أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد علم الدين - نصر إلهي، كيف ؟















المزيد.....

نصر إلهي، كيف ؟


سعيد علم الدين

الحوار المتمدن-العدد: 1680 - 2006 / 9 / 21 - 02:10
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


وهل كلام الشيخ حسن نصر الله منزل لكي يقنعنا بهذا الوصف للكارثة التي زلزلت وطن بكامله من جنوبه إلى شماله ومن سواحله إلى بقاعه، تسببت بتدمير بيوت الله من حسينيات ومساجد وكنائس، هدرت موارد، بعثرت طاقات، قتلت وجرحت الآلاف، وشردت مئات الآلاف؟
إذا فرضنا أنه نصر إلهي، أي نصر من عند الله، أي أن الله قد ساهم في تحقيقه، فهل معقول أن يكون ذلك دون أن يكتمل بتحرير القدس الشريف من أيدي أعداء الله والإسلام وعودة أرض فلسطين المقدسة المغتصبة بكامل ترابها إلى حظيرة الأمة العربية وخروج الصهاينة المعتدين من ديارهم مهزومين كما أخرجونا من ديارنا عام ثمان وأربعين؟ أليس تأليه النصر أي نعته بالإلهي تلاعب بعواطف الناس البسطاء وتعديا على حقوق الذات الإلهية؟
وهل وكَّلَ الله أحدا في هذه الأرض ليعلن باسمه انتصارات وهمية ليس لها وجود؟ بشهادة مفتي صور وجبل عامل العلامة السيد علي الأمين، الذي قال: "لم نر آثاراً لهذا النصر كما رأيناه في الإنجاز الذي تحقق سنة 2000 واستمر إلى ما قبل 12 تموز لأن النصر هو معنى وجودي وليس معنى عدمياً يؤخذ من عدم تحقيق العدو لأهدافه".
أم أن حسن نصر الله يريد التماهي مع أحمدي نجاد الذي استعمل نفس التوصيف للكارثة التي عصفت لبنان؟
عودة إلى خطابات حسن نصر الله وثوريات ثقافة "المنار" تؤكد أن الهدف الحقيقي المعلن والمبطن لحزب الله والذي عبر عنه بمناسبة وغير مناسبة هو تحرير فلسطين بالكامل.حماسيات خطاب يوم القدس أكبر شاهد على ذلك!
كيف نصر ألهي؟ ولم يتحقق أي شيء من هذه الأهداف حتى أن شبعا المسكينة التي خضنا الحروب وقدمنا الشهداء ودمرنا البلاد ونُكبنا كرما لحبات ترابها (هذا إذا حصلنا على كم متر من سوريا بعد تحريرها، لأنها لم ترسم وتحدد بعد بين لبنان وسوريا) لم يتحرر منها شبر واحد بل خسرنا معها مئات الكيلومترات من أرض الجنوب العزيز وحتى لحظة كتابة هذه الكلمات لم تزل قوات جيش الهجوم الإسرائيلي وليس الدفاع تحتل العديد من بلدات الجنوب وآخر الأخبار أنها تعزز مواقعها فيها؟
نصر إلهي كيف؟ وكنا بثلاثة أسرى أردنا تحريرهم من سجون العدو أصبحنا بعشرين؟ أليس استسلام هؤلاء المقاتلين من حزب الله للجنود الصهاينة بحد ذاته هزيمة لثقافة الحزب العقائدية في الدفاع حتى الاستشهاد، حتى منهم من شارك بخطف الجنديين الإسرائيليين باعتراف نصر الله نفسه؟
أليس القتال في ساحات الوغى حتى الاستشهاد لدخول الجنة أشرف وأعظم وأجل بكثير لهؤلاء العشرين عنصر حزب إلهي من دخول سجون العدو؟
وإذا عذرنا الجندي العادي على استسلامه، فكيف سنعذر مقاتلي حزب الله وهم المجاهدون الغالبون الصابرون الأشداء؟ وفرضنا أن ذخيرتهم انتهت، أين الأحزم الناسفة، تتفجر في وجه الأعداء؟ أين السلاح الأبيض يحول نهار العدو إلى ليل كالح السواد؟ كيف يستسلم هؤلاء المؤمنون لجيش الصهاينة وقد شاهدنا صور بعضهم وهم بكامل صحتهم الجسدية؟
ألا يعتبر استسلامهم شيء مرفوض حسب ثقافة المقاومة بل وخيانة لا يمكن أن تغتفر بحق العقيدة الجهادية التي يرفع شعارها الحزب؟
وهل سيستقبلهم القائد حسن نصر الله عند تبادلهم وعودتهم إلى الوطن استقبال الأبطال أيضا وبمهرجان نصر إلهي ؟
هناك فرق كبير بين ثقافة الانتحار ورمي النفس في التهلكة قصدا وبين الدفاع المستميت في وجه العدو عن الأرض والعرض والكرامة حتى الشهادة.
ومن ناحية أخرى لم يستطع حزب الله أسر جندي إسرائيلي واحد، عدا الجنديان اللذان خطفا في بداية الحرب.
