أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناجح شاهين - تايوان والمواجهة الصينية/الأمريكية














المزيد.....

تايوان والمواجهة الصينية/الأمريكية


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 7329 - 2022 / 8 / 3 - 14:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يريد ضيف الميادين رجل الأعمال الفلسطيني طلال أبوغزالة قيام الحرب العالمية الثالثة. لكن هذا بالتأكيد ما لا تريده جمهورية الصين الشعبية من قريب أو بعيد. نتفهم بالطبع أن أبوغزالة الذي يجسد اليأس العربي والفلسطيني من الأوضاع الراهنة، يتمنى أن يحصل أي شيء لكي نكسر رتابة التاريخ التي تسير على ما يبدو بخطى ثابتة باتجاه تقويض الدور العربي في السياق الكوني إلى حد مخيف. لكن الصين تنظر إلى الواقع بعيون التفاؤل الكامل بعد أن انتقلت خلال مدة قياسية لا تزيد على ثلاثة عقود من دولة من الصف الأخير إلى الدولة المرشحة لإسقاط الهيمنة الأمريكية في المجالات كلها. الصين معنية بالحياة والازدهار والسلام، وليس الخيار العسكري، ناهيك عن خيار الموت الذي يروج له أبوغزالة، مطروحاً على بساط بحثها إلا على نطاق ضيق ومحسوب تماماً.
تتصف علاقات الصين مع تايوان ومن قبلها هونغ كونغ بسمات معقدة لا يسهل علينا ونحن نعيش بعيداً أن نقدرها جيداً. تبلغ مساحة هونغ كونغ ألف كيلو متر مربع (ربما ما يقارب مساحة منطقة الخليل أو نابلس، وأصغر بالتأكيد من عمان الكبرى) ويبلغ عدد سكانها سبعة ملايين نسمة لا غير. أما ناتجها الاقتصادي السنوي فيبلغ 350 مليار دولار. وهو رقم مذهل بكل المقاييس النسبية والمطلقة والمقارنة. إن هذا الاقتصاد أكبر من اقتصاديات دول بأكملها متجاوزاً ناتج دولة "مميزة" جداً هي إسرائيل، ليصل إلى ثلث ناتج روسيا التي تبلغ مساحتها سبعة عشر مليون كيلو متراً، بالتأكيد ستحرص الصين دائماً على إعطاء الخصوصية اللازمة لهونغ كونغ لكي تواصل نموها الذي يخطف الأبصار ويحير الألباب.
من ناحية أخرى تبلغ مساحة تايوان 36 ألف كيلو متر أي ما يقارب مساحة فلسطين أو ثلث مساحة الأردن. ويبلغ عدد سكانها 23 مليون نسمة. لكن الناتج القومي لها يصل إلى 660 مليار دولار. ولا بد أن الصين تعامل تايوان بالطريقة ذاتها التي تعامل بها إقليم هونغ كونغ بمبدأ ماو تسي تنغ "دع مليون وردة تتفتح". تريد الصين بالطبع تحويل وضع تايوان السياسي إلى جزء رسمي من الصين، لكنها بالتأكيد لا تريد "غزوها" ولا تدميرها ولا تشويش نموها الصاروخي الذي لا يقل عن نمو شقيقتها الصغرى هونغ كونغ أو أمها الكبرى الصين الشعبية.
في ظل هذا الفهم يجب أن نفكر في إدارة الصين لملف الصراع الراهن حول تايوان، ولا أقول أبداً مع تايوان، لأن الأخيرة أصغر بكثير من أن تشكل تحدياً سياسياً أو عسكرياً للصين. ولا يراودنا هنا أية أوهام بأن الصين يمكن أن تواجه ما واجهته روسيا في أوكرانيا فيما لو فكرت في ضم تايوان بالقوة. الصين تتمتع بشعبية كافية وسط مواطنيها من سكان تايوان، كما أن جيشها الهائل قادر بأي ثمن على السيطرة على الجزيرة الصغيرة في ساعات على طريقة صدام حسين مع الكويت سنة 1990 أو طريقة أمريكا مع جرينادا في الثمانينيات...الخ. لكن الصين في رأينا لن تفعل ذلك، أو أنها لن تفعله قبل أن تكون جاهزة لفتح ملفح إزاحة الولايات المتحدة عن عرش الهيمنة الكونية.
لكن الصين ما تزال بعيدة قليلاً عن الجاهزية لذلك الصراع. ما تزال الولايات المتحدة تتمتع بقوة جوية لا نظير لها. بالتأكيد لا يمكن مقارنة القوة الجوية الصينية المحدودة بعشرات الآلاف من الطائرات الأمريكية التي تغطي وجه المعمورة. ومن ناحية ثانية ما تزال الصين قوة بحرية محدودة بحاملة طائرة واحدة موروثة من الزمن السوفييتي، وربما تنجز قريباً الثانية. في مقابل ذلك تتمتع الولايات المتحدة بعشر حاملات حديثة تتمتع بقدرات مرعبة إلى درجة أن القوة الجوية التابعة للحاملات تصل إلى 3700 طائرة.
القيادة الصينية الباردة الأعصاب تدرك بالطبع هذه الفروق الجوهرية في القوة، وهي تعي أن تطوير الصناعة العسكرية الصينية يجب أن يسبق أي خروج علني سافر للمارد الصيني. لقد نجحت الصين في الانتقال الفذ من الصناعات التقليدية التي منحتها لقب مصنع العالم إلى ميدان الصناعات الإلكترونية من أجهزة محمولة وحواسيب وصناعة الإنترنت وعلى رأسها الجيل الخامس الذي تتقدم فيه الصين بوضوح لا ينكره أحد. الصين رسخت تفوقها في الصناعة الميكانيكية والإلكترونية إلى حد مضاهاة أمريكا إن لم يكن التفوق عليها. لكن عليها أن تطور قدراتها العسكرية الجوية والبحرية التي لا غنى عنها لأية قوة كونية ترغب في القيام بأدوار تتجاوز حدودها أو إقليمها القريب لتشمل قارات الدنيا الست.
في انتظار ذلك نرجح أن تواصل الصين المناورات والصراعات الهادئة أو الصاخبة إنما في سياق حرب باردة. تنتظر الصين في قراءتنا أن تسقط تفاحة تايوان من تلقاء نفسها في حجرها، وتنتظر أيضاً ان تترك الولايات المتحدة مقعدها "طواعية" مثلما فعلت أمها بريطانيا عندما وصلت إلى قناعة راسخة بأن الابنة الشابة تقود العالم وتهيمن عليه سراً وعلناً، وأن عليها أن تقر لها علناً بالحق في التتويج على عرش السياسة والاقتصاد الكونيين.



