أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ابراهيم سليمان - طبقية الحجاز .. وعنصرية نجد














المزيد.....

طبقية الحجاز .. وعنصرية نجد


ابراهيم سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 1673 - 2006 / 9 / 14 - 01:00
المحور: المجتمع المدني
    


منذ سمعت بقضية ( فاطمة ومنصور ) المحزنة والتي قام فيها القضاء السعودي بالتفريق بالقوة بين زوجين سعيدين يعيشان مع أطفا لهما بحجة عنصرية وهي أن أحدهما أكثر شرفا وحسبا من الأخر ولا يليق به أن يعيش مع شريك حياته كما ترى المحكمة التي لم يشتكى لها أي من الزوجين ..!! منذ ذلك الوقت وأنا أفكر في تلك العقلية القبلية التي أنتجت مثل هذا الحكم الجائر .. هل هي إسلامية كما يقال .. هل روح الإسلام العادلة التي جذبت الملايين عبر التاريخ ترضى بمثل حالة منصور وفاطمة .. ؟ أم أنها حالة أنتجتها عقلية العزلة والأمية الطويلة في الفيافي النجدية
منذ وعيت معرفة بلادي وتجولت فيها ولدي إحساس خاص حيال أهم إقليمين في المملكة لايفا رقني عندما أتجول في الحجاز أو نجد ..
فكلما جئت الحجاز اشعر وأرى وأحس بالتمايز الطبقي بين الناس .. اشعر بالطبقية المستوطنة في ثقافة الناس وأوصاف الأمكنة والبشر .. ساده وثراء وبيوت فاحشة الغنى المتوارث وتقاليد من التعالي الطبقي المادي و الديني تواجه فقر مقبول بتسليم شائع بين الناس .. ولكن أيضا مع هذه الطبقية يوجد تسامح صوفي الطابع يغسل و يخفف ما في القلب من ( أحقاد ) أنتجها التفاوت المادي العريق .. الحجاز تاريخيا بلد تجاره قديم منذ قريش ورحلاتها المشهورة إلى مواسم الحج والعمرة المزدهرة عبر التاريخ وظلت مكة مركزا ماليا وروحيا منذ الجاهلية تستقطب إليها قبائل الجزيرة العربية كلها بالحج إلى أسواقها بحجج الدين أو الشعر أو التجارة أو بها معا .. فبنى و حافظ على طبقيه غير متوحشة بانفتاحها على الفقراء بدوافع روحيه ..رغم وجود السادة الأشراف وتميزهم العنصري لكن السكان المتعددي الاصول والقادمين من شتى انحاء العالم الاسلامي انصهروا في رحاب الحرمين مما جعل العنصرية قضية ثانويه ولم تكن عائقا امام الانصهار الاجتماعي وامتلاء الحرمين بعلماء ومعلمين و ائمة و تجار من كل الاجناس البشريه
في المقابل .. في نجد دائما ما يثيرني سذاجة ورخاوة الطبقية النجدية الجديدة التي لم تستطع أن تتجاوز الأساس العنصري للمجتمع النجدي .. حتى صار من المألوف جدا أن ترى صعلوكا فقيرا يناسب أو يصاهر اكبر الأثرياء ولكن بشرط التساوي العنصري .. !!
فلا مشكلة طبقيه ولا عيب في الفقر .. لان الجميع انطلقوا من محطته بالأمس القريب .. أما النقاوة العنصرية فهي شرط لا يمكن التنازل عنه .. ليكون الأساس العنصري كما كان دائما خلال ألاف السنين الماضية معيارا للتصنيف والانتقاء الاجتماعي .. وتوقع الكثيرين انه مع تمدن المجتمع وهطول الثروة النفطية وتعاظم قيمة المال فيه ستنمحي المعايير العنصرية التي أغلقت سبل التصاهر و التناسب والتراحم بين الناس وحصرته داخل دوائر مغلقه ( تسببت بأمراض سلالية و وراثية ) .. ولكن ما يقوله الواقع أن المال لم يستطع أن يشرخ العنصرية أو يهون منها فظلت هي أساس الانتخاب والتمييز بين البشر في هذا الإقليم الصحراوي .. وبينما خفف تسامح النزعة الصوفية من أحقاد التنافر الطبقي .. لم يوجد في نجد إلا الطهرانية البيورتانيه التي تقمع وتزيد في الأحقاد القلبية وتكاد تعطي العنصرية شرعية دينيه .. وليس أخرها ما تفتق عنه القضاء النجدي عندما فصل بين زوجين وفرق بينهما وشتت أطفا لهما بسبب عدم الكفاية العنصرية بينهما وقدم ذلك الظلم العنصري بتبريرات دينية ..!! رغم ما نردده ليل نهار عن المساواة وان لافرق بين عربي وعجمي واسود وابيض إلا بالتقوى وان الإسلام سبق الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ..!!



#ابراهيم_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الضوء الذي أنار دواخلنا يوم ارتطمت طائرة ببرج التجارة ..
- لدينا أصعب الطرق للدخول إلى الجنة ..


المزيد.....




- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ابراهيم سليمان - طبقية الحجاز .. وعنصرية نجد