيا و هى صخور سهلة التعرية بواسطة الامطار الغزيرة و هى ايضا صخور ضعيفة هندسيا لتحمل اقامة سدود عملاقة و تؤثر ايضا على نوعية المياه خاصة فى البحيرات حيث تزيد من ملوحتها كما هو الحال فى البحيرات الاثيوبية التى تقع فى منطقة الاخدود (اثيوبيا و كينيا و تنزانيا ) و التى تشكل عائقا ايضا فى تكوين مياه جوفية و هذا الاخدود يسبب تشققات و فوالق ضخمة و نشاط بركانى و زلازل قد يؤثر على المشروعات المائية خاصة فى اثيوبيا
و هناك زيادة فى معدلات البخر من مياه الامطار ( كما هو الحال فى معظم القارة الافريقية ) و زيادة التعرية و انجراف التربة نتيجة انتشار الصخور الضعيفة و الانحدار الشديد لسطح الارض و غزارة الامطار فى موسم مطر قصير بالاضافة الى زيادة معدل ازالة الغابات مع زيادة عدد السكان
و تشير الدراسات الفنية الاولية التى اعدت لتقييم سد النهضة الى ان الخطورة انه مقام على منحدر شديد الوعورة و بالتالى فان احتمالات انهياره عالية للغاية و معامل امانه لا يزيد على 1.5 درجة مقارنة بمعامل امان السد العالى الذى يصل الى 8 درجات و بالتالى فانه فى حالة انهياره فسوف يؤدى الى انهيار سدى الروصيرص و سنار الى جانب سد مروى الواقعين داخل الاراضى السودانية بما يعنى انه سيمحو مدينة الخرطوم من الوجود و يستمر دماره لجميع المدن التى تقع شمالها وصولا الى السد العالى و مدينة اسوان و ستصل كميات كبيرة من المياه الى السد العالى نتيجة هذا الانهيار مما يستحيل التعامل معه فى حالات التشغيل العالية او حتى حالات التشغيل فى حالات الطوارىء حيث ان بحيرة السد يجب ان يكون بها سعة تخزينية فارغة ما بين 24 و 58 مليار متر مكعب قبل وصول كميات المياه الناتجة من انهيار سد النهضة كما انه سيغمر ما يقرب من 24 الف كيلو متر مربع من الاراضى الزراعية و المبانى السكنية على طول المسافة ما بين سد النهضة و السد العالى
و طبقا لتصريحات وزير الموارد المائية الاثيوبى 2011 يتكون سد النهضة من سدين : احدهما سد رئيسى خرسانى على مجرى النيل الازرق بارتفاع 145 م و طول 1800 م و بيتين يحتويان على وحدات ( توربينات لانتاج الكهرباء ) على جانبى النهر و ثلاث قنوات لتصريف المياه و التحكم فى منسوب بحيرة التخزين اما السد الاخر فهو سد مكمل بارتفاع 50 مترا و طول 5 كم لزيادة حجم تخزين المياه الى 74 مليار م3
و فيما يتعلق بوحدات انتاج الكهرباء يحتوى تصميم السد على 15 وحدة كهربائية قدرة كل منها 350 ميجاوات عبارة عن عشرة توربينات لتوليد الكهرباء على الجانب الايسر من قناة التصريف و خمسة توربينات اخرى على الجانب الايمن باجمالى طاقة منتجة قدرها 5225 ميجاوات مما يجعل سد النهضة فى المرتبة الاولى افريقيا و العاشرة عالميا فى قائمة اكبر السدود انتاجا للكهرباء
و طبقا للتصريحات التى صدرت فى منتصف نوفمبر 2012 من " اتو سيمجنيو بيكيلى " كبير المهندسين المشرفين على مشروع سد النهضة فان اعمال الحفر الارضية قد اكتملت بالفعل بما يشكل 17% من اعمال المشروع هذا بالاضافة الى انه يتم حاليا اتمام اعمال الحفر من اجل تركيب الانابيب اللازمة لتحويل المياه و ان اثيوبيا قد حصلت حاليا على كل المعدات و الاليات المطلوبة لانشاء السد كما تم الانتهاء من تركيب " قاطعة صخور " لديها القدرة على انتاج 400 متر مكعب من الصخور فى الساعة اضافة الى انه يجرى حاليا تركيب الة لانتاج الاسمنت بنفس القدرة
و قد بدات اعمال الخرسانة و هى المرحلة الثانية بعد حقن التربة فى الاساس و كان من المفترض حسب المواصفات المعلنة للسد ان يمتد حقن التربة على مسافة 100 متر لكن هناك شك ان تكون اثيوبيا قد انتهت من جميع اعمال الحقن بيد انها سارعت بوضع جزء من الخرسانة على سطح الارض من اجل كسب الوقت و فرض الامر الواقع على مصر
و قد بدات اعمال التحويل المؤقت لمجرى النيل الازرق فى 28 مايو 2013 لمواصلة عملية بناء الجسم الرئيسى لسد النهضة بما فى ذلك اعمال حفر قناة التحويل و مدخل و مخرج قناة التحويل و السد المؤقت على ان تعود مياه النهر الى مسارها الطبيعى بعد الانتهاء من انشاء السد
