أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد الطويل - من التقييم إلى التقويم التربوي إشكالية المصطلح والممارسة.















المزيد.....

من التقييم إلى التقويم التربوي إشكالية المصطلح والممارسة.


محمد الطويل

الحوار المتمدن-العدد: 7313 - 2022 / 7 / 18 - 18:55
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


لأن التحكم في المصطلح تحكم في المعرفة كما قدمنا، وكذلك يقال الحكم على الشيء فرع من التصور ، ولأن الفهم يتعلق أساسا بمنهجية دقيقة للوضع الاصطلاحي نخص هذه المداخلة في حقيقة إحدى إجراءات العملية التعليمية وهي التقويم، وإذ أنت تُقوّم أو تقيّم ماذا تكون فاعلا؟ ماذا يقال في الوثائق التربوية عن التقويم؟ كيف نفهم التقويم وما سعته التربوية ؟ هل ثمة فرق بين نظرية التقويم وممارسته؟ أولا لنترك هذه الأسئلة جانبا ولنذهب رأسا ماذا نفهم من هذا المصطلح التقويم؟ ولنعرض أولا المعاني اللصيقة أو لنقل التعريفات المطروحة في طريقه :
يعني التقويم إصدار نوع معين من الأحكام على القيمة ((bloom,1967؛
ترتبط ترجمته من الفرنسية évaluer أعطى ثمنا حكم قيمة؛
تعكس معنى الترتيب والتصنيف الزمني ومنه قولك التقويم الميلادي...؛
الهيئة : ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم؛
التعديل ومن ذلك تقويم الأسنان؛
ملاحظة التعليم والتعلم.
حقيقة أن اللغة وفية للمعنى الواحد وإلا ضاعت قيمتها، لكن الفهم متعدد، والفاهمة مصدر كل خلط ولبس. وعلى هذا المعطى كان لابد من أن نحدده انطلاقا من متعدداته بأن نصل لفهم شامل وربما لفهم صائب،
تعتمد العملية التعليمية المعنى الأخير والأول معا ، تراه هذه الممارسة منتهى/تأشير لحصول التعلم أو نتاجات التعلم، درجات تحقق الأهداف الخاصة بالعملية، وكذا من باب إسهامه في الحكم على سوية الإجراءات والممارسات المتبعة ، وتوفير قاعدة بيانات التي من شأنها أن تسوغ لمتخذي القرارات التربوية اتخاذ قراراتهم ولعلها هكذا أقرب لاصطلاحية التقييم.
لا عجب هكذا أن يغلب هذا المنظور للتقويم المحصورا في حدود معنى الاختبار test le الذي اعتمادا على ما سبق هو الجانب الأكثر صلابة، هل لازالت ثمة جوانب أخرى؟ بالفعل لكل فعل تقويم حكم أولي وهو ما تمنحنا إياه اللفظة الفرنسية (التعريف الثاني) فالتعريف الثالث. في مبدئه هو حكم، ثم لهذا الحكم إجراء تبعي (المعنى الخامس) ولكل إجراء نتيجة وغاية وهذا (المعنى الرابع)
ينشأ التقويم التربوي إذن: بناء على أربعة إجراءات لنا أن نرتبها على الشكل الآتي: اختبار / قياس (الحصول على علامة معينة) / تقييم (تحويل العلامة إلى تقديرات : ممتاز، جيد، ضعيف...) / تصرف ( إذا تم تصحيح التعلم وتقويته) ، تجد هذه المصطلحات كامنة في كم التصورات المتفرعة من معنى واحد هو التعديل وهو نفسه المعنى الأكثر دقة للفظة التقويم. وبتنظيم التصورات وفق تلازم إجرائي لنا أن نمسك بقوة كنه المفهوم ونقول هو تصحيح تعلم المستهدف من التعليم وتخليصه من نقاط ضعفه وتحصيله .
لنا في هذا تفصيل، بالعودة إلى المعجم / القاموس اللغوي، قوّم تأتي بمعنى صحح أو عدّل / أيضا قومها أي سعّرها (منحها سعرا) قوام الرجل أي طوله حسنه، قوام الأمر نظامه، قيم وقام أي وقف ... يحسن ان نركز هذه المعاني في القيمة / القومة بمعنى الهيئة/ الاستواء والبلوغ. لا جديد مع المعجم فالمعاني نفسها.