الانتصار في الحرب يعني الربح أيضا. وماذا ربح حزب الله من انتصاره الإلهي هذا؟ لا شيء على الأرض. على العكس تماما خسر تحت الأرض من أنفاق بناها وفوق الأرض من دفاعات كلفت الملايين.
مسؤول الجنوب في "حزب الله" نبيل قاووق: "أننا معنيون بأن نحمي إنجازات المقاومة"
ما هذه الإنجازات التي يتحدث عنها الشيخ قاووق ؟ دون أن يحدد إنجاز واحد سوى فكرة الصمود أمام الجندي الصهيوني مقارنة مع حروب الحرب السابقة مع إسرائيل. مع العلم أن لكل حرب مناخه وظروفه وطبيعته. فلا يمكن أبدا مقارنة ما حدث عام 48 بما حدث عام 67 أو بغيرها من حروب العرب وإسرائيل. والجيش المصري اخترق أيضا خط بارليف المنيع ببطولة مشهودة له وحطم أسطورة الجندي الذي لا يقهر. وعندما يصرعنا الحزب بالتباهي قبل هذه الحرب وفي جلسات الحوار الوطني باستراتيجيته الدفاعية ضد إسرائيل يعني ذلك أقل الإيمان الصمود. والصمود ليس نصرا، بل واجب. وليس إنجازا، بل عارض. وهل يستأهل ذلك أن ندمر البلد على رؤوسنا من أجل إثبات فكرة الصمود أمام العدو. ولماذا؟ من أجل أن نحطم أسطورة الجيش الذي لا يقهر! وفرضنا أننا حطمناها، فماذا سيفيدنا ذلك إذا لم يتحرك جيش عربي للاستفادة من ذلك؟
وبعد أن حققا مصر والأردن سلامهما مع إسرائيل فلم يبق في الساحة إلا الجيش السوري ليتحرك ويحرر أرضه المحتلة في الجولان. حرب تموز كانت فرصة لكي تتحرك الجبهة السورية مع الحزب كجبهة واحدة في وجه إسرائيل لتحقيق بعض المكاسب السياسية لحل القضية. إلا أن النظام السوري ليس بهذا الوارد أبدا وخطاب بشار الأسد الأخير أفصح عن الكثير وكما يقول المثل اللبناني " لو بدها تشتي في جبهة الجولان كانت غيمت".
أما بالنسبة للشارع العربي فلم يتغير ولن يتغير بصمود حزب الله. إنها عواطف شعبية وبضع مظاهرات لم تتعد الآلاف ونثر كلمات هنا وهناك لا أكثر ولا أقل.
لا بد هنا من تفنيد إنجازات النصر الإلهي حسب الحقائق على الأرض وليس حسب التصاريح ومهرجانات النصر التي لا تبني مصنعا ولا تعيل عائلة. لقد كان الحزب قبل هذه الحرب سيد الساحة الوحيد في الجنوب فوق الأرض يبني استراتيجيته الدفاعية وتحت الأرض يبني أنفاقه ، أما اليوم فقد أصبحت منطقة الحدود وحتى الليطاني محظورة عليه. جلب السلاح والمتفجرات والصواريخ عبر سوريا أصبح أيضا محظورا. قبل 12 تموز كانت منطقة الجنوب خالية من أي قوة احتلال، اما الان فقد أصبحت الجيوش الأجنبية تسهر عليها مع الجيش اللبناني. قبل عملية الخطف كان اللبناني يسكن في منزل مريح، أما اليوم فهو معرض للبرد والريح. قبل هذه الكارثة كان لدينا جسور حديثة وكهرباء وساحل نقي وهاتف وطرقات سريعة، أما الان فقد عدنا إلى الوراء عشر سنوات والتنقل على الحمير صار أسرع من السيارات. قبل هذه الحرب كنا نفتخر بمطار دولي حديث ومرافئ عصرية، أما بسبب إنجازات المقاومة صار لدينا مدارج مدمرة ومرافئ بلا رادارات. قبل عملية الوعد الصادق كان الشعب اللبناني يحيا بكرامة ويقوم بإنجازات اقتصادية وحضارية، أما اليوم فهو بحاجة لعطف العالم ولمن يقدم له يد المساعدة. قبل هذه الكارثة الغير طبيعية كان لبنان مقصدا للسياح، أما اليوم فقد حقق حزب الله إحدى إنجازاته بتخريب فصل الصيف. قبل الحرب كانت إسرائيل تخرق سماءنا بخجل أما اليوم فانتهاكاتها تحدث وبعين وقحة. وكون العدو لم يستطع تحقيق نصر واضح على حزب الله، فلا يعني ذلك بالضرورة أن الحزب أصبح منتصرا!
والأهم من ذلك أن وضع إسرائيل بشكل عام لم يتغير وما يحدث فيها من لجنة تحقق بالحرب هو تقوية لديمقراطيتها وكشف الثغرات بينما وضع حزب الله انقلب رأسا على عقب سلبيا بالطبع! وما مهرجان النصر الإلهي إلا محاولة ذر الرماد بالعيون. وبعد كل ذلك يريد الشيخ نصر الله إقناعنا بنصره الإلهي.
.