و قد حرصت الحكومة الاثيوبية على ان تاتى هذه الخطة الهندسية ذات المغزى السياسى المهم و البالغ الخطورة بالتزامن مع حدثين سياسين اولهما على الصعيد الداخلى فى اثيوبيا حيث جاء الاعلان عن تحويل مجرى النيل الازرق مواكبة لاحتفالات الجبهة الثورية الديمقراطية للشعوب الاثيوبية ( الحزب الحاكم ) بمناسبة الذكرى ال 22 لوصول الائتلاف الحاكم الى السلطة عقب الاطاحة بنظام " منجستو هيلا ماريام " فى 28 مايو 1991 اما الحدث الثانى فهو على الصعيد الخارجى حيث تزامن حدث تحويل المجرى مع زيارة د . محمد مرسى – رئيس مصر انذاك – لاثيوبيا لحضور اجتماعات قمة الاتحاد الافريقى فى اديس ابابا و ذلك كنوع من المكايدة السياسية لمصر فى شخص رئيسها مستغلة حالة فرقة السياسة الداخلية التى تعانيها مصر و تدنى الشرعية السياسية للرئيس المنتخب و فقدانه الالتفاف الشعبى
وقد بلغت تكلفة سد النهضة نحو 4.8 مليار دولار امريكى اى حوالى 12% من الناتج القومى الاجمالى لاثيوبيا و المقدر بحوالى 43.3 مليار دولار فى عام 2013 بيد ان التكلفة الفعلية يمكن ان تصل فى نهاية المشروع الى حوالى 8 مليار دولار ( اى حوالى 17 % من الناتج القومى الاجمالى ) للتغلب على المشكلات الجيولوجية التى سوف تواجه المشروع كما هو معتاد فى جميع المشروعات الاثيوبية السابقة
و من الجدير بالذكر ان الحكومة الاثيوبية تعجز منذ عام 2006 عن استكمال بناء سد " جيبى 3 GB3 " على نهر اومو المتجه نحو بحيرة توركانا فى كينيا بسبب عدم توفر المبلغ المطلوب و الذى يصل الى حوالى 2 مليار دولار امريكى و الان تضع الحكومة الاثيوبية نفسها فى مازق اكبر بانشاء سد النهضة ليصبح المطلوب توفيره حوالى 7 مليار دولار امريكى للسدين و كما هو معلن فان الفترة الزمنية المقررة للمشروع هى اربع سنوات اى فى عام 2017 الا ان هناك مصادر اخرى ذكرت 44 شهرا للانتهاء من اتمام اول مولدين للكهرباء و من المتوقع ان يستغرق ثلاث سنوات اضافية للانتهاء من بناء سد النهضة كما هى العادة فى السدود السابقة
و على الرغم من ان وزير الطاقة اعلن عن نوايا اثيوبيا لتمويل السد بالاعتماد على قدراتها الذاتية و تحديدا من خلال اصدار السندات الحكومية الا ان هناك شكوك حول ذلك نظرا لان الفوائد على هذه السندات يتراوح ما بين 5.5- 6 % و هو ما يعنى ان قيمة الفائدة الحقيقية ستكون بالسالب نظرا لارتفاع مستوى التضخم الذى قدر فى اكتوبر 2013 بحوالى 15.8 %
و قد احجم البنك الدولى عن تمويل هذا السد وذلك اتساقا مع السياسة العامة التى ينتهجها البنك الدولى فى السنوات الاخيرة بالعزوف عن تمويل السدود الكبرى نظرا لعدم جدواها الاقتصادية فضلا عن انها فى الغالب تكون محل اثارة للمشكلات السياسية فى حالة السدود المقامة على انهار دولية و لذلك اعلن البنك الدولى عن انه سوف لن يقدم اية مساعدات مالية او فنية لاى مشروع على نهر دولى الا بعد موافقة كافة الدول المشاطئة لهذا النهر ( اى بعد اعمال شرط الاخطار المسبق )
و من جانبه اتهم البنك الدولى الخطة الاثيوبية للتوسع فى توليد الطاقة واصفا اياها بانها غير واقعية و انصبت اتهاماته فى قطاع الطاقة الى التوسع فى نطاق شبكات التوزيع و اصلاح القطاعات الجارية
و ذكرت الحكومة الاثيوبية انها تعتزم تمويل المشروع بالكامل بعد اتهامها مصر بانها تحرض الدول المانحة بعدم المشاركة و بعد ان شحنت الشعب الاثيوبى بانه مشروع الالفية العظيم و الذى يعد اكبر مشروع مائى يمكن تشييده فى اثيوبيا
و كما قال الامير خالد بن سلطان رئيس المجلس العربى للمياه " ان السد سوف يتسبب فى الاضرار العمدى بحقوق مصر بمياه النيل و يعبث بالمقدرات المائية لمصر و السودان و ان مصر هى المتضرر الرئيسى من اقامة سد النهضة لانها لا تملك مصدرا مائيا بديلا مقارنة بباقى دول حوض النيل و ان اقامة هذا السد تعد كيدا سياسيا اكثر منها مكسبا اقتصاديا "



#ليلى_الدسوقى (هاشتاغ)       Laila_Al-desoky#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيطرة الاثيوبية على منابع النيل ! حلم زائف (3)
- السيطرة الاثيوبية على منابع النيل !! حلم زائف
- أنا متطوع
- من فضلك !! كلمنى بلغة عصرى


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليلى الدسوقى - السيطرة الاثيوبية على منابع النيل ! حلم زائف (2)