بالعودة إلى الممارسة التعليمية ومما بدأناه ترى العملية التربوية في التقويم عند حدود الاختبار، غالب الفهم تقييم التحصيل المعرفي والمهاري للطلبة، استبصار تحقق الأهداف المنشودة ، أو أحكاما. تجري العملية كالآتي : في حالة اختبار التحصيل يطالب المتعلم بإجابات معدة سلفا أو محددة بشروط إنجاز (الاختبار مرجعي المحك)، فتقاس الفجوة بين المتعين(الدرجة الملاحظة) والمطلوب (الدرجة الأعلى) لتفرز في الأخير على نقطة أو لنقل قياسا. ويحدث جراء المطابقة العملية بين المتعين والمنشود؛ حكم كيفي وهو تقدير المستوى ( ضعيف، مقبول، جيد، جيد جدا ، وممتاز) ليصير الحكم أو مستوى المتعلم كما يلي إجابة متعينة مقيسة مع نظيرتها المطلوبة.
إن في ممارسة كهاته يصبح فيها التطابق هدفا لكل اختبار (الرضى الاختباري )، انزلاق عن البعد التكويني للاختبار إذا كنا حقا في صدد تقويم، فإصباغ الأحكام على مفرزات الاختبار بأن تقدر العلامة "الكاملة و تبخس تنازليا العلامة الهابطة ، ما هو إلا بهرجة" ولربما تتماثل مع "شخصيات موليير" أو ما يسمى بتأثير جوردان متى أصبحت العلامة الكاملة تفوقا كيف أصبح الصفر فشلا ؟ الأكيد أن الإجابة عن هذين السؤالين ستجرنا بعيدا إلى نظم وسياسات العملية الإدارية ومنطق الكوطة والحسابات وهي بعيدة حقيقة عن مدار التقويم، وهذا ما نلح عليه الآن لإن تضييق الناظرين على الاختبار في تعريف التقويم، باب من أبواب السياسات الإدارية ليس إلا.
طَبَعِيٌّ أن يرتبط التقويم بالاختبارية (الفحص أو المحك) كما قلنا سابقا لأن نتائجه (القياس) أي ذلك الوصف الكمي هو الجانب الصلب ولكن هذا لا يلغي كونه جانبا واحدا من المعاني المتفرعة أو الأفاهيم (تعريب موس وهبة ) الدارجة أو أضيقها إن شئنا القول، لماذا أضيقها ؟ لأنه جانب واحد، ثانيا تتدخل فيه اطراف خارج عن العملية التدريسية والتعليمية عموما وهي الإدارة التربوية (إدارة / لجنة امتحانات/ وزارة ...) يمكن ان نميز بين تدبيرين/ خطابين الأول اقتصادي تمثله الإدارة التربوية والثاني خط تدريسي لا يقف عند حدود المخرجات بل تقدمي بحسبان الفعل التقويمي التعديلي التصحيحي ، ثالثا تفرضه حاجات لا مخرجات العملية التدريسية والتعلمية هذا المعطى سبب مباشر في جزئية الاختبار المعني بها محدودية مواد هذا الأخير مقابل المقرر. رابعا القياس محض افتراض.
بالموازاة فإن أي قصر لمفهوم التقويم على نتائج الاختبار وفي تقويم المتعلمين من شأنه أن يقود إلى :
• بعثرة أولويات التعليم ومرتكزات تطويره، فيصبح التدريس من أجل الاختبار هو الهدف الأساس:
• الإحجام عن الخطأ و ضرورة كشف الضعف من قبل المتعلم (العار الاختباري)؛
• الضغط النفسي (الرهاب الاختباري) ربما يؤشر هذا العطب لضرورة تجاوز احتكار المسئول عن الاختبار لعنصر المفاجأة.
وجراءً لما سبق إذا كان هذا واقع أي ممارسة تدريسية، فإنما يعني خللا في آلية التقويم، ورود هذه الأعطاب التذرع بالنتائج/ العار الاختباري/ الرهاب الاختباري يفسر عجزا في التعلم والتقدم والنضج وهي سمات وغايات التقويم لغة واصطلاحا.
هل يعني هذا التحليل أن الامتحانات الإشهادية ليست تقويما ؟
إن أدنى اختلال في معدل ثبات نتائج الاختبار و افتقار أساليب التقويم وإجرائيته ونتائجه لتعزيز التعلم ، وكذلك غياب صفة المراقبة الذاتية لمستوى التعلم وتقدمه، إضافة إلى إغفال الرفع من كفاية وأساليب التدريس جماع هذه المظاهر يفقد الامتحانات الإشهادية صفة التقويم.
