أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس ولد القابلة - الحد من -الاستقطاب السياسي الخبيث-: تحليل مقارن - الحلقة 2















المزيد.....

الحد من -الاستقطاب السياسي الخبيث-: تحليل مقارن - الحلقة 2


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 7325 - 2022 / 7 / 30 - 07:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مشكلة الاستقطاب وعواقبها على الديمقراطية

لتقييم أسباب وعواقب الاستقطاب وإزالة الاستقطاب، من المهم تحديد كيفية تعريف هذه المفاهيم وقياسها.

تعريف الاستقطاب وإزالة الاستقطاب
يمكن اعتبار الاستقطاب كعملية وحالة توازن واستراتيجية سياسية. إنها عملية لتبسيط السياسة بطرق تؤدي إلى تقسيم ثنائي للمجتمع إلى معسكرات معادية لبعضها البعض. إن درجة معينة من الاستقطاب السياسي أمر طبيعي وصحي في الديمقراطية لتمييز برامج الأحزاب السياسية المتنافسة وتشجيع المواطنين على المشاركة في السياسة بشكل أكبر عندما تكون هناك حاجة لتغييرات سياسية رئيسية. ولكن مع تعمق عملية الاستقطاب وإطالة أمدها، فإن "التعددية الطبيعية للاختلافات في المجتمع تتماشى بشكل متزايد مع بُعد واحد ويتزايد إدراك الناس ووصف السياسة والمجتمع من منظور" نحن "مقابل" هم " (1). وهكذا يحلل الباحثون الانقسامات الحزبية المتزايدة بين المواطنين من الناحية النفسية للهوية الاجتماعية والصراع بين المجموعات ، حيث يصبح كل عضو مخلصًا بشدة إلى فريقه ويريده أن يفوز بأي ثمن ، مع التعبير عن تحيز قوي أو تحيز ضد المجموعة الأخرى. وأصبحت الخاصيات الاجتماعية، مثل العرق أو الطبقة الاجتماعية أو الدين أو اللغة أو مكان الإقامة، متوافقة مع الهوية الحزبية للفرد.
--------------------------------------------
(1) - "دونالد ب. جرين" ، "برادلي بالمكويست" ، و"إريك شيكلر" ، "قلوب وعقول حزبية: الأحزاب السياسية والهويات الاجتماعية للناخبين" ، (2002).
------------------------------------------

عندما يصل الاستقطاب إلى حالة من التوازن ، حيث ينقسم المجتمع إلى معسكرات سياسية ثنائية لا يثق بها الطرفان ، وحيث لا يوجد لدى أي من الطرفين حافز لمتابعة استراتيجية نزع الاستقطاب ، العواقب تكون وخيمة على الديمقراطية: تصبح الأحزاب غير راغبة في التسوية ، ويفقد الناخبون الثقة في المؤسسات العامة وقد يتراجع الدعم المعياري للديمقراطية. في الحالات القصوى ، يبدأ كل معسكر في النظر إلى المعسكر المعارض وسياساته كتهديد "وجودي" لأسلوب حياته الخاص أو للأمة ككل. ويبدأ نعت "الآخر" سلبيا للغاية، بحيث يتحول خصم سياسي عادي يتنافس على السلطة إلى عدو يجب هزيمته بأي ثمن. وهذا من أصناف الاستقطاب الخبيث. فقوة العداء وانعدام الثقة بين المعسكرات، وترسيخها في الديناميكيات السياسية ، وعواقبها السلبية على الديمقراطية هي أكثر حدة. ويصعب عكس الاستقطاب الخبيث بسبب ظروف التوازن التي تحفز الاستقطاب - إعادة إنتاج السلوك من قبل جميع الأطراف - وقد يتطلب عكسه صدمات خارجية ، أو اضطرابات اجتماعية سياسية كبرى ، أو عمل جماعي هادف واستراتيجيات سياسية (2) .
----------------------------------
(2) – "مورات سومر" و"جنيفر مكوي" و"رسل لوك" : "الاستقطاب الخبيث والاستبداد واستراتيجيات المعارضة" مجلة - « Democratization 28, no. 5 (2021) ».
-----------------------------------------

ويمكن أيضًا استخدام الاستقطاب بشكل فعال من قبل النخب السياسية كاستراتيجية لاكتساب السلطة والاحتفاظ بها. وتعتبر مواقف الحكم الأخلاقي المانوية (3) ، وتحديد المجموعة الداخلية على أنها جيدة (خير) والمجموعة الخارجية على أنها سيئة (شر) ، جانبًا ضارًا من هذه الاستراتيجية لتشويه الشرعية الأخلاقية والاعتبارية للمعارضة. وأظهرت الكثير من الأبحاث أيضًا أن الاستقطاب حول "الانقسامات التكوينية والهوياتية" - النقاشات التاريخية التي لم يتم حلها حول المواطنة والهوية الوطنية والأساطير المبكرة لتأسيس دولة - له خاصية مثيرة للانقسام بشكل خاص، لأنه لا يمكن القضاء على الانقسامات التكوينية دون إعادة تشكيل الدولة المعنية بشكل أساسي . ونظرًا لأن الناس غالبًا ما يجدون أنفسهم في جانب أو آخر من هذه الفروق ، فمن المرجح أن يكون تفعيل هذه الانقسامات اجتماعيًا ونفسيًا، ينطوي على أسئلة من قبيل "من يجب اعتباره مواطنًا شرعيًا ومن يجب أن يمثل المواطنين ؟.
---------------------------
(3) - الذي يفصل ، بين هذا خير وهذا شر رأسا دون الأخذ بعين مختلف الحيثيات. أصل الكلمة: مصطلح مشتق من "ماني" ، اسم نبي فارسي من القرن الثالث المؤسس للمانوية.
-------------------------------