#سعيد_علم_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وماذا يعني الحصار يا أهل الانتصار؟
- حزب الله يضع لبنان على كف عفريت. ومن جديد!
- لبنان في رعاية الأسرة الدولية وسيبقى
- حكومة السنيورة الراقية باقية، يا أهل الرابية
- الذي يلعب مع القط عليه بتحمل خراميشه
- فرسان الشرق الأوسط الثلاثة
- نصر أم دمار -استراتيجي- ياشيخ نصر الله؟
- السنيورة يبكي ونصرالله يُمَنِّنْ
- لبنان ليس سوريا ولا إسرائيليا يا سيد حسن نصر الله
- خمسمئة يوم مرت، والجريمة لن تمر دون عقاب
- لا تَحْزَنَّ أيها الكويتيات!
- ضرورية العلمانية بالنسبة للدولة الحديثة
- العلمانية والديمقراطية وجهان لميدالية ذهبية واحدة
- الأوطانُ تُنْهِضُها الهامات وليس التهديد والعنتريات أيها الع ...
- الصوت أمانة شراؤه وبيعه خيانة
- أيها اللبنانيون البسوا ما يفصل لكم حزب الله وأنتم الناجون!
- إلى أين يريد حزب الله أخذ لبنان ؟
- فتح الانتفاضة، انتفاضة على من ؟
- ثورةُ الأَشجارُ
- الإرهاب أصبح ماركة عربية إسلامية مسجلة


المزيد.....




- أمير الكويت يأمر بحل مجلس الأمة ووقف العمل بمواد دستورية لمد ...
- فرنسا.. الطلبة يرفضون القمع والمحاكمة
- البيت الأبيض: توقعنا هجوم القوات الروسية على خاركوف
- البيت الأبيض: نقص إمدادات الأسلحة تسبب في فقدان الجيش الأوكر ...
- تظاهرات بالأردن دعما للفلسطينيين
- تقرير إدارة بايدن يؤكد أن حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة لا ...
- بالنار والرصاص الحي: قرية دوما في الضفة الغربية.. مسرح اشت ...
- أمير الكويت يحل البرلمان ويعلق العمل جزئيا بالدستور حتى أربع ...
- مجلس الأمن يؤكد على ضرورة وصول المحققين إلى المقابر الجماعية ...
- بالفيديو.. إغلاق مجلس الأمة الكويتي بعد قرار حله ووقف العمل ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد علم الدين - نصر إلهي، كيف ؟