وقد وقفنا سابقا أن التقويم سيرورة لا إجراء واحد ولا يتجزأ هذا الأخير إلا بالنظر إلى التصورات المتفرعة عنه _أي التقويم_، وهذا هو سبب طبيعة الممارسات المنعوت كونها لا تقويما، أي أن فهم التقويم علامة/ تقييما.. حيود عن المعنى - الصواب التقويمي، إذا حسبنا التقويم سيرورة تعديل / عقبات تكوين ، أكثر وأكبر وأعم من التقييم الجانب الصلب الذي تعول عليه السياسات التربوية، التي منطلقاتها غائية لا إجرائية في الغالب، ولأن لغة الأرقام استدلال على حصول التعلم، ولكن هل بالسهولة أن يقاس التعلم ؟
خلاصات وإجابات:
• ثمة فرق بين أن تقيم و أن تُقَوّم بالتبعة بين التقييم والتقويم، والترجمات عليها أن تكون دقيقة في التعامل مع مصطلحات Assessment و L’evaluation المستخدمة في التنظيرات الأجنبية.
• التقويم يسمو عن التقييم.
• ثمة وسائل عديدة للتقييم ما عدا الاختبار.
• لا يكون التقويم تقويما إلا إذا تلى الأخير إجراء تصحيحي (تعجيل التصحيح/ الدعم / التغذية الراجعة/ تعزيز التبصر الذاتي للمتعلم/ إعادة تنظيم الهندسة التدريسية...)
• الحكم (التقييم) تتحكم فيه دواع إدارية خارجة عن العملية التعلمية.
• الامتحان الإشهادي ليس تقويما.
• التقويم ليس حكما بل تعديل لحصول التعلم؛ بالتالي الشهادات لا تعني التعلم.
كلمة أخيرة : يكون هذا التحليل الموجز لنقول أن الحذر في تداولية المصطلح (التقويم/ التقييم) ضروري لممارسة جيدة، لأن التحكم في المصطلح تحكم في المعرفة ثم أن بتفريقنا بين التقييم والتقويم تصبح مسائل الحكم لا تعني بالضرورة حقيقة التعلم لافتقادها لقاعدة التعلم أو لقاعدة تكريس التعلم، وهذا الذي يمثله التقويم بما عرفناه أنه التعديل والنمو والتقدم.
مراجع :
 موسوعة المصطلحات التربوية، محمد السيد علي، دار المسيرة لنشر والتوزيع والطباعة، عمان 2011، الطبعة الأولى.
 إستراتيجيات التقويم التربوي الحديث، وأدواته، مصطفى نمر دعمس، دار غيداء للنشر والتوزيع، عمان، 2008، الطبعة الأولى.
 الديداكتيك مفاهيم ومقارابات، أحمد الفاسي،
 Guy Brousseau, Glossaire de quelques concepts de la théorie des situations didactiques en mathématiques.
 مختار الصحاح، الرازي، ت: يوسف الشيخ محمد، المكتبة العصرية، بيروت، 1999، الطبعة الخامسة.



#محمد_الطويل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الفرق بين مكة ونيويورك


المزيد.....




- -إسرائيل تنتهك قوانينا.. وإدارة بايدن لديها حسابات-.. مسؤولة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في محيط مستشفى الشفاء بغزة لل ...
- موسكو تدمر عددا من الدبابات الأوكرانية وكييف تؤكد صدّ عشرات ...
- مفتي روسيا يمنح وسام الاستحقاق لفتى أنقذ 100 شخص أثناء هجوم ...
- مصر.. السفيرة الأمريكية تثير حفيظة مصريين في الصعيد
- بايدن يسمي دولا عربية -مستعدة للاعتراف بإسرائيل-
- مسؤول تركي يكشف موعد لقاء أردوغان وبايدن
- الجيش الاسرائيلي ينشر فيديو استهدافه -قائد وحدة الصواريخ- في ...
- مشاهد خراب ودمار بمسجد سعد بن أبي وقاص بمخيم جباليا جراء قصف ...
- قتيل بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان والمقاومة تقصف شبعا


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد الطويل - من التقييم إلى التقويم التربوي إشكالية المصطلح والممارسة.