وهذا التعريف للاستقطاب وصفي، بمعنى أنه مفيد في تحديد وقياس و"نمذجة أو نموذجة" – من النموذج- الاستقطاب ، وهو توضيحي، بمعنى أنه مفيد لفهم وشرح العمليات التي ينطوي عليها والنتائج التي يرمي إليها.

بالمقابل، لا يوجد مفهوم خاص لـ "إزالة الاستقطاب"، وقد يعود هذا – بالأساس- إلى الافتقار إلى الأعمال النظرية أو المفاهيمية حول هذا الموضوع. لكن هذا لا يمنع من تقديم تعريفً عملي ، حيث ينظر إلى "نزع أو إزالة الاستقطاب" على أنه مجرد انخفاض في مستوى الاستقطاب السياسي كما تم قياسه من خلال تقييمات الخبراء لمستوى التفاعلات العدائية بين المعسكرات السياسية.

وعلى الرغم من أن هذا التعريف "العملي" لإزالة أو نزع الاستقطاب" قد يبدو واضحًا نسبيا، إلا أن فهم قيود هذا التعريف أمر بالغ الأهمية لتفسير النتائج :
- أولاً، لا أحد يعرف حتى الآن إلى أي مدى تكون الآثار الاجتماعية والسياسية للاستقطاب و"إزالة الاستقطاب" متماثلة، أي ما إذا كانت عواقب درجة معينة من الاستقطاب يمكن عكسها بنفس الدرجة من "نزع الاستقطاب". وتشير العديد من الأبحاث إلى أن الحوافز التي أنشأها منطق التحيز الضار تجعل من الصعب عكس مسارها. وتُظهر أدلة مهمة كيف يؤثر مستوى الاستقطاب المتزايد على المجتمع والسياسة، لكن البيانات القابلة للمقارنة حول "نزع الاستقطاب" غير متوفرة.
- ثانيًا ، وفي سياق متصل ، في حين أن الاستقطاب هو عملية انقسامية تبسط تعقيد السياسة من خلال التأكيد على انقسامات "نحن ضدهم"، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان "نزع الاستقطاب" يخدم عملية التوحيد والمصالحة التي تظهر فيها الروابط المستعرضة من جديد.
على سبيل المثال ، قد ينتج "نزع أو إزالة الاستقطاب" عن قمع تمارسه الأنظمة الاستبدادية، لكن من غير المرجح أن يولد القمع التضامن. وباختصار، يمكن أن يبدو نزع الاستقطاب (مثل الاستقطاب) مختلفًا جدًا وله آليات مختلفة اعتمادًا على السياق والبيئة المحيطة والمناخ السياسي العالمي السائد حسب الفترات.
___________________ يتبع : "قياس الاستقطاب ________________



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحد من -الاستقطاب السياسي الخبيث-: تحليل مقارن - الحلقة 1
- الآفاق لسنتي 2022 و2023 بالمغرب وتداعيات الاقتصاد العالمي
- -ليست الطبيعة هي التي يجب إنقاذها ، ولكن علاقتنا بها-
- التحولات التي طرأت على خدمات التأمين في العالم – الجزء الثان ...
- التحولات التي طرأت على خدمات التأمين في العالم – الجزء الأول
- المشاهير الذين لديهم -ماركات - الحشيش الخاصة بهم
- جدوى توسيع العقوبات على روسيا واستمرارها
- ما هو الإسلام السياسي؟ كتاب للباحثة -جوسلين سيزاري-
- هل أضحى بوتين عبئًا على النخبة الروسية؟
- -الصفحة البيضاء: الإنكار الحديث للطبيعة البشرية -
- -أغرب الناس في العالم: كيف أصبح الغرب غريبًا نفسيًا ومزدهرًا ...
- الهجمات الإلكترونية الروسية
- الوضعية الاقتصادية بالمغرب لسنة 2021 حسب الجهات الرسمية
- شركة ناشئة تسعى إلى الاستيطان بأذنك لمراقبة دماغك باستمرار
- نزاع بين الدولة المغربية وشركة -بلاتينيوم باور - - Platinium ...
- هل ستهدد -Horizon Worlds- خصوصية معلوماتك وأمانك على شبكة ال ...
- ما هو -Doomscrolling - وكيف يؤثر على صحتك النفسية؟
- مستقبل القنب – الحشيش : أمريكا نموذجا
- الإسلام في إفريقيا
- عضوية أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي والخطة الجيوستراتيجية للح ...


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس ولد القابلة - الحد من -الاستقطاب السياسي الخبيث-: تحليل مقارن - الحلقة 2