أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سفيان ميمون - الثقافة السياحية














المزيد.....

الثقافة السياحية


سفيان ميمون
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 7316 - 2022 / 7 / 21 - 07:39
المحور: الادب والفن
    


من يقتل السياحة في الجزائر ؟ ، سؤال تداوله الجزائريون بكثرة في الآونة الأخيرة ، وهو سؤال مؤسس على كثير من الاعتبارات الواقعية لعل أهمها مايتصل بنقص المرافق السياحية أو انعدامها ، وكذلك طريقة تسيير وتنظيم الشأن السياحي فيما يتعلق خصوصا بالإشهار للمواقع السياحية وطرق التواصل مع السواح وحسن استقبالهم وغيرها ، ولعل مما نسمعه من إجابات لهذا السؤال هو غياب ثقافة سياحية في الجزائر ، فما هو المقصود بالثقافة السياحية وماهي الجوانب التي تغيب عنها هذه الثقافة السياحية ؟.
علينا التفريق اولا بين مفهومين متقاربين من حيث اللفظ لكنهما مختلفان في المعنى وهما مفهوم الثقافة السياحية من جهة ومفهوم السياحة الثقافية من جهة ثانية ، يحيل مفهوم السياحة الثقافية على اعتبار الثقافة هدفا للعملية السياحية حيث يسعى السائح للحصول على معلومات ومعارف جديدة ، الحصول على مراجع أو كتب ، تحصيل معرفة تاريخية من خلال زيارة مواقع أثرية وغيرها من الأهداف التي ينشدها السائح ، غير أن الثقافة السياحية شيء آخر مختلف ، حيث لاتكون الثقافة هدفا ولكن تكون أساسا للعملية السياحية ، فالثقافة هي الموجه الأساسي للفعل السياحي وعلى اساسها يتحدد هذا الفعل ، فيكون هذا الفعل بناء أو غير ذلك ويكون فعلا سويا أو لايكون كذلك بناء على الخلفية التي توجه هذا الفعل وهي الثقافة باعتبارها خلفية للفعل والسلوك السياحي.
يمكن رصد الثقافة السياحية ، حضورها أو غيابها لدى الأفراد والمؤسسات على حد سواء ، فبالنسبة للمؤسسات يمكن الرجوع إلى طرق تنظيم الشأن السياحي من قبل المؤسسات التي تعمل في مجال السياحة ، بتوفير المرافق السياحية التي تناسب كل الفئات الاجتماعية ، وتنظيم التعاملات السياحية بما لا يدع مجالا للقلق لدى السائح ، بدءا من تنظيم مستودعات ركن السيارات إلى مراقبة أسعار الشقق ، ويغمرني الخجل هنا أن أتحدث عن تنظيم صرف العملة ، لأن هذا المجال عندنا في الجزائر مازال تحت رحمة السوق السوداء عكس بعض الدول الجارة التي قطعت أشواطا في مجال تسيير العملية السياحية مثل تونس والمغرب والتي توفر بين مركز الصرف والمركز الآخر مركزا للصرف .
أما بالنسبة للأفراد فإن الحديث عن غياب الثقافة السياحية بالمطلق هو ظلم للأفراد لأن الفرد الجزائري عموما وبغض النظر عن اختلاف مستويات التفكير ومستويات المعيشة اكتسب نتيجة البيئة المعلوماتية المعاصرة الكثير السلوكيات الواعية ومن ضمن هذه السلوكيات السلوكيات السياحية ، لكن ورغم هذا فإن تكرار بعض السلوكيات المشينة كثيرا ماتبعث على احجام الأفراد عن زيارة بعض المناطق السياحية بما يقلل من كثافة النشاط السياحي ويؤدي إلى تعطيل الحركية السياحية وماينتح عنها من فوائد ومنافع للافراد والمؤسسات الخاصة والعامة ، ولعل أدنى مايمكن ملاحظته من هذه السلوكيات عدم احترام المواقع السياحية من خلال رمي القمامة بشكل عشوائي ، ابتزاز السواح برفع سعر كراء الشقق إلى حد لايطاق ، حجز الطرقات والأماكن العامة وتحويلها إلى حظائر لركن السيارات بدون رخصة أو برخص مزورة وهلم جرا...
لايمكن مقارنة السياحة في الجزائر بالسياحة في دول الجوار في شمال إفريقيا حتى لانذهب بعيدا ونحاول عبثا المقارنة مع جاراتنا في جنوب المتوسط حيث استطاعت هذه الدول أن تجذب أعدادا لايستهان بها من السياح الأجانب بفعل خلق وترقية المواقع السياحية والقدرة على الترويج لهذه المواقع السياحية ناهيك عن العمل على تعزيز شبكة الموصلات وبشكل خاص ربط المدن ببعضها البعض بشبكة مواصلات قوية مثلما هو الحال في المغرب ، هذا كله يجعلنا امام مسلمة أساسية وهي أن السياحة في هذه الدول هي شأن للدولة وهي مصدر أساسي للثروة ، فمتى تكون السياحة عندنا أيضا شأنا للدولة ، تعمل على ترقيتها لخلق موارد إضافية دون عائدات النفط التي ساهمت في تكريس الاتكالية لدى الفرد الجزائري ، خاصة وأن الأساس الطبيعي موجود وبجودة عالية ، ذلك ماتؤشر عليه الطبيعة الساحرة لجيجل وبجاية وسكيكدة والقالة والتي تجمع بين خضرة الجبل وزرقة البحر وحمرة الرمال البحرية مثلما هي بعض شواطئ جيجل ،ناهيك عن الطبيعة الصحراوية التي لا تتوفر عليها بعض دول الجوار هذه ممن بلغت مبلغا كبيرا في مجال السياحة.
لقد أدى الإحساس بأن السياحة هي أحد أسباب لقمة العيش لدى هذه الدول الجارة إلى تقديس السياحة ما أدى إلى الاهتمام بالنشاط السياحي والعمل من خلال مختلف الوسائط على بث وعي سياحي لدى أفراد المجتمع ، بل وخلق قوانين واتخاذ إجراءات تجعل من السائح سيدا في البلد طالما أنه يساهم في جلب العملة الصعبة وبناء اقتصاد البلد ، هذا مالا نجده في الجزائر نتيجة الاعتماد على النفط كمصدر وحيد للثروة .



#سفيان_ميمون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حياة حي ميت
- المجتمع المدني: بساطة اللفظ وعمق المعنى
- جيجل - المحافظة- *
- البيوغرافيا في الدراسات الاجتماعية
- أستاذ الجامعة وإشاعة روح النقد لدى الطالب
- كورونا والإبداع
- السوسيولوجي والطقس الديني
- التعدد الثقافي والديمقراطية
- العلوم الاجتماعية بين الميثودولوجيا والأيديولوجيا
- الجزائر وأنثروبولوجيا الاستعمار
- أهمية العلوم الاجتماعية في التنمية – علم الإنسان نموذجا –
- عقدة المثقف


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سفيان ميمون - الثقافة السياحية