أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ابراهيم سليمان - العدالة والقسوة الدينيه














المزيد.....

العدالة والقسوة الدينيه


ابراهيم سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 1680 - 2006 / 9 / 21 - 11:10
المحور: المجتمع المدني
    


في التاريخ الإنساني محطات سوداء كثيرة كانت فيها العدالة هي ثمن التقوى والإيمان .. ففي زمن محاكم التفتيش في أوربا العصور الوسطي مارست العقلية الغيبية المتعصبة أبشع صور الاضطهاد ضد الإنسان بحجة التقرب إلى الله وتجميع الحسنات والنهي عن كل ما ينافي العقيدة الرسمية والأمر بما تم الاتفاق عليه في المجامع الكنسية فقط ولم يخطر ببال أولئك الطغاة من الرهبان والقساوسة و الأساقفة تحقيق معنى العدالة بل كان همهم تحقيق رضا الرب كما يتصورون فقط ! حتى أن احد أمراء المقاطعات الفرنسية قام بعد أن إصابته لوثة التقوى والإيمان في أخر حياته بحرق مئات الأشخاص ممن لاحظ على سلوكهم ما يظنه فسادا في عقيدتهم وهذا ما يذكرنا بالفاسق جعفر نميري عندما أصيب بلوثة في أخر سنوات حكمه وتحالف مع دراويش التيار السياسي الديني في السودان وقام باهرا ق ألاف الأطنان من الخمور بدلا من إعادة تصديرها في بلد جائع ثم قام بتقطيع أيدي مئات وربما ألاف من السودانيين الفقراء بحجة انه ينفذ شريعة الإسلام ولم يعدم جمهورا يصفق له بحماسه .. كما لم يعدم ذالك الأمير الإقطاعي في أوربا الجاهلة الجمهور المتحمس الذي يصل حماسهم أحيانا إلى درجة اقتحام السجون واخذ المهرطقين ( سجناء الرأي ) وإحراقهم في الميادين العامة تقربا من الله .. سجناء مكبلين بالسلاسل في زنزانات مفرده ويعيشون على الماء والخبز فتكت بهم الأمراض والهموم يسحبون ليحرقوا لمجرد أنهم يختلفون مع الكنيسة في أمور لاهوتيه أو سحريه أي تهم كلها مما يدخل في باب الرأي والكلام اللامعقول بل الدجل سواء من الجلاد أو المتهم ..
وليس بعيدا ما مارسته حكومة طالبان ضد المرآة وضد الأقليات بل ضد المواطنين الأفغان كافة من اضطهاد وتدخل في حباتهم اليومية والشخصية بل والمنزلية بحجة تنفيذ إرادة الله والتقرب إلى الله ومن ثم الفوز باالجنه .. واليوم في الصومال تمارس حكومة المحاكم الإسلامية نفس العدالة العرفية فتقام المحاكم الفورية لتصدر أحكام القطع والصلب والجلد والسلخ .. وأصبح مفهوما أين ما حل حكم إسلامي ان يتبعه عداله مغالية في قسوتها لدرجة ان يتوب اكبر المجرمين والمستهترين فلا احد يتحمل قطع الأيدي في دراهم معدودة والرجم بالحجارة بلا رحمة لأول خطاء والتمتع والتلذذ بجلد المواطنين في الطرقات فيحل الأمن فعلا .. امن الرعب الحقيقي .. الذي يتفوق على رعب الجريمة بمراحل .. فعندما ما كانت أفغانستان تحت حكم طالبان كانت في منتهى الأمن الذي سببته القسوة في الأحكام والإجراءات والتنفيذ فلا احد يجروء على ارتكاب ما يتسبب في تشويهه أو قتله .. خاصة أن فرصة المحاكمة العادلة التي تحيط بكل ظروف وملابسات الجريمة تكاد تكون معدومة فلا وقت بين القبض على المجرم وبين تنفيذ حكم الله الذي غالبا هو نهائي وجذري .
بالأمس قابلت صومالي ذكر لي أن الأنباء التي تصله من أقاربه في الصومال تقول أن لا أحد يجروء على سرقة عود الأراك ( السواك ) في الصومال اليوم وان الأمن مستتب في ظل المحاكم ألإسلامية قلت له إنها حكاية قديمة ومعروفه خاصة في أوقات الفوضى .. وهي( قد ) تكون محمودة كما تحمد قوانين الطوارىء أو القوانين العرفية لمدة وجيزة في زمن الفوضى وبقواعد وقوانين لا تنتهك أسس إنسانيه .



#ابراهيم_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متاجرة الاسلاميين بقضية الرسوم ثم بكلام البابا
- قناة المجد هي التي حطمت حياتي..!! بعرضها للمردان
- طبقية الحجاز .. وعنصرية نجد
- الضوء الذي أنار دواخلنا يوم ارتطمت طائرة ببرج التجارة ..
- لدينا أصعب الطرق للدخول إلى الجنة ..


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ابراهيم سليمان - العدالة والقسوة الدينيه