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدروس الخصوصية وأعمال الغش وآلام الفقراء
- ثقافة التبرج والتظاهر والادعاء
- جذور العنصرية البيضاء
- الاضطهاد الجنسي للذكور
- غسان كنفاني وصلاة الاستخارة في الجامعة الأردنية
- عملية أوكرانيا وحدود القوة الروسية
- في وداع كورونا
- أوكرانيا وصعود الصين
- الديمقراطية والتفاهة
- حول حقي الاستثنائي في العودة إلى زكريا
- التلاميذ ومهارات التفكير
- الكتابة البحثية في سياق التمويل والسلطة والاحتلال
- المعلم بين تدريب الطلبة على مهارات التفكير وافتقاره الذاتي ل ...
- إسرائيل دولة عادية
- رأس المال التبعي بين البناء والتحرير
- الكورونا بين الكمامة والتطعيم
- حزب التسحيج ومخاطر عبادة القائد
- تونس وأوهام الديمقراطية
- أغاليط التهوين من الجريمة التي تعرض لها نزار
- المقاومة الإسلامية بين فلسطين والتنظيم العالمي


المزيد.....




- بدء محاكمة نجل الرئيس الأميركي الإثنين لحيازته سلاحا
- بكين تتهم المخابرات البريطانية بتجنيد موظفين في الحكومة الصي ...
- ?? مباشر: بلينكن يناقش هاتفيا مع وزير الدفاع الإسرائيلي خطة ...
- ضابط إسرائيلي سابق: إيجاد بديل لحماس في غزة لن ينجح
- قتلى وجرحى جراء هجوم إسرائيلي على ريف حلب في شمال سوريا
- سوريا.. 12 قتيلا جراء -ضربة إسرائيلية- على ريف حلب
- دولة عربية تحظر ارتداء الكوفية الفلسطينية في امتحان البكالور ...
- حريق هائل يخلف خسائر كبيرة بمؤسسة -اتصالات الجزائر- جنوب شرق ...
- وزير الخارجية الهنغاري: محاولة اغتيال فيتسو نتيجة لحملة كراه ...
- أغرب الانتخابات في العالم في أصغر قرى إيطاليا


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناجح شاهين - تايوان والمواجهة الصينية/الأمريكية