أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - ليلى تباّني - أيّها الحزن ...أترك لي ما بقي مني .














المزيد.....

أيّها الحزن ...أترك لي ما بقي مني .


ليلى تباّني

الحوار المتمدن-العدد: 7306 - 2022 / 7 / 11 - 04:37
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


أيّها الحزن .... أترك لي ما بقي منّي...
يقال أنّ أصدق الحزن هو ابتسامة في عين دامعة وكأنّك تتحدى الألم بابتسامة يائسة ... تستحضرمظاهر السعادة رغم غيابها ....الحياة مزيج من الخير والشر ومن النعيم والبؤس ومن الجمال والقبح ومن السعادة والشقاء فلولا الضد ما كان ضدّه ، ولا مجال للتناقض والحياة صراع أضداد لا متناقضات تشترك في الجوهر وتختلف في المظهر.... فلولا الفقر ماكان الغنى ولولا البؤس ماكان النعيم ولولا الانحفاض ماكان الارتفاع ولولا الضيق ماكانت السعة ولولا الحزن لما عرفنا السعادة فالضحك والدموع وجهان لذات العملة فإذا،ما فاجأتك ، الهموم والمآسي فلا تنصدم ،عند لحظه حدوثها، بل تمالك نفسك ولاتسقط إلا واقفا وثق أنّ الفرح والحزن توأمان كما السعادة والالم كما الموت والحياة...... فالفرح يأتينا مستقيما… كسهم يدخل قلوبنا مباشرة فيخترقها ويخرج … وتنتهي الفرحة وتبقى الذكرى… أما الحزن فهو التوأم الوحيد الذي يبقى معنا… يتداخل في كل حالاتنا… ففي فرحنا حزن.. وفي حزننا حزن.. في غضبنا حزن… في عشقنا حزن… في حبنا حزن… في ولادتنا حزن…وفي كل حالاتنا حزن… الحزن معجون في أبداننا ومع التراب… مجبر ليس مخيّر فهو الذي يبقينا متيقنين أننا بشر .. وأننا ما نزال موجودين هاهنا في أرض ليست بالجنة…. إن من طبيعة البشر أن يفرح الإنسان للحظات ما يلبث أن يعود لوضعه الطبيعي وهو الصراع مع المشاعر الأخرى ، والتي هي أقرب للبشرية فيعيش حالة من فوضى المشاعر لا يعرف خلالها أحزين هو أم سعيد ؟…فالإنسان بطبيعته يمرّ بعشرات المشاعر يوميا… يرتفع وينخفض كطائرة ورقية… هادئا يكاد يكون ساكنا كالنسيم الخفيف.. سعيدا ومنطلقا للأعلى في الريح اللطيفة… حزينا.. منزعجا ومتقلبا في الرياح الشديدة… ولربما تأتي أعاصير شديدة تقطع حبل الوصال مع النفس البشرية فيتحول إلى أشد أنواع الغضب الذي يتمنى كل شخص أن لا يمر به… فالفرح جزء بسيط فقط من سلسلة الأحزان أما الحزن فهو الجزء الأكبر للإنسان… وما تبقى من أحاسيس فهي متنوعة التجليات متباينة الشدة…
فالإنسان ليس مخيّرا أيّ الدروب يمشي من أحاسيس ولكنه عرضة للكثيرمنها يوميا ولكن الصفة السائدة به هي"الحزن" ليس لأننا اعتدنا مصاحبتها في طرقنا اليومية ولكن لأنها الوجه الآخر لنا…
أنا إنسان…هل أنا مخلوق حزين…؟ هل الأصل في حياتنا هو السعادة أم الحزن ؟ بلى لقد خلقنا واودعنا الجنة سعداء وبدأت أحزاننا تتوالى تباعا وصارت غاية وجودنا ونهايتنا هو تحصيل الجنة و العمل للعودة إليها… حتى خلال سعادتي علي أن أبقي على شيء من الحزن و أستحضر فرامل بهجتي كي أكبح تجليها لأثبت لنفسي أنني في اختبار وعلي أن لا أدع تلك السعادة البسيطة تنسيني من أنا.. من أين خرجت… وإلى أين أتجه.. ....المرض ...الموت ....المشاكل ...الإحباطات ....الفشل .....فقدان الأحبة ...كلّها مسبّبات الحزن وكلنا نسعى لزوالها والحري بنا أن نسأل ما السعادة ؟ وهل الانسان مجبر على المرور بالحزن كي يحصّل السعادة ؟
يقول المثل الصيني : " إنك لا تستطيع أن تمنع طيور الحزن من أن تحلق فوق رأسك ، و لكنك تستطيع أن تمنعها من أن تعشش في شعرك " فالحزن حاصل لا محال بغير إرادتنا ، لكنّه لا يستمر بإرادتنا ، وثمّة قلة من يفهم أن جنون الربيع إنما هو وليد حزن الخريف ولا سبيل للتخلّص من الحزن إلاّ العمل سواء منه الدّنيوي أو زاد أخروي ، فالعمل بنشاط هو الذي ينقي النفس ويصقلها ويخلصها من أحزانها. فحين يغمرك الحزن تأمل قلبك من جديد، فسترى أنك في الحقيقة تبكي مما كان يوماً مصدر بهجتك.وتجد أنه من السّخافة أن تولي الأمور أكبر من نصابها وان تستسلم للنحيب على أمور أنت تعرف مسبقا أنها عابرة كما هي الحياة عابرة ، وتتأكد مع تقادم الأحزان وتواليها أنّ البكاء مبتذلا برفقتها .. حتى لكأنه إهانة لمن نبكيه أو ماذا نبكيه ....والأمر صار بين يديك أيها المدّعي الحزن ، لا تبحث عن سعادتك بعيدا وانت أقدر على زرعها تحت قدميك .... أيّها البائس كن سعيدا ولا تفنى وأنت تحاول تغيير الدنيا ، بل مت وأنت تحاول أن تغيّر نظرتك لها .



#ليلى_تباّني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فبأي آلاء بوحك يكذبان
- فلسفة الوسطية والنصفية (في فكري الفيلسوفين جبران خليل ومالك ...
- قراءة في رواية - سويت أميركا - للدكتورة الشاعرة زينب لعوج
- هيليوبوليس ...تعدّدت الأوصاف والسحر واحد
- ديستوبيا ما بعد الحدث....ماذا بعد خسارة الخضر ؟
- فلسفة حياة
- فلسفة السعادة -إن السّعداء بالدّنيا غداً هم الهاربون منها ال ...
- هكذا يجب أن تكرّم اللّغة العربية


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - ليلى تباّني - أيّها الحزن ...أترك لي ما بقي مني .